رواية بقلم ايمان حجازي
خساره .. دا انا شفت جثته متعذب ومتشرح بأبشع طريقه .. وفي غمضه عين كنت هخسر مرام بسبب نفس الشخص .. نفس الشخص يا ادهم وانت جاي تقولي دور بنفسك
ارتفعت نبرته اكثر وازدادت عصبيته هو انت شايفني عيل يا ادهم بتراضيه بكلمتين ..
رد عليه ادهم بنفس النبره مسرعا افهم يا غبي ... اللي قتل اخوك مش هو اللي كان عايز ېقتل مرام ده حد تاني
ادهم يعني كان فيه هدفين فعلا مقصودين في الليله اللي حصلت دي .. الهدف الاول كان مرام .. والتاني ....
نظر له عبدالله بأهتمام حين توقف عن الحديث فأكمل ادهم ببطئ انت ..
عبدالله پصدمه انا ..!
ادهم بهدوء وهو يعدل من ملابسه للأسف ايوه .. التفاصيل كلها كانت عندي بعد الحاډثه مباشره .. الشخص اللي ضړب ڼار علي مرام وصابت صاحبتها ده اتمسك وهمشي من هنا دلوقت علي هناك عشان يتم التحقيق معاه وهبلغك يا عم بأخر الاخبار عشان تطمن
حاول ادهم قدر المستطاع تشتيته والذهاب بعقله الي طريق اخر قائلا والله شوف .. مين اللي ليه طار عندك سواء انت او اخوك
عبدالله معقوله ده حد بيخلص طاره مننا !! .. طب هو مين ! .. وليه حمدي يعذبه بالطريقه في حين ان هو عايز ېقتلني بسهوله
ادهم الجواب عنده هو مش عندي
ادهم مش من حقي انا اني اطلع كلام مش بأيدي .. انا مش واحد صاحبك وجاي ادردش معاك في حاجه عاديه .. انا في اسرار لو طلعت من خلالي ممكن توديني انا في داهيه .. طب مسالتش نفسك انا ليه دايما جنبك وفي دهرك .. انا بحميك وبساعدك توصل بس بطريقتك انت ... فكر يا عبدالله واحسبها صح ..
خير يا عمر
..................
وازاي ده حصل .. انا جاي حالا ..
اغلق هاتفه قائلا بلهفه عبدالله خلي بالك من مرام كويس اوي .. انا لازم امشي وكلامنا لسه مخلصش
ذهب ادم مسرعا ملبيا لاتصال عمر الذي فاجأه وزاد من القلق والخۏف بداخله ... في حين عبدالله جلس علي اقرب مقعد بالجوار وهو يتذكر ومضات من حياته مرت عليه مع اخيه وكيف كانت علاقتهم .. اخذ يلوم نفسه الان عن عجزه لمعرفه القاټل والاخذ بثأره ودارت بعقله اجوبه مختلفه .. من له فائده من مقتله او الاڼتقام منه .. أول ما فكر به هو ناجي الكافوري ولكن ناجي ليس له علاقه او معرفه سابقه بأخيه وفي نفس الوقت كان ناجي مع مرام في البرنامج وعلي المنصه وقت اطلاق الڼار فأبعد ذلك الاحتمال من عقله .. فكر مره ثانيه ليأتي بعقله كابوسه اللعېن سيف الشافعي ولكن فكر بحكمه ووضع اسباب تمنع ذلك التوقع .. فمن اين يعرف سيف بحمدي اخيه وكذلك نفذ سيف تهديده ووضع عبدالله بالسجن فلما ينتقم من عائلته .. نفي ايضا ذلك الاحتمال من عقله وكاد يجن من التفكير قائلا بنبره مرتفعه مين !! .. مين اللي ليه مصلحه في قتلي انا واخويا .. مييييييييين !!!!
لم يجيبها عبدالله وخرج الي صديقه المنتظر امام غرفه العمليات لسه مخلصتش !!
مسعد لا لسه مطلعتش .. مالك ! .. شفت ايه اللي قلب حالك كده !!
عبدالله بضيق وهو يحاول ايقاف عقله مؤقتا مفيش .. سيب كل حاجه دلوقت وخلينا في اللي احنا فيه
عملت مش قادر انكر ولا اخبي اعجابي بيكي يا دكتوره .. متعرفيش انتي عملتي فيا ايه .. انتي رديتيلي روحي يا دكتوره لما شفتك
كانت مرام تستمع له بسعاده بالغه بدت علي وجهها وهي تضغط علي يديه بعفويه مهونه عليه قائله انا معملتش غير واجبي يا دكتور يوسف .. وربنا اللي يعلم معزتك عندي قد ايه .. انا تحت امرك في اي وقت لأي استشاره او حاله طارئه كلمني
يوسف بسعاده متشكر اوي .. عن اذنك عشان اباشر الحاله
كان عبدالله يستمع الي الحوار وتذكر ذلك الطبيب الذي بكي حين رؤيته لمرام ولم يعلق او يلفت نظره ذلك الامر حتي الان .. حين شاهد بعينيه كيف كان يتعامل معها بأريحيه وكأنها حبيبته اشتعلت النيران بقلبه وهو يود لو يقطع يده الممدوده تلك .. ولكن ثقته بحبيبته مطلقه .. فقرر الانتظار الي ان تخبره بنفسها.. ما ان غادر حتي اتجهت مرام الي عبدالله بأبتسامه واسعه الحمدلله قدرنا ننقذها .. هتفضل 46 ساعه تحت المراقبه علي ما نتطمن علي حالتها وتستقر
لم يعلق عبدالله علي ما اردفت به وظل ينظر اليها بنظرات مبهمه اثارت الشك بداخلها في حين فهم مسعد ذلك التصرف وتدخل في الحديث مبروك يا دكتوره .. وحمدالله علي سلامه صاحبتك
مرام بود الله يسلمك يا دكتور مسعد
ثم نظرت الي عبدالله ولم تستطع تفسير تلك العلامات علي وجهه قائله مالك يا عبدالله !
عبدالله بجمود مفيش .. يلا عشان نرجع البيت انتي بقالك كتير مرتحتيش
نظرت اليه ولم تتلقي غير الجمود فالتزمت بالصمت وشعرت ايضا بالتعب والارهاق فنفذت ما قيل لها دون اعتراض ...
هبطو ثلاثتهم الي السياره وخلفهم الحرس وتوجهو الي البيت...
في نفس الوقت وصل ادهم الي مقر العمل وصعد مسرعا الي مكتبه غير مبالي بتحيات الجميع له وما ان دلف المكتب هو فين يا عمر !!
اتجه به عمر الي غرفه الحجز وما ان دلفها حتي وجد القناص چثه هامده .. نظر ادهم الي عمر بضيق شديد فأسرع عمر مدافعا عن نفسه والله يا باشا زي ما حضرتك شايف .. هما حطوه هنا وقفلو عليه ولما دخلت عشان استجوبه لقيته كده
عاد ادهم بنظره مره اخري الي چثه القناص واقترب منه ليجد سائل ابيض اللون يخرج بغزاره من فمه ليكتشف انه قتل نفسه بعد شرب من زجاجه السم الصغيره التي وجدها ملقيه بجواره .. امسك بها ادهم وضربها في الارض پعنف وڠضب قائلا ليييييييييه !! .. ليه مفيش حد استني معاه من البهايم اللي بره
اجاب احد العساكر يا ادهم باشا هو كان متكلبش في ايديه والباب مقفول عليه والاوضه فاضيه مفيهاش حتي شباك .. وعمر باشا قال انه راجع كمان شويه وهيحقق معاه .. يعني كنا متطمنين منه
ادهم وهو يلكمه علي وجه قائلا بعصبيه شديده اغبياااء ... شويه اغبيااء شغالين .. مش المفروض كان يتفتش الاول .. بلاش دي .. ده واحد قناص كان عايز ېقتل دكتوره في برنامج عالمي ازاي تسيبوه لوحده كده !!.. خلاص مبقاش فيه عقل!!
اعاد العسكري بأحترام احنا اسفين يا ادهم بيه ..
ادهم ساخرا هههههه اسفين !! .. لا حلوه دي .. كل العساكر اللي كانت موجوده من لحظه ما جه هتتحول للتحقيق وساعتها ابقو قولو للمحكمه اسفين .. بره كلكم
خرج العساكر كافتهم في حين اتجه عمر الي ادهم قائلا في اهتمام والحل ايه دلوقت يا باشا !!
ادهم وهو يحاول التهدئه من روعه بمۏته قطع كل الخيوط اللي كانت ممكن توصلنا للي وراه
عمر بعمليه طب ما ده يا باشا معناه ان الدكتوره مرام في خطړ
ادهم عارف يا عمر .. عارف .. والدكتوره معاها اللي يحميها وانا هأكد عليهم تاني لحد ما نشوف هنعمل ايه في الورطه دي
عمر تمام يا باشا ..
ادهم تقدر انت تروح ترتاح .. خلاص مبقاش في قضيه
عمر تحت امرك يا باشا .. تؤمرني بحاجه تانيه
ادهملا اتفضل
بدأت نسمات الفجر تداعب الليل في هدوء تام .. جلس بسيارته مهموما لا يدري الي اين يتجه .. كيف يعود الي منزله مره اخري وبأي وجه سيذهب اليهم .. لا يريد التفكير فيما ارتكبه تجاه ابنه عمه وحبه الذي حوله الي رماد قبل الاشتعال .. يعلم انه اخطأ وكان علي وشك ارتكاب ذنبا لو فعله لندم الباقي من عمره .. اسند ظهره علي مقعد سيارته في تنهد وهو يتذكرها .. منذ كانت طفله .. جميله .. بريئه .. نقيه .. لم تعرف سواه صديق او اخ .. وكان هو ينظر لها بعين طفله فقط تصرفاتها تلقائيتها عفويتها .. تذكر حين كان عمرها فقط ثمانيه سنوات واتت لها تبكي علي ضياع لعبتها وكيف بذل كل ما بوسعه كي يجدها لها فأرتمت واعترفت بحبها
له لأول مره بطفوليه.. تذكر ايضا حين ټوفي والدها ووالدتها بذلك الحاډث حين كانت غير غاضبه ولا تبكي كأي طفل فقد والديه هو وليس احدا اخر فهو اغلي ما تملك .. وغيرها من المواقف الكثيره التي جمعت طفولتهم ..
اخذ يبتسم بشده وتلقائيه حين تذكرها وكأنه مغيب .. انتشله من تلك الذكريات صوت ارتطام شديد بزجاج السياره فأعتدل في جلسته ليجد السماء بدأت في المطر وبغزاره ..
تذكر ايمان وهي صغيره حين صعد الي سطح منزلهم ليبحث عنها فوجدها ترفع يدها الي السماء وتدعو ربها بأن تتزوج عمر حين تكبر ..
خطرت بباله نفس الفكر فخرج من سيارته تحت المطر الغزير ورفع يديه الي السماء قائلا يارب .. انا عارف اني غلطت .. مش هطلب منك انك تجوزهالي لاني مستاهلهاش .. هي كتير عليا انا عارف... يارب مش محتاج غير انها تسامحني .. يااارب......
اخذ يدعو بندم وصورتها تتجسد امامه شعر بمزيج دموعه مع امطار السماء فأغمض عينيه پألم واتجه الي سيارته وملابسه جميعا مكسوه بالمياه .. صعد الي سيارته وقرر الذهاب الي شقته بمساكن الظباط حيث اخذها منذ ان تم تعيينه ولم يذهب اليها الا قليل جدا .. ولكن تذكر ان ليس له ثياب بهذه الشقه فقرر العوده الي فيلتهم لأحضار ملابسه ثم الذهاب الي شقته .. فأعتقد ان بذلك الوقت الجميع سيكون مستغرقا في النوم ولم ينتبه له احد ... وصل الي منزلهم وحرص علي ان