امجد رواية كاملة
عمله الخاص من ثمن قطعة الأرض والتي كتبتها له جدته لأبيه فور ولادته فرحا به حيث كان أول حفيدا في العائلة وما إن أنهى دراسته الجامعية وتحصل على بكالوريوس الهندسة حتى باع قطعة الأرض هذه والتي درت عليه ربحا مهولا فمن حظه الحسن أنها كانت قطعة أرض زراعية ولكن دخلت في محيط أراضي البناء فقفز سعر المتر فيها عاليا واستطاع افتتاح امبراطورية وليس شركة عادية ولكنه كان يواصل الليل بالنهار حتى كبر عمله وأصبح صرح كبير يشير اليه القاصي والداني ابتعد عن شكرات العائلة وأراد أن يثبت لجده الأكبر أنه يستطيع الوقوف على قدميه وانشاء عمله الخاص به دون اللجوء الى نفوذه وسطوته فهو كان كثير الجدل مع جده فهذا الأخير بشخصيته القوية المسيطرة والذي لا يقبل النقاش في أي من أوامره بينما أمجد عناده الشديد واندفاع الشباب جعله لا يستطيع مهادنة الجد ودائما ما تصادما حتى باع أمجد ورثه من جدته ورحل الى العاصمة ليبدأ حياة جديدة خاصة به وحده!!
انت منسيتيش مش كدا عموما كويس هفضل عليها لغاية كوباية بكرة الصبح ان شاء الله انا اتعودت عليها شكلي كدا ومش هستطعم أي قهوة من حد تانى!!
هيبقى علم انا حاسه انه باذن الله هيبقى علم!!
بعد ان وصل أمجد الى بيته صعد الى الطابق الثانى حيث غرفته الخاصة سألته مديرة منزله ان كان يريد تناول الطعام فأشار لها بيده رافضا قائلا لها
لالا يا ام محمود انا اكلت الحمد لله هنام ومش عاوز حد يصحيني لغاية ما اصحى لوحدى مفهوم
هزت ام محمود براسها فيما اكمل هو طريقه صاعدا الدرج حتى وصل الى غرفته فاغتسل في الحمام الملحق بها ورمى بنفسه فوق الفراش فيما المنشفة لا تزال تحيط بعنقه وغرق في سبات عميق ما ان لمست رأسه الوساده
في نهاية الثلاثة ايام تكلل جهودهما بالنجاح وتمت الصفقة مع الوفد الفرنسي وبعد ان انتهيا من الاجتماع قال لها
انا بأه عازمك على الغدا بمناسبة نجاح الصفقة بتاعتنا عندهم هنا شيف بيعمل احسن سي فوود تاكليه
ما ان همت بمقاطعته حتى أشار لها بسبابته مقاطعا قائلا بنبرة آمرة
مش هقبل أي عذر! تقدري تعتبريه غدا بالأمر المباشر من رئيسك في الشغل ها
ما شاء الله عجبني اووي طريقتك انت ووالدك سوا في بينكم نوع غريب من الصداقه والصراحه وهو مديكي حرية مطلقه وأعتقد أنك بردو فاهمة الحرية دي صح وبتتصرفي ع الاساس دا!
نظرت اليه وأجابت بابتسامة صغيرة
فعلا حضرتك عندك حق بابا مش بس والدى لا! دا ابويا واخويا وصاحبي بعد ۏفاة ماما الله يرحمها وانا في تانية اعدادى حاول يكون لي كل حاجه ويبقى صاحبي علشان ما اتكسفش واحكيله كل حاجه خصوصا انه ماما كانت وحيدة وانا لا ليا جده ولا جد ولا عم ولا خال ماليش غير بابا ربنا يخليهولي يارب مافيش غير اقارب لبابا من بعيد مش بشوفهم غير لو سافرنا البلد ودا مش بيحصل الا نادر اووى
سألها عن دراستها فاجابت
طبعا زى ما حضرتك عارف انا تجارة انجليزي نجحت بتفوق والكلية كانت عاملة منحه للمتفوقين كورس كومبيوتر والحمد لله اجتزته وبتفوق وانا بحب اللغات جدا وبابا دايما يقول لي حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ما معناه من علم لغة قوم أمن مكرهم فكنت في الاجازات اقدم على كورسات لغة لغاية ما بأه عندى 3 لغات فرنساوي والمانى وايطالى غير الانجليزي طبعا والعربي علشان انا اصل دراستي بالانجليزي
قال أمجد
اللى فهمته ان باباكى طلع على المعاش على درجة وكيل أول وزارة ما شاء الله فعلا ربنا يخليهولك
تبادلا االحديث اثناء تناولهما الطعام ثم ما لبث ان دق جرس هاتفه المحمول فأجاب قائلا
اهلا اهلا ازيك يا امى عاملة ايه وازى علا و علاء استمع قليلا وما لبث ان أجاب بعصبية خفيفة
انا مش عيل صغير يقولى اعمل ايه وما تعملش ايه !! ايوة عارف انه جدى وانه تعبان وانك مربيانا اننا منهربش من المسؤوليه صمت قليلا ثم انفعل متابعا
ومين قال انى بهرب منها هو لو عاوز يشوفني اجيله من بكرة لكن انه يتدخل في حياتى ويقرر امور خاصة بيا أنا دا اللي انا ما اسمحشي بيه
استمع قليلا ثم قال بهدوء وهو يغالب نفسه محاولا تمالك غضبه القوي فهو لا يريد أن يصب ما يعتمل في نفسه من حنق وڠضب على أسماع والدته فهي اولا واخيرا لا ذنب لها وهو يعلم تماما أن جده هذا الثعلب العجوز الماكر يعلم جيدا مقدار حبه ومعزته لوالدته ولذلك هو على يقين أن أتصالها به بأمر غير مباشر من جده تنفس بعمق وهو يتابع
حاضر يا امي حاضر هفكر قلت هفكر سلميلي على علا و علاء اشوفكم على خير محمد رسول الله
أغلق الهاتف ووضعه في جيبه وهو شارد لم تتكلم هبة مراعاه له فمن الواضح ان المكالمة سببت له بعضا من الضيق الټفت لها قائلا وهو يحاول ان ينسى المكالمة حاليا
اطلبلك حاجه تانية حلو مثلا ولا شاي
وافقت على الشاي وطلب هو القهوة ما ان اتت الطلبات وارتشف رشفه من قهوته حتى وضع الكوب على الطبق وهو يعقد حاجبيه هاتفا باستنكار
ايه دا ! لالالا مش اللي اتعودت عليها!! اعمل ايه بأه هو انا مش هعرف اشرب قهوة تانى ولا اييه
ضحكت هبة وأجابت
بسيطة بطل القهوة! او لو عاوز اعملك ترمس قهوة تفضل تشرب فيها طول اليوم او بلاش ادي الطريقة لمديرة المنزل بتاعتك يعني في كذا حل
نظر اليها أمجد فجأه بتركيز شديد وهو يقول في نفسه
ايوة هي دي! بس لالالالالا بس انت ماعرفتهاش الا من اقل من اسبوع لكن اه هى شكلها عملى وممكن توافق وفي نفس الوقت ترضي والدتك وتسكت جدك لغاية ما تستلم شركة جدك حلمك اللي كنت بتحلم بيه ورفضت انك تشتغل فيها من البداية علشان كنت عاوز تثبت نفسك بعيد عنه علشان ما يقولش انه هو اللى علمك وان شركته لها الفضل عليك دلوقتى هو اللي بيتحايل عليك انك تمسكها اي نعم شرطه مستفز وهو مش هيتحكم في حياتي لكن وماله هلعبها بطريقتي وصح!!
ومالبثت اساريره ان ارتاحت ونظر الى هبة ببسمة ساحرة قائلا
انا بأه عندى حل احسن من كل اللي قولتيه دا بخصوص قهوتك اللي ما حصلتش!!
نظرت اليه مبتسمه وهى تقول
حل ايه بأه اه وضحكت متابعه
اقولك انت على الطريقة وانت تعملها صح
اجابها بضحكة خافته جعلت قلبها يرقص بين اضلعها
لا غلط!! ثم نظر اليها ومال باتجاهها وهويقول مركزا عينيه عليها
الحل انك انت اللي تعمليلي القهوة دي من ايدك على طوول في الشغل وفي البيت!!
استغربت هبة قائلة
ايه ازاي دا طيب في الشغل ممكن لكن البيت ازاى
نظر اليها وأجاب بابتسامة غامضة
عادى زي اي زوجة ما بتعمل القهوة لزوجها!!
فغرت هبة فمها دهشة ولم ترمش بعينها الى ان ناداها بصوت عالى
هبة هاااي انت روحت فين طلبي غريب اووي كدا
نظرت اليه واجابت وهى لا تزال مذهولة مما سمعته منه
احنا في حلم ولا علم
أجاب مندهشا قاطبا بحيرة
نعم اعادت عليه السؤال فقال
علم! انما ايه السؤال الغريب دا!
هتفت
طيب ممكن هعمل حاجه اخيرة علشان اتأكد انه علم ممكن
اشار يده موافقا ومستغربا مما عساها ستفعله وقال
اتفضلي اتاكدي براحتك استأذنته ووقفت لتتجه الى دورة مياه السيدات وهناك نظرت الى نفسها في المرآة ثم فتحت صنبور المياه لتقوم بضم يديها الاثنتين وجمع اكبر كمية من المياه ثم نثرتها وبقوة في وجهها وكررت هذه العملية ثلاث مرات قبل ان تفتح عينيها لتطالع نفسها في المرآة أمامها وهى تردد قائلة وابتسامة بدأت تتشكل على شفتيها النديتين
ههههه علم وربنا علم !!
سارعت بتناول محارم ورقية لتجفف وجهها ثم شدت من قامتها وخرجت عائدة الى طاولتها هي وامجد الذي قام ما ان لمحها ثم عاد الى الجلوس ثانية بعد جلوسها ونظر اليها مبتسما ثم قطب وهو ينظر اليها بريبة وتساءل قائلا
غريبة هدومك مالها زي ما يكون عليها ماية من قودام !
طالعت اتجاه نظراته لتفاجأ بوجود بعض قطرات من المياه على مقدمة الفستان فاحمر وجهها خجلا ثم رفعت عينيها اليه وقالت بصوت يقطر حياءا وفرحا
كنت بشوفه حلم ولا علم
قطب مستغربا وتساءل
نعم هو ايه دا ثم ابتسم وتابع
وطلع ايه
ما لبث ان فهم مقصدها وما قامت به لتتأكد ان حديثه اليها وطلبه أن تصبح زوجته علم! وانها لابد وان نثرت المياه لذلك على وجهها فلذلك اصيبت مقدمة ثوبها بالماء! ضحك وهو يهز برأسه متعجبا منها بينما قالت وهى تضحك
علم انا اتأكدت انه فعلا علم !!
لكن ماذا سوف يكون راي هبة عندما تعلم بحقيقة طلب أمجد وشروطه وهل ستقبل بعرضه ام ستتغير نظرتها