الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الالحادي عشر لـ الفصل العشرون

انت في الصفحة 12 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز

الحظ في كل حاجة حتى البنت الوحيدة اللي حبتها ماما وقفت قصادي لحد ما طفشتها ودلوقتي بتقولي عاوزة افرح بيك طب ازاي !!
تنهدت فيروز بعمق وهي تشيح بنظرها للجهة الأخرى ثم عادت ببصرها وقالت 
يا ابني يا حبيبي مش دايما كل اللي بنشوفه حلو يناسبنا يعن ...
قاطعها بنبرة غاضبة جاهد في ألا تعلو حتى يزعج جدته 
وأنت ليه ماقلتيش الكلام دا لأخوك زمان لما كان عاوز يطلقك من عم سلطان ! 
مراد يا حبيبي الزمن غير الزمن وخليك عارف إن عمك سلطان كان ومازال محافظ على العهد
رد مراد بمرارة في حلقه وقال بصوت مخټنق 
ومين قالك إنها مكنتش هتحافظ عليا ولا هاتحبني زي ما كل واحد فيكم اختار اللي بيحبه 
طب يا مراد خليني معاك للآخر وخلينا إننا فعلا ظلمنا البنت وإنها بنت كويسة مش بتضحك عليك 
هي فين راحت فين بعد ما قلت لها إنك هاتجيب أهلك وتيجي تطلبها
سقطت دموعه بعد أن جاهد كثيرا في منعها وضع يده على يسار صدره وقال بمرارة 
أمي راحت لها ودفعت لها فلوس عشان تسبني في حالي 
مين اللي قالك كدا بس ! 
امي يا خالتي هي اللي قالت بنفسها قالت إنها عرضت عليها فلوس عشان تسبني بس هي رفضت
ردت فيروز مقاطعة حديثه متسائلة بدهشة وذهول شديدان وقالت 
بقى مليكة راحت ودفعت لها فلوس !! 
ايوة 
والبنت عملت إيه ! 
رفضت تاخد الفلوس بس وافقت تبعد عني بعدت عني زي ما أنا بعدت عنكم كلكم أنا معاكم بس قلبي هاجر مع اللي هاجرت ومش هيرجع تاني
ابتلع لعابه وقال بجدية قائلا 
قولي لماما ملهاش دعوة بيا وتسبني بقى في حالي وأنا راضي بحالي كدا هي زعلانة لية  
زعلانة يا ابني عشان أنت ابنها وعاوزة تتطمن عليه 
قولي لها اطمني مش عملت اللي في دماغها تبقى تطمن.
غادرت فيروز الشرفة تاركة ذاك المسكين وحيدا كما كان دائما أماهو ارتشف رشفات القهوة وهو يشيح ببصره تجاه الحارة يشاهد المارة في صمت شديد مرت ثلاث ساعات وجاءت جدته باحثة عنه في انحاء الشقة وجدته جالس محله وفي سبات عميق نادته بصوت هادئ لكنه يستيقظ هزته بخفة انتفض وقال بنبرة ناعسة 
تيتا خيرفي حاجة ! 
قوم يا حبيبي أنت نمت هنا أنا بدور عليك في البيت كله 
قام بعمل تمرينات بسيطة بسبب التشنجات التي حدثت في فقراته العنقية ثم وقف وقال 
هي الساعة كام دلوقت  
الساعة 12 بليل تعال كمل نومك جوا الجو هيبدأ يسقع بليل 
حاضر أنا فعلا نعسان قوي
ولجت وعي تستند بيدها على ذراعه وبالآخر تلملم الأكواب الفارغة من الأماكن المتفرقة وصل إلى غرفة نوح ولجها وافترش بجسده على السرير الخاص به وغط في نوم عميق أما الجدة كانت تسير بخطواتها البسيطة في المطبخ تجلي الصحون والأكواب ثم تضعها في مكانها المخصص الذي كانت تضعه في زمنها ظنا منها أن لا يحدث أي تجديدات في ترتيبات المطبخ دلف صهيب
المطبخ باحثا عن شئ يأكله سألها بمشاكسة قائلا 
بتأكلي من ورانا يا لولو
الټفت نحو مصدر الصوت وعلمت أنه صهيب 
طلب منها أن تقترح عليه وجبة خفيفة لأنه حائرا جلس على المقعد وانتظر صنع يدها أما هي ظلت تجوب المطبخ ذهابا إيابا حتى انتهت أخيرا جلست جواره وقالت 
يلا يا قلب ستك كل بالهنا والشفا مش عاوزة لقمة تفضل هاتدعي عليك
رد صهيب ضاحكا وقال بدهشة 
إيه بس يا تيتا دا كله كتير قوي أنا كنت بحسبك هاتجيبي عصير أو فاكهة بالكتير قوي زبادي 
وهو دا أكل يلا يلا خلص طبقك
مدت يدها تصنع الشطائر المتبقية ثم وضعت كل مجموعة في صحن خاص وغادرت المطبخ متجه نحو غرفة الشباب كانت تستند على الاثاث حتى تصل إلى الحجرة وصلت أخيرا ووضعت الطعام على الكومود ايقظت نوح ومراد وهي تقول بصوت خفيض 
يلا يا ولاد دي لقمة خفيفة كدا قوموا يلا
فتح أحد عيناه وقال بصوت شبه نائم 
مين اللي عمل الحاجات دي يا ستي 
ردت بعفوية شديدة 
دخلت اغسل المواعين وعملت لصهيب لقمة وعملت لكم مع.....
انتفض وكأنه لدغ للتو وهدر بصوته الجهوري قائلا 
تغسلي المواعين ليه وهي البنات راحت فين !
خرج من الغرفة وهتف بصوت عال قائلا للفتيات الجالسات أمام شاشة التلفاز في الردهة 
ماهو لما يبقى في 3 بنات في البيت وستي هي اللي تسغل المواعين وتحضر لنا الأكل يبقى قلتكم احسن
في إيه يا نوح إيه اللي حصل لكل دا 
قالتها صبا وهي تنظر لجدتها التي تتشبث بيد حفيدها لتنهي المشاجرة قبل أن تبدأ رد نوح بذات النبرة قائلا 
من إمتى ستي بتدخل المطبخ ولا تغسل كوبية وإنتوا هنا زي رجل الكرسي ملكوش لازمة اللي يبهدل مكانه ينضفه وحسكم عينكم اشوف ستي بتمد ايدها في طبق بعد كدا اللي عاوز يأكل يدخل يطفح نفسه
خرج شاهين من الغرفة وقال بمشاكسة
وحياتك يا ستي تعملي لي واحد تاني حلو قوي السن
خلع نوح نعليه وقام بضربه من فرط غيظه مد شاهين يده وقال باسما كاتما تأواهاته 
في إيه يا جدع بهزر معاك الله 
متهزرش يا خفيف والمرة الجاية في وشك اتلم احسن لك .
ختم حديثه قائلا محذرا جدته 
هتزعلي مني يا ستي والله المرة الجاية تعالي هنا واقعدي لك شوية مش عشان تريحي بناتك تتعبي نفسك
نظرت حولها باحثة عن حافظة النقود وقالت 
هي فين المحفظة 
بحث معها حتى وجدها جذبها ثم اعطاها لها فتحتها واخرجت منها مفتاح صغير ولج مالك
قبل أن تخبر حفيدها بما تريده صافحها ثم طبع قبلة خفيفة على يدها وقال 
عاملة إيه يا ماما 
الحمد لله يا حبيبي 
لأ يا حبيبتي اقصد عاملة إيه على العشا 
ضحك الجميع بينما ردت هي بسباب لاذع فرغت الأفواه من هول الصدمة بينما عقد صهيب ما بين حاجبيه وقال بتساؤل 
يعني إيه اللي تيتا بتقول دا
رد مالك قائلا بسخرية 
جدتك بتشكرني على سؤالي بس بطريقتها
رد صهيب بتفهم قائلا 
اها
وضعت الجدة في نوح المفتاح وقالت بتذكر 
ادخل هات الفلوس من الخزنة جوا
رد مالك غامزا الجميع بجانب عينه وقال بمشاكسه 
هاتي يا ماما هاجيبها لك أنا 
لأ أنت حرامي
تنحنحت وقالت بتساؤل 
هو عابد اخوك فين  
في شقته ليه في حاجة  
اه عاوزاه في حاجة ضروري
ولج عابد وقال بإبتسامته المعهودة 
خير يا أمي  
استنى لما يجي نوح
بعد مرور عدة دقائق
أتى نوح حاملا حقيبة النقود وعقود ابتدائية وضعها على سطح المنضدة وقال 
الحاجة اهي ياستي 
افتح يا نوح الشنطة وهات العقود اللي في ايدك دي 
اتفضلي العقود ياستي وادي الشنطة .
ناولتها لابنها عابد وقالت بجدية 
دول عقود الشقة اللي في الدور التالت اللي كانت معروضة للبيع 
إيه دا جه لها زبون بالسرعة دي معقول ! 
ايوة وأنا بعت واستلمت الفلوس كمان
رد مالك قائلا بنبرة متعجبة 
غريبة يا ماما أول مرة تعمليها طول عمرك بتخليني أنا أو عابد نتولى
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 38 صفحات