جميلة صوت المنزل
ولكنها عاشت معه في كدر بس عصبيته وسوء معاملته لها وقسوته ولكن ليس لديها حيلة فكما كانت تنصحها أمها دائما كلما اشتكت قائلة عيشي ياغصون أهو اسمك اتجوزتي واستتي مفيش أحسن من ستر البنات يابنتي... تحملته مؤمنة بذلك ومن غيرها ابنة الخطيئة تصدق ذلك عاشت بدلا من أن تنهشها العيون والألسنة ولكن الآن هناك سبب لحياتها معه تستحق أن تضحي من أجله جزء منها ومنه سيأتي للحياة ابن لها هو أب له ستعوضه عن كل ماعانته في حياتها وتزهر حياتها من أجله.
رد ببرود الله يسلمك جهزيلي لقمة أنا واقع من الجوع
أومأت رأسها ورددت حاضر.. حاضر واتجهت ناحية المطبخ لتجهز له الطعام وتخبره بعد ذلك.
بعد دقائق كان يجلس يتناول الطعام بنهم وهي تنظر له وتبتسم..توقف عن المضغ نظر لها بتعجب وقال خير ياغصون بتبصيلي كده ليه
نظر لها نظرة لم تفهم معناها وقال بجمود مبروك
شعرت بخيبة لرده فعله البارد فسألته هو أنت زعلان ياسعد
زفر بضيق ونهض واقفا قائلا بتذمر وأنا إيه اللي هيزعلني ياغصون!!... أنا شايل هم الدنيا.. وبكرة أول الشهر ومعييش ادفع الإيجار هجيب عيل لدنيا يتمرمط معانا
تنهد بإرتياح وتركها ودخل الغرفة وقفت تنظر في أثره بانقباض قلب تدعو الله أن يدبر لها أمورها وأن يجعل طفلها سبب لسعادة تدخل حياتها.
تجلس على هاتفها تختار مجموعة من الأزياء التي ستعرضها في محل الملابس النسائي الذي تملكه تدقق النظر تارة وتشرد تارة في زوجها الذي ترك المنزل من ثلاث ليال بعد شجار طويل بينهما بسبب غيرته الزائدة عليها هذا المړض الذي يلازمه منذ أن عرفته منذ أكثر من عشرين عام وبعد مرور ثمانية عشر على زواجهما مازال يغار عليها وكأنها ابنة العشرين وليست الأربعين عاما رغم حزنها الشديد منه ولكنها ابتسمت وهي تتذكر بداية الشجار بينهما بسبب ارتدائها فستان طويل باللون الأزرق يحدد قوامها النحيل وحجاب باللون الفضي يبرز جمال بشرتها البيضاء التي أشرقت ببعض الزينة الخفيفة التي وضعتها كما أبرزت جمال عينيها البنيتين وأثناء عودته من العمل رآها وهي تضع لمساتها الأخيرة على زينتها قبل أن تخرج وقف يحدق النظر فيها ثم اقترب منها
تصلبت ملامحه الذي مازالت تزداد وسامة يوما عن يوم كلما تقدم في العمر وقال بعصبية مكتومة أنتي هتنزلي كده ياياسمين!!
ردت بإبتسامتها المعهودة تحاول أن تمتص غضبه فيه إيه بس ياحبيبي مالي كده
زفر بعصبية وقال مالوش ياياسمين مينفعش تخرجي به بره باب البيت ومش كل مرة هقول كده المفروض بعد ١٨ سنة جواز تكوني عرفتي اللي بيضايقني وتتجنبيه ياياسمين
ابتعد عنها قائلا پغضب أولا اللي يشوفك ميقولش انك عديتي ال ٢٥ ومتجوزة ومعاكي بنت وولد ثانيا شغلك وبعد مفاوضات كتيرة سيبتك فيه عشان متتحرميش من حاجة بتحبيها وبتلاقي نفسك فيها إنما أنا مش هسيبك تنزلي كده وتعملي اللي يريحك وأنا أفضل هنا أموت لحد ماترجعي
رد پغضب واضح وليه أنتي متتغيريش ليه متعمليش اللي يريحني ليه متحاوليش تقللي خروجات ومناسبات غيرتي عليكي مرض مزمن ياياسمين ومش هبطله واعملي حسابك مفيش خروج بالشكل ده
زفرت پغضب ونظرت له والشرر يتطاير من عينيها أوك مش هروح يامراد خلاص اعتبر الخروجة اتلغت بس ممكن أروح أبات عند ماما لأن حاسة اني لو قعدت معاك كمان دقيقة ممكن نخسر بعض
نظر لها مراد بعتاب ثم قال وأنا مش عايز أخسرك وخدي راحتك همشي أنا ... وقبل أن ترد عليه كان قد التقط مفتاح سيارته وغادر المنزل وبعد مرور ثلاث ليال تجلس في حيرة وقلق عليه لم يتحدث إليها ولا يحاول الإطمئنان عليها يكتفى بإتصاله اليومي على أبنائه على هواتفهم الخاصة وهي الأخرى كرامتها تأبى أن تحدثه هي أولا هي التي تتنازل دائما ولا تعصي له أمرا تحبه وتتمنى إرضائه بشتى الطرق