رواية بقلم ايمان حجازي
هائما انتي قلتي ايه !
تلعثمت شفتاها ورددت بقلب ينتفض قلت تسلملي
ايوه اللي بعدها !
لم تعد
..
بكت مره ثانيه وهي تنظر لاسفل فردد مره اخري راجيا حبيبتي خلاص بقه .. بصيلي كده ..
فتحت عيناها ونظرت له في ارتجاف فبادر ايضابتحبيني ..!!
اومأت برأسها لأسفل اخذ عبدالله يجفف دموعها بيديه وقام بحملها دفعه واحده ونزل بها الي الاسفل وهو يردد وانا بمۏت فيكي يا قلب حبيبك
تمني عبدالله ان تدوم سعادته معها وان يظل دائما سببا في فرحه قلبها وعاهد نفسه ايضا ان لا يقوم بفعله مثل التي اصدرت منه بالاعلي الي ان تأتي هي وتطالب ب ذلك...
.. يا الله كيف حدث ذلك وبما سيخبر عبدالله .. اتجه الي هاتفه وفكر قليلا بأخباره كما اوكلته امه .. ولكنه اجل الحديث الي المساء وخرج من غرفته ليصتدم بوالدته
اي يا ابني مش تفتح !
انتبه لها حمدي وقال بعقل مشتتمعلش يا امي مخدتش بالي ..
والدته بخبثويا تري مين اللي واخده عقلك !
الحاجه هدي بتأكيد اه يا حبيبي دا الدكتور اكد لنا انها لسه في اول الحمل ادخل وبارك لمرات اخوك .. مش قلت لك يا حمدي انه اخوك هيحبها وهينسي البت اياها اللي قلتلي عليها دي .. واهو مقدرش يبعد عنها حتي في ظروف مۏت ابوها واهي بقت حامل اهيه .. الحمدلله ..
تركته وذهبت لتحضير الطعام لرحاب مثل ما نصحها الطبيب...
اما عند رحاب فمنذ ان علمت بخبر حملها وهي پصدمه لا تدري متي ستفيق منها .. تعلم جيدا ان ذلك الحمل لم يكن سوي من خالد .. اصبحت العائله بأكملها تعرف ولم يعد بأمكانها كتمان الامر او اسقاط الجنين ظنت انه بعدما تركها عبدالله وسافر ستجد خلاصها وينتهي ذلك الامر بأيجادها لحل ولكن هيهات فقد زادت الطين بله علي رأسها وانقلبت
الدنيا بأكملها فوق اكتافها .. ماذا لو علم عبدالله باﻷمر يا الهي حتما ستجد هلاكها ولا مفر من القټل شل عقلها عن التفكير ولم تستطع ايجاد اي من الحلول الي ان قفز ببالها خالد وظنت انه سيحن عند سماعها بأنها تحمل طفله بين احشائها فعزمت علي ما ارادت وامسكت بهاتفها وبين تردد وثبات قامت بالاتصال به وبعيون منهمره وقلب ينتفض من الذعر .. سمعت الرد..
الو .. مين معايا !
ضاقت عيناها وزاد اضطراب قلبها اكثر في خوف قائله
خالد .. معقول نسيتني بالسرعه دي ..
مساء الخير يا سياده الملازم !
قالها اللواء جلال وهو يدلف غرفه ابنه سيف الذي اعتدل في جلسته حين دخول والده قائلا مساء النور يا بابا اتفضل
ردد جلال في حنو لقيتك واحشني كده فقلت اجي اتكلم معاك شويه بقالنا كتير مقعدناش مع بعض
اردف سيف في احترامعارف يا بابا اني غلطت كتير الفتره اللي فاتت وعشان كده مكنش ليا عين اجي واكلمك
ربت جلال علي كتفه وهو يجلس بجواره انت ابني ومهما حصل هتفضل ابني .. بكره لما تتجوز وتخلف هتعرف الاحساس والمسؤليه دي ..
ثم اردف وهو يضع ذراعه حول كتفه طمني عليك يا عم سيف .. عامل ايه واخبار شغلك !!
سيف الحمدلله يا بابا كل حاجه تمام
والدهمتأكد !!
سف اه يا بابا ولو قصدك علي موضوع مرام وعبدالله ف خلاص مبقتش فارقه ..
ردد جلال في بهجه طيب وانا عايزك تثبتلي ..
ضحك سيف في بروديعني ايه يا بابا ! .. اثبت لك ازاي!
اسرع جلال مرددا تخطب وتتجوز وتفرحنا بيك بقه عشان ندور علي اختك بعدك مش انت الكبير !!
اشاح سيف بنظره بعيدا عن والده اتجوز مين يا بابا بس دلوقت انت عارف اني مبفكرش ف الموضوع ده
يا ابني انا وامك اللي عايزين نفرح بيك دا انت ابننا البكر .. عايزين نشيل عيالك بقه قبل ما ڼموت .. ثم ان انت مش صغير عندك 25 سنه والتزمت في شغلك .. ناقصك اي بقه عشان تتجوز !!
سيف بعد الشړ عليك يا بابا انت وماما .. اللي انت شايفه يا بابا اعمله .. لو شايف حد انا تحت امرك ..
اجابه جلال في حماس عندما وجده يستجيب انا بقه شفت لك واحده انما ايه !! تقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك .. عارف العقيد احمد السيوفي !
سيف بإيماء اه يا والدي مش ده اللي اتنقل عندنا من سنتين تقريبا !
والده بتأكيد اه بالظبط هو ده .. عنده بقه اسراء بنته لسه شايفها امبارح لما كنت معزوم عندهم ومن ساعه ما شفتها وانا قولت انها متنفعش غير لسيف .. طب تصدق بالله انا كنت عايز اكلمهم امبارح في الموضوع ده بس قلت اما اخد رأي سيف الاول...
اردف سيف في هدوءاللي انت شايفه يا بابا .. لو كويسه نروح نتفق علي كل حاجه ..
والدهريحتني
________________________________________
يا ابني ربنا يريح قلبك
بعد خروج والده زفر في ضيق وتبسم في شوق وهو يتذكر مرام وبرائتها وزرقاوتيها .. كيف ظن والده انه نساها بكل سهوله .. فقد احبها وتعلق بها جدا وتمني ان تكون هي زوجته وخطيبته وحبيبته .. وعبس وجه فجأه حين تذكر عبدالله وما حدث بأخر لقاء بينهم اصبح يدرك جيدا ان عبدالله زوجها ويحبها جدا وهي كذلك ولكن تولد بقلبه اڼتقام ناحيته واراد فقط ان ينتهي وجوده بالحياه او تمني اكثر انه لن يولد قط حينها لن يترك مرام ولو للحظه واحده ان تصبح لغيره.....
بعد فتره الظهيره في ايام الشتاء وبعد ان كسا السماء اللون الكحلي حيث كانت توشك علي هطول الامطار وبين مفترق الطرق في تلك المدينه قليله السكان تقف فتاه ب بشره مثل لون الحليب وفستانها الزهري وحجابها الذي زادها جمالا حائره لا تدري اي اتجاه يجب عليها اتخاذه .. فأردفت محدثه نفسها..
هي كانت قايلالي الطريق ده ولا ده! .. ياربي نسيت والدنيا هتمطر وموبايلي مفيهوش شبكه دلوقت ..
لتتفاجأ بتوقف سياره جيب بجوارها و خرج صاحبها منها مرددا في احترام اي خدمه يا انسه حضرتك واقفه في نص الطريق .. اقدر اساعدك في حاجه !!
توترت الفتاه كثيرا واخذت تفرك يداها قائلهاااه لا شكرا حضرتك انا مش محتاجه حاجه ..
الشاب ب زوق يا انسه اعتبريني زي اخوكي انا مش هاكلك وقولي لو اقدر اساعدك شكلك تايهه
رددت في ڠضب وضيقحضرتك قلت متشكره مش هكررها كتير وان كان علي الطريق فانا خلاص همشي .. عن اذنك ..
ركب الشاب سيارته بعد ان نظر لها بأحتقار مرددا انا غلطان اني عبرتك بدل ما انتي واقفه زي الهبله كده...
ثم انطلق بالسياره بعيدا عنها وتركها بمفردها فرددت في ندم يا كابتن استني يا كابتن انت بتصدق .. انا طيبه والله بس لساني دبش....طب اعمل اي
دلوقت والله الجدع شكله محترم وكان فعلا هيساعدني .. طبعا مش محتاج اتكلم عن حظي كتير ..
ثم نظرت بالاتجاه الذي ذهب منه ذلك الشاب وابتسمت في اعجاب ورددت ايضا
طب والله كان مز .. كان هيحصل اي لو منسحبتش من لساني ورديت عليه كده مش كان زماننا دلوقتي بنفكر في قاعه الفرح هتبقي فين !!
ثم اكملت سيرها بنفس الاتجاه الي ان رأت تلك الفيلا عاليه الاسوار...
وجد عبدالله الهاتف يرن بأسم حمدي فأجابه علي الفور..
اي يا ابني فينك كل ده بقالك يومين قلت هكلمك وانت مبترنش وموبايلك مقفول...
ردد حمدي في حيره وهدوء الي عبدالله
معلش يا عبدالله موبايلي كان فاصل ومكنتش فايق اشحنه
ههههههههه ليه يا حبيبي امك كانت بتتجوز فعلا زي ما قلت !!
اردف حمدي بكلمات متقطعه
عبدالله من غير هزار .. هو انت هتيجي امته !!
قريب ان شاء الله اسبوعين بالكتير .. في ايه يا حمدي ماله صوتك !
لا مفيش بس كنت عايز اكلمك في موضوع مهم ..
طب ما تتكلم يا ابني ..
وقبل ان يجيبه حمدي ويتفوه بحرف بادره عبدالله سريعا
طيب معلش يا حمدي نأجل موضوعنا ل بالليل لان حصلي ظرف دلوقت .. هرن عليك بالليل مع السلامه...
وقام بأغلاق الهاتف واسرع الي الاسفل مناديا علي عوضافتح له البوابه يا عوض ..
والذي بالفعل نفذ ما قيل لتدخل تلك السياره الجيب ويذهب عبدالله بأتجاهه ويرحب به بشده ادهم باشا يا اهلا وسهلا ..
اجابه ادهم بترحاب اكثر اهلا
________________________________________
بيك يا عبدالله اخبارك ايه !
عبدالله بود بخير والحمدلله اتفضل اتفضل..
وبالفعل قام ادهم وعبدالله بالدخول الي شرفه الفيلا وذهب ليحضر له واجب الضيافه واتي بعد قليل ليتفاجئم بنزول مرام الي الاسفل وهي ترحب ايضا بأدهم قائله في فرح بالانجليزيه ميكيس .. كيف حالك !
اجابها ادهم بضحك ايضاانا بخير سيدتي ارجو ذلك لكي ايضا
مرام بمزحانا ايضا علي ما يرام ميكيس ..
ضحك عبدالله وقطع حديثهمياريت ننسي الايام دي بقه .. الواحد كل ما يفتكرها بيزهق
ردد ادهم قائلا معاك حق والله يا عبدالله بس انا بالنسبه لي كنت متعود علي القرف ده
عبدالله بإنتباه انا سمعت انك استقريت هنا خلاص !
أدهم بتأكيداه طبعا .. بلدي اولي بيا كفايه غربه لحد كده ..
لتردد مرام ايضااهلا بيك في بلدك يا كابتن ادهم ..
ادهم بإبتسامه متشكر يا مرام
ليوجه عبدالله الحديث اليهاحبيبي ورينا بقه شطارتك في المطبخ النهارده عايزك تخلي ادهم يشوف ان مفيش احلي من بلده فعلا
لتبتسم مرام في ود قائله اكيد طبعا هيحصل بس انا مستنيه يمني صاحبتي كلمتني من شويه وقالتلي انها وصلت وبرن عليها موبايلها مقفول ..
اردف عبدالله طيب حاولي تاني كده ساعات الشبكه بتقطع في مناطق جنبنا ..
وبالفعل قامت بالاتصال