قصة مكتملة بقلم نرمين محمود
والدها تلقائيا وجدت نفسها تتشبث بيد ناير بقوة حتي دلفا الي الغرفة الموجود بها وجلست بجانبه رافضة حتي أن تصافح والدها....
_ عارف أن محدش منكوا انتوا الاتنين طايقني...بس انا لازم اتكلم معاكوا...ولازم تسامحوني وتنسوا...مش هقدر اب عنكو وابقي منبوذ كده...
انا جمعتكوا انتوا كمان معاهم عشان فيه حاجة خاصة بيكوا...اللي عاوزة تطلق فيكوا انا مستعد اطلقها...هطلقها وهتيجي تعيش معايا معززة مكرمة...عمري م تدخل ف حياتها تاني...مش هقدر اكمل كلامي الا لما اعرف مين فيكوا عاوزة تطلق...
_ انا عمري م هطلقها يا عمي ...زهرة حياتي كلها ...انا بحبها وهي كمان بتحبني...وبعدين احنا مستنيين نونة..مينفعش تيجي وتلاقينا منفصلين ولا فيه بينا اي مشاكل اصلا...
ابتسم ناصر بفرحة لهما لكنه داري ابتسامته حتي يأخذ رأيها اولا...
_ وانت يا زهرة ..عاوزة تطلقي ولا لا..
ردت زهرة محاولة التغلب على خۏفها من والدها ..
اومأ برأسه بفرح شديد...ازال عن كاهله ذنب واحده منهم...
الټفت إلي تمارا وباغتها بالسؤال ..
_ عاوزة تطلقي يا تمارا ...
توقفت أعضاءه كاملة ...أصبح علي حافة الاڼهيار ...يكاد يتوقف قلبه من شدة خفقانه..بالتأكيد ستطلب الطلاق وبالتأكيد أيضا أن والدها سينفذ لها ما تقوله...نظر إليها ينتظر قرارها...حتي لو كان تصريحها بحبها له صادق فهي لن تتحمل الإهانة مرة أخري وامامها والدها يمد يد المساعدة لها ...
_ عاوزة تطلقي يا تمارا...
اخذت نفسا عميقا ورفعت نظرها إلي والدها وهتفت....
الفصل الثاني والعشرون...
_ أيوة...
كلمة فقط هوت بروحه الي الچحيم ..رغم أنه هيأ نفسه وكان يعلم قرارها من البداية إلا أن رفضها له أمامهم جميعا چرح رجولته...
اغمض ناصر عينيه پألم علي حالهم...يشعر بالذنب تجاه الاثنين بقوة...
هنا تحدثت زهرة معنفة شقيقتها...
_ انت كدابة ...مطلقهاش من عابد يا بابا...اتصلت بيا لما كان ف المستشفي ولما روحتلها قالتلي انها بتحبه..وأنها عمرها م حبت الواد بتاع الكلية ده ...
دمعت عينا تمارا وهتف توقف زهرة...
_ اسكتي يا زهرة ..اسكتي انا مبحبش حد...
_ لا انت كدابة...لغاية امبارح كنت بتقوليلي انك بتحبيه حتي وهو بيعاملك وحش...كفاية قرارات غلط ف حياتك بقي...من الاول اتجوزتيه ولما المأذون سألك قولتي موافقة زي الجردل...وعشتي عيشة ما يعلم بيها الا ربنا...ودلوقتي بعد م حبتيه وهتعيشي مرتاحة معاه عاوزة تطلقي!!!...الحاجة الوحيدة اللي المفروض تعاقبيه عليها هي جوازه عليكي...مش حاجه تانية...انت كمان غلطي ف حقه...انت مقولتيلوش انك مش عاوزاه...مش ذنبه انك جبانه...
رغم سعادة ناصر بأن العشق دق باب ابنته تجاه زوجها إلا أنه رفض التخلي عنها فلم يلتفت إلي ايا منهم وهتف موجها حديثه لها...
_ قومي يا حببتي البسي وهاتي عيالك...تعالي قضي معايا اسبوع ولا حاجة لغاية ما تاخدي القرار اللي يريحك...محدش هيضغط عليكي ...
حاولت زهرة الحديث لكن ضغط زوجها علي يدها أوقف الكلام بحلقها ...اما عابد فتركها حتي تتخذ قرارها دون تأثير عليها من احد...
رفعت بصرها الي إلي ابيها غير مصدقة لما سمعته منه ...والدها يسلمها زمام أمورها ...لها وحدها...دون تدخل منه أو فرض رأيه عليها...
تحدثت بسعاده ظهرت بصوتها...
_ حاضر...حاضر يا بابا هاجي معاك...
ونهضت من مكانها ذاهبه للغرفة حتي تجلب كم قطعة ملابس لتكفي مكوثها في بيت والدها واتجهت الي أبناءها حتي توقظهم...
بشقة المعادي..
يجلس قدري أمام ابنته التي أصبحت كثمرة
الطماطم غير قادرة علي ايضاح الموضوع كاملا لوالدها...فقد طلبها عمرو اليوم منه دون أن يقول لها...
_ يا سيلا قولي بقي...كده كده انا فهمت الحوار كله...انت تقوليلي أنه قريب هفرح بيكي...وبعدين ييجي هو علطول يطلبك مني...ولما انا اجي اقولك علي عريس جاي يتقدملك تتكسفي وتحمري...
_ والله يا بابا كنت هقولك...بس فعلا اتكسفت خصوصا يعني أن أول معرفتنا كانت بخناقة... وبعدين الموضوع أطور..
_ يا عبيطة بقي حد يتكسف من ابوه!!..انا اصلا حبيته من ساعة م دخل عليا كده...وبكرة كل المعلومات هتجيلي عنه...بس عاوزك متكلمهوش لغاية م أسأل عليه...اوعي تصغري نفسك قدامه...ولا تصغريني يا بنتي...
بالمنزل الذي تقطن به زمزم ...الشقة المجاورة لشقة ياسر وعائلته...والدته تعاملها معامله سيئة للغاية وهي لا تعلم لماذا...
ذهبت الي المحامي الذي دلتها عليه احدي صديقات سيلين وأخبرته في رغبتها بالحصول علي الطلاق دون علم زوجها حتي يتم...اخبرها أن الموضوع سهل للغاية ...طلبت منه البدء بالاجراءات اليوم ستتحدث مع ياسر ووالدته...يجب أن يعلم كل شئ عنها ويسامحها ففي النهاية هي ضحېة وتلك الخطيئة التي ارتكبتها كانت غلطة غير مقصوده منها...فهي بحثت عما ينقصها..
أما الآن فستتحدث الي والدته حتي تعلم لما تكن لها ذلك الكره ..يجب أن تتخذها أما ثانية لها بعد والدتها التي كانت متعلقة بها بقوة رحمها الله...
فتحت الباب فوصلها صړاخ ياسر ووالدته ...شئ متكرر اعتادت عليه فمضت نحو الباب حتي تمنعهم من استكمال تلك الوصلة ...لكن حملة والدته خرقت أذنها ...
_ مش هتتجوزها...مش هتتجوز واحدة خرج بيت وكانت بتخونك جوزها معاك...البت ديه تمشي من شقتي ...مش عاوزة اشوف وشها نهاااااائي ...
_ يا ماما...يا ماما حرام عليكي مش هبقي انا واهلها عليها كفاية كده...انا بحبها...
_ حبك برص...خانت جوزها بكرة تخونك..
صړخ ياسر بوالدته بنفاذ صبر يسرد علي مسامعها تفاصيل الحكاية كلها غافلا عن تلك التي فقدت القدرة علي الحركة أو التحدث حتي...بعد أن استمعت لكلامه وتيقنت من خداعه لها عادت مرة أخري الي شقتها تجمع حاجياتها...كتب عليها الشتات في الارض...والغدر من اقرب الناس اليها...من سلمته قلبها وتحملت ماتحملته بسببه كان متأمرا مع عمها عليها ...جمعت كل شئ لها بهذا المنزل وغادرت المكان بأكمله...أوقفت سيارة اجرة وهتفت قائلة للسائق..
_ المقاپر....
دلفت تمارا إلي المنزل برفقة ابيها وهو يحمل سجدة ويمسك بيد عدي رافضا تركهما مطلقا...
_ طب هات سجدة يا بابا عشان متتعبكش...
قبل ناصر الصغيرة بوجنتها الناعمة قائلا بحب..
_ لا...هي مش تعباني...انا بحبها وعاوزها تفضل معايا...خلاص طول م انت قاعدة هنا عمري م هسيبهالك...
ابتسمت تمارا بحنين الي تلك الأيام التي كانت فيها مع والدتها تحملها وتهدهدها وتتركها تتدلل عليها ...
_ انا هدخل انام يا بابا...عاوز حاجه..
_ لا يا حببتي اطلعي انت ...تصبحي ع خير..
_ وانت من أهله يا بابا...
صعدت تمارا الي غرفتها فقد اشتاقت إليها ..كما اشتاقت لتمار...تري اين هي الان..اين ذهبت وماذا حدث لها...
أنهما بحزن شديد علي حال شقيقتها والتي لا تعلم عنها شيئا...أعلن هاتفها عن وصول رسالة ما...
التقطت الهاتف وفتحت الرسالة كانت مرسلة منه...احمد نصران شخصيا...
تمارا عدي اسبوع...انا عاوز قرارك وايا كان ايه هو ف انا هحترمه...
_ احمد أنا لما كلمتك كلمتك عشان أسألك انت مين لأنك كنت بدأت تعملي مشاكل فعلا مع جوزي..وكمان انا بحب جوزي ومش كل واحدة عندها شوية مشاكل مع جوزها تبقي تعيسة أو مبتحبوش...بالعكس أنا بحب جوزي جدا...عمري م جه ف دماغي اني اسيبه بالطريقة المهينة ديه أو اني اخونه من الاساس...واللي خلاني استمريت اني اكلمك بعد م عرفت انت مين ...اني معتبراك صديق...صديق مش اكتر وانت فهمت معزتك عندي ديه غلط...
جاءها الرد بعد ثوان معدودة...
انا اسف...انا فعلا فهمت غلط..انسي اي حاجة انا قولتهالك ...واعتبريني احمد نصران صديق الكلية القديم...زي م كنت صديق لسلمي صاحبتك...اتمنالك السعادة من كل قلبي يا تمارا ...
وبذلك اغلقت صفحة احمد نصران وتمارا للأبد...الان عصر عابد سلمي وتمارا النوساني...
بعد مرور شهر...
جلس عابد أمام ناصر يطلب منه رؤية تمارا...مضي شهر وهي تتجنب الحديث معه...أبلغت رسالتها إلي والدها حتي يبلغها إليه بالحرف.. قوله مش هيشوفني نهاااااائي لحد م انا أقرر...قوله اني بعاقبه علي جوازه عليا...مهما عملت مكانش ينفع يتجوز عليا...
ورغم اعتراض ناصر لم يستطع التفوه بحرف سوي النصيحة فقط...
كان كمن يتقلب علي صفيح ساخن يريد رؤيتها بأي طريقة يريد اخبارها بشئ من المؤكد أنها ستقبله عليه...
_ يا عمي...يا عمي حرام كده والله...بقالي شهر مش عارف أشوفها..هي مراتي والله مراتي...
_ اعمل ايه يا ابني طيب...انا ببلغك اللي هي بتقوله...اهي عندك فوق ف اوضتها طلعوني انا منها مليش دعوة انا...
نهض من مكانه وسار باتجاه الدرج قائلا...
_ أيوة ...حضرتك ملكش دعوة...ده انا قربت احب علي نفسي...
بالغرفة كانت تمارا تتحدث بالهاتف فشهقت پعنف عندما فتح الباب ودخل منه عابد فأغلقت
الهاتف بسرعة...
_ فيه ايه ..حد يدخل علي حد كده... ايه الطريقة الزفت ديه ...
كانت ترتدي عباءة بيتية دون اكمام لونها اسود يتناقض مع بياض بشرتها وبها نقاط حمراء وتسدل شعرها علي ظهرها برقة...
بقصر النوساني...
دلف وقاص الي الغرفة حتي يري اذا كانت تجهزت كما طلب منها أن لا...لكنه وجدها تجلس على الفراش وامامها حقيبة ملابسها ...اقتربت منه بسرعة وهي تبكي وتترجاه...
_ الله يخليك يا وقاص مطلقنيش...صدقني عملت كده من غيرتي عليك...
دفعها بعيدا عنه قائلا پغضب مكتوم..
_ غيرتك عليا تخليكي تكلميها وتحذريها اننا عرفنا مكانها!!!...مفكرتيش ف ابوها اللي ھيموت عليها ولا اخواتها ..سبق وقولتلك قبل كده متنسيش نفسك لاني اتجوزتك اعجاب...اعجااااب مش اكتر...حذرتك تحاسبي علي تصرفاتك يبقي تستاهلي يا شيما... والله..لو لاقيتك ف طريقي لامۏتك هيبقي علي ايدي ...انت طالق...برة...
خرجت شيما من الغرفة تجر أذيال الخيبة وراءها وتبكي...منذ اسبوع تقريبا استمعت الي سيلين وهي تتحدث الي زمزم...اخذت هاتف سيلين دون علمها واخبرت زمزم أن سيلين خانتها واخبرتهم بمكانها ويجب عليها إلا تتصل بها مجددا لأنها خائڼة...ولكن سيلين سمعتها وصاحت بجميع من بالمنزل حتي يعلموا حقيقة تلك الحية الموجوده بينهم...فما كان من وقاص سوي ضربها وبعدها طلب منها جمع حاجيتها والقي اليمين عليها لا يريدها بحياته ابدا....يريد زمزم...زمزم فقط..والتي اضاعتها تلك الغبية من بين أيديهم ...
الفصل الثالث والعشرون..
كان يعبث بخصلاتها بحنان بالغ ثم قبل رأسها قائلا...
_ بحبك يا تمارا...بحبك وعمري م حبيت زيك ولا قبلك ...انت قعدتي علي قلبي من زمان وربعتي ..احتلتيني خلاص...بقيتي النفس اللي بتنفسه لو بعدت عنك بس امووووت ..
_ بعد الشړ عليك متقولش كده...انا كمان بحبك ...بحبك من ساعة ما قدرت خۏفي يوم جوازنا...بس انت بقي اللي بهدلت الدنيا باللي انت عملته ...
_ خلاص بقي...مش عاوز نحكي عن اي حاجة حصلت زمان...زمان ده كان غلطي وغلطك...وقبلنا غلط ابوكي...بس دلوقتي خلاص...
تملصت منه وتسطحت علي بطنها ووجها أمامه قائلة پغضب مصطنع...
_ وانت مفكر اني هروح معاك ولا ايه ..انا مش ناسية يا استاذ انك اتجوزت عليا..لا وكمان كنت بتروحلها وبتجبهالي البيت ...اللي حصل دلوقتي ده حصل عشان انت كنت واحشني بس انا مش هروح معاك