الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الالحادي عشر لـ الفصل العشرون

انت في الصفحة 29 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز

إنها مساعدة إبليس واحنا اللي دخلنها بيتنا 
تجاهل أدهم إهانة ريان المتكررة وابتلع غصته بمرارة وختم حديثه قائلا بندم 
غلطت لما اخدت الصندوق واحتفظت بي كل السنين االي فاتت بس صدقني يابابا ...
قاطع كلمة بابا لتحل محلها كلمة عمي والإبتسامة الساخرة تزين جانب ثغره .
قصدي يا عمي صدقني مكنش في نيتي أي أذى ليها ولو كنت حابب اعمل دا مكنتش اتأخرت أبدا 
وتين كانت قدامي بعد انفصالها عن عابد وحتى بعد ماعرفت إنه احتمال يكون مېت مسألتش نفسك مرة واحدة ليه مفكرتش اتقدم لها اقل لك أنا عشان وتين عمرها ما شافتني غير ابن عمها الكبير وبس وبالنسبة لاسم بنتي فأنا جمعت بين أكتر اسمين حبتهم في حياتي وهما ۏجعوني سوى كان بقصد أو بدون قصد .
الفصل التاسع عشر
وقف عن المقعد وقال بهدوء شديد حد البساطة 
اطلع نام ياعمي وارتاح وبكرا كل حاجة هترجع لأصلها والصندوق عندك اهو عشان اثبت لك حسن نيتي ولو حابب احلف لك على مصحف إني ماعنديش أي صورة لبنتك سوى زي اللي في الصندوق أو حتى العادية اللي أي ولاد عم بيتصورها تصبحوا على خير .
متزعلش من ريان يا أدهم هو بس زعل منك وقال ازاي ابني الكبير يعمل كدا
رد باسما قائلا بهدوء شديد 
حاضر مش هزعل
صعد سلالم الدرج ببطء شديد يكاد يجزم أن ساقاه أصابها الشلل لقد نبش وتوغل ريان الأنصاري في ماضيه وتعمد إهانته ووجعه بشتى الطرق ولج غرفة ابنته شاهيناز جلس على حافة الفراش وجدها في سبات عميق ملس على خدها الناعم برقة فتحت حدقتاها وكأنها كانت تنتظره ابتسم لها رغم الالآم التي يشعر بها غصة في قلبه
جعلته يبك داخليا أكثر من خارجيا ابتسمت له وقالت بصوت يغلبه النعاس 
أنت كويس !
أومأ لها برأسها مغلقا عيناه كي لا ترأه وهو يبك رفعت عن الدثار ثم جلست على ركبتها 
محاوطة رقبته من الخلف وقالت بجانب أذنه 
احكي لي عملت إيه يومك الطويل
صدق من قال إنهن مؤنسات غاليات تهتم لأدق التفاصيل كان يريد أن يجمع بين الأم والحبيبة لكن الله عز وجل عوضه بالصديقة والحبيبة والأم الحنونة كل شئ تفعله بعفويتها وصغرسنها يأخذه لعالما آخر وضع كفه على كفيها الصغيران وقال بنبرة مجهدة 
تعبان يا شاهي خليك كدا بس في حضني يمكن ارتاح
ابتعدت قليلا عنه ثم وضعت أناملها على مقدمة رأسه وقالت 
في المدرسة علموني المساچ للراس ولكل مكان عشان يخفف التوتر والضغط هاعمله لك
مر الوقت وهو ممد بجوارها يحدثها كثيرا عن حياته القديمة سألته عن سبب حزنه ودموعه المتجمعة داخل مقله رفض أن يخبرها لكنها قالت بهدوء 
أنا سمعت كل حاجة ومش عاوزة اقعد هنا تاني أنا بقيت بكره البيت دا محدش هنا بيحبك وأنا مبحبش اللي مش بيحبك
سحبها لحضنه مرة ثانية وقال بهدوء 
مين قال كدا دي مجرد خلافات بتحصل في أي بيت ومع كل أب وابنه بكرا نتثالح وكأن مافيش حاجة حصلت
ردت عليه بإصرار قائلة 
أنا عاوزة ارجع المانيا 
ليه  
هناك كل الناس بتحبنا وصحابنا هناك هنا مافيش حد بيحبنا 
بس دا بيتك ودي بلدك وهنا كلهم بيحبوك ساجد وسليم تيتا وجدو كلهم بيحبوك
ردت بما لم يأتي علي باله قط حين قالت 
أنا مش بحب جدو ريان بقى وحش عشان زعلك 
أنا كمان زعلته 
بردو مش بحبه ومش عاوزة ارجع هنا تاني ابدا
كان إصرار شاهيناز عليه بأن يوافق أن يعاودان إلى بلدها وعالمها الذي تركته وليتها لم تتركه حافزا لأن يغادر بالفعل قام بتحضير حاله وحالها ثم غادرا الفيلا وقف أمام البوابة الدخلية للمنزل ينظر نظرته الأخيرة وشروق الشمس يسود المكان عاد ببصره لابنته وقال بنبرة مخټنقة 
كان نفسي تعيشي وسط أهلك كان نفسي تحبيهم ويحبوك لكن شكلك يابنتي حظك في الدنيا زي أبوك هاتفضلي طول عمرك غريبة في بلد غريبة جايز في يوم نرجع تاني وجايز ترجع لوحدك
نظرت له وقالت باسمة 
مش هرجع هنا تاني وهفضل معاك 
مش عايش العمر كله
ردت بإبتسامتها الساحرة وقالت بعفوية وهي لا تعي حديثها 
بس أنا عايشة وهفضل معاك
سألها للمرة الأخيرة قائلا
مش عاوزة ترجعي في كلامك وتفضلي هنا وسط أهلك !
هزت رأسها پعنف وقالت 
لأ
نظر مرة أخيرة لكل ركن في هذا المكان وكأنه يودعه نظر لها وقال 
يلا شاهي نمشي خلينا نمشي من مكان مجاش منه غير قهر وحزن وۏجع قلب مكان ملعۏن عندك حق أنت لازم تبعدي عن عيلة الأنصاري تبعدي عن كنت فاكر إني عملت صح لما جبتك هنا أول مرة بس غلطت عيلة الأنصاري مش لازم نعيش فيها أكتر من كدا وإلا هاتصبنا اللعڼة اكتر ماصابتنا.
سألته بعدم فهم قائلة
لعڼة إيه !!
أجابها بمرارة 
لعڼة العشق يابنتي ربنا يكفيك شړ لعڼة العشق في بيت الأنصاري

بعد مرور أسبوعا كاملا لم يحدث شيئا جديد يذكر سوى فشل محاولة الجميع الوصول إلى 
أدهم وابنته حتى الآن لايعرف ساجد ما السر وراء اختفاء أخته وأبيه أما ريان فظل صامتا حتى إشعار آخر عاد ساجد في ساعة متأخر من الليل ولج غرفته وجد زوجته في انتظاره 
لكن غلبها النعاس على الأريكة وهي تقرأ أحد الكتب جثا على ركبته ملس على ذراعها برفق 
ثم قال بنبرة حانية 
تولي حبيبي قومي ياروحي
فتحت تاليا عيناه وعلى وجهها إبتسامة خفيفة وهي تملس بظهر يدها على لحيته النامية قليلا ثم قالت
أنت جيت ياروحي حمد لله على سلامتك
سألته بهدوء وهي مازالت على وضعيتها 
ها إيه الأخبار 
حرك رأسه علامة النفي وقال بيأس وهو يتجه نحو الخزانة ليبدل ثيابه 
مافيش أي جديد للأسف أنا مش عارف ممكن يروح فين بس دا أنا ماسبتش خرم إبرة مدورتش في !
سارت بخطواتها الهادئة وقفت خلفه ربتت على كتفه وقالت بنبرتها الحانية 
متقلقش يا حبيبي أكيد هيرجع هايروح فين يعني ماهو دا بيته واحنا عيلته مستحيل يسبنا كدا
قادها نحو الفراش وهو يقبل يدها جلست على حافة الفراش وجلس مقابلتها سألها بهدوء 
أكلتي  
لأ لسه قلت استناك 
وبعدين ياتاليا في دلعك دا دي بردو تعليمات الدكتور مش قالك لازم غذا عشان البيبي
حاوطت رقبته وقالت بغنج بالغ 
خلاص بقى يا ساجد أنت عارف إن أنا أصلا بتعب من ريحة الاكل وتيتا كل شوية تجيب لي اكل ومصممة تأكلني تقولي مش عشانك عشان النونو
تابعت بحزن مصطنع وهي تترك رقبته وقالت 
كله دلوقت بيهتم بالنونو الصغنن أما أنا ياحرام راحت عليا خلاص
جذبها لحضنه حاوطت خاصره بذراعيه بينما هو مسد يده على كتفها وقال بنبرته الحانية 
دا أنت الأساس والخير والبركة ياقلب ساجد احنا بس بنهتم بي شوية صغيرة عشان ميزعلش مننا
إبتسمت ملء شدقيه وقالت بإبتسامة واسعة 
بابا وسليم فرحانين اوي
رد ساجد ضاحكا وقال 
بس جدو غيران اوي اوي اوي كل مايشوفني يقل لي مستعجل أنت علي ۏجع القلب طب مراتك حامل مرمطة مراتي معاها ليه في الاكل ومشاوير الدكاترة
ضحك الأثنان على غيرة
28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 38 صفحات