الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية بقلم فاطمة مصطفى و ايمان جلال

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

للقدر_أقوال_أخرى
الفصل_الأول
ما أقسى شعور الخذلان وخاصة عندما يأتي من شخص قد ظنه قلبك المتلهف أنه السند الوحيد.
دوى صوت مزمار تلك السيارة وهي تشق الطريق بسرعة معقولة وخلفها الكثير من السيارات الأخرى تسير بسرعة مقاربة من سرعة الأولى وفي تلك السيارة جلست فتاة هادئة الملامح تمتلك قدرا معقول من الجمال وقد إزداد هذا الجمال بمستحضرات التجميل البسيطة التي زادتها فتنة وتلك الإبتسامة الجميلة التي أخذت مجراها على ثغرها وهي تنظر لزوجها القابع بجانبها ويديها تعبث بفستان زفافها الأبيض الذي انتقته بعناية شديدة لزفافها.

فهي تزوجت خطيبها ذاك الذي دامت خطبته بها أكثر من خمسة أشهر وكانت كفيلة بأن تقع أسيرة لحبه بعينيه التي لطالما أحبت النظر إليها ولم تزدها نظراته إليها إلا عشقا له.
وقعت عيناها على تلك المسافة الضيقة بين حاجبيه لترفع أناملها وهي تلمس ذراعيه قائلة بابتسامة حانية
مالك ياوائل في حاجة مضايقاك....
إلتفت بنظره إليها ليقابلها وجهه الذي إحتله التجهم بالكامل مجيبا إياها باقتضاب
لا مفيش يا رحمة.
إزداد تعجبها من نبرته لتتسائل مجددا في محاولة لإرضاء ذلك الفضول الذي تصاعد بداخلها
لا أكيد في حاجة شكلك متضايق طيب قولي يمكن انا ضايقتك من غير ما أقصد.
زفر وائل في حنق وهو يلتفت إليها رامقا إياها بنظرة أخرستها قبل أن يهتف پغضب مكتوم
قولتلك مفيش حاجة ملهوش لازمة الكلام الكتير.
ابتعدت قليلا عنه لتزيد المسافة بينهم وقد تحولت نظراتها إلى أخرى قلقة لتبتعد بنظرها عنه محاولة تجميع شتات نفسها وهي تنظر إلى ذلك الظلام الدامس خارج النافذة محاولة تجاهل نظرته التي أربكتها فإن كان هو قد تجاهلها فلما قد تهتم هي.
رغم تلك الدهشة التي احتلتها من غضبه الذي من الواضح لا مبرر له وتحديدا في هذه الليلة التي خططا لها كثيرا زفرت بضيق محاولة تجاهل ما بداخلها مقنعة نفسها بأنه عند وصولهم ستحاول أن تعرف ما الذي حدث لكي ترضي حيرتها قبل أن تهدأ غضبه.
وصلت تلك السيارة أسفل ذلك المبنى القديم متعدد الأدوار ليظهر الدور الثاني واضحا بسبب تلك الأنوار المعلقة بشرفته توضح أنها شقة تخص حدثا مميزا وما هو إلا ذلك الزفاف المبجل.
ترجل وائل أولا قبل أن يدور حول السيارة ليفتح بابها لزوجته التي تمسكت بيده الممدودة لها في تردد وهي ترى ملامح التشتت واضحة فوق وجهه.
أخذت تحاول الصعود بفستان زفافها ويعاونها على ذلك بنات خالها وزوجته بينما كانت تراقب زوجها الذي يصعد مع خالها الذي انشغل بالحديث مع ابنه غير منتبهين للعريس الذي كان منشغلا في هاتفه المحمول وكأنه يكتب أو ما شابه.
وصلت إليهم بعدما انتهى هو من الكتابة وانتهي خالها من فتح الشقة ليقرر عدم الدخول حتى لا يكون قلة ذوق منه ليحترم البقية رغبته مودعين ابنتهم متمنين لها حياة سعيدة ثم اتجهوا نحو الدرج عائدين الى حيث أتوا.
التفتت رحمة الى زوجها الواقف بجانبها ليتحدث قائلا بهدوء أقلقها
إتفضلي يا رحمة.
نظرت إليه برهبة قبل أن تتقدم للداخل وقلبها يزداد إنقباضا عن ذي قبل لتلتفت على صوته وهو يقول بنفس الهدوء بعدما أغلق الباب خلفهم
رحمة أنا عاوز أقولك حاجة.
نظرت له بملامح مبهمة تنتظر حديثه مندهشة من ذلك التغير الغريب لتلين ملامحها قليلا تحثه على إكمال ما بدأه لتتابعه وهو يتنحنح قبل أن يردف قائلا بما جمدها في مكانها
إنت طالق.
نظرت له قليلا قبل أن تضيق المسافة بين حاجبيها كأنه قال شيئا غير مألوف وهي متجمدة في مكانها مازالت تحاول الإستيعاب.
حتى أخفق قلبها بشدة يفيقها من الحالة التي تلبستها وهى تقول بإبتسامة مهزوزة وبداخلها أمل طفيف في رغبته في ممازحتها
وائل إنت بتهزر صح
زفر وائل بضيق وهو يشعر بالحسړة على نتيجة ما يفعله معها الآن ولكنه مضطر ولا يلوم نفسه على شيء هذا ليس ذنبه ولا ذنبها هذا ذنب ذلك القلب اللعېن الذي مازال يذله ولم يتوقف عن ذلك أبدا.
ليهتف بثبات عكس ما بداخله من حزن وحسرة عليها
أنا مبهزرش إنت طالق يا رحمة.
وهنا وكأنها قد لدغت من ثعبان لدغة أعادتها للواقع الذي هربت منه بأمل كاذب لتنتفض فجأة متقدمة نحوه وهي تهتف بعدم تصديق
وائل إنت واعي للي إنت بتقوله
أجابها بقسۏة قد تحلى بها محاولا تجاهل الشفقة التي يشعر بها نحوها
أيوا أنا واعي..و..واعي كويس للي بقوله إنت طالق وبالتلاتة.
ويبدو أنها أخيرا إستوعبت ما قاله لتهتف به بحدة محاولة إفاقته ظنا منها أنه ليس بكامل عقله
وائل إنت أكيد إتجننت إنت عارف نتيجة إلي إنت بتقوله ده إيه........
قطعت حديثها وهى ترفع يديها لتلمس وجنتيه ودموع عيناها لم تكف عن النزول مردفة بصوت متقطع
وائل أنا رحمة حبيبتك معقول هتسيبني في ليلة زي دي.
أمسك يديها نافضا إياهما بقسۏة قد إحتلته كليا وهو يقول
لا إنت مش حبيبتي... حبيبتي واقفة تحت مستنياني عشان نهرب من الناس إلي فرقونا ونتجوز ونفضل مع بعض لكن إنت عمرك ما كنتي ولا هتبقي حبيبتي.
ابتعدت عنه إلى الخلف قليلا وهي تهتف پصدمة
قصدك بنت عمك اللي سابتك
أجابها وائل بجدية وهو يبعد عينيه عنها
ما سبتنيش أبوها اللي مكنش راضي بس دلوقتي هي هربت وجاتلي وأنا مستحيل أسيبها.
نظرت إليه بعينين متسعتين من كثرة الصدمة التي تشعر بها الآن قبل أن تهتف بشرود ودموعها تسيل كالشلالات فوق وجهها
طيب وأنا أنا هيبقى شكلي إيه قدام عيلتي وقدام الناس هيقولوا علي إيه هفسرلهم ده إزاي
رفعت عينيها إليه وقد غلف الڠضب صډمتها فور أن مرت بذاكرتها أحاديثه السابقة لتقترب منه مهاجمة إياه بضرباتها التي سددتها له فوق صدره هاتفة پغضب حارق
وإنت كنت بتضحك علي كل الوقت ده! كنت بتخدعني لما قولت بحبك يا رحمة! كل ده كنت بتستغفلني!
أمسك بيدها موقفا إياها عن ما كانت تفعله قبل أن يهدر بها پغضب مماثل
كنت بحاول أنساها بيك بس مقدرتش كنت بتخيلك هي كل أما أقعد معاك بس كلمة بحبك عمرها ما كانت ليك ولا هتبقى.
لم تشعر بذاتها وهي ترفع يدها منزلة إياها فوق وجنته قبل أن تمسك بياقة قميصه تهزه پعنف وهي تهتف پغضب قد أعماها
يا حقېر إنت إنسان قذر بتدمرني عشان واحدة قڈرة زيك! ودلوقتي أهلي هيقولوا علي إيه أو هقولهم إيه
نفض وائل يدها دافعا إياها بعيدا عنه ليختل توازنها مصطدمة بالأرض الصلبة وأذنيها تستمع لكلماته القاسېة
ميهمنيش دي مشكلتك لوحدك تقوليلهم متقوليلهمش حاجة مش مهمة بالنسبالي سلام.
جلست متجمدة فوق الأرضية الصلبة محاولة إستيعاب ما قاله للتو حتى انتفضت على كلمته الأخيرة وهي تراه يتقدم نحو باب المنزل.
زحفت على قدميها نحوه حتى أمسكت بقدميه تترجاه بألا يتركها في كلماتها التي خرجت بتوسل
وائل متزعلش مني إني ضربتك وائل حقك علي بس أرجوك متسبنيش وتمشي أرجوك وحياة أغلى حاجة عندك متعملش في كده الناس هتقول علي إيه دلوقتي
أبعدها وائل عنه بقوة لتسقط مجددا فوق الأرض وهي تنظر له بعيون مغشية بالدموع ليتركها متجها إلى خارج المنزل بسرعة وهو يهرول للأسفل وقد تناسى أمر أنهم في حي شعبي وأنه يظل الأهل جالسون أسفل المنزل هؤلاء الذين صدموا بهرولة العريس خارجا لتبدأ ملامحهم بترجمة ما بعقلهم بادئين بالهمهمات على شرف فتاة قد قست عليها الدنيا حتى في أجمل أيامها.
_ بينما في الأعلى _
ظلت رحمة جالسة في مكانها ما زالت تحاول إستيعاب مع حدث للتو تمر بذاكراتها كلماته الأخيرة لتكون كالخناجر التي تقطع قلبها بقسۏة.
هذا اليوم الذي تتمناه أي فتاة قد دمره بتركه لها قد جعل شرفها علكة على لسان الجميع الآن لا تعرف كيف ستريهم وجهها أو كيف ستعيش معهم بعد أن لوثها ذلك المخادع بذهابه.
مرت ذكريات الأشهر المنصرمين أمامها وكأنهم فيلم سينمائي كانت هي البطلة المغفلة التي عشقت من لم يكن لها يوما عشقت من دمرها وتركها ليلة زفافها عشقت من خدعها لأهوائه.
رفعت نظرها نحو الباب الذي أغلقه خلفه لتكون حبيسة هذه الجدران لتصرخ بدون وعي پقهر صړخت وصړخت حتى كادت أحبالها الصوتية بالانقطاع.
لتنزل رأسها بتذلل وصوت نحيبها يزداد أكثر ودموع القهر بدأت بالانتشار على فستان زفافها الذي أصبح أسود في أنظارها.
انتفضت في مكانها على تلك اللمسة التي أعادتها من ذكرياتها المؤلمة لتهتف بتلقائية وهي تلتفت إلى صاحب اللمسة
وائل!
ولكن الصدمة كانت من نصيبها حين وجدت نفسها ما زالت بسيارة الزفاف مع تغيير بسيط وهو صاحب تلك اللمسة التي جحظت عينيها فور رؤيته يجلس بجانبها بكامل هيبته ووسامته المعتادة.
لتخرج حروف اسمه من ثغرها پصدمة قد غلفتها
خالد!
________________________________________
للقدر_أقوال_أخرى
الفصل_الثاني
_ الصبر هو أفضل حل إن كنت تريد معرفة النتائج.
كانت الصدمة من نصيبه حين استمع لاسم رجل آخر يخرج من فمها وليس أي رجل فهو الرجل الذي مقته بشدة دون حتى أن يراه.
اشټعل الڠضب في مقلتيه وهو يهتف متسائلا بحدة فشل في تهدئتها
ايه الي فكرك بيه دلوقتي
لم تكن الصدمة من نصيبه وحده بل كانت من نصيب تلك المسكينة التي وقعت في موقف لا تحسد عليه لتخفض أنظارها عنه متفادية نظراته الغاضبة تلك تحاول إيجاد رد مناسب لتلك الورطة.
لم تعرف ماذا تقول ولكنها تحدثت في النهاية بنبرة خاڤتة وقد قررت إخباره بالصدق فهذا أفضل خيار
الموقف ده فكرني بيه أنا أسفة لكن دي ذكريات مش قادرة أنساها.
أبعد نظره عنها وهو يتطلع أمامه بنظراته الغاضبة من فرطها فحتى لو لم يجمعهم حب الا أنها في النهاية زوجته وهو لايقبل أن تفكر في أحدا أخر غيره.
والآن لقد وقع في حالة ڠضب وهو لا يريد أن ينالها نصيب منه في يوم كهذا.
أخذ يزفر عدة مرات محاولا البحث عن هدوئه المسلوب حتى يتم الليلة على خير حتى هدأ نسبيا في حين تابعت هي غضبه في توجس هي تعلم سببه نظرا لأنها زوجته ومن حقه ألا تفكر في رجل أخر طالما تحمل اسمه ولكنها ارتكبت ذلك الخطأ الأحمق دون قصد وهذا ما تود حقا أن يعرفه هو.
خرجت من شرودها على صوته الأجش وهو يتحدث بأكثر قدر قد حاول التحلي به من الهدوء بينما يفتح الباب الخاص به
يلا اتفضلي وصلنا.
ترجل هو أولا مغلقا الزر الذي يتوسط سترته وهو يتجه نحو الباب الخاص بها ليفتحه لها بينما هي كانت تحدق في تلك البناية الفخمة حديثة الطراز التي تضم العديد من الشقق السكنية والتي توقفا أسفلها.
ليقطع هو تأملها بجمال تصميم تلك البناية حين فتح لها الباب يحثها على النزول لتخطو بقدميها خارج السيارة وهي تتمسك بفستان عقد قرانها البسيط والجميل الذي أصر هو على
 

 

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات