رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الالحادي عشر لـ الفصل العشرون
في الوقت الحالي
انتهت مناقشة العمل وبقى الحديث في الجانب الذي حذرته جميلة في أن يتحدث فيه لكنه قرر أن يحذرها حتى لا تنجح تلك الحرباء في قهرها
بلاش يا ربى السفر كفاية غربة بقى العمر يابنتي مبقاش في سنين تبعدوا عني فيها
معلش يا جدو أنا شايفة إن البعد علاج لكل ۏجع جويا
وناوية تعملي إيه في حياتك
اه هتدفني نفسك في الشغل يعني
حاجة زي كدا
عرفتي إن نوح هيكتب كتابه يوم الخميس
اه ربنا يتمم له بخير
مش هتروحي ولا إيه
هروح طبعا دا ابن عمي
هي الدعوة جت لك إمتى
دعوة إيه
ماهي العروسة جابت دعوات ومكتوب في الدعوة ممنوع الدخول إلا بالدعوة
طب عشان متتفاجئيش بلاش تروحي
ليه
اسمك مش من ضمن المدعوين والعروسة طلبت من باباك قال أيه ياستي پتخاف من الحسد !!
ابتسمت ربى رغما عنها ثم قالت بمرارة جاهدت في اخفائها
حقها عموما وفرت عليا كتير و...
قاطعها رنين هاتفها المحمول دست يدها في حقيبتها لتخرجه ردت بهدوء يعكس ما بداخلها من نيران تبدلت ملامحها فجأة وهي تقول بتوتر
وضعت هاتفها جنبا على عجل وهي تقف عن الأريكة اخبرت جدها بأن عليها المغادرة الآن تركته قبل أن يسألها بما لا تعرف إجابته
بعد مرور ساعة تقريبا
وصلت إلى منزلها وجدت الجميع في انتظارها عدا منال التي تم إطلاق سراحها بعد صراع طويل بين الجدة و عابد في تسليمها للشرطة سألت عن السبب وكانت إجابتهم غير المتوقعة ولجت شقتها لتطمئن وتين عليها وأنها بخير هرعت أمها تجاهها حضنتها بقوة والدموع تنساب من عيناها
علمت أن جدها جاء ليطمئن عليها بعد مكالمة أبيها كانت تظن أن والدها سرد له ماحدث ولذلك هو غاضب لكنها تسمرت على اعتاب باب غرفة ما أن قال الجد ريان بصوت جهوري
رد عابد بهدوء قائلا
يا عمي فهمني بس مين قالك إن فياض عاوز يتجوز ربى !
ضړب ريان سطح المنضدة بيده وقال
بقولك بيطلب البت مني عشان أنا جدها وبيقول طالب القرب مني هايكون طالبه في مين في مراتي ولا مراتك يا عابد !!
بعد مرور يومين
ولج عابد شقة والدته باحثا عن ابن أخيه وجده في غرفته يحاول تنظيم أنفاسه المسموعة جلس على المقعد يتابعه في صمت هدأ قليلا سأله عمه قائلا بهدوء
مالك يا نوح
أجابه بنبرة مقتبضة
مافيش ياعمي
رد عابد بنبرة متعجبة قائلا
ايوة مافيش دي تقولها لما تكون مترفز لوحدك وم عاوز تقول لحد لكن لما تزعل عماتك منك ويخرجوا من الاوضة بوزهم شبريين يبقى في ونص
عمي من فضلك مش حابب اتكلم دلوقت على الاقل
طب قوم راضيهم يلا مش متعودين منك على كدا
مش هاينفع دلوقت يا عمي معلش سبني
في إيه مالك يا نوح مش طايق نفسك !!
رد نوح بنبرة مرتفعة غاضبة لأول مرة يستشعرها عابد في صوت ابن أخيه لم يكن يتوقع أنه سيكون كالثور الهائج هكذا وهو يحدثه قائلا
عماتي مش ساكتيين ياعمي كل شوية يضغطوا عليا عشان اخطب ربى وكل شوية يقولوا دي بنت عمك لحمك ودمك خدها دي بتحبك وأنت بتحب ....
رد عابد مقاطعا حديث نوح وقال بهدوء عكس الإنكسار والحزن الذي خيم على قلبه
مين يا ابني قال إن ربى بتحبك !! بنتي مابتحبش حد بنتي اتقدم لها ناس كتير وهي رفضت عشان مهتمة بالمشروع الجديد وبس
تابع حديثه قائلا
متزعلش يانوح عماتك باين عليهم كبروا وخرفوا لو كانوا رجعوا لي الاول قبل ما يتكلموا معاك كنت منعتهم بس متزعلش أنا هبهدلهم لك حالا
عمي من فضلك كفاية لحد كدا أنا حرفيا مش قادر اعيش في نكد اكتر من كدا عماتي من يوم ما فركشت خطوبتي مع منال وهو مش قادرين يستوعبوا إن معاملتي مع ربى هي هي نفس معاملتي من زمان ولو فكرت حتى اخطب تاني هتكون واحدة تاني غيرها
ودا شئ أنا واثق منه يانوح عشان اساسا أنا م حابب جواز القرايب دا يمكن ابني شرد مني وخد بنت عمته بس مش هقدر اتكلم اقول غير إن النصيب غلاب لكن بناتي مش هاخليهم يتجوزا من قرايبهم مين ما كانوا يكونوا عموما يانوح متزعلش ربى اللي بيضغطوا عشانها هي مسافرة معانا تاني الكويت وكش هيشوفوها غير كل سنة ومين عالم يمكن ماتجيش بسبب شغلها الجديد
عمي أنا متزعلش مني
ياابني أنا مش زعلان منك أنا زعلان من اخواتي اللي رخصوا بنتي لدرجة إنهم يعرضوا على ابن عمها يتجوزها وهما لو كلفوا خاطرهم وسألوها خترد وتقول نوح دا اخويا الكبير وعمري مافكرت في غير إن اخويا وبس بجد مش عارف دماغهم ازاي جبتهم لكدا
عاد الشيخ أبو الغالي بعد يومين في زيارة عائلية بعد إصرار الجدة على ذلك تحاول بشتى الطرق توطيد العلاقة بين مراد وحبيبته ولكن بطريقة غير مباشرة كان جالسا يرتشف قهوته في هدوء وهو يتمتم كلمات بخفوت ثم فجاة وبدون أي مقدمات قال
فين ربى بنتك يا عابد
تعجب عابد من سؤال الشيخ لكنه قال بتوجس
خير يا حاج في حاجة
متقلقش عاوز اطمن عليها بس
صبا نادي لاختك بسرعة
بعد مرور عدة دقائق جاءت ربى جلست جواره
ساد الصمت لعدة ثوان نظر لها وقال بإبتسامة واسعة أمام الجميع
اديك يا ست البنات
الحمد لله
شغلك أخباره إيه
نظرت ربى لوالدها الذي حرك رأسه قليلا عادت ببصرها وقالت بهدوء
أي شغل في الدنيا في البداية بيكون في شوية أزمات بس بعد كدا الدنيا بتكون يعني
دس الشيخ يده في جيبه ثم نظر له وقال بهدوء
افتحي ايدك يا بنتي وبسم الله
بسم الله
نظرت له وقالت بإبتسامة واسعة
كسوة الكعبه !
تابعت بفضول قائلة
عرفت منين إني كان نفسي فيها
رد بعفوية وقال بنبرة صادقة
والله يابنتي جاية لك مخصوص من عند الله أنا مرحتش لسه العمرة بس دي كان حد من اللي اعرفهم سألني عن ابوك وبعدها قالي ابعت لك دي واقل لك حصني نفسك وابعدي عن أي