الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الالحادي عشر لـ الفصل العشرون

انت في الصفحة 32 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز

في الوقت الحالي 
انتهت مناقشة العمل وبقى الحديث في الجانب الذي حذرته جميلة في أن يتحدث فيه لكنه قرر أن يحذرها حتى لا تنجح تلك الحرباء في قهرها 
بلاش يا ربى السفر كفاية غربة بقى العمر يابنتي مبقاش في سنين تبعدوا عني فيها 
معلش يا جدو أنا شايفة إن البعد علاج لكل ۏجع جويا 
وناوية تعملي إيه في حياتك  
هبدأ في شغل جديد واحاول اكبره زي ماقلت لك 
اه هتدفني نفسك في الشغل يعني  
حاجة زي كدا 
عرفتي إن نوح هيكتب كتابه يوم الخميس
اه ربنا يتمم له بخير 
مش هتروحي ولا إيه  
هروح طبعا دا ابن عمي 
هي الدعوة جت لك إمتى  
دعوة إيه  
ماهي العروسة جابت دعوات ومكتوب في الدعوة ممنوع الدخول إلا بالدعوة 
مش عارفة بس اكيد بابا عارف 
طب عشان متتفاجئيش بلاش تروحي 
ليه  
اسمك مش من ضمن المدعوين والعروسة طلبت من باباك قال أيه ياستي پتخاف من الحسد !!
ابتسمت ربى رغما عنها ثم قالت بمرارة جاهدت في اخفائها 
حقها عموما وفرت عليا كتير و...
قاطعها رنين هاتفها المحمول دست يدها في حقيبتها لتخرجه ردت بهدوء يعكس ما بداخلها من نيران تبدلت ملامحها فجأة وهي تقول بتوتر 
في إيه يا بابا طب براحة فهمني !! ما حضرتك عارف إني عند جدو مالك بس في إيه ومالها تيتا بتصرخ ليه ! حاضر هجاي حاضر مع السلامة
وضعت هاتفها جنبا على عجل وهي تقف عن الأريكة اخبرت جدها بأن عليها المغادرة الآن تركته قبل أن يسألها بما لا تعرف إجابته
بعد مرور ساعة تقريبا
وصلت إلى منزلها وجدت الجميع في انتظارها عدا منال التي تم إطلاق سراحها بعد صراع طويل بين الجدة و عابد في تسليمها للشرطة سألت عن السبب وكانت إجابتهم غير المتوقعة ولجت شقتها لتطمئن وتين عليها وأنها بخير هرعت أمها تجاهها حضنتها بقوة والدموع تنساب من عيناها 
حاول عابد أن يخفف الأجواء لكنه فشل لم تتوقع أن منال إنسانة متجردة من مشاعر الإنسانية ظلت هادئة بحضن أمها حتى غفت رغما عنها استيقظت على صوت مشاجرة وصړاخ عال 
علمت أن جدها جاء ليطمئن عليها بعد مكالمة أبيها كانت تظن أن والدها سرد له ماحدث ولذلك هو غاضب لكنها تسمرت على اعتاب باب غرفة ما أن قال الجد ريان بصوت جهوري 
اقسم بالله يا عابد ما حد واقف لك في الجوازة دي غيري لو فكرت توافق ابن الوردانية مش هيناسبنا ولم دورك بقى وحافظ على حتتين العيال اللي حيلتك بدل مايروحوا منك
رد عابد بهدوء قائلا 
يا عمي فهمني بس مين قالك إن فياض عاوز يتجوز ربى !
ضړب ريان سطح المنضدة بيده وقال 
بقولك بيطلب البت مني عشان أنا جدها وبيقول طالب القرب مني هايكون طالبه في مين في مراتي ولا مراتك يا عابد !! 
طب اهدأ عان افهمك مين فياض وإيه علاقته بمحسن الورداني واقل كمان ليه دخلته بيتي رغم معرفتي بي

بعد مرور يومين
ولج عابد شقة والدته باحثا عن ابن أخيه وجده في غرفته يحاول تنظيم أنفاسه المسموعة جلس على المقعد يتابعه في صمت هدأ قليلا سأله عمه قائلا بهدوء 
مالك يا نوح 
أجابه بنبرة مقتبضة 
مافيش ياعمي
رد عابد بنبرة متعجبة قائلا 
ايوة مافيش دي تقولها لما تكون مترفز لوحدك وم عاوز تقول لحد لكن لما تزعل عماتك منك ويخرجوا من الاوضة بوزهم شبريين يبقى في ونص 
عمي من فضلك مش حابب اتكلم دلوقت على الاقل 
طب قوم راضيهم يلا مش متعودين منك على كدا 
مش هاينفع دلوقت يا عمي معلش سبني 
في إيه مالك يا نوح مش طايق نفسك !!
رد نوح بنبرة مرتفعة غاضبة لأول مرة يستشعرها عابد في صوت ابن أخيه لم يكن يتوقع أنه سيكون كالثور الهائج هكذا وهو يحدثه قائلا 
عماتي مش ساكتيين ياعمي كل شوية يضغطوا عليا عشان اخطب ربى وكل شوية يقولوا دي بنت عمك لحمك ودمك خدها دي بتحبك وأنت بتحب ....
رد عابد مقاطعا حديث نوح وقال بهدوء عكس الإنكسار والحزن الذي خيم على قلبه 
مين يا ابني قال إن ربى بتحبك !! بنتي مابتحبش حد بنتي اتقدم لها ناس كتير وهي رفضت عشان مهتمة بالمشروع الجديد وبس
تابع حديثه قائلا 
متزعلش يانوح عماتك باين عليهم كبروا وخرفوا لو كانوا رجعوا لي الاول قبل ما يتكلموا معاك كنت منعتهم بس متزعلش أنا هبهدلهم لك حالا 
عمي من فضلك كفاية لحد كدا أنا حرفيا مش قادر اعيش في نكد اكتر من كدا عماتي من يوم ما فركشت خطوبتي مع منال وهو مش قادرين يستوعبوا إن معاملتي مع ربى هي هي نفس معاملتي من زمان ولو فكرت حتى اخطب تاني هتكون واحدة تاني غيرها 
ودا شئ أنا واثق منه يانوح عشان اساسا أنا م حابب جواز القرايب دا يمكن ابني شرد مني وخد بنت عمته بس مش هقدر اتكلم اقول غير إن النصيب غلاب لكن بناتي مش هاخليهم يتجوزا من قرايبهم مين ما كانوا يكونوا عموما يانوح متزعلش ربى اللي بيضغطوا عشانها هي مسافرة معانا تاني الكويت وكش هيشوفوها غير كل سنة ومين عالم يمكن ماتجيش بسبب شغلها الجديد 
عمي أنا متزعلش مني 
ياابني أنا مش زعلان منك أنا زعلان من اخواتي اللي رخصوا بنتي لدرجة إنهم يعرضوا على ابن عمها يتجوزها وهما لو كلفوا خاطرهم وسألوها خترد وتقول نوح دا اخويا الكبير وعمري مافكرت في غير إن اخويا وبس بجد مش عارف دماغهم ازاي جبتهم لكدا 


عاد الشيخ أبو الغالي بعد يومين في زيارة عائلية بعد إصرار الجدة على ذلك تحاول بشتى الطرق توطيد العلاقة بين مراد وحبيبته ولكن بطريقة غير مباشرة كان جالسا يرتشف قهوته في هدوء وهو يتمتم كلمات بخفوت ثم فجاة وبدون أي مقدمات قال 
فين ربى بنتك يا عابد 
تعجب عابد من سؤال الشيخ لكنه قال بتوجس 
خير يا حاج في حاجة  
متقلقش عاوز اطمن عليها بس 
صبا نادي لاختك بسرعة
بعد مرور عدة دقائق جاءت ربى جلست جواره 
ساد الصمت لعدة ثوان نظر لها وقال بإبتسامة واسعة أمام الجميع 
اديك يا ست البنات  
الحمد لله 
شغلك أخباره إيه 
نظرت ربى لوالدها الذي حرك رأسه قليلا عادت ببصرها وقالت بهدوء 
أي شغل في الدنيا في البداية بيكون في شوية أزمات بس بعد كدا الدنيا بتكون يعني
دس الشيخ يده في جيبه ثم نظر له وقال بهدوء 
افتحي ايدك يا بنتي وبسم الله 
بسم الله
نظرت له وقالت بإبتسامة واسعة 
كسوة الكعبه !
تابعت بفضول قائلة 
عرفت منين إني كان نفسي فيها 
رد بعفوية وقال بنبرة صادقة 
والله يابنتي جاية لك مخصوص من عند الله أنا مرحتش لسه العمرة بس دي كان حد من اللي اعرفهم سألني عن ابوك وبعدها قالي ابعت لك دي واقل لك حصني نفسك وابعدي عن أي
31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 38 صفحات