نوفيلا رُسُل من الفصل الأول للفصل الأخير للكاتبة هدى زايد
بمرح
طب اخطبها منها تتعرفوا على بعض ومنها ترضي جدك لحد ماواحد منكم يزهق التاني وتفركشوا
راقت الفكرة ل رسلان رد بإعجاب قائلا
هي فكي ة فكرة حلوة بس طبعا مش هعمل اللي بتقولي عليه دا هخلي جدي يتكلم معاها ويشوف يايهارأيها لو موافقه نكتب الكتاب
تابع متسائلا بحيرة
إيه يايك رأيك ياماما
لوت والدته شفتيها يمينا وهي تقول بسخرية واضحه
وقفت عن الأريكه وهي تنهي حديثها بحزن وحسرة قائلة
عيني عليك يا ابني يايوم ماتتجوز تتجوز مجاملة
حاول إيقافها ولكن باءت جميع محاولته بالفشل
عاد ببصره لأخواته وقال بنبرة حائرة
اعمل إيه
ردت عائشه بحنو
متزعلش ياحبيبي ماما مافيش أطيب منها هي بس خاېفه عليك
رد ساجد مؤكدا
إنت عارفاها بتزعل بسرعه وبتتراضى بسرعه
يلا اتجوز بقى وهات لي عريس يتجوز بنتي أنا مش هديها لحد غير ابنك صغير صغير مش مشكله
اكتفى بالإبتسامه الخفيفه الذي جاهد كي يرسمها على شدقيه ترك سجدة تشاهد على هاتفه فيلمها المفضل وولج حجرته بخطوات متثاقلة وكأنه عجوز لا يستطيع الحرك بخطوات واسعه
نزع سترته ووضعها على المقعد باهمال مدد جسده على الفراش مغمض العينين يحاول جاهدا الوصول إلى حلا يرضى جميع الأطراف
وبعد مرور أسبوع وفي يوم الجمعه تحديدا
قرر رسلان أن يعطي رأيه في هذا الأمر أمام العائلة بأكملها انتهوا جميعا من تناول وجبة الغداء
ارتشف رشفات سريعة من القهوة قبل أن يتحدث بتردد قائلا
أنا نوايت بإذن الله اتجوز ي سلرسل بنت عمي
تحجرات رشفات القهوة في حلق والد رسل حاول أن يبرر سخافة الموقف لكنه صمت حين قال الجد بسعادة
مباركات من البعض وصدمه ودهشة من البعض الآخر وبالنهاية كانت السعادة سيدة الموقف في منزل الجد رسلان الحديدي .
غادر الجميع الحديقه وبقى والجد وابنه يتبادلون أطراف الحديث وضع والد رسل قدح القهوة على سطح المنضدة الزجاجي متسائلا بهدوء
حضرتك بتعمل كدا ليه
بعمل إيه مش فاهم !!
رد بيضق واضح في نبرته متناسيا أن من يتحدث معه هو والده وليس العكس
بابا ليه بتحاول بكل الطرق ترجعها البيت وإنت عارف ومتأكد إنها نسخة من أمها
رد والده مقاطعا بحدة وصرامه
احترم نفسك وأعرف إنت بتكلم مين أنا أبوك مش إنت اللي أبويا وبعدين أنا عارف كويس قوي أنا بتصرف ازاي الدور والباقي على اللي ماشي زي الحمار ورا مراته
أنا آسف يا بابا مش قصدي بس
قاطعه للمرة الثانيه قائلا بحزم
مابسش الجوازة دي هتم رغم عنك وعن الكل والبنت دي بنتك سوا راضي ولا لأ
ختم حديثه بتقزاز من معاملة ابنه لحفيدته
وبعدين يا اخي لما إنت قرفان وإنت بتتكلم عنها كدا اومال اتجوزت امها ليه
رد بندم
غلطه غلطتها زمان
طرق الجد بكفه على سطح المنضدة قائلا بعصبيه
وهي ملهاش ذنب في غلطك دا هي كل ذنبها إنها بنتك وإنت أبوها مش عاوز تعترف بيها إنت حر بس كمان متزعلش لما هي تنكرك وأنا شخصيا مش هاعتابها على دا ولا حد يقدر يعاتبها عليه واتفضل يلا من قدامي مش طايق اشوف وشك قصادي .
غادر والد رسل وهو يتمتم بكلمات غير مفهومه بينما أطلق الجد زفيرا طويلا وكأن ابنه كان جاثما على رئيته يمنع دخول الهواء ليتنفس .
مر الليل كاملا والجميع في حالة من الذهول البعض بدء تقبل الأمر والبعض الآخر يحاول التأقلم وبين هذا وذاك كان حائرا هو في قراره يعلم أن صلاة الاستخارة كانت تحمل له البشرى ولكن قلبه يشعر بالتوتر لم يكن يعلم حتى الآن ماهو السبب في ذلك ربما لأن غدا سيذهب لطلب يدها رسميا ربما !!
في مساء اليوم التالي
كانت رسل تشاهد أحد البرامج الشهيرة الخاصة بالموضة والأزياء وهي تتحسر على حالها بينما كانت تنظر لهم رحيق نظرة عاديه خاليه من الإنبهار على عكس تماما نظرات أختها جلست والدته على المقعد وهي ترتشف كوبا من الشاي الساخن قائلة بسخرية محاولة تقليد نبرة ابنتها
بكرا جدي يرجع ويقل لي حقك عليا يا رسل هاكتب لك اللي عاوزاه يا رسل وفات أسبوع لا شوفنا جدك ولا شوفنا الخير اللي كان بيجي منه
أقول إيه عليك وعلى جنانك اللي ضيع مننا النعمه
ردت عليها بلامبالاة قائلة
ماهو اللي طلع القمر قالوا عليه مچنون بردو
وفي الآخر وصل للي هو عاوزه
تنهدت الأم وقالت بنبرة حائرة من لامبالاة ابنتها
اما نشوف أخرتها معاك يا آخرة. صبري
ردت بشرود قائلة بوغيد
هتشوفي كل خير أوعدك يوم ما ارجع البيت هارجع بس بقوة وهرجع بالطريقه اللي تخلينا ماسكة في لآخر العمر
حركت رحيق رأسها بعدم رضا وراحت تقول بحزن على ما آلت إليه أختها من حقد وغيظ تجاه عائلتها
ربنا يهديكم