رواية الحب أولابقلم دهب عطية
يزن.. قدامي بقا خلينا ناكل
لقمة ونروح نشوف مصالحنا.
نازل شارع الصاوي النهاردة إمبارح مرحتش يعني طول النهار شغال في الورشة. خلصت
الخاتم اللي قولتلي عليه ولا لسه.. ساله يزن وهم يسيروا معا في الحديقة الداخلية للبيت
يقطعا المسافة البسيطه بين المنزل وغرفة الورشة..
يعني شبه خلصته..
انعقد حاجبي يزن متسائلا..
ليه هو نقصه حاجة ولا إيه..
رد عليه وهو يرفع عيناه للأمام بحيرة..
تقريبا. بس لسه مش عارفأول مرة
احتار كده..
سأله يزن ببراءة الأطفال.
انت اتحسدت ولا إيه
أجاب الآخر وهو يضيق عيناه بشك
آآه شكلها عين زرقه ومدوره يلا زي بعضو هعديها
اخص عليك ياكينج انا بقر بس عمري
ما حسد..
رد عليه الآخر بابتسامة مناكفة.
تصدق ظلمتك
عندما دخلا غرفة الطعام صاحت الجدة بتافف
والتي كانت تجلس على مقعد متحرك ترتدي
عباءه بيضاء ووشاح يماثلها لوناأصبحت
الملابس البيضاء من أكثر الاشياء التي تتجه
إليها منذ ان حجة بيت الله مع زوجها الذي
ماټ في طريق العودة في احضانهاومن
أحد اسباب تدهور صحتها وجلوسها على مقعد
متحرك فراق رفيق دربها
اهلا بيزن بيه.. وعاصم اللي مجوعنا لسه بدريه المفروض اسمه غدى بس معاكم هيبقا عشا
نظرة إلهام لابنها يزن والذي يشبهها شكلا سواء بالعيون الزرقاء او الشعر الاشقر كانت جميلة على نحو خاص مزالت صغيرة في منتصف الاربعين من عمرها تكبر عاصم بسبع سنوات فقط بينما يكبرها زوجها بعشر سنواتحولت نظراتها الى عاصم
لكز يزن كتف ابن عمه عاصم وغمز له قائلا بمراوغة..
بص بقا وتعلم مني أصول التثبيت..للستات
من فوق الستين وانت نازل..
أقترب يزن من الجدة مهللا باعجاب مسرحي
أسعد قلبها فهذا الصبي بهجة البيت
وسعادته..
اقسم بالله يانصرة قلبي الغدى معاكي ميتشبع
منه قوليلي ليه..قولي ليه.
ضحكت الجدة سائلة ليه يابكاش..
حلو ومسمسم زيك كدهرد يزن و تامل وجهها المجعد
منذهلا..
بسم الله ماشاء الله عيني عليكي برده..اي الحلاوة ديانتي حطه كريم تفتيح ولا إيه
وشك منور يانصرة..الله أكبر..
انا مبحطش حاجة على وشي و انت عارف.
على الاندهش الاكبر
عارف. عشان كده بكبر. الله اكبر تاني اي ده
لا إله إلا الله الله اكبر
ضحك عاصم..وكذلك إلهام والدته
فرمقت نصرة الصبي بارتياع.
في اي ياواد خضتني.
قال يزن ملوحا بتملق..
انتي خسيتي يانصرة قلبي..خسيتي وبقيتي
غزالطب والله بطل..
ارتفع حاجب عاصم پصدمة مرددا.. بطل !!
قالت إلهام بضحكة رقيعه..
متعلقش ياعاصم مانت عارف ألفاظه.
أبعد عيناه عنها ممتنع عن الردوركز على رد
الجدة نصرة والتي اتى بابتسامة مرضية وقالت
بسعادة طفلة..
انا برضو حسيت النهاردة اني محلوه
جداعيني عليكي باردة يانصرة قلبي
النهاردة غير اي يوم.
اشارت له الجدة بيدها ان ينحني ففعل
فقالت لها بهمسا..
تعرف انا ليه بحبك ياواد يايزن..
رد يزن بمحبة ليه ياقلب يزن..
قالت نصرة بعيون تشع حنان وحنين لأيام دفنت مع أصحابها ولم يبقى إلا ذكرى تحيا عليها حتى يحين إلقاء..
بتفكرني بجدك صابر. كان عسل زيك كده وبيحب
يفرحني حتى لو بالكدب
اڼصدم يزن فرفع راسه مستقيم في
وقفته..
اخص عليكي يعني كل
ده كان كدب
قالت نظرة بمحبة عمياء..
انت بكاشبس عمرك ماكنت كداب..
ابتسم يزن بزهو ورفع ابهامه مؤكدا.
الله ينصرك على مين يعديكي هو دا التطبيل المظبوط
في تلك اللحظة دخل من باب غرفة الطعام
رجل في منتصف الخمسين من عمره فارع الطول نحيف الجسد وسيم الملامح خصوصا بشعيرات الشيب التي غطت شعره ولحيته الكثيفه
انهمسعد الصاويوالد يزن وعم عاصم
نظر مسعد لابن أخيه معقبا دون رضا..
اي ياعاصم أخيرا طلعت من سجنك يومين بحالهم في الورشةانت غاوي ۏجع قلب مالبضاعة اللي بنطلبها بنجبها وبنعرضها في المحلات وبتبقا كويسه وتريندات كمان وماشيه في سوق ..اي لزمتها انك تعمل الحاجات دي بأيدك.
رد عاصم موضحا وهو يتخذ مقعده جوار مقعد
جدته.
انت عارف اني بعمل بالطلب والخاتم اللي كنت سهران عليه كان برضو طلب زبونه مهمة عندي
جلس مسعد على رأس الطاولة وجواره أمه
وعاصم وعلى الناحية الأخرى زوجته إلهام
وابنهما يزن الذي انشغل في طعام
ياكل بنهم
رد مسعد متعجبا من الأمر..
مش عارف أقولك إيه بس انت اللي فتحت على نفسك
فتوحه
تدخلت نصرة بعدم رضا معقبة.
اي هي الفتوحه اللي فتحها يامسعد دي حرفة أبوك اللي وصلتنا للي احنا فيه دلوقتي ولا خلاص من ساعة ما فتحت معرض العربيات انشغلت
بيه ورميت عليه الشغل كله ونسيت اصلنا دا شارع الصاوي يشهد بأسم وتاريخ أبوك واجداده
في تجارة الدهب
برئ مسعد نفسه موضحا..
انا مقولتش حاجة يامي وبعدين المعرض