السبت 23 نوفمبر 2024

رواية بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 12 من 115 صفحات

موقع أيام نيوز

 

للآخر يربط فارس على شعرها أو يدها ليبعث الطمأنينه فى نفسهاحتى وضعت راسها على ذراعه المتشبثة بها وأغمضت عينيها نامت ببراءة مما جعل دنيا تستشيط ڠضبا من الصغيره وشعرت انها أنتصرت عليها

أقبلت هيام صديقة دنيا وجلست بجوار عمرو بخجل وبحثت عن كلمات تستطيع بها ان تتحدث اليه وتجذب أنتباهه ولم تجد افضل من مهره للحديث عنها فقالت 

 هى البنوته دى أختك ولا اخت فارس

ألتفت عمرو اليها وقد تفاجأ بحديثها اليه وقال بابتسامه صغيره 

 لا دى جارتنا بس متعلقه بينا اوى يعنى زى اختنا الصغيره كده

أومأت برأسها باهتمام وأسترسلت فى الحديث قائله

 واضح أنكم أصحاب اوى انت وفارس

قال باقتضاب محاولا أنهاء الحديث

 اه فعلا

صمتت لبرهه ثم قالت 

 غريبه

شعر بالفضول والټفت اليها مرة اخرى قائلا

 هو ايه اللى غريب

ابتسمت وقد لفتت انتباهه مرة أخرى وقالت

 قصى يعنى غريبه انكوا اصحاب وجيران وانت تدخل هندسه وهو يدخل حقوق

أبتسم قائلا 

 اه بس مفيهاش حاجه غريبه يعنى كل واحد ليه اهتمامات غير التانى عادى

قالت بتلقائيه 

 معاك حق ماهو انا ودنيا اصحاب ورغم كده هى دخلت حقوق وانا دخلت أداب

بس هى بقى لقت نصها التانى لكن انا لسه

ابتسم بمجامله ولم يرد وكان قد استشعر سخافة الحوار فوجدها تقول متسائله 

 أومال مجبتش خطيبتك معاك ليه

ابتسم ساخرا فى نفسه فالعبارة مباشرة جدا بعكس ما كنت تتصور هى وقال 

 لا انا مش خاطب

ثم أستدرك قائلا 

 انا لسه بدرس وبعد التخرج لسه هشتغل واكون نفسى ومبفكرش فى الحكايه دى دلوقتى لسه قدامى كتير اوى عليها

شعرت بالاحباط من كلماته وهذا ما كان يريده تماما ولكنها لم تستطع ان تقاوم جاذبيته وخفة ظله التى أعطت للحفل جو مرح ومبهج ظلت جالسه بجواره حاولت ان تقاوم هذا الشعور فكلماته واضحه وضوح الشمس ولكنها لم تستطع

 فى اليوم التالى حدث أول تنازل منه ووافق على طلب دنيا التى هاتفته وطلبت منه التنزه سويا قليلا رفض فى البدايه ولكنه لم يستطع مقاومة ألحاحها المتكرر وحزنها الذى ظهر فى كلماتها وهى تتهمه بالتقصير تجاههاوعدم سعادته بارتباطهما أخيرا

التقى بها فى أحدى المتنزهات التى أعتادا اللقاء فيها وجلسا على المقعد المعتاد لهما أمام النيل مباشرة ألتفتت اليه وهى مبتسمه وقالت برقه 

 متقدرش تتصور وحشتنى ازاى من امبارح للنهارده

أبتلع ريقه وهو يتذكر كلمات الشيخ بلال أنها مازالت غريبة عنه فالخطوبه ليست الا وعد بالزواج فقط لا يحل له شيئا منها حاول السيطره على مشاعره فهو يعلم ان هذا لا يجوز حاليا وقال 

 منا علشان كده يا دنيا كنت عاوز أكتب الكتاب علشان اعرف اعبرلك عن مشاعرى براحتى

نظرت اليه بجرأه وتفحصت ملامحه التى تحبها وكأنها لم تسمعه وقالت برقه وهى تتلمس ذراعه بأطراف اصابعها

 يعنى انا موحشتكش

أختلج قلبه للمستها وشعر بحراره تسرى فى جسده غلبه شيطانه وهواه وحظ نفسه من متعها وهو يستمع لكلماتها الرقيقه التى تلقيها بدلال

 زمان يا فارس لما كنت بتمسك ايدى كنت بحس انى ملكة الدنيا وما فيها ياه لمستك وحشتنى اوى

قالت عبارتها الاخيره بطريقه لم يتحملها أنهارت معها كما ټنهار أبواب السدود لتغمر الارض العطشه بالمياه وأنساه الشيطان كل ما كان يحذره منه صديقه بلال كان محقالقد وضع نفسه موضع فتنه كبيرة وهو بشرى وغير ملتزم بطريقه صحيحه فكانت النتيجه الحتميه هى التنازل واتباع الشهوات

أمسك كفيها ببطء وهو ينظر لعينيها وتعانقت اصابعهما بعضها ببعض 

ومر عام

ومر عام يحمل فى طياته الكثير تتقلب فيه أمزجة البشر وأحوالهم وأحزانهم وافراحهم كما تتقلب فصوله بين رعد الشتاء وهطول الامطار وحرارة صيفه وكآبة خريفه ونسيم الربيع وشذى عبير أزهاره هكذا هى الحياه لا تدوم على حال ولا تستقر على شأن ولا تعطى الا وأخذت ولا تأخذ الا وتمنح ولا تحزن الا وتفرح ولا تسعد الا وتكسن يشوبها دائما بعض الملل بعض الالم بعض الوجوم بعض التنحى عن الحياةولهذا هى دنيا لا يوجد بها سعادة دائمه متقلبه متحرره متجمده تعلو وجهها ابتسامه ولكنها أبتسامة مودعه أو راحله أو باقيهوقد تكون ساخره

مارس ابطالنا حياتهم كما هى بين العمل نهارا وليلا ولقاءا يوم العطله لا يخلو من التجاوزات والمحرمات مع بعض السعاده احيانا والكآبه وتأنيب الضمير أحيانا أخرى وقرار عدم العوده ثم العوده بلا أدنى مقاومة

أما فى نهاية العام كان الانتظار هو أصعب شىء حقا بل كان جبلا يجثو على الصدور يكاد يزهق الارواح أنتظار القرار النهائى بعد مقابلات أختبارات وظيفة النيابة والتى كانت تنبأ عن التفاؤل أحيانا واليأس غالبا ولكن يشوبه بعض الامل

وبعد ظهر أحد الايام عاد فارس الى بيته ليجد الباب مفتوحا وسمع من الخارج صوت جارتهم أم يجيى وهى تطلق الزغاريد قرع الجرس ودخل على أثره ليجد مهره فى استقباله هاتفتة بسعاده وهى تسرع إليه مقبلة عليه أنا نجحت يا فارس نجحت وجبت درجات كبيييره أوى اوى وهروح أولى أعدادى

لم يكن يستطيع أن يتفاعل معها كما هو عدها به فى هذه المناسبات ابتسم ابتسامة باهته وهو يقول 

الف مبروك يا مهره الحمد لله انها خلصت على خير

توقفت عن القفز وهى تنظر إليه بعينين حائرتين ووقفت والدته وقد تملكت الدهشه هى الاخرى من رد فعله وقالت 

مالك يا فارس فى حاجه ولا ايه

ثم قالت بتردد 

هى نتيجة التعين طلعت!

أبتسم فارس وهو يقول بأجهاد

متقلقيش يا ماما لسه مطلعتش ثم ألتفت إلى مهره وهو يحاول أستيعاد روحه السابقة معها قائلا 

ها يا ستى عاوزه هدية ايه

أخفضت نظرها عنه وقالت بحزن

مش عاوزه حاجه أقبلت والدتها أم يحيى قائله بعجله

طيب نستأذن أحنا بقى يا استاذ فارس والتفتت الى أم فارس قائله بحرج 

عن أذنك يا ست ام فارس

خرجت مهره ووالدتها التى أغلقت الباب خلفها بهدوء وشرع فارس فى الذهاب الى غرفته ولكنه والدته استوقفته قائله

أنت متخانق مع خطيبتك ولا فى حاجه تانيه مش عاوز تقولها

أستدار اليها بنفس الابتسامة الباهته وقال

يا ماما مفيش حاجه والله ولا متخانق ولا فى حاجه كل الحكايه بس تعبان شويه ومحتاج ارتاح

أم فارس مش عادتك يعنى تعامل مهره كده ده أنت كنت بتذاكرلها فى الامتحانات كأنها فى ثانويه عامه

أتجه الى غرفته مره اخرى وهو يقول

معلش يا ماما لما أنام شويه هرتاح وابقى كويس وقبل ما اروح المكتب هصالحها ان شاء الله

دخل غرفته وأغلق الباب خلفه وهى تنظر الى الباب المغلق بدهشه وتقول فى نفسها 

لا ده فى حاجه وحاجه كبيرة كمان

أبدل ملابسه والقى بجسده المرهق على فراشه وأغمض عينيه يطلب الاسترخاء قليلا ولكن من اين تأتى الراحه فقلبه غير مستقر أبدا والقلب المجهد يجهد معه البدن دائما لا ينفك الا فى التفكير فى حياته بعد يومين او ثلاثه عند ظهور النتيجه كيف ستكون وماذا سيحدث ان تم رفضه

يجافيه النوم دائما عند الوصول لهذه النقطة الصماءلا يريد التفكير فيما

 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 115 صفحات