رواية جديدة بقلم دعاء عبدالرحمن
اختلاف الأصوات وأطلقت أم عبد الرحمن الزغاريد الواحدة تلو الأخرى حتى كادت أن يغشى عليها من الفرحة والمجهود لا تعلم مريم لماذا كلما نظرت إليه تشعر بغصة في حلقها وكأنها تريد البكاء تلاقت نظراتهما في صمت قطعه يوسف بالحديث مع والده. كان من المقرر أن يجلس كل عريس إلى عروسه بعض الوقت بعد انتهاء الحفل في مكان مخصص لكل منهما قد أعده إيهاب من قبل أنصرف الجميع كل إلى شقته وظل الأربعة تحت مظلة واحدة نظر إيهاب إلى عبد الرحمن قائلا .
عبد الرحمن أيه!
لوح إيهاب بيده قائلا أحنا هنستهبل من أولها. متاخد مراتك وترح تقعد هناك
قال عبد الرحمن بتصنع عدم الفهم ليه ما احنا قاعدين مع بعض أحسن
نهض إيهاب وهتف به ليه هي جمعية تعاونية ولا أيه. ما تمشى يابنى انت هي الجوازه دى منظورة ولا أيه يا جدعان
نهض عبد الرحمن وهو يضحك ضحكات مستفزة وأمسك بيد إيمان وقال يالا يا إيمان لو استنينا أكتر من كده هنقضى الليلة في التخشيبة.
أخذها عبد الرحمن إلى مظلة صغيرة أخرى كان إيهاب قد زينها بقماش التل تزينها المصابيح الكهربائية الملونة جلس وهو يقول بمزاح
شفتى الواد اخوكى طردنا أزاى.
أبتسمت إيمان في خجل قائلة معلش بقى أصله بيحب فرحة أوى ونفسه يقعد يتكلم معاها براحته.
أنتبهت على كلماته ونظرت إليه وكأنها لا تصدق أنه تحدث أخيرا وقالت بحزن بتقول حاجة
لمس عبد الرحمن حزنها فشعر بالأسى وقال بقولك انت النهاردة زى القمر
أبتسمت ابتسامة صغيرة لمجاملته وقالت شكرا على المجاملة اللطيفة
قال بسرعة لا مش بجاملك. أنت فعلا زى القمر. أول مرة اشوفك بميكب حتى ولو خفيف.
كان يطرق على الطاولة بأنامله ويحاول أن يتكلم أو يقول أى شىء ولكنه كلما وجد جملة معينه يشعر أنها جوفاء ستخرج منه بلا معنى أو أحساس شعرت بتوتره للمرة الأولى تراه متوترا هكذا فرأت رفع الحرج عنه فقالت
ألتفت إليها قائلا ليه بتقولى كده
كادت أن تبكى ولكنها تماسكت وقالت يعنى شايفاك مرهق والظاهر أن الأرهاق خلاك متوتر
زفر بقوة وقال فعلا انا مرهق شوية
طب خلاص لو تحب نقوم علشان تنام مفيش مشكلة
قالت هذه الجملة وهي تنظر إلى أخيها وفرحة وهما غارقان في بحر العشق وتقول في نفسها ماشاء الله لا قوة الا بالله اللهم بارك كانت تخاف أن تصيبه بالعين فتؤذيه أوتقلل من فرحته فنهضت قائلة
شعر عبد الرحمن أنه لا يملك إلا الصمت لا يعرف ماذا يقول وماذا يفعل فاتجه معها إلى مدخل المنزل ومنه إلى المصعد دلف الأثنان إلى المصعد وأوصلها حتى باب شقتها وقال
تصبحى على خير
قالت بخفوت وأنت من أهله.
تفاجأت مريم بعودة إيمان بهذه السرعة ولكنها كانت غارقة في أحزانها هي الأخرى فلم ترفع رأسها من تحت وسادتها وظلت تتصنع النوم أبدلت إيمان ملابسها وخرجت إلى الشرفة تنظر إلى أخيها وفرحته فوجدتها تقف ثم يمسك يديها ويجبرها على الجلوس مرة أخرى فأبتسمت لشغف أخيها بحبيبته وعادت مرة أخرى إلى غرفتها أطفاءت المصباح ولأول مرة تفعل كما تفعل مريم دائما تضع الوسادة على وجهها وتبكى بصمت.
سمع يوسف صوت غرفة عبد الرحمن وهو يغلق الباب بعد دخوله فخرج من غرفته وتوجه إلى غرفة أخيه دخل خلفه وقال متعجبا
أنت لحقت يابنى ده أنت مكملتش نص ساعة
ألقى عبد الرحمن رابطة العنق على فراشه وهوى إليه بضيق قائلا معرفتش أقولها ولا كلمة. كان منظرى يكسف
جلس يوسف بجواره وقال متسائلا أنت مبتحبهاش يا عبد الرحمن
زفر عبد الرحمن بضيق وقال يا أخى حتى لو مبحبهاش كنت المفروض أتكلم معاها أنت مشوفتش وشها وهي بتبص على إيهاب وفرحة كان عامل ازاى وهما منسجمين وبيتكلموا وأنا قاعد جمبها زى خيبتها
ربت يوسف على كتفه وقال أنت كده يا عبد الرحمن مبتعرفش تقول اللى مش حاسس بيه. معلش بكرة تحبها وتعرف تتكلم معاها
شعر عبد الرحمن پاختناق صوته وهو يقول طب هي ذنبها أيه تنام يوم كتب كتابها حزينة كده وقلبها مكسور.
نهض يوسف بشرود قائلا ناس كتير أوى قلبها مكسور من غير ما يكون
ليهم ذنب في حاجة يا عبد الرحمن
كان ضميره يؤنبه بشدة حتى أنه لم ينم جيدا وفي الصباح انتبهت إيمان على صوت هاتفها قفز قلبها بشكل تلقائى عندما وجدت أسمه على شاشة الهاتف أجابت في تماسك على سؤاله عنها
الحمد لله. اه أنا صاحية. بره فين. على باب مين!
ثم قالت وهي تنهض في سرعة على باب شقتنا احنا.
وفتحت الباب فوجدته أمامها ملامحه يكسوها الأعتذار قال في أسف عملتلك قلق ولا حاجة
أغلقت الهاتف وهي تقول لا أبدا أنا كنت صاحية
نظر لها متفحصا أياها كانت أول مرة يراها بملابس البيت العادية بدون حجابها شعرت بالحرج من نظراته وقالت
في حاجة ولا أيه
أبتسم قائلا أنا جاى أتأسف على اللى عملته امبارح. أنا بجد مش عارف أيه اللى جرالى
أطرقت رأسها في خجل وقالت أنا مش زعلانة. أنا عارفة انك.
قاطعها في سرعة لا زعلانة ومعاكى حق لو زعلتى. أنا بجد مضايق أوى من نفسى ومش عارف اعتذرلك ازاى
أستشعرت الحرج وقالت حتى لو كنت زعلانة خلاص. كونك تيجى علشان تصالحنى ده في حد ذاته شال الزعل كله من قلبى
شعر بالأمتنان لها وقال أنا كنت متأكد أن قلبك كبير
مضى أسابيع أخرى و إيهاب يعمل بجد لينهى ديكورات شقته وشقة أخته إيمان لم يكن هناك الكثير من العمل الشاق فقط ينقصها بعض اللمسات الفنية وكان إيهاب بارعا في هذا وكانت أحيانا فرحة تتصل به لتؤنبه بأنه قد مضت عليه أربع ساعات لم تسمع فيهم صوته وهو منشغل في عمله ووقت الأستراحة من العمل يتقابلان في الحديقة ليسبح في بحور شوقه وهو يبثها حبه.
بينما كانت إيمان تحاول دائما أن تتقرب لزوجها وتبحث عن الأشياء التي يحبها وتفعلها من أجل أن تسكن قلبه كما سكن هو قلبها فلقد أصبح زوجها شاءت أم أبت ولابد أن تبذل أقصى جهد لأنجاح زواجهما رغم ما تقابله من مشاعر باردة لم تعتاد إيمان على الهزيمة أبدا كان من الممكن أن تطلب الطلاق ولكن رغبتها في أن تصبح زوجته فاقت كل شىء لقد أحبته بكل جوارحها حقا.
كانت عفاف تخصص وقتها كله من أجل شراء كل ما يلزم فرحة وإيمان من تجهيزات الزواج وظهرت نتيجة الأختبارات. كانت النتيجة مبهرة للجميع حقا فهذه أول سنة تحقق فيها مريم تقدير مرتفع أما بالنسبة لفرحة فلقد كانت سعادتها بإيهاب تفوق سعادتها بتخرجها من الكلية بتقدير جيد جدا أما وليد فلقد كان يحاول باستماتة أن يعيد علاقته الطيبة بيوسف بكل الطرق