رواية فيصل العاق للكاتبة هدى زايد
المقعد المقابل لشاشة الإشعة متجها حيث مكتبه نظر للبيانات الخاصة بها و ثال
مدام كارما مكتوب هنا إنك متجوزة معلش ممكن اسأل فين جوزك !
تلعثمت الأم و قبل أن ترد كارما نافية زواجها من عدمه ردت والدتها قائلة
هو برا يا دكتور خير في إيه !
تمام معلش تنادي عليه عشان نتكلم و نشوف هنتحرك ازاي !!
بعد مرور دقيقتين
أنت جوزها مش كدا !
خير يا دكتور
جوزها جه خير يا دكتور مالها بنتي بقى !
خير يا دكتور
احنا لازم نتحرك فورا
ليه يا دكتور بنتي فيها إيه و لا اللي في بطنها جراله حاجة !
أنا شاكك إن في ورم
رد أيوب و قال بعفوية
لا يا دكتور دا مش ورم دا حمل
رد الطبيب و قال بجدية و عملية
مدام كارما مش حامل
سأله أيوب و قال بعدم فهم
طب و التحليل اللي عملته
رد الطبيب بهدوء
أنا معرفش حاجة عن التحليل اللي عملته. بس أنا شاكك إن المبيضان فيهم مشكلة
بلعت والدتها لعابها و قالت
مشكلة إيه دي بنتي عندها عشرين سنة يعني لسه صغيرة مشكلة إيه اللي يبقي عندها !
رد الطبيب بجدية
عادة الأورام بتكون وراثة حتى الآن مش هنقدر نحدد هو ورم ولالا و لكن اللي اقدر اقوله من خلال الإشعة إن في حاجة حجمها مش طبيعي محتاجين نعمل اشعاة وتحاليل وكمان ناخد عينة من المبيضان عشان نتأكد
المبيضان فيهم مشكلة قول إن فيهم ورم عادي أنا مؤمنة بقضاء ربنا و راضية باللي كاتبه لي أيا كان إيه هو .
و نعم بالله بس أنا مقدرش احدد اي حاجة و لا أأكد أو انفي شئ التحاليل و الإشعة هي اللي هتتكلم .
رواية فيصل العاق للكاتبة هدى زايد
خرجت كارما من العيادة ظلت واقفة أمام المقهى في انتظار عودة أيوب عاد حاملا العصائر بيد و بعض العقاقير الطبية بيده الأخرى نظر لها ثم قال
خدي اشربي دا يا كارما
مش عاوزة حاجة من حد
ربتت والدتها على كتفها بخفة و قالت
خديها يا حبيبتي خديها عشان تعوضي الډم اللي اتاخد منك
بنتك ! دلوقتي بقيت بنتك !! دا أنت من شوية كنتي بتدعي عليا فجأة بقيت بنتك !!!
كدبتي بنتك تربيتك و صدقتي حتة ورقة لا راحت و لا جت دا أنت مكلفتيش خاطرك تتأكدي حتى !!
ضاقت حدقتاها و قالت من بين أسنانها
دا الست حياة أم فريدة اللي لا شفتها و لا شافتني صدقتين من جرد كلمتين قلتهم وطبطبت عليا و قالت لي كله هيعدي و أنت أول موقف المفروض تكوني أنت أول واحدة واقفة جنبي وتقفي في الكل وتقولي لا بنتي متعملش كدا كنتي أنت الايد اللي ضړبت و كسرت دماغي
قالها ايوب وهو يقترب منها محاولا تهدأتها لكنها هدرت بصوتها الجهوري قائلة
أنت تخرس خالص ! مش عاوزة اسمع منك كلمة أنت زيك زيهم مفرقتش عنهم في شئ. كنت بقول أيوب اخويا الكبير بس لا طلعت أخ و لا نيلة
ضحكت من بين دموعها و قالت
إيه صدقتوا الدكتور و إني مريضة و احتمال مخلفش دخلت عليكم اللعبة مش كدا ! مش يمكن فعلا يكون زي اللي بدلت تحاليلي ! مش يمكن يكون فعلا بيكدب
قررت أن تلقي آخر ما في جعبتها و قالت بمرارة
بس هو مش بيكدب هو بيتكلم بجد
بلعت مرارة حلقها و قالت
أنا ورثت منك المړض يا ماما و عندي ورم فعلا وبقالي مأجلة موضوع العملية دا
هزت رأسها وقالت
و دا مش بمزاجي
تابعت بصړاخ و كأنها قررت أن تخرج كل ما تحمل بصدرها دفعة واحدة
عشان البيه المدمن ابنك بياخد كل قرش أنا بحوشه سحب مني كل مليم امتلكه و صرفه علي مزاجه الزفت و بعد ما كنت خلاص هعمل العملية حصل اللي حصل
حركت رأسها بتساؤل و قالت
بس قولي كدا وفهميني هعمل العملية ليه ! عان إيه عشان اتجوز واحد قاسې زي بابا حكم عليا من أول