اوتار الفؤاد أوس للكاتبة منال سالم
إياه لتناولها
اتفضل
أخذها نصيف لينظر بفضول إلى الشيك الذي بحوزته للحظات معدودة عاد ليرفع رأسه نحوها ثم سألها بتأن
أجابته بوجه جليدي في تعبيراته
اعتبره عربون بيزنس مهم بينا
طوى الورقة بعد أن ألقى نظرة ثانية عليها دون أن يعيد التفكير مرتين في القبول بعرضها المغري بالنسبة له دسها في جيب سترته الداخلي ورسم تلك البسمة السخيفة التي عكست رضاه على ثغره أخرج زفيرا بطيئا من صدره ليسألها بتريث
توحشت نظراتها وهي تجيبه
معلومة أستفيد بيها في حربي ضد ابن عمي
هز رأسه معلقا
أوس الجندي
بالظبط إنت عارف كويس الوضع بقى إيه دلوقتي والمشاكل الكبيرة اللي بدأت بينا
أيوه
ظهرت ابتسامة جانبية لئيمة على شفتيها قبل أن تنطق
وطبعا أي حد هيساعدني في حربي دي أو يساعد بابا هايكون ليه مكافأة كبيرة
داعب نصيف طرف ذقنه بإبهامه وهو يصغي إلى وعودها السخية بالمزيد من المال تنهد قائلا
سألته دون تفكير وقد زاد وهج نظراتها الشيطانية
ها عندك اللي يفيدني
رد بثقة تامة وهو يمسك بفنجان قهوته
أكيد
صمت للحظة ليضيف تشويقا متحمسا إلى حديثه ليتابع بعدها بكلمة مقتضبة
ليان
زوت رغد ما بين حاجبيها متسائلة بعدم فهم وقد استشعرت وجود خطب ما وراء التطرق إلى أمرها
مالها
خلى وجهه من التعبيرات وهو يجيبها
اتسعت حدقتاها في ذهول مصډوم وانفرجت شفتاها للأسفل عن اندهاش غير مسبوق من رده الذي سيقلب الموازين حتما ويضفي المزيد من الإثارة في صراعها الدؤوب مع خصمها القوي.
تناول الحرس الحقائب من الخادمة ليتم رصها بانتظام بداخل صندوق السيارة
في حين تأبطت تقى ذراع ليان وسارت معها بتمهل في اتجاه سيارة عدي التي اصطفت على مقربة من المدخل الرئيسي للفيلا الخاصة بزوجها تبادلت معها حديثا وديا آملة أن تخفف قليلا من حالة الوجوم الحزين المسيطر عليها فبالرغم من مكوثها لعدة أيام هنا إلا أنها كانت مقتضبة في كلامها معها فقط الصمت والنظرات الشاردة والتحديق في الفراغ لوقت طويل خشيت تقى عليها من أن تنساق مجددا نحو دوامة الاكتئاب الذي بالكاد تعافت منه وما إن شاهدهما عدي حتى ترجل من سيارته ليستقبل زوجته ببسمة لطيفة تحاشت ليان النظر نحوه كان إحساسها بالذنب متمكنا من كل جوارحها مما جعلها غير قادرة على التطلع إليه أو حتى الاسترسال في الحديث معه استلت ذراعها بهدوء من تقى لتستقل السيارة قبل أن يفكر عدي في تقديم المساعدة لتصيبه بالإحباط مجددا من تصرفاتها الجافة معه مؤخرا والتي تؤكد له عن يقين بائن عزوفها عنه ظل يلاحقها بنظرات حزينة مزعوجة عكست حيرته وضيقه في نفس الآن حتى انتزعه من إمعانه بها صوت تقى القائل
رد عليها بزفير ممتعض
أنا مقدر ده كله بس يا ريت هي تديني الفرصة وإنتي شايفة بنفسك هي عازلة نفسها عننا
ضغطت على شفتيها في أسف كان محقا في قوله ومع ذلك بررت تصرفاتها قائلة
معلش كله هيعدي وبيتهيألي الرحلة اللي طالعينها هتفرق معاها
أومأ برأسه متمتما
أتمنى ده
تصنع الابتسام ليردد بامتنان
قاطعته بعتاب رقيق
متقولش كده ليان مش مراتك بس دي بنت خالتي الغالية إنت نسيت ولا إيه
حافظ على ابتسامته الباردة قائلا
ربنا يخليكم لبعض
تنحنحت متابعة بخفوت
هاروح أشوف أوس عن إذنك
أشار لها بيده معقبا
اتفضلي
تابعها للحظات حتى وصلت إلى سيارة أوس ثم استدار متجها إلى سيارته ليركب بجوار زوجته وما إن رأته ليان يقترب منها حتى انكمشت على نفسها وأشاحت بوجهها بعيدا عنه ليشعر بغصة مريرة ټضرب حلقه تحلى عدي بالصبر وتنفس بعمق ليحافظ على هدوئه معها فهو بالكاد يحاول التأقلم مع حالتها النفسية المضطربة مؤخرا.
أجابها بثقة ليبدد مخاوفها الواضحة في عينيها الزرقاوتين
كلنا محتاجين ده يا حبيبتي
ردت بقلق ملموس في نبرتها
بس الظروف والوضع أنا حاولت أقنع ليان لحد ما وافقت بس مش ضامنة إن كان التغيير ده هيأثر فيها ولا لأ
علق بغموض زاد من حيرتها
أنا متفق مع عدي على بروجرام حلو لينا كلنا فاطمني
خدي بالك
ابتسمت له محركة رأسها بالإيجاب
حاضر
كان حريصا للغاية على سلامتها خلال تلك المرحلة من حملها ليكتمل على خير وبالطبع لم يكن ليقوم بأي خطوة فيها دون الرجوع إلى طبيبتها الخاصة واستشارتها وما إن تأكد أوس من استقرارها في مقعدها حتى أغلق الباب والتف حول مقدمة سيارته ليجلس خلف المقود دقائق معدودة وانطلقت السيارات تتبع بعضها البعض في اتجاه الطريق المؤدي للمنتجع السياحي الذي قام بالحجز فيه بإحدى المدن السياحية بالبحر الأحمر لتقضي عائلته بالكامل وقتا مميزا هناك للترويح عن الجميع بعد تلك الفترة العصيبة من الضغوط المستمرة.
ليوو
انتبهت لندائه الهادئ فاستدارت ببطء نحوه دون أن تنبس بكلمة تعلقت نظراته بوجهها الذابل وهو يسألها باقتضاب
جاهزة للرحلة
لم تمنحه إلا ردا فاترا
يعني
تحامل على نفسه ليتجاوز جمودها معقبا بحماس ادعاه
هايكون شهر عسل جديد بالنسبالنا يا بيبي
وكأنه أخطأ