الأحد 24 نوفمبر 2024

اوتار الفؤاد أوس للكاتبة منال سالم

انت في الصفحة 17 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

مكونتش عاوز كده لكن احنا مضطرين عشان نقدر نكون جبهة تكون معانا ده غير إنه هايكون أكبر رد على أكاذيب رغد وكلامها اللي بتقوله على الميديا
هزت كتفيها في عدم فهم وعادت لتنظر إلى المصور بحيرة أكبر أحست باللمسة الحنون على جانب ذراعها وأوس يميل عليها ليهمس لها مغازلا
خليكي واثقة فيا هتتبسطي يا حب عمري!
أسبلت عينيها نحوه فنظر لها ملء عينيه وهو يقول لها بتنهيدة أشواق
بأحبك
خفق قلبها بقوة مع تلك الكلمة التي عنت الكثير لها أخرجها من عالمها الوردي صوت ريمون القائل
ها يا فندم نبدأ
هز أوس رأسه بالإيجاب وهو

يرد
أوكي!
استعان المصور بخبراته الاحترافية في ذلك المجال ليحرص على إظهار مشاعر الحب المتأججة بين الزوجين من خلال ضبط وضعيات رومانسية مميزة تعكس شغفهما الحقيقي والتقاط ذلك بعدسة كاميرته وليظهر التناسق بينهما طلب منهما ريمون ارتداء الثياب التي تتقارب في ألوانها مع بعضهما البعض فارتدت تقى كنزة بيضاء دستها في بنطالها ذي اللون الرملي الداكن المحدد من الخصر لينسدل بضيق طفيف عند القدمين حيث ارتدت حذائا ذو كعب عال لتبدو أنيقة وناعمة في هيئتها التي اكتملت بحجابها الرقيق نظرت بهيام ووله إلى أوس الذي تخلى عن ألوانه الداكنة لأول مرة ليرتدي سروالا يصل لركبتيه من نفس لون بنطالها مع قميصا أبيض اللون في البداية كانت مرتبكة ومتوترة مما انعكس عليها وجعل تعبيراتها تشتد وأطرافها في حالة عدم استرخاء رفع أوس يديه أعلى كتفيها ليضغط عليهما برفق أردف قائلا بهدوء
استرخي يا حبيبتي متركزيش غير معايا وبس
ردت بارتباك
مش عارفة حاسة إن شكلي مش حلو و....
قاطعها بعتاب
مش حلو إزاي كده إنتي بتقلي من نفسك وأنا ماقبلش بده أبدا
عبست قائلة
إنت بتهزر يا أوس دي أول مرة أعمل كده في حياتي
ابتسم معلقا
ومش هاتكون الأخيرة
ثم رمقها بنظرة مطولة ناعمة للغاية
أنا بأعشقك
التهبت بشرتها من غزله الصريح وقبل أن تحرك شفتيها لترد وضع إصبعه عليهما يتلمسهما برقة همس لها قائلا
غمضي عينكي
لم تجادله وامتثلت لطلبه الآمر فأطبقت على جفنيها لتستمتع بتلك اللمسات الهادئة المغرية التي خففت قليلا من حدة توترها لحظة وشعرت بيديه تحاوط خاصرتها وتشدها إليه برقة أكثر حتى التصق صدرها بصدره فتحت عينيها لتحدق في وجهه الذي بات قريبا للغاية نظرت في عينيه الناطقة بحبه وغاصت فيهما حاصرتها نظراته الحالمة وأسرتها همساته المغازلة فتناست تدريجيا وجود المصور لتنخرط في تلك الأجواء الرومانسية برع ريمون في تسجيل لحظاتهما دون أن يقاطعهما تركهما يظهران مشاعرهما بأريحية تامة وجسد ذلك بالتقاط عشرات الصور من زوايا مختلفة لينتقي منها في النهاية الأفضل والمميز وما إن انتهى حتى قال له أوس بصرامته المعتادة
تقدر تتفضل دورك انتهى
حرك رأسه بإيماءة خانعة قبل أن يرد بأدب
تمام يا فندم ووقت ما حضرتك تحب هننشر الصور
اكتفى بالإشارة له بيده لينصرف الأخير بعدها تاركا الثنائي بمفردهما على متن اليخت أخرجت تقى زفيرا مطولا من صدرها لتستدير في اتجاه أوس متسائلة باهتمام وقد كټفت ساعديها أمام صدرها
احنا هنعمل إيه دلوقت هنرجع الفيلا
رمقها بنظرة ذات معنى وهو يجيبها بعبثية
لأ طبعا
فهمت ببديهية ما يرمي إليه فخجلت وأرخت ذراعيها تراجعت ببطء للخلف مشيرة له بسبابتها
أوس احنا في عرض البحر وده عيب و...
قاطعها متسائلا بابتسامة مغرية
إيه اللي عيب
ردت بتلعثم وقد اشټعل وجهها على أخره
إنت فاهمني كويس
ابتسم ممازحا
ده إنتي حامل مني يا حبيبتي يعني مافيش حاجة تتكسفي منها
أولته ظهرها آملة أن تركض هاربة منه قائلة باعتراض صريح
لا مش هاينفع أنا هانزل و...
مش بالساهل تبعدي عني!
نادته بهمس مقاومة سيل المشاعر الجارف الذي اجتاحها
أوس
كانت فاقدة للإحساس بالأمان في حضرة والدتها فجل ما يهم الأخيرة هو الحصول على النقود والتخلص من عبء المسئولية الملقاة على عاتقها حتى وإن كلفها ذلك الټضحية ببناتها لمن لا يؤتمن عليهن وإن عقدت مقارنة بسيطة بينها وبين فردوس فلن يختلف الحال كثيرا كلتاهما تبحثان عمن ينتشلهما من الفقر دون الاكتراث بنتائج ذلك وتأثيره على فلذات أكبادهما تحركت هالة وهي مسلوبة الإرادة تنفيذا لأوامر أمها ولا أهمية لما تعانيه في صمت من أوجاع نفسية تحطمها بل وتقتلع بشراسة روحها تغلغل بداخلها إحساسها بالانهزام والضعف تبعتها في حزن حيث وجدت آخر من توقعت رؤيته في البداية لم تنظر نحوه كانت منكسة لرأسها محدقة پانكسار فيما يوجد أسفل قدميها وكأنها تتحاشى من جديد نظرات الشماتة والتشفي في أعين من يقوم بزيارتها لينظر إلى أي حال قد وصلت بعد تعدي منسي عليها فالكل قد جاء ليشهد نتائج جريمته عليها.
في البداية نظر لها يامن بابتسامة حاول إخفائها ولكن حينما أمعن النظر في تفاصيلها جيدا لاحظ ذبول ملامحها لم ترفع وجهها إليه قطب جبينه باستغراب أشد انخفضت عيناه لتتأمل حجابها الواسع الذي غطا نصفها العلوي لم تكن من النوعية التي ترتديها في الأغلب ولكن علل ذلك بكونه قد جاء لزيارتها في المنزل فكانت على أريحيتها ما أثار ريبته أيضا هو تدلي
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 58 صفحات