السبت 23 نوفمبر 2024

رواية بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 9 من 115 صفحات

موقع أيام نيوز

 

ويدور فى عقله الف سؤال وسؤال ومليون أجابة لكل سؤال حين سمع رنين الهاتف ورأى والدته تخرج من غرفتها فقال بسرعه

 خليكى يا ماما التليفون ده ليا

وقف والدته أمام باب غرفتها وهى تراه يلتقط سماعة الهاتف بلهفه ويقول 

 ألو

صمت قليلا وأرتسمت على وجهه ابتسامة صغيره وهو يقول 

 يعنى والدتك وافقت على الخطوبة بس

كانت دنيا على الطرف الاخر تنظر لوالدتها وهى تقول له عبر الهاتف 

 ايوا يا حبيبى معلش بقى حاولت معاها كتير توافق على كتب الكتاب بس رفضت جدا وقالت لاء خطوبه بس فى الاول كده زى كل الناس وبعدين بقى لما نجهز نبقى نكتب الكتاب

أبتسم فارس وهو يقول 

 خلاص مش مشكله نعمل الخطوبه زى ما كنا متفقين قبل كدههتحدديلى معاد مع باباكى أمتى

دنيا بكره لما ارجع من الشغل على بالليل كده

ابتسم وهو يقول 

 بكره الخميس المكتب أجازة يا دنيا

قالت بمرح علشان تعرف بس أنك بتنسينى نفسىعموما استنى مني تليفون بكره واول ما أخد معاد من بابا هكلمك على طولأوك

أغلق الهاتف وقد علا وجهه ابتسامة رضا كبيرة وألتفت ليجد والدته تقف خلفه تنظر له بحزن وقالت 

 برضه هتخطبها يا فارس

تغيرت ملامحه وقد شعر بحزن والدته الذى يطل من عينيها واقبل عليها يقبل راسها قائلا بخفوت 

 والله يا ماما دنيا بتحبنى مش زى ما انتى فاكره وبكره تعرفى كده لما تلاقينى سعيد معاها

أومأت براسها باستسلام وهى تقول

 خلاص يابنى اللى يريحك

قبل يدها وهو يقول برجاء 

 مفيش حاجة هتنفع من غير رضاكى يا ماما

حاولت ان تبتسم لكنها فشلت وقالت

 انا عمرى ما ڠضبت عليك وانت عارف كده وانا مش عاوزه غير سعادتك يابنى وربنا يوفقك فى حياتك ويخلف ظنى يارب

هو يدعو لها بطول العمر ووافر الصحه والعافيه

فى اليوم التالى طرقت دنيا باب غرفة والدها دخلت وأنتظرته حتى ينهى صلاة العصر وما أن أنتهى من صلاته حتى ابتسم لها وهو ينهض أقتربت منه قبلت كتفه وقالت حرما يا بابا

ضحك بوقار وقال يابنتى أسمها تقبل الله هقولك كام مره

ضحكت وهى تقول 

 ماشى يا حاج تقبل الله

قال وهو ينظر إليها بأبتسامه حانيه

 والدتك قالتلى على حكاية العريس دى هو محامى ولا وكيل نيابه ولا ايه بالظبط

قاطعهم دخول والدتها التى قالت

 يلا الغدا جاهز تعالوا كملوا كلامكوا واحنا بنتغدى

ألتفوا حول مائدة الغذاء حيث قال والدها

 ها أحكيلى بقى

وضعت دنيا الملعقه وهى تقول

 هو بيشتغل فى مكتب الاستاذ حمدى مهران من قبل ما نتخرج وان شاء الله سنه ويبقى وكيل نيابه

أومأ برأسه وهو يقول 

 ممتاز يعنى شاب مكافح

قالت بحماس 

 ايوا يا بابا وعنده اصرار يبقى حاجه كبيرة

قاطعتهم والدتها وهى توجه حديثها لزوجها

 بقولك ايه يا سمير أحنا معندناش غيرها يعنى مش هنرميها كده وخلاصعاوزاك تشد عليه شويه لما يقابلك وتطلب براحتك أحنا بنتنا حلوه وألف مين يتمناها

ألتفت سمير لزوجته وقال 

 الموضوع مش موضوع حلاوة يا ام دنيا انا بدور لبنتى على راجل يشيل مسؤليتها وابقى مطمن عليها معاه ولو الولد جد ومكافح وأخلاقه كويسه زى ما سمعت يبقى الطلبات دى تيجى بعدين وعلى مهله

قالت پغضب 

 يعنى ايه الكلام ده انت ناوى تتساهل معاه ولا ايه

تدخلت دنيا وقالت بسرعه 

 يا ماما مش أحنا أتفقنا هتبقى خطوبه بس كده لما نشوف هنعمل ايه

نظر اليها والدها بتساؤل 

 يعنى ايه الكلام ده يعنى ايه خطوبه بس كده

ارتبكت دنيا وقالت 

 قصدى يعنى يا بابا هنعمل خطوبه لحد ما يكون نفسه يعنى مش أكتر

هزر راسه وقال وهو يكمل طعامه

 خلاص خليه يجى بكره بعد العصر ان شاء الله

تدخلت والدتها مرة أخرى وقالت پحده

 مفيش كلام فى كتب كتاب يا سمير خطوبه بس فاهمنى

الټفت الى دنيا ينظر إلى ردود افعالها تجاه كلام والدتها فوجد علامات الارتياح على وجهها فعلم أنها موافقه على ما تسمع فهز رأسه وقال 

 اللى فى الخير يقدمه ربنا

بعد الغذاء هاتفته وابلغته بمعاد مقابلة والدها تلقى منها الخبر بسعاده كبيره وهو يشعر بمشاعر مختلفه بين القلق والسعاده قلق من مقابلة والدها وسعاده بأقتراب تحقيق حلم قلبه الذى طالما أنتظره طويلانعم كانت مشاعر السعاده ناقصه نظرا للحزن الذى يراه فى عينين والدته منذ أن أبلغها بمعاد تلك المقابله ولكنه كان يمتلىء بالامل فى أن يسود بينهما جو من الالفه والحب بعد أتمام الخطبه

رفضت والدته الذهاب معه ولكنه أصر بشدة أن تصحبه فى هذه الزياره وقد كان

توقفت والدته تحت البنايه التى تسكن بها دنيا ووقفت تنظر حولها وتقول تصدق انا كنت فاكره أن فى فرق كبير بينكم طريقة كلامها لما شوفتها أول مره خلتنى افتكر أنهم ياما هنا ياماهناك لكن طلعوا أهو ناس عاديه الفرق مش كبير يعنى ولا حاجه

أبتسم فارس وهو يحثها على دخول البنايه وقال

 شوفتى بقى علشان تعرفى انها مش هتتكبر عليا زى ما كنتى فاكره يا ست الكل

كان أستقبال والدة دنيا لهما باردا جدا شعرت به والدته منذ اللحظة الاولى التى وطأت بها باب بيتهم

أقبل عليهم والدها فى ترحاب شديد وبعد لحظات من الحديث مع فارس ووالدته شعر بالارتياح تجاهه وبمدى أحترامه لوالدته وتوقيره لها وهنا اقبلت دنيا بكامل زينتها ورحبت بهما وشعرت والدته ببعض البرود ايضا تجاهها وقد كان متبادل بينهما بمعنى أصح

تشجع فارس كثيرا عند حديثه مع والدها وهو يرى علامات الارتياح على وجهه وبكلماته المشجعه الداعمة له فقال

 عاوزين يا عمى بعد اذنك نحدد معاد الخطوبه ان شاء الله

أبتسم والدها وهو يقول 

 أدينى بس يومين تلاته كده اسأل عليك وانا هكلمك بنفسى أحدد معاك المعاد ان شاء الله

تدخلت والدتها قائله 

 بمناسبه الخطوبه عندك استعداد تجيب شبكه بكام

تدخل سمير قائلا 

 مش وقته الكلام ده دلوقتى لسه فى قاعده تانيه وبعدين الشبكه دى هدية العريس لعروسته

نظرت له زوجته پحده تتوعده بنظراتها وقالت بعصبيه

 أزاى يعنى لازم نحدد من دلوقتى ولا نيجى نلاقى الحكايه كلها دبلتين وخلاص

شعر فارس بالحرج من الحوار الدائر بينهم وقال

 ان شاء الله مش هنختلف على حاجه اللى دنيا تطلبه فى حدود أمكانياتى مش هتأخر بيه

كادت والدتها ان تهتف بعصبيه مرة أخرى ولكن دنيا كانت تجلس بجوارها فضغطت على يدها وهى تظهر السعاده على وجهها وقالت بسرعه

 مش مهم تمن الشبكه المهم معناها والتفتت الى والدتها وقالت وهى تضغط على يدها مرة أخرى

 مش كده يا ماما

زفرت والدتها وقالت وهى تنهض أنا هقوم أجيب الشاى أحسن

أنتهى اللقاء بتحديد موعد بعد ثلاثه ايام ينهى فيهم والدها سؤاله عن فارس ويعلمه بالنتيجهكان فارس يشعر بالاطمئنان من لقاءه بوالد دنيا فلقد رآه رجل حكيم ويعرف كيف يحكم على الرجال ولكن والدته قالت وهى تدلف من باب منزلهم وتغلق الباب بعصبيه خلفها

 

10 

انت في الصفحة 9 من 115 صفحات