السبت 30 نوفمبر 2024

رواية بقلم يارا عبد العزيز

انت في الصفحة 14 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز


في اقرب الناس ليها يعني الضربه اللي بتيجي من اقرب حد بتوجع اووي وصعب تقوم منها 
خرجت كبت وحمل وتعب سنين افتكرت كل اللي حصلها من زمان ومن صغرها كمان نصيبها انها تعيش في كدبه وخداع وحاجات كتير كانت مفكره أن اللي جاي احسن بس اللي جاي بيجي اصعب 
فضلت ټعيط لحد مخرجت كل اللي جواها 
تاني يوم 

يحيي كان قلقان أن أمه لسه مخرجتش من الأوضه كانت كل مره بتخرج وتقعد معاهم
عادي عارف أن الضربه اصعب من الاول 
الباب خبط 
عمو يحيي في حاجه
انا جاي اتكلم مع فريده شويه ومعاك علشان في حاجه
مهمه لازم تعرفوها
حاضر ثواني هشوفها أصلها من امبارح مخرجتش من الأوضه
ازاي يا يحيي مشوفتهاش
قالتلي تسببها
طيب شوفها
خبط عالباب 
مفيش رد 
اضطر
يفتح الباب 
اتفاجئ من اللي شافه 
الحقني يا عمو يحيي 
يحيي اتخض فدخل على جوا اټصدم لما شاف فريده على الأرض وفاقده الوعى 
جري عليها وحسس على رقبتها مكان النبض كان ضعيف جدا 
اتصل بالاسعاف بسرعه يا يحيي 
يحيي جري مش عارف يعمل اي 
نور كانت في المدرسه جت وشافت اللي بيحصل بدأت ټعيط 
يحيي اتصل بالاسعاف وكانت روحه على كفه عفريت مش معقول أمه تضيع منه بسهوله كدا 
يحيي الكبير حاول يعملها اسعافات اوليه وبدأ أنه يحاول يفوقها علشان متدخلش في غيبوبه 
جاب برفان وحاول يفوقها برضو مفيش فايده 
اللي مديله امل ان في نفس 
بعد دقائق الاسعاف جت ونقلت فريده على المستشفى 
بعد فتره في المستشفى كانوا واقفين على أعصابهم ونور بټعيط بس 
الدكتور خرج وهوا بيقول بأسف 
انتوا ازاي تسبوها كدا انتو مش عارفين انها عندها السكر !
يحيي اټصدم 
اي امى عندها السكر طيب ازاي مبتقوليش 
افتكر لما كان بيجيبلها اي حاجه حلوة كانت بترفضها أو بتديها لفارس 
للاسف هى دلوقتي دخلت في غيبوبه سكر والله اعلم هتفوق امتى 
طيب ممكن ادخل أشوفها بسرعه والله مش هتاخر
خمس دقائق بس 
تمام 
يحيي الصغير دخل يشوفها 
كان وشها شاحب اول مره يشوف أمه بالضعف دا واول مره يشوفها بالمنظر دا 
لي مقولتليش انك تعبانه كدا دائما بتحبي تخبى عليا تعبك عمرك مبينتي تعبك ولا قولتيلي انك تعبانه أو فيكي حاجه لي يا امى دائما قلقاني عليكي بسبب سكوتك دا 
انا عارف انك مش بتحبي تشيليني حمل بس انتى مش عارفه انتى بالنسبه ليا اي 
انا عارف انك اكيد حاسه بيا وسمعاني 
ارجوكي يا امي ارجعى مش هقدر ادخل البيت من غير نفسك فيه من غير محس بأمان وجودك 
ارجوكي ارجعى علشان خاطري 
مسح دموعه 
وخرج وهوا حاسس بالخذلان من الدنيا 
نور روحي مع عموا يحيي علشان تاخدي بالك من فارس وتذاكري علشان الامتحانات اللي قربت دي ومټخافيش يا حبيبتي
ماما هتبقى بخير 
قرب منها وحضنها 
انا انا مش هقدر اقعد في البيت من غير ماسمع صوت ماما في البيت ومن غير ما انام على رجلها وتحكيلي حدوته وتملس على شعري 
انا عوزا ماما يا يحيي
يا حبيبتي أهدى أن شاء الله هترجع ادعيلها 
كانت تعبانه يا يحيي ومقالتش طول عمرها تعبانه ومش بتقول ماما استحملت كتير اوووي انا عوزا حضنها 
يا نور ارجوكي كفايه اللي انا فيه والوقفه اللي انا واقفها دي عندى زي الاڼتحار انى اكون واقف متكتف مش عارف اعملها حاجه فارجوكي روحي وانا هبقى اجي اطمنك 
وبص على يحيي اللى كان واقف ربنا اللي عالم بحاله من ينظر في عينيه يري بحر من الحزن 
قرب منه وحط أيده على كتفه 
انا عارف اللي في قلبك المفروض أن النهارده كان خطوبتكوا بس 
انا مش عارف انا لي مش بفرح يعني
لي لما اقول خلاص املى لتحقق واحلامى اتحققت الاقى حاجه متخطرش على بالي تيجي تدمر كل دا انا مش معترض على قضاء ربنا بس 
وبص السما 
يارب انا عاوزها بس عاوز اعيش معاها بقيت عمري عاوز حب حياتى 
يارب انا عاوز فريده بس من الدنيا دي 
انت عالم باللي جوايا ومدي حبي ليها يارب كفايه انها تكون قدامى بس انا مش عاوز حاجه تاني 
يحيي بصله وعرف قد اي هوا صادق في كل كلمه بيقولها وندم انو مجمعهمش من زمان 
وأقسم أن لما أمه ترجعله اول حاجه يعملها انو هيجمعهم في بيت واحد 
فات اسبوع على الأحداث دي ويحيي كان معاها دائما وكذالك يحيي الكبير البيت مكنش فيه اي شغف ولا اي حياه 
ومع أنه كانت الدنيا كلها يتجهز لدخول رمضان كان نفسهم تكون امهم معاهم 
فارس دخل لنور
النهارده ليلة السحور تفتكري ماما هتيجي 
ان شاء الله يا حبيبي
كان أول مره فارس يعيط في حياته 
نور اټصدمت لما شافته بټعيط اول مره تشوف دموع فارس 
عرفت وقتها أنه في أضعف وقت دلوقتي
قربت منه وحضنته
يا حبيبي انت بټعيط انا اول مره اشوفك بټعيط
ماما وحشتني اووي يا نور انا عاوزها عاوز أشوفها انا مش عارف انام ولا اكل ولا اشرب انا حاسس انى ضعيف اووي من غيرها
يا حبيبي لي الكلام دا احنا معاك اهو انا ويحيي واكيد ماما هنوحشها وهتيحي بس انت ادعيلها ومتعيطش علشان متزعلش منك 
انا هروح اصلى التراويح وادعى انها تيجي وترجعلي علشان وحشتني اووي
شطور يا حبيبي متعيطش تاني انت دموعك غاليه يا فارس
حاضر 
في المستشفي 
يحيي الكبير راح علشان يتطمن عليها كان شكله اتغير دقنه كبرت وتحت عينه اسود من قلة النوم 
كذالك كان يحيي مش بيمشي من المستشفى 
مش بياكل ولا ليشرب واقف دائما قدام الأوضه بتاعتها 
ماما عامله اي 
تتنهد بقلة حيله 
زي كل يوم مفيش جديد انا تعبت اوووي 
ان شاء الله هتفوق متقلقش 
اتصلت على نور وفارس النهارده
لا نسيت
طيب مش هتتسحر معاهم 
لا انا مش همشي من هنا
يحيي مينفعش
تحسسهم أنهم لوحدهم لازم تحسسهم أن مفيش حاجه اتغيرت ولازم تتجمع معاهم خصوصا فارس محتاجلك اكتر من اي وقت انا عارف انك متقدرش تمشي بس حسسهم بفرحة رمضان وانك جنبهم 
حاضر هروح اتسحر معاهم واجى
ماشي يلا 
يحيي روح وكانت نور قاعده ومعاها فارس
وكان جايبلهم سحور معاهم من برا وكان معاه عمو يحيي 
نور
نعم يا يحيي
تعالى يلا يا حبيبتي جهززي السحور دا علشان نتسحر كلنا سوا
مليش نفس
لا يحبيبتي هناكل كلنا سوا وبعدين انتى عوزا ماما تزعل منك وغير كدا انتى عندك دراسه ومدرسه علشان تعرفي تكملى يومك
حاضر 
جهزت السحور واتسحروا كلهم سوا
فارس
نعم
مالك مش بتاكل لي
متعود انى اكل من ايد ماما ومتعود انها تكون معانا واحنا بناكل وجودها كان محلى الاكل والبيت وكل حاجه 
هترجع ومش هتتاخر عتبرها مسافره ومتهملش في نفسك علشان لما ترجع تلاقي فارس زي ما هوا شقى ومطلع عينها
لا خلاص مش هتشاقى تاني
طيب يلا كل علشان تعرف تذاكر ولا مش عاوز العجله
حاضر 
خلصوا سحور 
وكان يحيي الكبير فخور جدا بيحيي ومبسوط أنه الاب لإخواته وأنهم بيحبوه جدا وانا عارف يسيطر على حزنه قدامهم 
يحيي خرج راح المستشفى 
وكان في حركه غريبه عند الأوضه بتاعت فريده 
اتخض وجري ناحية الاوضه 
هوا في اي 
المريضه فاقت 
يحيي بسعاده 
بجد
بس عندها شويه مضاعفات لو ملحقنهاش ممكن تدخل في غيبوبه تاني ويا عالم هترجع امتى وممكن ټموت فيها 
اي!
هوا في اي 
المريضه فاقت 
يحيي بسعاده 
بجد
بس عندها شويه مضاعفات لو ملحقنهاش ممكن تدخل في غيبوبه تاني ويا عالم هترجع امتى وممكن ټموت فيها 
اي!
انتو بتهزروا صح ماما عمرها مهتسبني هى هتفوق علشانى انا عارف خلوني أشوفها بس 
يحيي دخل في نوبه هستيريه ونوبة بكاء اول مره تحصله مش متخيل أن أمه هتسيبه وتمشي كدا بالسرعه دي
الدكتور خرج وهوا بيتنفس الصعداء
يحيي جري عليه والدموع في عينيه
ها حصل اي يا دكتور طمني
الحمد لله قدرنا نسيطر عالوضع وهتفضل تحت الملاحظه ٨ساعات وان شاء الله خير متقلقش
يارب 
الدكتور مشي 
ويحيي قعد مكانه مش متخيل كل اللي بيحصله دا حاسس بالإرهاق والتعب وهوا لسه في
السن دا وحاسس أن هوا حياته هنقف على أنها تكون وحشه بس 
عدا ال٨ ساعات وكانوا اصعب ٨ساعات عليه كأنها هتحدد هوا
هيكمل ولا لا 
الدكتور جه
صباح الخير يا يحيي
يحيي بلهفه ومن غير مقدمات
ماما عملت اي 
انا عارف انك قلقان متقلقش هي هتكون كويسه انا هشوفها دلوقتي
الدكتور دخل ويحيي وقف قدام الباب مش عاوز يشوفها ومش قادر يتحرك متربط كان نفسه يكون دكتور كان زمانه عرف يساعدها
الدكتور خرج وهوا مبتسم 
الحمد لله هى دلوقتي شبه فاقت وكمان عدت مرحلة الخطړ وتقدر تشوفها وتتكلم معاها لما هتحس بيك هتفتح عينيها
يحيي سمع كلامه ودخل ووقف قدام السرير وقرب منها ومسك ايديها 
قلبي واجعنى وانتى في الوضع دا ومش عارف اعملك حاجه 
وحشتيني اووي يا ماما جوايا حاجات كتير عاوز اقولها لك عاوز انام وأحط راسي على رجلك وتحسسي على شعري واحكيلك كل اللي جوايا 
اصحي يا ماما بقى علشان نور وفارس محتاجينك فارس مش بياكل علشان بيحب ياكل من ايدك يلا بقى علشان خاطري مش هزعلك تاني لو انا مزعلك مش هزعلك صدقيني انا بحبك يا امي 
وعمو يحيي بيحبك يلا علشان تتجوزوا وافرح بيكوا احلا ام وأحلا اب 
وفضل يتكلم كتير اووي لحد ماحس أن أيدها بتتحرك تحت أيده فتح عينه ومسح دموعه وبصلها بذهول 
ماما انتي صحيتي ماما 
سمع انين من تحت جهاز التنفس وبدأت انها تفتح عينيها 
يحيي بفرحه 
يا دكتور ماما فاقت 
قالها مرات كتير والممرضه جت وجابت الدكتور 
وفحصها 
وكلمها
عامله اي قلقتينا كلنا عليكي
الحمد لله بس حاسه انى دايخه
دا بس علشان انتى بقالك اسبوع مفارقانا
اي اسبوع
وبصت ليحيي كأنها بتقوله انا اسفه عن اللي عملته دا 
يحيي قرب منها وباس أيدها
وحشتيني يا امى البيت ضلمه اووي من غيرك انا كنت حاسس انى ھموت لو جرالك حاجه لي خبيتي عليا انك عندك السكر
كفايه اللي انت كنت فيه يا حبيبي 
يا امي انتى اهم من كل حاجه انتى اهم مني انتى عارفه أن لو جرالك حاجه انا ممكن اموت فيها وعارفه انى
مقدرش اعيش من غيرك
عارفه يا حبيبي ربنا يخليك ليا 
ويديمك في حياتي يارب يلا بقى اخرجي احسن بطني دودتت من أكل برا وانتى عارفه طبعا نور متتوصاش في الاكل 
هههههه ماشي يا حبيبي 
اه وكمان النهارده اول يوم رمضان فعاوز محشي
ياااه هوا انا نمت كتير كدا
شوفتي بقى مكنتيش خاېفه على ولادك الغلابه دول
لا طبعا يا حبيبي خاېفه انت عارف كويس انتو عندي اي بس انا الدول كان خلص من عندي ومعرفتش اشتريه بسبب الظروف اللي كنا بنمر بيها
طيب لو سمحتى خدي بالك من نفسك بعد كدا 
مر يومين وفريده حالتها استقرت وخرجت من المستشفى ونور فرحت اووي وفارس وقضوا شهر رمضان في خير ومحبه ولمه وكان معاهم يحيي الكبير كان بيفطر معاهم 
وكمان اتفقوا أن يكون كتب كتابهم في العيد الصغير 
شكلي حلو
دي كانت كلمه فريده اللي كانت حاسه نفسها عندها عشرين سنه مش حاجه وأربعين كانت بتقول لنور 
يا
ماما انتى قمر في كل حالاتك انا اول مره اشوف اللمعه دي في عنيكي انتى جميله اووي وعمو يحيي كمان ياريتك كنتي قابلتيه من زمان 
يا حبيبتي محدش بياخد اكتر من نصيبه صح ولا اي 
اكيد 
المهم انتى
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 16 صفحات