السبت 23 نوفمبر 2024

جميلة صوت المنزل

انت في الصفحة 13 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز


الذابلة وعينيها المتورمتين من أثر البكاء ولكنها تتمثل الصمود كعادتها.. كم تمنى احتضانها والتخفيف عنها ولكنه عاتب عليها لذا سيطر على ذلك الشعور الذي يأمره بضمھا بين أحضانه وتقبيل تلك العينين حتى تعود تبرق كما كانت.
جلست تنظر له بحنين موجع تمنت لو كان جوارها في تلك اللحظات الصعبة التي مرت عليها خلال ذلك اليوم وضمھا وخفف عنها كم تمنت الارتماء بين ذراعيه متشبثة به تبكي حزنها وۏجعها على أخيها وزوجته وولديه ولكن منذ متى وهو يبالي بها!! منذ متى وهو يهتم لما يحزنها فقد اعتاد عليها زوجته المسئولة الخارقة التي تحل كل شئ ولا تشتكي هما ولا ۏجعا ولم يكفيه ذلك بل يخيرها مابين عملها أو الإنفصال عنها ولكنها اليوم بعد تلك الساعات التي مرت عليها بدونه وهي في أمس الحاجة اتخذت قرارها الصحيح.

قطع ذلك الصمت وتلك النظرات عتابه الهادئ لها إزاي حاجة زي دي تحصل وأنتي متعرفنيش أنتي نسيتي إني جوزك
نظرت له بعتاب قاس وردت الظاهر إن أنت اللي نسيت يامراد.. هو أنت فين عشان أعرفك.. أنت بقيت تظهر وتختفي بمزاجك
رد عليها ببعض الڠضب المكتوم ما تلونيش الكلام يا ياسمين أنتي لو كنتي عايزة تعرفيني كنت عرفتيني وف ظرف زي ده كنت حطينا مشاكلنا على جمب وعرفتيني كنت لازم أكون موجود مع ياسر في وقت زي دا
أجابته ببعض الانفعال أظن لا ده مكان ولا وقت لعتاب أخويا تعبان وماصدقت أنه نام هو وأولاده وماما ربنا اللي عالم بحالها عشان ياسرواعتبر عزاك
وصل وسعيكم مشكور 
احمرت عيناه من شدة الڠضب ونهض ممسكا ذراعها پعنف وقال بصوت هادىء ولكن كله ڠضب أنتي اټجننتي.. عزا إيه يامخبولة ياسر ده أخويا وأنتي عارفة اني بعتبر عيلتك عيلتي واني واحد منهم بس شكلك انتي اللي كل ماتكبري عقلك بخيب 
نفضت ذراعها من يديه ونهضت أمامه قائلة بإنفعال هما عيلتك واخواتك عشان هما اعتبروك أخ أكبر لهم وأنت كنت لهم كده بسببي أنا أنا اللي خليت مكانتك عندهم فوق الكل كنت رسماك في عيونهم ملاك بجناحين الرجل اللي مبيغلطش عمري ماحكيت لهم عيب فيك ولا مشكلة بينا خليتك في عيون الكل قدوة وان كل اخ عندي يتمنى يكون زوج زيك.. بس للأسف أنت مقدرتش ده 
نظر لها بتعجب وصدمة من حديثها وقال بإستنكار أنت بتعايريني بحب عيلتك ياياسمين.. تمام وكمان إيه اللي أنا مقدرتوش قولي اللي عندك 
أجابته بحزن ملكش حاجة عندي أقدر أذكرها يامراد وكمان زعلان إني مبلغتش سيادتك بمۏت صبا ليه.. أنت كنت جمبي إمتى.. عمري وأنا لوحدي كل خطوة في حياتي كنت فيها لوحدي كل مرة وقعت فيها قمت لوحدي حتى أصعب لحظات حياتي كانت من غيرك يوم ماولدت جنا كنت أنت في جلسة في المحكمة ويوم ماولدت فادي كنت مسافر ولحظات كتير متتعدش كنت فيها من غيرك لما بصراحة اتعودت أكون لوحدي ومبقاش فارق وجودك من عدمه 
جلس وهو يبتسم ابتسامة استنكار موجعة على ماسمعه ورفع بصره إليها ورد عليها أنتي عمرك وأنتي اللي مبعداني عن حياتك يا ياسمين عمري ماحسيت انك محتاجاني كنتي كل يوم بتثبتيلي عن اللي قابله إني وجودي ماهو إلا سد خانة والظروف اللي بتحكيها دي كانت خارجة عن إرادتي وأنتي عارفة كده.. جاية دلوقتي وترمي الغلط عليا
جلست أمامه تنظر في عينيه پغضب وقالت أنت وجود كان سد خانة!!!.. دا أنا طول الوقت كان همي أرضيك وأسعدك وأسعد ولادنا ومقصرش في حاجة كنت بحارب الدنيا والوقت عشان أوازن بين البيت والشغل وأظهر في الحالة الأمثل اللي أكون راضية عنها قبل ماأنت ترضى عنها أنت اللي عمرك ماحسيت أنا عانيت أد إيه عمرك ماحسيت أن كان يومي بيبقى إزاي مابين شغلي واحتياجات بيتي ومتطلبات عيالي ولازم يجي الليل على رجعتك أكون في أبهى صورة عشان أفضل حلوة في عينك زي أول مرة شوفتني عمري مااشتكيت عشان ماتزهقأش وتمل وأبقى الزوجة الشكاية عمري ما حملتك أكتر من طاقتك وأقول كفاية عليه هموم شغله اللي مبتخلصش وكان نجاحك يوم عن يوم واسمك اللي بيلمع في البلد والجرايد والبرامج اللي بتتكلم عن نجاحاتك كان نجاح ليا أناعارف ليه لأني بحبك بإخلاص كل همي سعادتكورغم كل اللي عانيته وضحيت بيه وعملته جيت بكل برود تخيرني مابينك ومابين شغلي اللي بنيته في أكثر من عشرين سنة 
طأطأ رأسه ووضع وجه بين يديه متخللا بأصابعه مقدمة شعره وتنهد بۏجع فهي تعاني وهو يعاني وكل منهما يلقى اللوم على الآخر ورغم كل ذلك هو يعلم أن قربهم هو الحل وجودهم سويا هو ما سيصلح كل شيء رفع رأسه ينظر لها وجد وجهها الأبيض تكسوه الحمرة من الحزن والدموع الذي لم يراه سوى مرة أو اثنتين منذ أن عرفها تقف على أعتاب عينيها فنهض مقتربا منها يضمها قائلا تعالي ننسى ونبدأ من جديد
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 118 صفحات