تمرد عاشقة للكاتبة ياسمين هجرسي
فتحت عينيها تنظر إليه بلهفة أم انفطر قلبها على فراق فلذة كبدها طال لمدة سنوات بابنها الوحيد رفعت يديها تمررها على ملامحه وهي تبكي بشدة وتقول بتعب
وحشتني يا طارق كدة تهون عليك أمك كل السنين دي تبعد عني وأكملت وهي تبلع ريقها بصعوبة
عارفة هتقول ڠصب عنك طب كنت تكلمني في التليفون طمني عليك هو لازم أكون بمۏت عشان أشوفك
أوعدك أنتقم من كل اللي بعدني عنك أنت وأبويا وهدفعهم الثمن غالي قوي بس إنتي شدي حيلك عشان أخدك تعيشي معايا
مسكت يده وضغطت عليها وقالت بتعب
أنت هتسمع كلام جدك و عمير عشان أنت غلطت ولازم ترجع تعيش وسط عيلتك من تاني عشان خاطري أنسى يا ابني الشړ اللي في دماغك ده وأنت أخذت اللي قلبك حبها ومشيت كمل حياتك يا ابني وراضي مراتك وربي بنتك في حضنك هالة طيبة وهترضى تعيش معاك أنت وأميرة وخلي بالك من أبوك وأختك
إيه يا أم طارق الأحلام الوردية دي سيبك أنت من كل الكلام ده نتكلم فيه بعدين خليك في صحتك ده الأهم وظل ينظر إليها بصمت
هتفت بتعب
مالك بتبصلي كدة ليه يا طارق وفرت دمعة من عينيها قرب أشم ريحتك وحشتني
اقترب منها وارتمى في أحضانها يبكي بحړقة لم يشعر بها من قبل دخلت الممرضة تخبره بالخروج كي ترتاح المړيضة
أتفضل يا فندم عشان الحاجة ترتاح
ردت عليها الحاجة فادية بصوت مرهق من الحديث مع طارق
لو سمحتي عايزة بنتي وسيبيه خمس دقائق بس معايا
حاضر بس حضرتك تعبانة ارتاحي وبعدين أعملك اللي إنتي عايزاه
ردت عليها الحاجة فادية وهي تتنفس بصعوبة
مفيش وقت
وابتسمت بۏجع خلاص الوقت خلص هاتيها بسرعة
مالك يا فوفة ما تشدي حيلك بقى أنت عرفتي غلاوتك عندنا
ابتسمت والدتها بحب
اسمعيني يا علا خلي بالك من جوزك وعيالك وخليكي زي ما ربيتك البنت الجدعة اللي بمېت راجل في ظهر عيلتها وساندي أخوكي في الحق وعشان خاطري حاولي تصلحي بينه وبين جدك وعمير وصيتي لك متنسيش تعملي مرتبات شهرية للغلابة اللي في الحسين مش عايزه عزاء طلعي ستات تكون نفسها تعمل عمرة مش مقتدرة ومتنسونيش بالدعاء يا علا أنت اللي ليا يا بنتي واعملي ورد يومي ده حقي عليكي قربي يا
ليه كدة يا ماما مش هستحمل أعيش من غيرك ليه بتوجعي قلبي عليك ودموعها تسيل مثل الشلال
صدقيني هتبقي كويسة أحسن من الأول
هتفت فادية بتعب
يلا اخرجوا برة عايزة أرتاح وأغمضت عينيها وذهبت في سبات عميق
مر على هذا الحديث أكثر من أسبوع وهي في غيبوبة لم تفق منها كان طوال هذه الفترة لا حديث على مواقع التواصل الاجتماعي إلا رجوع طارق الخولي وعن منافسته لشركة أف إم بجسارة
كان يجلس في شرفة غرفته في الفندق الذي يمكث فيه من وقت مرض والدته يبتسم بغرور على نجاح مخططه
كان عمير بداخله حمام بركان لأنه يعلم بنية طارق فكانت عصبيته مفرطة و فيروز تتجنب مجادلته أما الحاجة سيدة كانت تمكث في المشفى وتذهب إلى البيت الساعات قليلة تطمئن عليهم علمت إلهام وسميحة وماجد
بخطۏرة حالة فادية وكانوا يدعون الله أن يخفف عليها شدتها
أما سلوى كانت تدير أمور البيت كلها هي وفيروز التي تعمدت أن تساند عمير فهذا هو الوقت الذي يجب أن تكون فيه عمود هذه العائلة علا لا تفارق المشفى وتظل تبكي وتفكر في وصية والدتها وظل مجدي بجوارها لا يفارقها ولا لحظة واحدة كانت هالة تتجنب وجود طارق في المشفى تذهب إلى قصر العائلة في ميعاد وجوده هي تحبه ولا تريد أن تضعف أمامه وهو لم يهتم بها ولا بابنته التي لم يرها ولا يعرف شكلها إلى الآن وصلت أمل وبلال إلى القاهرة لزيارة زوجة عمها وحين تجمع الجميع على مائدة الطعام ما عدا علا ومجدي صدح هاتف أحمد كان المتصل مجدي يبلغهم پوفاة الحاجة فادية سقط الخبر على مسامع الجميع كالصاعقة فتحول القصر إلى غمامة من الحزن
وقف الحاج علي بتعب وحزن
يلا يا ابني روح عشان تبقى جمب أخوك واتصل على بنتك شوف فين عاوزة العزا يتاخد على المقاپر زي ما
قالت إن دى وصيتها
كانت سلوى تعطي مربيات المنزل تعليمات لرعاية الأولاد في ظل هذه الظروف وأوصت