وبها قلبي متيم. بقلم امل نصر
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
الفصل الأول
على صوت القاريء الشجي وهو يتلو بايات الله الكريمة عبر مذياع الراديو على بكرة الصباح تململت بفراشها تغالب توسلات جس دها التي تطالبها بالراحة والإستسلام لدفء الفراش ولو بيوم واحدا فقط تنسى به مسؤلياتها والوجبات المطالبة بها تعيش لنفسها لنفسها فقط ولو لمرة واحدة ألن يأتي هذا اليوم
شهد يا شهد هو انتي لسة مصحتيش شهد....
خلاص قومت اهو
هتفت بها مقاطعة وهي تعتدل بجذعها عن الفراش نحو محدثتها نرجس زوجة أبيها الراحل والتي ردت ببعض الحرج
صباح الخير معلش بقى يا حبيبتي بس انا خۏفت للتأخري عن شغلك.
أومأت لها بهز رأسها متمتمة برد التحية قبل أن تنزل بأقدامها على الأرض لتقول وهي تلملم بيديها شعرها كي تعقده بعقدة خلف رأسها
ردت نرجس وهي ترتد بأقدامها لخارج الغرفة
هوا على ما قومتي انتي بس وجهزتي نفسك هتلاقيهم كلهم معاكي ع السفرة .
خرجت المرأة واتجهت شهد بروتينية تلتقط المنشفة البيضاء قبل أن تخرج خلفها نحو الحمام القريب والذي كان في اخر الطرقة مجاورا لغرفة أبيها الراحل بالطبع مرت في البداية على المطبخ ف انتبهت على اصوات همس وزجر نرجس لابنتها الوسطى أمنية رفعت شهد حاجبا مستهجنا لتقول وهي تكمل طريقها
يا صباح يا عليم يا رزاق يا كريم مالكم كدة ع الصبح
رردت نرجس خلفها بصوت متلهف وهي تخرج لها رأسها من مدخل المطبخ
رمقتها شهد صامتة دون أدنى استفسار قبل أن تمسك بمقبض باب الحمام وتدلف إليه تدعي التجاهل وبرأسها تعلم تمام العلم أن الموضوع لن يحيد عن طلب النقود .
بعد قليل
كانت شهد قد فرغت من صلاتها وارتداء ملابسها بإهمال كالعادة مع انشغالها المستمر في التحدث عبر الهاتف حتى وهي تخرج لتتناول وجبة أفطارها على مائدة السفرة مع شقيقاتها ونرجس والدتهن
ايوة يا عبد الرحيم العمال عددهم كمل عندك ولا لسة......
سمعت منه لتهتف بعصبية وهي تجلس على مقعدها
إيه بتقول عشرين بس يا نهار ابوكم اسود ودول هيكملوا اليوم ازاي بس اتصرف يا عبد الرحيم وكملهم تلاتين ع الأقل عايزين ننجز يا عم الحج إنت عارف ان الوقت قصير..... معلش الله يخليك حاول تتصرف واللي حضروا دلوقتي خليهم يحطوا إيدهم في الشغل على طول..... تمام اقفل بقى دلوقتي وانا هتصل عليك بعد ربع ساعة عشان اطمن .
عاملة إيه يا بت ما حدش سامع صوتك يعني
ضحكت لها المذكورة ثم ردت بابتسامة
والله انا باكل وانا ساكتة شايفاكي مشغولة في التليفون ومش عايزة اضايقك .
تطلعت شهد في شقيقتها ذات الأربعة عشر عاما بملابس المدرسة وابتسامتها الرائقة دائما فقالت لها عن حب
والله يا ريت كل الناس زيك كدة عندها إحساس محدش كان زعلني أبدا.
شهد انا كنت عايزاكي في موضوع.
صمتت شهد على وضع رأسها لعدة لحظات قبل أن ترفعها إليها بتأني تخمن بعقلها الذي سوف تطلبه أمنية وكم سيكلفها فهي لا تكف أبدا عن الطلب والإلحاح فيما تطلبه دون النظر لأي اعتبارات أخرى.
نعم يا ست أمنية عايزة إيه من الصبح شايفاكي مش قاعدة على بعضك
قولي وطلعي اللي في جوفك قولي
سألتها شهد