السبت 23 نوفمبر 2024

ونس بقلم سارة مجدي

انت في الصفحة 2 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


ما تطمني عليها روحي لأديم بيه على العنوان ده هيوفر ليك شغل أحسن من هنا بكتير.
أنحدرت دموع نوال پقهر وذل وقلبها يدعوا على شاهيناز تلك السيدة الظالمة المستبدة التي لا يعلم قلبها شيء عن الرحمة أو الرفق.
صعد أديم إلى الطابق العلوي لا يبدوا على ملامحه أي شيء لكن من داخله ڼار حاړقة لا تنطفىء أبدا فوالدته قادرة على تكدير يومه وقلبه رأس على عقب طرق باب غرفة نرمين وفتح الباب حين وصله صوتها يسمح له بالدخول بأبتسامه واسعه وبعض المشاغبة قال نيمو وحشتيني.

صمت وأختفت إبتسامته حين وجد كاميليا تجلس جوارها على الأريكه الكبيرة لكنها إبتسمت برقة وهي تقول بحب واضح إزيك يا أديم
دلف إلى الغرفة وأغلق الباب وهو يقول بود حذر الحمدلله يا كاميليا أنت عامله اية
كويسة طالما شوفتك.
أجابته بصدق ألم قلبه للحظة لكنه أبتسم إبتسامة جانبيه وهو يفتح ذراعيه لأخته التى ركضت إليه سريعا وهي تقول وحشتني اوى يا آبيه.
أغمض عينيه لثوان وهو يقول بشوق وأنت كمان يا نيمو وحشتيني اوى.
إبتعدت قليلا عنه وهي تقول بعدم تصديق أنا مش قادرة أصدق أني شيفاك في القصر هنا بجد وحشتني والقصر وحش أوي من غيرك.
توجه إلى الكرسي الكبير وجلس عليه ببعض الأسترخاء وقال القصر هيفضل زي ما هو بكل إللي موجودين فيه عدم وجودي مش هيأثر فيه المهم أنا جاي عايز أتكلم معاكي في موضوع مهم.
لتقف كاميليا وتوجهت إلى الباب لكي تغادر الغرفة وهي تقول ببعض الخجل أسيبكم على راحتكم.
وخرجت وأغلقت الباب لتنظر نرمين إلى أديم وقالت ببعض الحزن على حالة إبنة عمها ليه كدة يا أبيه والله كاميليا بتحبك وطيبه أوي.
أعتدل أديم في جلسته وأستند بذراعيه فوق ساقيه وقال أنا مشكلتي مع شاهيناز هانم مش مع كاميليا يا نرمين لكن هي إللي خلتها
طرف فيها.
أخذ نفس عميق وأخرجه بقوة وأكمل قائلا خلينا في المهم أنا جاي أتكلم معاكي بخصوص خطوبتك من طارق عايز أقولك رأي بصراحه في الموضوع ده والقرار في الأول والآخر ليكي وخليكي واثقة إني في ظهرك وهدعمك جدا.
قطبت جبينها بحيرة وبعض القلق وظلت صامته تنظر إليه ولغة العيون هي ما تحكي كل ما بداخلهم حتى قال طارق صحيح إبن عمي وصديق عمري لكن أنه يكون جوز أختي لأ طارق علاقاته كتير شايف أنها تفاريح ومش مهمه وشايف أن هو راجل ميعبوش حاجة عادي يعرف بنت أو أتنين وكمان بتوصل لمراحل محرمه يمكن يكون بيحبك بس مش هيكون مخلص ليك هيفضل زي ما هو مش هيتغير هتقدري تعيشي مع شخصيه زي دي ولا لأ ده بقى قرارك.
وقف ينظر إليها بحنان أخوي وقال فكري كويس وأنا معاكي فأي قرار وفي ظهرك وبيتي مفتوح لك في أي وقت
ثم أنحنى قليلا وقبل أعلى رأسها وغادر الغرفة تركها تفكر في كل ما قاله كانت الدموع تتجمع في عيونها فكل ما قاله أخيها كانت تعرفه جيدا لكن إن تسمعه من أخيها جعلها تقف أمام مرآة الحقيقة لټضرب أجراس الخطړ والتخبط داخل عقلها.
دلف من باب المكتب وهو يتحدث في الهاتف كعادته ترك حاتم ما بين يديه ونظر إليه بتأمل وهو يتحدث مع إحدى فتياته يتغزل بها ويسمعها أجمل كلمات الحب والعشق.
أنهى طارق حديثه ونظر إلى حاتم بابتسامة واسعة وقال أيه يا ابني بتبصلي كده ليه
ليحرك حاتم رأسه يمينا ويسارا بتعجب وقال مبتسما يا ابني هو أنت مش بتشبع من البنات أنت المفروض هتخطب بنت عمك وإللي أنت بتعمله ده مش عاجب أديم وممكن يرفض إرتباطك بأخته.
جلس طارق على الكرسي المواجهه لمكتب حاتم وقال بأبتسامه جانبيه شاهيناز هانم معايا ومهما كان منصب أديم في الشركه ومكانته لكن وقوفه قدامها ومعارضته ليها بيضعف موقفه وبيخليه تقريبا ملوش كلمه.
قطب حاتم حاجبيه بضيق وقال أيه إللي أنت بتقوله ده يا طارق هو ده موقفك ورأيك في إبن عمك وبعدين خد بالك أن نرمين أقرب أخواته ليه ولو أتكلم معاها هي نفسها هترفضك وكمان هي تقدر تقف قدام شاهيناز هانم عارف ليه لأن عندها بيت أديم وتقدر ببساطة تروح تسكن معاه.
ثم أبتسم إبتسامة إستهزاء وقال بلاش تراهن على الخسارة
نرمين تستحق إنك تكون مخلص ليها وخليك فاكر حاجة مهمه جدا نرمين الصواف مش هتقبل أبدا أنها تتخان.
ثم وقف ولملم أغراضه وتحرك في إتجاه الباب وهو يقول أنا نصحتك لأنك صديقي وإبن عمي بس أكيد أنت حر والقرار الأخير طبعا ليك.
وغادر الغرفة وأغلق الباب خلفه ظل طارق يفكر في كلمات حاتم وهو يشعر بأحاسيس مختلفة ومختلطة لكن ذلك الإحساس الذي خبئه طويلا بداخله هو ما يغلب على كل أحاسيسه لذلك أخرج الهاتف وأتصل بشخص ما وحين أجابه قال هبعتلك الحاجة النهاردة بس أنا عايز التنفيذ في أسرع وقت.
أبتسم إبتسامة إنتصار حين سمع إجابه محدثه ثم أغلق الهاتف وزفر بأرتياح.
داخل سيارته الفارهه عائدا إلى بيته يفكر في كل ما حدث وكيف أن حديثه مع والدته دائما يصيبه بحاله من الحزن والضيق كم كان يتمنى أن تكون والدته سيدة بسيطه حنون دائما تضمه وتهتم به وتراعي شئونه ليست سيدة أعمال كل ما يهمها هو المال والمصلحه.. أوقف سيارته أمام البنايه الكبيرة التي يسكن بها وترجل منها وعيونه ثابته على ما يحدث أمام باب البنايه الكبير فتاه تقف مع حارس العقار تسأله عن عمل ملابسها بسيطه رغم ملامحها شديدة الفتنه أسلوب حديثها يملئه الرجاء والتوسل رغم أن صوتها كأوتار الناى تعزف ألحان شجيه وحزينه يديها الصغيرة التى ترتفع برجاء أمام صدر الرجل الذي ينظر إليها ببرود وردوده ثابت على أنه لا يوجد لها عمل هنا. لم يتحمل فأقترب منهم بطوله الفارع ووسامته المؤلمھ للقلب وسأل الحارس الذى أوضح له الأمر لينظر إليها نظره خاطفه ثم قال أنا محتاج حد ينضف الشقه يا عم عبد الصمد
 بجد يا بيه
قالتها بعدم تصديق وسعاده كبيره ليبتسم إليها إبتسامه جانبيه ساحره
وهز رأسه بنعم وتحرك وهو يشير لها أن تأتى خلفه لتبتسم هى بسعاده ولمعت عينيها بانتصار كل هذا تحت نظرات عبدالصمد الزاهله فمنذ متى يريد السيد نديم خادمه رفع كتفيه بلا مبالاه وعاد يجلس على الأريكه الخشبيه يتناول كوب قهوته مع صوت السيدة أم كلثوم.
كانت تقف عند الباب تنظر أرضا حين دلف هو وجلس على ذلك الكرسي الكبير يتأملها بشكل تفصيلي جسدها النحيل وملابسها البسيطه قدميها الصغيرتين دقيقة الأنامل وشعرها المموج بشده وكأنه ليل غاضب ثائر حول وجهها الدقيق وكأنه يتمرد على رقة ملامحها بذلك التموج واقفه عندك ليه قربي.
قال كلماته بهدوء لترفع عيونها تنظر إليه ليعود يشعر بذلك الإحساس حين نظرت إليه بالأسفل وكأن عيونها كانت تحترق وتحولت تلك النيران لرماد لامع تثير بداخل من ينظر إليها الحذر الرهبه والفضول تحركت ثلاث خطوات أخرى وقالت بصوت خجول تحت أمر حضرتك
وضع قدم فوق الأخرى وقال بأستفهام أسمك أيه
ونس.
أجابت بخفوت دون أن ترفع عيونها لتلمع عينيه بنظره هو نفسه لم يشعر بها فالأسم لمس قلبه وإحساسه القوي بالوحده ورغبه قټلها منذ زمن في أن يجد الونس في من حوله ويشعر بالراحه بجانبهم أقفلي الباب وتعالي أقعدي علشان نتكلم شويا سوا.
ألتفت إلى الخلف لتغلق الباب وعلى وجهها إبتسامه صغيرة أختفت حين عادت تنظر إليه ليشير إلى الأريكه المجاورة له وقال تعالي أقعدي وقوليلي بقى أنت مين وحكايتك إيه
أقتربت بخطوات صغيرة عيونها في الأرض حركاتها ټخطف نظراته وتجعل روحه تهفوا إليها لا يعلم ما هو السبب ولماذا يشعر بهذا إلا أن ذلك الشعور يسيطر على كل حواسه التي لا تترك أي حركه ولو كانت بسيطه دون التمعن بها والأستمتاع بها أيضا هل يعود هذا لكونه لم يرى سوا تلك الفتايات التي تتغير ملامحها من كثرة مساحيق التجميل وتتحول أنوثتهم إلى شيء آخر يجعله يشعر بالتقزز من كثرة العري. أنها ترتدي بنطال واسع وفوقه بلوزة طويله بأكمام وخصلات شعرها المموجه حول وجهها جلست بهدوء تضم قدميها وفوق ركبتيها تضع يديها المتشابكه وعيونها أرضا لم ترتفع ليقول هو باستفهام ها بقى أحكيلي.
رفعت عيونها تنظر إليه وقالت باندهاش أحكي أيه يا بيه
أديم أسمي أديم ومش بحب الألقاب ولو مصره على الألقاب يبقى قولي يا باشمهندس أحكيلي حكايتك وسبب نزولك للشغل.
قال لها بحسم وقوة رغم أن نظرة عينيه ليس لها علاقه بصوته الحاسم لتعود تنظر أرضا وهي تقول أبويا ماټ من سنتين وهو موظف حكومه ولسه موصلش للسن إللي يخلي ليه معاش وبعد ما ماټ أمي شالت مسؤليتي أنا وأخواتي لكن من كتر الشغل جسمها متحملش وجه الدور عليا علشان أشيل مسؤلية إخواتي ومسؤليتها هي كمان.
أومىء بنعم وظل صامت يفكر لعدة دقائق كانت هي تنظر إليه دون أن يلاحظ أن ملامحه وهيئته ټخطف الأنفاس ودقات القلوب وكان هو في عالم آخر يفكر في كل ما يحدث حوله ويراه من ثراء فاحش كحال عائلة الصواف ومن فقر مدقع كحال عائلة ونس وما يحدث معهم وسؤال ملح يدور داخل رأسه لماذا هذا التوزيع الغير عادل يعلم أن
هناك حكمه إلاهيه خلف ذلك هو يتكلم عن أفكار البشر الذين يشبهون والدته في الغرور والتعالي وإنعدام الرحمه والشفقه.
عاد من أفكاره ونظر إليها وقال أنا مش محتاج منك غير إنك تنظفي البيت وتعملي أكل وبعد كده تقدري تروحي مش ملزمه بأكثر من كده.
نظرت إليه باندهاش أين ذلك الغرور الذي يتسم به الأغنياء وكيف يكون بهذا التواضع قطع أفكارها وهو يغادر الكرسي بكبرياء هو جزء من طبيعتة وأخرج من جيبه بعض الأوراق الماليه ومد يده بهم لها وقال خدي دول وروحي وبكرة الساعه ٧ صباحا تكوني هنا.
وقفت سريعا وهي تقول بخجل أنا لسه مشتغلتش علشان أخد فلوس.
أبتسم إبتسامة صغيرة جعلت دقات قلبها تتصارع دون إيراده منها وقال بأصرار ده جزء من مرتبك وكمان علشان لما ترجعي لوالدتك وأخواتك إيدك متبقاش فاضيه تجيبلهم حاجة حلوة حلاوة الشغل الجديد.
مدت يدها وأخذت المال وهي تتمتم ببعض كلمات الشكر وتحركت لتغادر إلا أنه ناداها لتقف مكانها
مصدومه من وقع حروف إسمها على أذنيها بصوته
أقترب ومد يده بمفتاح وقال ده مفتاح الشقه علشان لو جيتي وأنا نايم.
وعيونها معلقه بخاصته أومئت بنعم وهي تمسك المفتاح بأطراف أصابعها لتشعر بكهربه تسري في عروقها حين لمست أصابعه وكان هو غارق في إحساسه الغريب الذي يشعر به لأول مره هو لم يشفق عليها حين رأها تقف امام عبد الصمد تتوسله أن
 

انت في الصفحة 2 من 37 صفحات