السبت 23 نوفمبر 2024

درب المتمرد من الفصل الأول للفصل السادس للكاتبة هدى زايد

انت في الصفحة 6 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز

بشوفك يومين في الأسبوع بس متعرفيش اليومين دول عاملين ازاي بالنسبة لي نفسي اتكلم معاك بدل ما أنا بكلمك في ورق نفسي اسمع منك كلمة حبيبي قبل ما امو ت 
ضمت سيدرا الخطاب لصدرها و كأنها تضم أخيها رفعت بصرها لسقف الغرفة و قالت بمرارة 
يارب يرجعك ليا يا حبيبي و تتهنى مع اللي بتحبها و تسمعها طول العمر
كفكفت دموعها و لملمت متعلقاته وقعت عيناها على علبة مخملية من اللون الأحمر القاتم فتحتها وجدت بها قيرط من الذهب كان داخل حقيبة صغيرة من القماش الشفاف بداخلها ورقة صغيرة 
فتحتها قرأتها بعيناها 
قلبي واجعني لما قلت إنك بعتي حلق مامتك عشان التليفون ماهنش عليا دموعك يا حبيبتي يا ريتك خدتي تليفوني كان زماني بعرف اتكلم معاك نفسي ارجع لك الحلق بس خاېفة تقفلي في وشي باب ها مو ت و يتفتح 
من جديد دموعها تتسابق لتهبط بغزارة على خديها لكنها تماسكت قليلا و هي تكفكف دموعها تحاملت على نفسها لتقف مرة أخرى وضعت الصندوق محله عدا الصندوق الصغير الذي يوضع فيه القيرط أسفل وسادتها ثم اتجهت نحو باب حجرتها تبحث عن طلال أخيها الذي كاد أن يخرج من الشقة استوقفته قائلة بنبرة متحشرجة 
طلال
نظر لها و قال بحنو و حب 
قلبه من جوا
سألته بهدوء قائلة 
رايح فين 
أجابها بنبرة متعجبة عاقدا بين حاجبيه
عندي درس 
برا و لا في شقتك ! 
لأ في شقتي ليه  
مافيش بس آخر سؤال معلش 
قولي يا حبيبتي 
هي ورد هتكون موجودة إمتى  
دلوقتي ! هي جوا 
طب بعد أذنك عاوزها
سألها طلال بعدم فهم قائلا
خير يا حبيبتي هي عملت لك حاجة 
تابع بنبرة صادقة 
مع إن اشك دي في حالها جدا و...
ردت سيدرا بنبرة متعبة لا تتحمل اي نقا في الوقت الحالي 
طلال أرجوك مش قادرة اتكلم أنا كل اللي عاوزاه إني اكلمها خمس دقايق لو ينفع 
حاضر ث....
قاطعته سيدرا ما إن وافق طلال على ترك ورد لها خمسة دقائق تجاوزته بخطوات متعثرة إثر التضميض المثبت في قدمها حتى ساقها لأعلى ولجت شقة أخيها وجدت ورد تبتسم إبتسامة باهتة بالكاد ترتسم على ثغرها نظرت الفتيات ل تلك المسكينة التي خرجت للدنيا بعد غياب ثلاثة أسابيع تقريبا بدأت كل واحدة تظهر علامات الحزن و الأسى و البعض يذيل تلك النظرات بكلمات مواسية نظرت لهن ثم قالت بهدوء 
شكرا يا بنات
تابعت بعتذار 
معلش يا ورد عاوزاك في كلمتين على إنفراد
نظرت ورد لها ثم تابعت ذات النظرات ل طلال الذي أومأ برأسه علامة الإيجاب و هو يقول بهدوء 
اتفضلي يا ورد معها
وقفت ورد عن مقعدها سارت جنبا إلى جنب تجاه تلك المسكينة ساعدتها في تجاوز عتبة باب شقة والدها وجدته يقف وسط الردهة في انتظار قدومها حاوط رأسها بين كفيه ثم طبع قبلة على رأسها و هو يقول بحنو و حب 
عاملة إيه يا حبيبتي  
الحمد لله يا بابي
نظرت ل ورد و قالت 
دي ورد يا بابا طالبة عند طلال و أنا و هي صحاب من زمان جت تتطمن عليا و تقعد شوية
رد نوح بإبتسامة واسعة 
اهلا يا ورد تشرفي في أي وقت يعجبك البيت بيتك يا بنتي 
شكرا يا أستاذ 
لا استاذ إيه قولي لي يا عمي بلاش استاذ دي 
حاضر 
عن أذنك بقى يا بابي عشان الحق اقعد معها
رد نوح بإبتسامة واسعة 
براحتك يا روحي اتفضلي
داخل غرفة سيدرا
بعد أن اوصدت الباب بالمفتاح قامت بفتح خزانة ملا بسها حملت الصندوق من جديد جلست على حافة الفراش مقابلتها وضعته بينهما ثم جذبت الصندوق الصغير و هي تقول بهدوء
أنا عارفة إن دي حاجة خاص ب صفوان بس هو يا حبيبي كان نفسه يعرفك ادعي له يقوم منها على يا ورد
ردت ورد بنبرة هادئة 
ربنا يقومه بالسلامة و ترجعوا تاني تتلموا مع بعض .
كفكفت سيدرا دموعها و هي تبتلع مرارتها ناولتها علبة صغيرة مدت ورد يده و أخذتها فتحتها وجدته قيرط والدتها الذي عرضت عند أحد محلات المصوغات رفعت بصرها ذاهلة كادت أن تتحدث لكنها قاطعتها سيدرا مشيرة برأسها تجاه الورقة التي سقطت دون أن ترأها ورد و قالت 
اقرئي يا ورد الورقة دي و أنت تفهمي
عادت ورد تقرأ ما كتبه صفوان كانت تتنقل بين السطور تسارعت خفقات قلبها صدرها يعلو يهبط 
ابتلعت لعابها بصعوبة بالغة و كأنه يقف أمامها يعترف لها حالة من الڠضب الحزن التعاطف و التيه بين الرفض و القبول بما يدور في هذه الغرفة
لم تسأل سيدرا و لم تغضب أو تثور كما كانت تريد في بادئ الأمر عن سبب اصطحابها لهذه الغرفة الآن لم تمهلها من الأساس وقت للتفكير.
وضعت بين يدها مجموعة من الأوراق و الهدايا
حدثتها بنبرة مخټنقة قائلة
أنا عارفة إنك متلغبطة و

انت في الصفحة 6 من 34 صفحات