رواية بقلم زينب سمير
انت في الصفحة 1 من 16 صفحات
االحلقة 1
تبدأ الرواية علي شاطئ بحر الأسكندرية في الساعة الخامسة صباحا
كان الجو هادئ السماء صافية تتوسطها الشمس ونورها الذهبي الجميل أمواج البحر كانت تعلو وتهبط بحرية أمام هذه الرمال الصفراء الرائعة
ياله من منظر طبيعي خلاب ويالها من مبدعة تقوم بتصويره
كانت تقف أمام ذلك المنظر وتصوره بأحتراف وإبداع وهي تمسك بيدها كاميرا صغيرة لكنها تعتبرها افضل ما لديها
بعد ان إنتهت أخذت أغراضها وعادت إلي حيث تسكن وهي تسكن في شقة صغيرة بالدور الثاني بعمارة قديمة نسبيا في أحدي الشوارع الهادئة
يارا فتاه جميلة طيبة القلب ورقيقة تحب الهدوء والطبيعة لا تحب الإختلاط مع الأخرين لعدم الإزعاج
عبير والدتهاايه يابنتي كنتي فين كل دة
اتجهت يارا إليها وقبلت يدها
يارا صباح الخير يا ست الكل أنا جيت أهو
عبير أبوكي فضل مستنيكي لحد ما نام
يارا طيب أنا هدخل أنام وصحيني الساعة عشرة عندي سكشن مهم تصبحي على خير يا حبيبتى
عبير وانتي من اهله يا بنتي ربنا معاكي وينولك اللي نفسك فيه
عبير حاضر يا حبيبتى
دلفت يارا إلي غرفتها وأخذت تطبع الصور التي صورتها ثم توجهت إلي فراشها ونامت
كانت تسير بمكان مظلم لا تعرف أين هي ذاهبة ولا لماذا لكنها كانت تشعر بالتعب والإرهاق من السير وكانت خائڤة من ذلك الطريق لكنها تسير دون وعي لتري أمامها ضوء بسيط تركض إليه لتجده شخص واقف ومعه مصباح بيده يترك المصباح ويمسكها من يدها ويتجه بها إلي بيت كبير منعزل عن الناس ويقول لها بحدة وصوت رجوليمن النهاردة أنتي في چحيم ومش هتخرجي منه ابدا
تضع يدها علي قلبها وتقرأ بعض آيات القرآن الكريم لعلها تهدأ
في نفس الوقت دلفت والدتها إلي الغرفة
عبير أنتي صاحية يا حبيبتي كنت جايه اقولك الساعة تسعة ونص تنامي النص ساعة دي و لا تقومي
يارا لا لا هنام شوية
عبير ماشي يا حبيبتى
خرجت عبير من الغرفة لتتركها شاردة في ذلك الکابوس تسأل نفسها لماذا ذلك الکابوس المرعب فهي لم تحلم بمثل ذلك من قبل ومن ذلك الشاب الذي كان معها فهي لم تر ملامحه
في إحدى اكبر شركات الموضة والأزياء بالأسكندرية
شركة كبيرة كل من بها يعمل بجد وأجتهاد ليس حبا بالعمل لكن خوفا من صاحبها
في الدور الأول من الشركة كانت فتاه تقف وبيدها بعض الأوراق تراجعها ليأتيها صوت غليظ من خلفها جعلها تنتفض خوفا و ذعرا وتقع الأوراق من يدها
تقول الفتاه بتوتر بالغم مالك بيه
ينظر لها مالك پغضب يكسو وجههأتفضلي برا من هنا مش عايز أشوف وشك في الشركة
الفتاه بدموعوالله يا مالك بيه كنت براجعهم وهجبهم لحضرتك علي طول
قال بصوت جهوري مخيفبرااااا
انتفض جسدها مرة أخرى وقالت وهي تهرول إلي خارج الشركة
الفتاهحاضر حاضر
نظر مالك لباقي العمال وقال
مالك دة درس ليكوا كلكوا للي يتأخر ثانية واحدة في حاجة أنا طلبتها منه
أجاب العمال جميعامفهوم
مالك ...شاب في منتصف العشرون من عمره قاسې ومتعجرف في تعامله مع الناس لا يعرف شيء يدعي برحمة طبعه وإسلوبه جاد لكن كل هذا وقت عمله أما في الليل فهو يسهر مع العاھړات والراقصات لكنه لم ېعاشر إحدهن أبدأ
مالك رغم قسوته إلا إنه يمتلك جاذبية رائعة فهو صاحب العيون السوداء مثل الليل والشعر الأسود الكثيف وبشرته خمرية طويل القامة وجسده رياضي مما يجذب بنات حواء إليه
دلف مالك إلي مكتبه وجلس أمامه بكبرياء وغرور ثم يخرج سيجارته وينفثها بشراهة
يدق باب المكتب ليأذن له بالدخول
السكرتيرة مريممالك بيه
في مشكلة
مالك مشكلة إيه
مريمالمفروض العرض بتاع الصيف بعد إسبوع و..
قاطعها مالك بعصبيةعارف كل دة إيه الجديد
مريم پخوفالفوتوغرافي بتعنا اللي المفروض هيصور المجلة بتاعة العرض عمل حاډثة إمبارح وماټ ومش لقيين غيره أو بمعني أفضل منه
نفث مالك آخر نفس بسيجارته وقال لها
مالك اتفضلي على شغلك
خرجت مريم وهي تتسائل ماذا سيحدث
نهض مالك من علي كرسيه وحك رأسه پغضب
مالك مكنش وقت تتنيل ټموت يعني هو دى وقته
يرن هاتفه يأخذه ويجيب لكنه للحظة ندم إنه أجاب
المتصلمالك بيه مش معقول اللي سمعته لالا شكل العرض مش من نصيبكوا السنة دي
مالك بنفاذ صبر آدم بقولك إيه أنزل من علي دماغي دة حتت مصوراتي أقدر أجيب مليون زيه
قهقه آدم ضاحكا وهو يقولمش دى القصد يا مالك أصل العارضات بكلمة واحدة جولي خلي بالك بقي علي باقي شركتك ههههههه باااي
تغلي الډماء بوجهه ليصبح لونه أحمر للغاية
تدلف مريم بسرعة وهذه المرة تنسي أن تدق الباب
مريممالك بيه العارضات مش لاقيين ولا واحدة منهم
مالك پغضب وصوت عاليأمشي من وشي
تخرج بسرعة قبل أن ينفجر بوجهها
مريميا ساتر هو في كدة أعوذ بالله
جلس مالك وهو في قمة غضبه وعصبيته وبعدها يصيح بصوت عاليمرييييييم
تأتي مريم وهي تركض
مريمنعم يا مالك بيه
مالك احنا ماضيين عقد مع البنات دول أزاي مشيوا كدة
مريمفعلا بس العقد دة فترته كانت إنتهت من شهر وأنا قلت لحضرتك نجدده بس أنت كنت مشغول
مسح مالك علي شعره پغضب وغل
مالك نزلي إعلان لعارضات أزياء مدة العرض بس بتمن 10000ألاف جني
مريم بأندهاشبس يافندم دة كتير أوي دة هو يومين تلاتة بس
مالك بعصبيةنفطي اللي بقولك عليه
مريام بتوترححاضر
خرجت مريم للمرة الثالثه وقامت بنشر الإعلان بالجرائد وعلي الإنترنت
في منزل يارا
نهضت يارا من على فراشها وتوجهت إلي خزانتها وأخذت منها ملابسها وهي عبارة عن سالوبت عليه بعض الأشكال الكرتونية ورفعت شعرها كذيل الحصان واخت أغراضها وذهبت إلى كليتها
كانت تسير شاردة في ذلك الکابوس لتسمع صوت صديقتها نهي تناديها
نهييارا ااااا تعالي
تنظر حولها تجد أنها قد وصلت إلي الكلية
تدلف إلي الداخل لتتلقي السخرية من بعض الفتايات علي لبسها والمغازلة من الشباب علي جمالها لكنها تعودت علي ذلك وهي لا تسمع لأحد
نهيإيه يا جميل مالك
نهيصديقة ليارا دائما تتظاهر أمامها بأنها تحبها لكن في الحقيقة هي تكرهها وتحقد عليها
نهي عكس يارا تماما تحب مغازلة الشباب لها وترتدي ملابس قصيرة تكشف جسدها يارا تعرف كل شئ عن نهي وتعرف كرهها لها ودائما تبتعد عنها لكن نهي تقربها منها لهدف معين
يارا مليش اذيك
نهيكويسة بقولك انهاردة عيد ميلادي لازم تيجي طبعا
يارا كل سنة وانتي طيبة بس مقدرش آجي
نهي بزعل مصطنعلا هزعل منك
يارا معلش يا نهي مش فاضية النهاردة
نهيده هي ساعة وبعدين هيبقي كله بنات بس
يارا
انا اسفه بس أنتي عارفة أني مقدرش
نهيطيب براحتك اوووف
تدلف يارا إلي المحاضرة وبعد ساعة تنتهي وتخرج منها لتكون الساعة الثانية عشر ظهرا
يارا يوووه أنا هتمشي شوية يمكن أهدي
كانت تسير بجانب حديقة مليئة بالزهور الملونة الجميلة
يارا الله جميلة جدا
أخرجت كاميرتها وبدأت تصور هذا المنظر بسعادة
في الوقت ذاته كان مالك راكب سيارته ويقودها السائق ليلمحها من بعيد
مالك بجديةوقف هنا
السائقحاضر ياباشا
نزل من سيارته وأرتدي نظارته الشمسية بغرور وتقدم من منها بخطوات يملؤها الكبرياء
إنتهت يارا من التصوير وإلتفتت وهي تنظر للصور التي إلتقطتها
مالك صباح الخير
يارا بفزعبسم الله الرحمن الرحيم أنت مين
اوي مالك فمه بتهكم وقالمالك النشار صاحب شركة النشار للأزياء
يارا بإحراجانا آسفة بس والله أتخضيت أحم المطلوب مني
مالك وهو ينظر لها من أعلاها لأسفلها مما اغضبهاعندي ليكي شغل تبقي فوتوغراف الشركة وأنتي اللي تصممي المجلة بتاعة السنة دي لشركتنا شهر مش أكتر مش هيبقى شغل دايم دة لحد أما نجيب فوتوغراف كويس
ردت عليه بأحترام مخزيأسفة يا أستاذ مش عايزة اشتغل
ضحك مالك ببرود ومد يده بجيبه وأخرج منه الكارت الخاص به
مالك الكارت دة فيه رقم وعنوان الشركة تقدري تبدئي شغل من بكرة
يارا بعصبيةبقولك مش عايزة أشتغل
أمسك يدها پغضب ووضع بها الكارت وقالقدامك 24ساعة يا اه يا لا
ثم عاد إلي سيارته وأمر السائق أن ينطلق بها
وقفت بمكانها دون حركة بعدما لمس يدها فهذه أول مرة يلمسها رجل شعرت للحظة أنه هو الشاب ذاته الذي ظهر لها في الحلم لكنها نفضت هذه الفكرة وعادت إلي منزلها
في فيلا كبيرة بالقرب من البحر
دلف مالك إلي الداخل
وألقي بجاكته علي الأريكة بإهمال ثم خلع قميصه وألقاه أيضا ثم تمدد علي الأريكة بتعب واغمض عيناه ليري هذه ذات العيون الرمادية ويبتسم تلقائيا لا يعرف ما سبب هذه البسمة لكنه لم يهتم كثيرا ونام
عادت يارا إلي المنزل وقبل أن تدق الباب سمعت حوار بين والدها ووالدتها
عبير هنعمل إيه في المصېبة دي يا صبر ي البيت هيتخرب
صبر يمكنتش أعرف إنهم أندال وهيطردوني كدة بس انا هدور علي شغل حتي لو ليل ونهار مش مهم
عبير ازاي بس أنت صحتك تعبانة ومش هتقدر
صبر يلا هقدر عشان يارا
كانت تقف أمام الباب ودموعها تنزل بغزارة
نظرت إلى ذلك الكارت الذي بيدها مطولا وقالتمفيش غير كدة
لحلقة الثانية
طرقت يارا الباب لتفتح لها والدتها وقد أزالت دموعها ورسمت إبتسامة مزيفة علي وجهها
عبير خشي يا حبيبتى ثواني والغدا يكون جاهز
أتجهت إلي والدها الذي لم ينطق بحرف
يارا إزيك يا بابا
صبر يحمد لله يا حبيبتي اخبارك إيه في الكلية
تنحنحت يارا قائلةالصراحة يا بابا أنا عايزة اسيب الكلية دي
نظر لها صبر ي بإندهاش ونظرات ڠضب لهاتسيبي الكليةمش دي الكلية اللي كنتي ھتموتي عليها
يارا أيوة بس طلعت غير ما كنت متوقعاها كل اللي فيها مش زيي شايفني طفلة وسطهم ودايما يتريقوا عليا وعلي شكلي
نظر لها وإبتسم بسخريةفي حد قالي قبل كدة إن الشكل مش مهم المهم النية
يارا أنا آسفة يا بابا بس أنا فعلا عايزة اسيبها وممكن أشتغل اي حاجة أنا بحبها
نهض ووقف أمامها وقال بجمودالكلام الفاضي دة يتشال من دماغك فاهمة مش علي آخر الزمن بنتي اللي هتصرف عليا أمشي من قدامي
تجمعت الدموع بمقلتيها وركضت من أمامه كالطفلة
تأتي عبير التي كانت تستمع للحوار من بدايته
عبير ليه بس يا صبر ي زعلتها
صبر يما أنتيش شايفة كلامها بنتك سمعتنا من ع الباب وجاية تساعد علي حساب مستقبلها
عبير وأنت اش عرفك يمكن هي ليها وجهة نظر تانية
صبر يفهميني
لو يا بت
كليتها