المغربلين شيماء سعيد
بلحظة واحدة نسي كل شيء إلا كلمة شوكولاته التي قالتها بكل تلقائية و كأنها أكثر من مرحبة بها ابتسم بوقاحته المعتادة قائلا
أنتي مش بس شوكلاته نسيتي المكسرات بتاعتي و الا إيه شايفك حابة إسم شوكلاته أوي معنى كدة إنك حابة اللي قال الاسم
توترت من طريقته خصوصا مع سيبان جسدها ليبقى مثل قطعة العجين يشكلها مثلما يشاء رغم أنها غير موجودة أمامه إلا أن احمرار وجهها و دقات قلبها وصلت إليه بكل وضوح لتخرج منه ضحكة رنانة قبل أن يقول بعبث
تصنعت الڠضب لأنها بالفعل اشتاقت إليه بساعات غياب قليلة قائلة
أحترم نفسك يا واكل مال الولايا أنت
تعالت ضحكاته على خجلها فهي أصبحت له كتاب مفتوح يقرأ ما بداخله بلا أي مجهود طارت ضحكته مع تذكره ما هما فيه ليقول بصرامة أخافتها لأول مرة
خاڤت من طريقته التي تدل أنها على حافة الهاوية لتقول بهمس متوتر
أمشي لية طيب و المهمة اللي جاية عشانها هعمل فيها ايه!
أجابها بحنان حتى لا ترتعب من الموقف
مش مهم أي حاجة المهم دلوقتي أنتي و بس أنا معاكي على الخط و في ستين داهية المهمة يلا اطلعي من غير كلمة زيادة يا أزهار مش عايز حد يحس إنك بتتكلمي في الموبايل
يلا يا شوكلاته أنا جانبك أوعي تخافي
همست إليه بنبرة متقطعة
خليك معايا أنا بيك مش خاېفة
وصلت للبوابة تود الخروج إلا أن الحارس منعها قائلا بجدية
شيماء سعيد
استغفروا لعلها ساعة استجابة
الفصل الثاني عشر
بداية الرياح نسمة
حي المغربلين
الفراشة شيماء سعيد
يعني ايه ممنوع هو أنا جوا سجن أنا ليا أهل و بيت عايزة أروح لحد ما استلم شغلي
البعد عنها أجابها بإحترام و كأنها بالفعل أزهار هانم مثلما قال
مقدرش يا هانم بلاش تعملي ليا مشاكل و لا لنفسك اتفضلي جوا لحد ما فوزي بيه يرجع دي أوامر لو على رقبتي مش هتنزل الأرض
نعم نعم يا اسمك إيه لا ده أنا أزهار جرى ايه يا عرة الرجالة منك له بقى عاملين عصابة على ست على رأي المثل ايش تاخد الريح من البلاط أنا معنديش حاجة أخسرها الليلة هنبات كلنا في القسم
ترك مكتبه بلا تفكير متجها إلى قصر الخولي كل ما يهمه الآن هي و من بعدها الطوفان صعد إلى سيارته قائلا بصرامة
أزهار اسمعي الكلام و أدخلي جوا نص ساعة بس هكون عندك بلاش غباء
هي الآن بحالة لا ترى لا تسمع لا تتكلم سحبت الحارس من ملابسه و يدها الصغيرة تسقط عليه مثل الحائط صاړخة
ده عند أمك يا أبن المسيري مش أزهار اللي تخاف خاف على نفسك الأول يا موكوس اسبقني بس على القسم
أهي مچنونة أم ماذا! هذا السؤال أتى بعقل فاروق و الحارس بلحظة واحد حاول الحارس السيطرة عليها فهي بصحة مئة ألف رجل قائلا بنبرة متقطعة
يا هانم عيب كدة أنا عامل حساب فوزي باشا كان تصرفي مش هيكون كويس أبدا
إجابته و أصابعها تزيل شعر رأسه خصلة خصلة بنفن أصيل
لا و أنا كدة خۏفت خليك راجل و دافع عن نفسك ده صحابك مفيش واحد منهم فكر يدافع عنك تعرف لو في الحارة كانوا اتلموا عليك زي الرز أصل إحنا حارتنا كلها رجالة
عبر الهاتف بقلة حيلة أطلق فاروق ضحكته حتى بأصعب المصائب تفرض شخصيتها المرحة على الجميع حرك رأسه متذكرا جملة سعد زغلول الشهيرة مفيش فايدة يشعر بها و نبرة الخۏف بصوتها تصل إلى أعماقه زاد من سرعته قائلا
شوكولاته خدي نفسك و ابعدي عن الحارس أنا قربت أوصل اوعي تخافي قولتلك أنا جانبك
هل عيناها أخرجت قلوب الآن! نبرة اللهفة اشتاقت إليها منذ ۏفاة والدها