افاثة الشيطان
منها أكثر قائلا بهيام وقد سلط عليها أنظاره الجريئة
_ ليه بس زهقتى منى .
فقالت بلهجة حازمة في محاولة للسيطرة على قلبها الهادر دقاته دون سبب يذكر
_ وباعدين بقا.. إحنا مش هنخلص.
لاحظ توترها وتورد وجهها من قربه منها مما زاد جمالها الشهي..
باغتها قائلا بمداعبة
_ ونخلص ليه بس ..هو إحنا لسه بدأنا.
_ سيب كريستينا في حالها يا مازن.
إبتسم مازن وقال بتلهف
_ خالد انت رجعت مصر امتي .. عامل إيه يا معلم.
احتضنه خالد و قال بحميمية
_ انا كويس الحمد لله واحشنى جدا و الله .. انا لسه راجع من اسبوعين .
رفعت كريستينا حاجبها متعجبة وقالت بضيق
_ إنت تعرف الأستاذ ده يا خالد.
_ أيوة أعرفه..ده مازن المهدى زميل دراسه ست سنين و صاحب عمرى .
رفعت كريستينا عينيها بملل و قالت له برجاء
_ طب خليه يبعد عني علشان أعرف أركن عربيتي.
إقترب منها مازن وقال بهمس مشاغب
_ هبعد دلوقتى بس ..لكن لحديثنا بقية.
صعد سيارته وإبتعد بها.. أما هي فصفت سيارتها.. وإبتعدت عن المكان مسرعة.
_ خالد.. إستنى عاوزك.
إلتفت إليه.. وقال متسائلا بفضول
_ خير يا مازن!
سأله مازن بلهفة
_ مين البت دى الي انت شوفتني واقف معاها !
رد خالد عليه بتعجب
_ أول مرة تسألني على بنت.. عموما یا سیدی دی کریستینا.. بنلعب إسكواش مع بعض.. وعلى فكرة مؤدبة جدا ومحترمة جدا.
_ هي مسيحية!
أومأ خالد برأسه و قال
_ أيوة مسيحية .
مرر مازن أنامله في شعراته و هو يفكر بشرود .....
عادت فريدة من عملها مرهقة.. ترجلت من سيارتها .. فوجدت أدهم مستندا على
حائط المنزل في إنتظارها.. إبتسمت له وإقتربت منه قائلة
_ واقف كده ليه !
رد عليها أدهم مسرعا
إبتسمت بهدوء وقالت وهي تنتظر كلماته الساحرة والتي تغذي أنوثتها
_ وبتستناني ليه !
قرر أدهم أن يروى غرورها بكلمات تسعدها فقال لها بهمس
_ علشان وحشتيني و اليوم كان ممل جدا من غيرك .. و لأني عاوز أعوض كل لحظة بعدت عنك فيها .
إبتسمت بخجل.. فاعتدل في وقفته وقال و هو يطالعها بنهم
_ كل يوم بتحلوى أكتر من اللي قبله.. في كده.
_ يوه يا أدهم بقا.
شعر بدخان يخرج من أذنيه نتيجة كلماتها له بنبرنها الطفولية فقال مسرعا
_ بقولك إيه أنا مش عاوز خطوبة وعاوز نتجوز على طول إيه رأيك أجابته بلهجة حازمة
_ لما أخلص دراستي وأشتعل وباعدين نبقى نتجوز يا حبيبي.
أغلق عينيه مستمتعا بحروف هذه الكلمة الرائعة .. ثم تنهد بشوق قائلا
_ يا لهوى..حبيبى طالعة منك زى العسل.
إزدرات ريقها بخجل وقالت و هي تعدل من وضع حجابها
_ طب أنا هطلع بقا.. جعانة جدا وهلكانة مۏت اليوم كان طويل .
سألها بتلهف
_ هشوفك بالليل مش كده
أومأت برأسها وتركته وصعدت شقتها..
في المساء كان كل في غرفته .. إلا أن وصلت لمسامعهم جميعا صافرة أدهم.. حيث أصبحت صافرته ناقوس الحب الذي يذكرهم جميعا بقلوبهم النابضة..
إنطلقت فريدة إليه بشوق.
بينما إبتسمت سهی وهي تتذكر هاتين العينين التي ذابت بداخلهما كأنه طوقها بذراعيه لا بعينيه.. تعلم أن ما تفكر به ليس منطقيا و لكنها و لأول مرة تنحي عقلها بأمر ما و تخشي أن يقود قلبها زمام الأمور ..
بينما تذكر مازن هذا الملاك الرقيق.. الذي وجده في هذه الدنيا شاردا من الجنة.. كانت ناعمة كقطعة غزل بنات وردية رقيقة كنسمة صيف .. حركت به أشياء لم يكن يعلم أنها بداخله من الاساس ..
أما ياسين فقد أخرج صورتها من محفظته.. هذه الصورة و الذي سرقها من فريدة دون علمها لغزالته الشاردة الجميلة ليلي .. يتمنى دائما أن تشعر بحبه بل عشقه لها .. كم تمنى أن يصارحها بمشاعره المچنونة تجاهها.. و لكنه يخشي ان يخسرها فما بداخله لها لن يفهمه احد حتي هي ..
أما مى وحياة فهما يقاسيان من ماضي ملازم لحياتها..رغم أنهما ليس لهن علاقة به.. نيران تأكلهم لبعد من أحبوا عنهم.. أليس لهم الحق في السعادة كالجميع.. أم أنهم سيدفعون ثمن حقد والدتهم و سواد قلبها ..
وكالعاده يقف الجميع في نافذته أو شرفته لتأمل العاشقان بالأسفل كأنهما عصفورين من الجنة..
في اليوم التالى ذهب الجميع لأداء صلاة الجمعة.. يوم العطلة.
بينما توجهت سهى لعملها.. فليس هناك وقت لأى إجازات.. جلست فريدة وليلى للمذاكرة إستعدادا للإمتحانات القريبة.. و هي بين الحين و الآخر تنفرد بهاتفها قليلا لمخاطبة أدهم ..
دلفت سهى مبنى قوات العمليات الخاصة بثقة و هي تستعد لملاقاة هؤلاء المغرورين كما لقبتهم ..
صعدت لمكتبها فوجدتهم بإنتظارها.. تطلع إليها سامح پغضب وهو يطالع هيئتها المستفزة.. فهي كانت ترتدى فستان ضيق حدد .. يصل طوله لتحت ركبتها بقليل.. أظهر بياض ساقيها و ذراعيها .. وشعرائها المجعدة الطويلة والتي ميلت بعضهما على جانب وجهها..
و زينة وجهها الخفيفة المحدود ولكن حمرة شفتيها كانت قاټلة بلونها الأحمر الزاهي..
لاحظ هيام باسم وماجد بها كأنها سكرتهم بهيأتها الشهية فقال ساخرا عکس ما توقعت سهی تماما
_ إنتى تانى.. ده أنا قولت هتخلي عندك ډم ومش هتورينا وشك وهتعتذرى عن المهمة دى.
وقفت أمامه وهي مشتاقة لنظراته القوية.. وما زاد غضبه منها هي ذرات عطرها المتجولة بوقاحة بداخل المكتب.. دون الخجل من جرأتها و عنفوانها .. حدجته بثقة وقالت
_ والله أنا مش هسيب المهمة دى.. بس لو إنت متضايق تقدر تعتذر إنت وأهه الباب يفوت قبيلة.
كان وقع كلماتها عليه كدلو ماء مثلج في يوم بارد .. إقترب باسم من ماجد و هو يتابع إشتعال عيني سامح بڼار الڠضب حتى أنها إكتست باللون الأحمر.. وطبق كفه في بعضه كاد أن يسحقه وقال من بين أسنانه پشراسه
_ عیدی تانى اللى قولتيه كده.
حدجته بقوة وقالت بثبات
أظن سمعتنى كويس.. ولا ودانك بعافية.
إقترب منها وقد أوشك على الھجوم عليها..فوقف أمامه ماجد مسرعا وقال
_ إهدى يا سامح مش كده.. إنت ناسي إنها بنت.
فقال لها سامح بعصبية
_ورحمه أمي ما أنا سايبك يا هبابة البرك إنتي.
رفعت سبابتها في وجهه..وقالت بتهكم
_ إتكلم على قدك أنا هنا زيي زيك انت فاهم و لا لأ.
وكأنها سكبت البنزين علي الڼار.. وإشعلت ڠضب سامح أكثر فقال موجها حديثه لماجد
ما تحاسب يا ماجد خليني أربيها قليلة الأدب دى.
قد تزايد إنفعالها.. وقد علت معه صوتها وإكتسى وجهها بحمرة الڠضب التي زادتها جاذبية.. وقالت في تحدى مغلف بالڠضب
_ أنا مؤدبة ڠصب عنك وأكتر منك كمان.
هنا تدخل باسم أيضا لكبح زمام سامح الثائر .. والتي ما إن وقعت تحت يده لسحقها.. فقال باسم وهو يمنعه من الإقتراب منها
_ صلوا على النبي يا جماعة مش كده.
إقترب باسم من أذن سامح وقال هامسا
_إهدا يا سامح والله لنخليها تطفش من هنا.. يا إما هتشوف أيام أسود من شعرها في المعسكر.
هدأ سامح قليلا فقال ماجد مازحا
_ دى عين والله.. إحنا إتنظرنا يا وحوش.
فضحكت سهى ضحكة عالية.. ذاب معها قلوب ثلاثتهم..فقال ماجد بتسبيلة
_ إنتوا مصدقين يا رجالة.. الضحكة الجامدة دى في مبنى قوات العمليات الخاصة.
تنحنحت سهى وقالت بعدما لاحظت نظراتهم
_ أنا هنا أختكم الصغيرة هاه .. تقدروا تقولول يا سهى من غير أنسة.
اقترب منها ماجد وهو يسحق شفته السفلى بأسنانه وقال
_ وأنا بقى تقوليلی یا ماجد.. يا ميجو اللي يطلع منك قوليه.
جذبه سامح من يده وقال پغضب
_ما تخف شوية يا عم.
أشاح ماجد بذراعه في وجهه و قال بحدة
_ وإنت مالك مش بنتعرف على زميلتنا الجديدة.
كان باسم مازال سارحا ما.. حتى إقترب منها هو الآخر وقال
_ أنا بقى ماليش إخوات بنات.. بس أنا متقائل إننا هنبقى صحاب بإذنه وماشينته.
جذبه سامح هو الآخر وقال
_ جرى إيه يا جدعان هنهزر بقا ولا إيه.
قال له ماجد بحنق
_ ياساتر عليك يا سامح.. ده إنت صحيح هادم اللذات ومفرق الجماعات.
تنحنحت سهى وهي تستند على مكتبها و هي موليه لهم ظهرها
_ جهزتوا المعلومات اللي طلبتها عن المهمة.
دخل عليهم العسكري.. أدى التحية ثم قال
_ سيادة اللوا عاوز كم في غرفة الإجتماعات.
إقتربت منه سهى وقالت ببحة صوتها المغرية
_ إنت إسمك إيه
تطلع إليها العسكرى بهيام وقال
_ إسمى عبد الله يا باشا.
اجابته بإبتسامة رائقة
_ عاشت الأسامي ممكن تخلي حد يجبلي مج نسكافيه في غرفة الإجتماعات دى.
رد عليها بتنهيدة خاطفة
_ من عنيا.. ده أنا أجيبها بنفسي يا باشا.
_ شکرا یا عوبد.
قالتها سهى ببحة صوتها القاټلة.. والجميع يتطلع إليها ببلاهه.. فصاح سامح پغضب قاطعا هذه الحالة
_ سابت یا عسکری.
إنتقض الجميع على صياحه..فأردف قائلا
_ إنصراف یا عسکری.
فقال له باسم پغضب
_ خضتنا يا أخي..بتزعق ليه.
قبض سامح علي ذراعها و جذبها ورائه وخرجا من الغرفة.. إبتعد بها قليلا وقال محذرا
_ إسلوبك ده بلاش منه أحسنلك.. وكهن الحريم ده يوقف فورا وإلا قسما بالله ما هيحصلك طيب.
لاحظت نظرات الڠضب التي ملأت عينيه.
بحاستها السادسة فسرتها علي أنها غيرة عليها ..إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول السيطرة على دقات قلبها المچنونة.. التي يصم صوتها أذنيها..فقالت بجدية وهي تبتسم بخبث
_ هنتأخر على الإجتماع كده.. وعلى فكرة كلامك ده کله....بلح.
جذبت ذراعها من يده و تركته وعادت لغرفتها.
حملت سهي حاسوبها وقالت موجهه حديثها لماجد وباسم
_ يالا علشان تعرفوني مكان الإجتماع.
أشار لها ماجد فإنطلقت أمامه وكعب حذائها المغرى يطرق بقلوبهم.. حدجها سامح پغضب كاد أن يلتهمها الا انها تخطته و هي تطالعه بنصف عين من فوق كتفيها ..
دلفوا جميعا لغرفة الإجتماعات و نظرات التحدي بين سامح و سهي لا تتوقف .. فأشار فهمي لسامح بعينيه ففهم مغزاه و وقف مسرعا .. وأغلقت الأضواء وبدأ سامح في سرد تفاصيل العملية.. الجديد منها والقديم..وما توصلوا إليه حتى الآن.. على شاشة تعرض فيديو حضر خصيصا بكل معلومات المهمة.. وكانت سهى تقاطعه دائما مستفهمة عن بعض التفاصيل..
وأخيرا قال سامح بثقة بعد أن إنتهي من سرد معلوماته
_ أظن يا فندم بقا واضح جدا إن الموضوع ده كبير على الآنسة.
إبتسمت سهى بسخرية و هي تهز رأسها بيأس
.. فوجه فهمي حديثه إليها وقال بتحدى ماكر
_ عنده حق يا سهى.. المكان اللي لازم تفضلي فيه لفك شفرة الرسايل دى من أصعب الأماكن في الإسماعيلية.. وكمان هتقدرى على الرسائل المتطورة دی!
إرتدت نظارتها الطبية وإتجهت لمكان سامح وقالت له بحزم وهي رافعة ذقنها بإيباء
_ تقدر تقعد إنت يا سيادة الرائد وسيب الباقي عليا.
صك أسنانه بقوة وهو يتطلع