رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الالحادي عشر لـ الفصل العشرون
الاتنين ورجلك الشمال اخرس بقى لحد ما الأوضة تفضى
بقى مستشفى طويلة عريضة مافيهاش غير اوضة واحد بس
لأ فيها بس أنا قلت لهم يهتموا ب ربى وشاهي الأول
وأنا يا جدي ما هو أنا كمان حفيدك !
يا شيخ اتلهي هاتفيدني بإيه أنت طول عمرك مابيجي من وراك غير وراك ۏجع القلب
الفصل الثالث عشر
علمت عائلة المحمدي بأن ابنتهم ربى انكسرت ساقهاوتم نقلها للمشفى ومن المتوقع أنها سوف تخضع لعمل عملية بسيطة لتركيب شريحة وبعض المسامير كانت جالسة في المشفى حتى يتأكد الطبيب من حالتها الصحية قبل العملية قامت العائلة بعمل زيارة عائلية لها دامت لساعتين كاملتين انقضت بين الضحك والمزاح واحيانا جدية مصطنعة هذه المرة الأولى التي تلتقي
وقفت تاليا عن مقعدها وقالت بذات الإبتسامة وهي تتشبث بذراعه بيد وبالأخرى تلوح لإبنة عمتها پشماتة وقالت
اسيبك بقى يا روبي عشان عندي خروجة حلوة قوي هنخرجها أنا ساجد اللي كنت هتخرجي معانا فيها بالعافية بس ياخسارة رجلك انكس رت
ردت ربى بملامح تكسوها الحزن المصطنع وقالت وهي تشير بيدها لجدها محاميها الخاصة لدى العائلة وقالت
ربت بخفة على خدها الأيسر وقال بحنو وحب
متزعليش يا قلب جدو بكرا تقومي بالسلامة وتخرجي في اماكن احلى منها الف مرة
تركت تاليا يد ساجد عند اعتاب باب الغرفة راكضة تجاه جدها احتضنت خديه بقوة واضعة قبلة عميقة طويلة رغم أنف ربى التي تعتبر جدها ملكية خاصة لا يجب التعدي عليها ظلت تتدفع برفق بعيدا عنه لكنها كانت متشبثة به بقوة لم تتركه حتى أتى ساجد وجذبها عنوة قائلا بجدية مصطنعة
اتجهت نحو جدتها وطبعة قبلة خفيفة كي لا تحزن غادرت وضحكاتها تتدوي المكان أشار
ساجد بسبابته على شفتاه وقال هامسا
ششش احنا في مستشفى ماينفعش كدا عيب
ردت تاليا بذات النبرة وقالت
طيب ماشي
السعادة التي تشعر بها تاليا لا تشعر بها لمجرد موقفا عابرا مضحك بل تشعر بالسعادة لأنها بدأت تعيش حياتها بشكل طبيعي أما زوجها المستقبلي
على اعتاب باب قاعة الزفاف كان يقف بلال ووصال متأبطة ذراعه والإبتسامة الواسعة تعتلي ثغرها المزين بالحمرة كانت في أبهى زينتها عروس بحق السعادة تملئ قلبها أخيها يسلمها لزوجها ويحذره بأنه سوف يزهق روحه إن تعرض لها بكلمة ماذا تريد أكثر من ذلك جلست في المكان المخصص لها هي و غفران ثم عاد بلال لعروسه الحزين كانت النقيض تماما لوصال وحيدة تعيسة و الحزين يعتري قلبها قبل وجهها
الجميل زعلان ليه
رفعت بصرها له وقال بإبتسامة باهتة
مش زعلانة بس مش متعودة على الميك اب
تناول كفها ليضعه في ذراعه وقال
تزعلك الدنيا ويراضيك جوزك حبيبك بس اصبري
لم تفهم مغزى حديث لكنها لم تجد أمامها سوى الصبر لتمتثل إليه فعليا سار خطواتين وقبل أن يكمل سيره استوقفه عمه مناديا بصوت مرتفع قليلا وهو يسير بطريقة غير منتظمة بسبب الطرف الصناعي الذي تخلى عنه رغما عنه عندما استغلت زوجته شوقية نومه ذات يوما وسرقته لتبيعه لأحدهم لاحتياجها للمال نظرت لوالدها وقالت بلهفة لم تنجح في إخفائها
فين جهازك يابا
صافح والدها شقيقته التي احتضنته بقوة مهنئة زواج ابنته قائلة بإبتسامة واسعة
مبروك لمهدية يا أبو مهدية عقبال ما تشيل عيالها يارب
في حياتك يا صدفة
نظر والدها لابن اخيه ثم ضمھ له وقال بإبتسامة واسعة مربتا على ظهره
قد الأمانة يا بلال راجل من ضهر راجل
الوحيدة التي تشعر بأنها بلهاء ولا تعرف شئ هي مهدية أتى النادل ليخبرهم بموعد دخولها الذي تأخر كثيرا ليستعد العروسان بعد أن بدأ العد التنازلي ثم قام بفتح باب القاعة لتلج مهدية
متأبطة ذراع كلا من بلال ووالدها رسمت إبتسامة بلهاء على ثغرها وبداخلها تكاد تفقد عقلها
تساؤلات كثيرة تتبادر بعقلها ولكن ليس الكثير من الوقت الآن حان موعد الرقصة الأولى للعروسين
كان غفران ووصال يعيشون اليوم بكل تفاصيله عكس بلال و مهدية اللذين يتبادلون الحديث في كيف متى أين ولماذا رد بلال وقال من بين أسنانه
أنا غلطان أنا اللي محدش رباني عشان بعملك مفاجأة حلوة وأنت واحدة نكدية بتدور على النكد بملقط
ختم حديثه قائلا بتحذير واضح وصريح
كلمة واحدة زيادة من هنا لآخر الفرح هقفل الفرح على كدا واخدك ونروح وهناك هتشوفي وشي تاني خالص .
ردت مهدية بنبرة مستعطفة وقالت
يا بلال بحاول افهم إيه اللي حصل مش من حقي يعني !
لا مش من حقك واخرسي بقى خلينا نستمتع باليوم
استمتع ياخويا استمتع
بقى يارب غفران يعيش اليوم فرخان وسعيد وأنا اقضيه مع النكدية دي
تركت مهدية يدها المحاوطة لرقبته ثم توسطت بها خاصرها وقالت بصوت مرتفع قليلا
نعم يا حبيبي مين دي اللي نكدية !
جذب يدها ووضعها حول رقبته من جديد وهو ينظر حوله والإبتسامة على وجهها لا تفارقه ثم دنا منها وقال
ورحمة أمي ماشفت عروسة بتعمل اللي بتعملي دا لعريسها والفرح دا خسارة فيك لو عليا كنت كتب عليك وخدتك ومشيت بس اقول إيه الله يسامحها عمتي بتعشق الفرح زي عينها
يا بلال عاوزة افهم في إيه مش من حقي !!
حقك ياستي ماقلتش حاجة بس نصبر لما نروح بيتنا بالسلامة وأنا احكي لك كل حاجة لكن دلوقتي خلينا مستمتعين ب ليلتنا صعبة دي !
لأ مش صعبة يا بلال
في منزل الجدة ولاء
التف الأحفاد حول قنينة فارغة تدور حولهم حسب توقفها يسأل كلا منهما الآخر كان عنق الزجاجة تجاه صهيب والآخر تجاه مراد فسأله بفضول قائلا
قل لي ياصهيب ليه رافض الجواز ومطلع عين خالتي معاك
مش رافض الجواز بس أنا دايما مشغول في مشروعي الجديد وبحاول اوفق بين الجديد والقديم ومكنش عندي وقت إني احب واتحب والجو دا بس مش اكتر
كاد أن يسأله سؤالا آخر لكن جذبت تولين الزجاجة وقالت برجاء
اجابة غير منطقية بس عديها يا مراد عشان دور اختك حبيبتك
ماشي
سألته تولين بعد