شط بحر الهوى لسوما العربي
من الصباح خصوصا مع الذهاب للمدارس.
توقفت قدمها وافترت شفتيها عن ابتسامه رقيقه تتحكم بها دوما وهى تستمع ذلك الصوت الرخيم يردد خلفها مناجيهاغنوة...
اخذت نفس مرتاح لأثر صوته عليها واستدارت له ترى امامها زينة شباب الحى أنه الشاطر حسن
او هكذا تناديه أحيانا سيدات الحى وهن يخطبن وده بوضوح ربما خطب إحدى فتايتهن.
تراه بجسده الطويل الضخم وعضلات كتفيه بذراعيه تعطيه عرض صعف عرضه.
ملامحه رغم سمارها وسيمه وشعره اسود كثيف كأنه مبتل دوما.
واقف على اعتاب محل البقاله الكبير خاصته سوبر ماركت يبتسم لها وعينه على عيناها لا تفارقها وهو يردد صباح الخير.
حاولت التحدث بهدوء كأنها لا تهتز بمجرد سماعها صوته وقالت صباح النور ياحسن.
كانت عيناها عليها وكأنها تنتظر نتيجة محتومه تتعرف على استمرار تأثيرها.
بينما هو غارق بالعيون الذباحه ... يردد ككل مره يراها حبك يا عميقة العينين..تطرف ..تصوف ..عباده.. حبك مثل المۏت والولاده..صعب بأن يعاد مرتين
زمت شفتيها وهى تأخذ نفس عميق مرتاحشعور لذيذ يدغدغ حواسها وهى تقف تراه ينظر لها كما يفعل كل يوم ..نفس النظره لا تتغير .
كأنها اعظم هداياها ..يكفى انه ينتظرها به كل صباح.
مدت يدها كى تلقتطه منه وهو يمنى يده بانحراف أحد أصابعها ربما يلامس اى إصبع من يده الممدوده.
لكنه لم يفعل والتزم الأدب يعطيها لها يراها تتطلع لذلك الشئ الاقل من بسيط بشكر وامتنان كبير .
صامت تماما وعينه تتشبع بالجمال الربانى والحسن النورانى لفتاة قلبه من سنوات.
لا تريد حقا لتلك اللحظة ان تنتهى...لما لا تترك العمل وكل شئ وتتزوج من حسن تنجب اولاد يشبهونه وتغسل له قدميه كل مساء... هى حقا تريد
استفاقت سريعا من تلك الأفكار تاخذ نفس مرتجف ثم تردد شكرا يا حسن.
هزت رأسها بهدوء تردد ايوه..عنئذنك .
غادرت سريعا ترغب بالهرب من امامه هو وتأثيره الغير عادى عليها.
لم يستغرب كثيرا هى كل يوم تغادر بنفس الطريقة بعدما يعطيها فطورها اليومى المفضل.
ذهبت سريعا تسابق قدميها لديها أكثر من مشوار يجب ان ينجز اليوم.
وها هى قد انتهتلم تنتظر كثيرا للمظهر عامل كبير وقد ساعدها لن تنكر...لقد تم القبول بنجاح ومن اول مقابلة.
استقلت سياره اجرى سريعا وذهبت حيث عملها القديم او الذى أصبح الآن السابق.
دلفت فى مكتب بالوان بيضاء مريحه متناسقة مع اللون السماوى ويوجد باقات ورد بلاستيكية من مختلف الاشكال تزين المكان... أشكال مختلفة مبتكره وعصريه لبطاقات دعوات حفلات زفاف .
وقفت امام صديقتها تأخذ منها مظروف ابيض يحتوى مبلغ مالى أكثر من جيد .. انه راتبها.
هل أخبرت أحد يوما ما انها تبغض راتبها وتبغض يوم الحصول عليه أيضا.
كانت تقبض على المظروف تعصتره وتنظر له كأنه بداخله افاعى قارصه .
تتذكر مرض والدها اللعېن..كم تمنت ذلك اليوم الذي ستتخرج فيه وترحمه من شغله كعامل نظافه براتبه الضغيف والذى لم يكن يدخر جهدا كى يعطيها كل ما تحلم به قدر استطاعته.
والدها الذى تمثل به الأب والام وحتى الشقيقه التى تمنت لو حظت بهالقد لعب كل الأدوار ببراعة لكنه لم يستطع الصمود.
هزمه المړض والفقر كان مريض بالكلى يذهب للغسيل مرتين أسبوعيا بالمشفى العام.
تعب فى المړض وتعب بطابور الانتظار الا يكفى تعب الغسيل!
كانت كظله بل كجلبابه على جسده تسأل هل كانت تذهب معه تسانده ام أنها ولآخر لحظات حياته وحتى فى أكثر أوقاته ضعفا كان هو مازال قادر على امدادها بالدعم والقوهيكفيها نفسه الذى تسمعه وه يستنشقه لتدرك إن الدنيا بخير والعالم يدور.
كم الحت عليه لو تركت تعليمها وذهبت للعمل كى تساعده فهو بحاجة لذلك.
وهو بقوه وڠضب يرفض يوصيها إلا تفعل إن كانت تريد راحته يجب الا تضيع تعبه وحلمه فى ان تحصل على شهاده عليا وتعمل بمكان يليق بها أن يرى ابنته بين علية القوم لها مقعد وسطهم والا فهى لن تكن بذلك قد ساعدته وإنما قضت عليه وعلى تعبه وأحلامه.
الآن هى بيدها مبلغ رائع من المال لكنه ليس معها كى تأخذه كما كانت تحلم أنها ستفعل حين تحصل على اول راتب لهاتقم بعزيمته على لحم الضأن الذى يعشقه ومن بعدها تجلب له حلوى البسبوسه فهو يذوب معها ذوب ثم تجلب له جلباب من الصوف السودانى المعتبر الذى اخبرها يوما أنه رأى صديق له يرتديه وقد أعجبهوتجلب أيضا دواء مستورد بدلا من ذلك المحلى ضعيف المفعول ثم تذهب