رواية عمر كاملة
وصل لتلك النقطة ...تنحنح بخشونة هاتفا
لوتس....الا انها لم تجيبه...لاحظ شرودها وسكونها وكأنها في عالم آخر.....
تجرأت يده لامسا يدها ....لتنتفض هي بينما هو ذاب من تلك اللمسة...
تحدث محاولا ضبط نفسه
اسف كنت سرحانة
...
هزت رأسها لتبتسم...تلك الابتسامة النادرة الظهور علي محياها.. لتأثره....مردفة بهدوء
ابتسم هو مردفا بسرعة واندفاع غريب وغير مألوف علي شخصيته الهادئة
اتجوزيني يا لوتس...
ليصمت بعدها وكأنه تفاجأ هو نفسه مما قال...وهي أيضا...
لا تعرف بما تجيبه هل تسأله لو يحبها...او ماهي نوعية مشاعره تجاهها...
ام تصمت وتكتفي بأنها في طريق حبه...وربما هو بعد ذلك يعشقها ويحبها...و....و....و....
انا اسف...لو كلامي ضايقك يا لوتس ....انا بس بيزيد إعجابي...وانا شايف اننا متوافقين وجوازنا هيكون ناجح...
هاهو يكررها مرة أخرى...يزيد الإعجاب...وسيكون زواجهم ناجح...طبقا للعقل والمنطق...
ابتسمت له متجاهلة الأصوات المتضاربة بداخلها بين المؤيد الزواج والمعارض له
هز رأسه بابتسامة هادئة رزينة وكأنه عاد لشخصيته الهادئة مرة أخرى....وتبخر اندفاعه مرة أخرى...
بينما بداخله صوت يحاول أن يجعله عاليا ومسيطرا....مبررا اندفاعه بالرغبة بالإضافة لتكوين أسرة...
لاحب ....لا يوجد مكان في القلب للحب
في منزل حازم كان يقف شاردا وهو يقف امام نافذة غرفته ...كانت الهالات السوداء حول عيناه دالة على عدم قدرته علي النوم ....
كان شاردا بها...كيف قلبت حياته فقط قابلها منذ أسبوعين...وهاهي الان زوجته..ابتسم بسخرية عند تلك النقطة...اي زواج لقد تم الأمر دون علمها...وهو لم يكن يريد أن يتزوجها بتلك الطريقة ولكن خاله وظروف مرضه اجبرته علي ذلك وتلك العنيدة خاف ان تهرب ...
خرج من شروده علي صوت هاتفه...ليجد أنه خاله
أجاب سريعا
ايوه ياخالي روان كويسة
تنهيدة راحة دبت بداخله عندما اختار حازم لابنته روان...الا أنه تذكر سبب اتصاله سريعا مجيبا باختصار
اغلق حازم الهاتف وهو يحاول أن يكبح غضبه منها ومن عنادها....علي اي حال هذا ماتوقعة ...وهل توقع ان يصادفها قطة وديعة تتقبل الأمور بشكل هادئ...
كانت لوتس تلقت اتصال مماثل من والدها كاتصال حازم...
عندها هبت من مكانها ليضطرب عمر لحالها متساؤلا بقلق حقيقي
فيه ايه يا لوتس باباكي كويس..
هزت رأسها باختصار سريع وهي تحمل حقيبتها مردفة باستئذان مصحوب باعتذار
بابا كويس يا عمر...بس رؤي اختي عاملة مشكلة ولازم امشي...
نهض والقلق يضرب به ...والغريب ېخاف ان تقود سيارتها بتلك الطريقة ....خائڤا عليها....وقف هو الآخر ليخبرها بطريقة حازمة
انا هوصلك..مش هتسوقي وانت بالمنظر ده...
لم تجادله ولاذت بالصمت في موافقة منها علي حديثه...فصوت والدها الخائڤ علي شقيقتها. كفيل ان يثير القلق بها....
جلس بجانبها ويرواده شعور ورغبة ان لا يعرف لما ولكن رؤيتها قلقة وهشة وفي حاجة لرجل يساندها...جعلته ضعيف ....يريد أن يخفف عنها بأي طريقة....
اما هي كانت شارده في شقيقتها....وتشعر بالذنب لأنها اشتركت في أمر زواجها الذي تم من خلفها...
اما حازم كان يقود سيارته بسرعة چنونية...يريد الوصول إليها...تلك المچنونة التي ستفقده عقله حتما بتلك الأفعال...
يالله لما كتب عليه ان يحبها...لما هي حقا الحب أمره غريب قد تجد نفسك عاشقا لفاقد عقل او غريبة أطوار...او....او....العديد والعديد من الاحتمالات...
وصل أخيرا ليترجل من سيارته وهو يركض..
دخل ليجد خاله يسير بقلق وعلي غير هدي في مساحة الاستقبال الخاصة بالمنزل...اقترب منه ما ان رآه
اطلع لها بسرعة احنا دخلناها اوضتها بالعافية ياحازم...
اومئ له وهو يربت علي كتفه يحاول ان يطمئنه.. ليصعد الي الاعلي حيث غرفتها...
كانت تدور كالمچنونة في الغرفة....كيف يتحكمون بها بتلك الطريقة...هل تذكر هذا الرجل ابنته الآن..
اين كان عندما تربت في منزل شرب الخمر فيه كالماء...اين كان عندما شاهدت والدتها في أحضان العديد من الرجال...
اين كان عندما أجبرت علي الرقص....اين كان عندما انتهك جسدها وتعري امام الغرباء....
هبطت دموعها بغزارة...لتلتفت الي الباب الذي دخل منه حازم....او كما أخبرها ....زوجها...
دخل وهو يغلق الباب بهدوء ليجلس متنهدا بتعب ...ليضع يده على وجهه محاولا ضبط أفعاله لأجلها حتى لايتهور عليها ....بالنهاية هو يعذرها.. ولكن حبه يجعله في حالة غريبة ....
تحدث أخيرا وهو يرفع نظره لها
عاوزة ايه....قوليلي براحة كده
إجابات بشراسة وحدة
عاوزة امشي من هنا...انتوا بأي حق تحبسوني انتوا مين اصلا
حافظ علي هدوءه قدر المستطاع مجيبا إياها
احنا مين ...فده بيت والدك الي هو خالي...وهنا اختك لوتس...ليقترب منها بعد ان قام من مكانه