رواية جديدة بقلم دعاء عبدالرحمن
لم تسمع فرحة وهي تلقى عليها السلام أثناء صعودها صعدت خلفها فرحة ووجدتها على حالتها تلك فقالت وهي تربت على كتفها.
مالك يا مريم عنيكى مالها. كنت بتعيطى ولا ايه
أجابتها مريم حانقة مفيش حاجة يا فرحة
أزاى أنا شفتك وأنت طالعة واخده في وشك. سلمت عليكى مردتيش عليا. قوليلى مين زعلك وانا أخلى بابا ياخدلك حقك منه
ثم قالت بتردد أخوكى بس أحرجنى شوية
أرتفع حاجبي فرحة وتسائلة مين فيهم
مريم يوسف قلتله ممكن آجى أتفرج على الماتش بتاعهم كلمنى بطريقة وحشه أوى
هتفت فرحة بسعادة أيه ده. هما هيبدأوا دلوقتى مشوفتوش وهو نازل يعنى
خرجت سلمى من المصعد وأتجهت إلى مريم وقالت كده برضه تسيبينى وتمشى. مالك في أيه
أقبلت فرحة على سلمى وصافحتها ورحبت بها ثم أستدارت إلى مريم وقالت ولا يهمك تعالوا نتفرج.
بترت عبارتها لأصطدامها بإيهاب على باب الشقة شعرت بالخجل الشديد واحمرت وجنتاها بينما قال بابتسامة خفيفة
أنا آسف يا فرحة مكنتش عارف أنك داخله
قاطعتهما سلمى مرحبة به فقال إيهاب باقتضاب كويس الحمد لله. عن أذنكم
أستقبلتهم إيمان بالداخل وصافحت سلمى التي انبهرت بالشقة الكبيرة وأثاثها الفخم ودخل الأربعة إلى الشرفة ليشاهدا هذه المباراة الصاخبة بين وليد ويوسف وتشجيع إيهاب وعبد الرحمن المستمر مما زاد جو الألفة بين إيهاب وأولاد أعمامه.
اهلا يا إيمان في حاجة
قالت إيمان ببشاشة أزيك يا طنط أخبارك ايه. ممكن لو سمحتى أدخل لطنط عفاف.
منوره يا هند بقالك كتير مجتيش عندنا
قالت هند بابتسامة كبيرة ربنا يخاليك لينا يا حاج.
ثم التفتت إلى عبد الرحمن وقالت أصل عبد الرحمن بقاله فترة مشغول عنى
أكمل حسين طعامه وهو يقول معلش أنت عارفة بقى مشغولياته هو أنا اللى هقولك.
والټفت إلى يوسف قائلا صحيح يا يوسف أخبار العمارة الجديدة أيه. والمقاول ده مريحك ولا منتعاملش معاه تانى
قال يوسف بنزق بصراحة يا بابا هو متعب وعاوز حد يبقى على دماغه دايما. مبيجيش غير بالدق على دماغه
نظرت له مريم وفي نفسها مندهشة من تصرفاته فهو أحيانا رقيق ومهذب وأحيانا أخرى لا يحتمل بل لا يطاق!
تابع حسين وهو ينظر إلى إيهاب قائلا بقولك أيه يا إيهاب يابنى. ايه رأيك تاخد الشغلانة دى.
أبتسم ايهاب وقال معتذرا يا حاج ده شغل مهندس مدنى. أنا مهندس ديكور
قال حسين بعملية طبعا في مهندس مدنى مسؤل بس طبعا قلبه مش هيبقى على الشغل. ده مجرد موظف عامل الوقت ميفرقش معاه. بالعكس الوقت لصالحه وزى ما أنت شايف عبد الرحمن ووليد ويوسف مش فاضين. أيه رأيك انا محتاجلك بجد وبعد العمارة ما
تخلص تمسك انت تشطيبها ها قولت أيه
نظر له إيهاب وقد شعر بالصدق في كلماته وأنه بالفعل يحتاج مساعدته ولكنه ملتزم بالعمل في مكان آخر فقال
طيب وشغلى يا عمى
أبتهج الحاج حسين وقال يا سيدى خد أجازة. ولو الشغل معانا تعبك أرجعله تانى
صمت إيهاب لبرهة ثم أبتسم وقال لعمه خلاص يا عمى هرد عليك بكرة بأذن الله
وهنا نظر الحاج إبراهيم إلى يوسف وقال ها يا يوسف مريم عامله معاك ايه في الشغل
قال يوسف وهو يتناول طعامه الحمد لله.
تابع إبراهيم وهو يوجه حديثه إلى مريم وأنت يا مريم مستريحة في شغلك ولا معطلك. أنا أصلى عارف يوسف طلباته كتيرة ومتعب في شغله
ألقت مريم نظرة سريعة إلى يوسف وهي تقول هو أصلا مبيكلمنيش كتير علشان تبقى طلباته كتير
أرتفع حاجبي إبراهيم وهو يتابع قائلا أزاى الكلام ده. ده انتوا ولاد عم
نظر لها يوسف بحدة وقال أيه المطلوب يعنى نسيب الشغل ونقعد نتساير.
لمعت عيناها وكادت أن تبكى من حدته.
فقال إيهاب بعصبية أيه يا يوسف بتكلمها كده ليه
تدخل حسين على الفور قائلا پغضب يحسبه بتكلموا بعض كده وانا قاعد. والله عال
ثم نظر إلى يوسف بحدة وقال بعد الأكل نقعد في المكتب نشوف ايه الحكاية.
حاولت وفاء كعادتها تغير مسار الحديث المحتقن فقالت بشغف تعرف يا بابا أمبارح كان عندنا محاضرة والدكتور كان بيشرحلنا في قانون العقوبات وجابلنا قضية حقيقية من قضايا الژنا. بس القضية كانت صعبة أوى تقريبا محدش فينا عرف يكتب فيها مرافعة تمام زى ما الدكتور عاوز. تخيل الراجل لبس مراته قضية ژنا وكمان ساومها يا أما تتنازل عن كل حاجة يا أما يحرك دعوى الژنا ضدها وتتحبس ويتعملها ملف كمان.
قطب إبراهيم حاجبيه قائلا أعوذ بالله. معقول في راجل يعمل كده. وازاى اصلا يبقى حاجة زى كده في القانون
كانت إيمان هي الأخرى ترغب في تغير مجرى الحديث فقالت طبعا يا عمى هو ده القانون الوضعى. چريمة الژنا الزوج هو بس اللى يقدر في أى وقت يوقف الحكم عليها ويتنازل وساعتها بتطلع براءة
قالت عفاف متسائلة وده حلال بقى ولا أيه.
قالت إيمان بأريحية لا يا طنط الأحكام الشرعية في الموضوع ده لو في أربع شهداء كلهم أقروا بالچريمة دى وكلهم عدول وموثوق فيهم بيتنفذ فيها الحكم حتى لو الزوج اتنازل. أما لو كان الزوج هو اللى أدعى على مراته الژنا ومعندوش شهود يبقى ساعتها القاضى بيطبق عليهم آية اللعان
قالت عفاف متعجبة ياه أربعة. بس دى لو أربعة بحالهم شهدوا عليها وهي كده تبقى لامؤاخذة بقى.
أومأت إيمان برأسها مؤكدة وهي تقول ماهو ده علشان أحكام الدين في الأصل بتدعو للستر. اللى غلط وربنا ستره من غير ما حد يشوفه يتوب ويستر على نفسه. لكن لو وصلت لدرجة أن أربعة يشوفوها تبقى تستحق الرجم. يعنى مش زى ما الناس فاكرة أن تطبيق الحدود يعنى قتل ومۏت وتقطيع ورجم