الأحد 01 ديسمبر 2024

مذاق العشق المربقلم سارة المصري

انت في الصفحة 52 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز

 


وهو يلتفت للنافذة مجددا ليجيبه في تأثر واضح 
انا بس ألاقيها وهصلح كل حاجة دور يا فارس مرة واتنين وعشرة أنا مش بثق فى حد قدك 
وبالفعل مرت أربعة اشهر دون ان يعرف اى شىء عنها 
كلف فارس وغيره بالبحث عنها دون جدوى عاد من شروده فجأة وذهنه يتفتق عن فكرة ما 
أدار رقم فارس وحين جاءه صوته سأله مباشرة 

فارس أخبار منصور التهامي ايه 
تأفف فارس في ملل 
أنا مش عارف شاغل دماغك بيه ليه واحد خرج من السچن من كام سنة وحاليا مدمن مخډرات ومفيهوش حيل يمشى خطوتين على بعض ايه اللى يهمك فى حاجة زى دي 
رد يوسف بسرعة وصرامة 
أنا عاوز اخباره كلها تكون عندي باستمرار ومن غير مناقشة فاهمني 
اخذت تدق على حاسوبها فى انتظام وتركيز واضحين وهي تدون بعض الأشياء في ورقة الى جوارها قبل ان تلوي فمها بانزعاج واضح وهي تتمتم فى حنق 
زي ما اتوقعت 
ستة أشهر مرت على عملها في مجموعة عزام عرفتها ملك على أبيها احمد عزام 
ذلك الرجل الذى يحمل من الهيبة والوقار بالقدر الذى يحمله من الطيبة والحنان 
اخبرته بقصتها كاملة فتعاطف معها فرفضت أن يأخذ هذا التعاطف دوره في العمل هي لم تخبره من أجل هذا بل أرادت أن تكون كتابا مفتوحا من البداية لمن سيستأمنها على عمله وماله 
أصرت أن تخضع الى فترة اختبار قبل أن تستلم عملها بشكل رسمي وبالفعل أذهلته ففي أقل من شهرين اصبحت مديرة لمكتبه وكالعادة ايلينا اضافة حقيقية قوية لأي مكان تعمل به 
اتخذت احتياطها جيدا حتى لا يعرف يوسف مكانها المصادفة ساعدتها في البداية فمقر المجموعة فى الاسكندرية وليس القاهرةو ليست للمجموعة أي صلة او تعاملات تذكر مع مجموعة البدرى والخطوة الأخيرة هو تحريف اسمها قليلا لتختار اسم الدلال الذى كانت تناديه بها ملك ليكون اسما رسميا يعرفه الجميع بها وهو ايلا 
جمعت ما دونته وذهبت به الى أحمد 
طرقت مكتبه في رفق فأذن لها بالدخول ابتسم حين رآها فاقتربت لتضع الاوراق على مكتبه قائلة في جدية 
انا عاوزة حضرتك فى موضوع مهم 
وضع أحمد القلم الذى بيده فى حاوية الاقلام وهو يعقد حاجبيه فى اهتمام 
خير يا ايلينا موضوع ايه 
عضت ايلينا على شفتها فى حيرة فالأمر برمته محير حقا فتنهد أحمد في فضول 
ها يا يا ايلينا قولي أنا سامعك 
رفعت رأسها تخبره في سرعة شديدة حتى لا تدع فرصة للتراجع 
بصراحة يا فندم اللي حسبته لقيته فيه تلاعب فى الحسابات بتاعة المجموعة وخاصة اللي تحت ايدين أسامة بيه 
اطرق احمد برأسه للحظات دون أن يعلق فألقت رأسها الى كتفها الايمن وهي تنظر له فى دهشة فلم يبدو عليه الصدمة مطلقا وهي تخبره أن اخيه الذى يعمل فى خيره يسرق امواله 
تنحنحت وسألته في حيرة 
أحمد بيه هوا ليه حاسة ان حضرتك متفاجئتش 
رفع أحمد رأسه بابتسامة متعبه وهو يقول 
لا كنت متوقع 
وتراجع فى كرسيه يطالعها في اعجاب 
اللي أذهلنى بجد هوا شطارتك انتي يا ايلا بجد كل يوم بتثبتيلي ان ملك قدمتلي هدية حقيقية 
ابتسمت في خجل لم يطغى على حيرتها التي كان لها النصيب الأكبر في امر هذا الرجل 
هل هذا كل ما يشغله 
ماذا عن خېانة اخيه وسرقته له 
رفعت رأسها من جديد تحاول أن ترضي فضولها 
طب ازاى يعني حضرتك شاكك فيه ومع ذلك بتشغله هوا ملوش أي رأس مال فى المجموعة واللي اسمعه أن ضيع فلوسه من زمان اوي 
شبك احمد اصابعه وهو يوضح لها في بساطة أغاظتها 
اسامة يبقا اخويا فى الأخر بعد ما خسر فلوسه انا جبته هنا وشغلته وبقا للأسف معاه كل اسرار شغلى انا كنت شاكك من فترة انه بيسرق من ورايا بس طبعا مينفعش بعد ما تبقى معاه كل اسرار الشغل انى ارفده لأنه ساعتها هيفكر ينتقم وهنبقا احنا الخسرانين 
زفرت ايلينا فى ضيق من مبرراته تلك وأعدتها سلبية الى حد كبير 
يعنى حضرتك هتسيهاله كدة ينهب زى ماهوا عايز 
نهض احمد فى بطء ينفي ما ظهر واضحا في نبراتها عن اتهامه بالعجز عن المواجهة 
بمزاجى يا ايلينا فى الوقت المناسب هنحل كل حاجة 
عضت على شفتها لتتجاوز الأمر وهي تنظر الى ورقة اخرى 
الغريبة بقا هوا خالد ابنه كل حساباته مظبوطة والمصنع اللى بيديره من انجح مصانع المجموعة 
هز احمد رأسه مصدقا على حديثها 
ده حقيقى خالد غير ابوه تماما ونفسى ملك فعلا تفكر فى موضوع جوازها منه بشكل عملى اكتر 
شردت ايلينا بعينيها قليلا 
ملك خاېفة اكيد حضرتك عارف ان تجربتها الاولى افقدتها الثقة فى حاجات كتير 
وقبل أن يرد احمد تفاجىء بمن يفتح الباب ويدلف الى المكان في عڼف وهو يتجه مباشرة الى ايلينا صائحا في ڠضب 
انتى فاكرة نفسك مين بأي حق تاخدى كل الحسابات وتراجعيها 
أوقفه احمد في حدة 
اسامة كلامك معايا انا انا اللى طلبت منها ده 
تطلع أسامة اليها في غيظ وهي ترمقه في ظفر واضح وتحد كأنها تخبره بعدم اكتراث شعرة واحدة من جسدها بما يفعله زفر في ضيق وهو يلتفت الى أخيه بأى صفة ان شاء الله دي مجرد سكرتيرة 
مسح احمد وجهه ليهدأ 
انت عارف ان ايلا اكتر من مجرد سكرتيرة دي 
قاطعه اسامة وهو يبسط كفيه متهكما فى وقاحة 
اه طبعا عارف انها اكتر من سكرتيرة 
واضاف في استهزاء وهو ينظر اليها مجددا 
اكتر بكتير 
فهم احمد وايلينا مارمى اليه أسامة وقبل ان ترد سارع احمد بالرد نيابة عنها 
تلميحاتك السخيفة دى مش هقبل بيها يا اسامة انت فاهم ولا لا واياك تدخل هنا تانى بدون استئذان انت فاهم 
ضحك اسامة باستفزاز وهو يضع يديه في جيبه 
اعمل ايه بس ما كل مرة باجى بلاقيها جوة معاك 
هتف به احمد في ڠضب 
اسامة 
هز اسامة كتفيه فى لامبالاة 
خلاص خلاص انا ماشى 
ونظر الى ايلينا فى شماته وهو يرى امارات الڠضب على وجهها كأنه يخبرها انه وجد الطريقة المثلى للنيل منها وبمجرد ان اغلق الباب الټفت احمد الى ايلينا قائلا في أسف 
متزعليش يا ايلينا هوا لما بيتزنق بيقول اى كلام 
ابتسمت ورفعت رأسها فى شموخ معتاد 
يقول اللى يقوله هوا يعنى الكلام بفلوس 
ضحك احمد من ثقتها التي تذهله دوما 
يلا اديكى قولتى 
وتأملها لحظات قبل ان يقول 
ايلينا انتى عارفة انك عندى زى ملك بالظبط 
هزت رأسها بسرعة قائلة 
عارفة يا فندم ومش هنسى وقوفكو جنبى ابدا 
ابتسم قبل أن يزمر شفتيه ليقاوم تردده ويخرج جملته أخيرا 
طيب ده هيشجعنى اطلب منك طلب غريب شوية 
هبط من سيارته بوقاره المعتاد 
اغلق بابها وقبل ان يغادر المكان توقف فجأه 
اتسعت عيناه ليمكنه احتواء المشهد أمامه 
رفع نظارته في حنق ليمكنه الرؤية بوضوح أكثر 
لم يمكنه بالفعل أن يحدد ماهية شعوره وهو يراها تهبط من سيارة أحد موظفيه 
أهو غاضب ام ساخط أم يشعر بالغيرة 
لا 
أي غيرة !! 
الغيرة عشق وقد كفر بكل ما يرتبط به منذ زمن 
استحضر مشهد خياتتها البعيد ليبرر ما يشعر به 
هو استعادة لألم سابق ليس
اكثر 
ألم لن يبرأ منه بسهولة ولكنه يحتاجه ليحفظ كرامته 
تنهد في عمق وهو يحاول ان يرخي عضلات وجهه المنقبضة قليلا بينما يتقدم اليه الاثنان بابتسامة روتينية بسيطة بادلها اياهما في استسلام 
صباح الخير باشمهندس حسام 
قالها الشاب في هدوء ليجيبه حسام بهدوء اقرب الى البرود 
صباح الخير يا هاني 
وانحرف بنظراته اليها ليخبرها وهو يرفع حاجبه 
صباح الخير يا ايتن 
هزت ايتن رأسها 
صباح الخير 
عقد ذراعيه خلف ظهره قبل ان يسألهما 
انتو جاييين مع بعض ولا ايه 
رد الشاب في بساطة 
لا اصل ايتن كان 
وقطع جملته صوت رنين هاتفه فابتسم حسام قائلا 
طيب اتفضل انت رد على تليفونك واطلع شغلك 
هز الشاب كتفيه قائلا 
طيب تمام 
وابتسم لايتن مضيفا 
هتطلعي يا ايتن ولا 
قاطعه حسام في حدة 
اطلع شغلك يا باشمهندس وسيب ايتن عشان عاوزها 
عقد الشاب حاجبيه في تساؤل وجهه لايتن التى ابتسمت في بساطة 
طيب اطلع يا هاني وانا هحصلك 
راقبه حسام حتى اختفى ليلتفت اليها 
نظر اليها لحظات كأنه ينتظر منها ان تبرر 
التزمت الصمت بدورها 
نظراته المتهمة لها على الدوام واضحة وقد سأمت الدفاع عن نفسها بداع او بدون 
مسح وجهه بيده وسألها في حنق واضح 
ايه اللي بيحصل ده بقا ان شاء الله 
ضيقت عينيها في تعجب 
قصدك ايه مش فاهمة 
احتد عليها تاركا العنان لغضبه المختزن 
هوا انتي ايه!!! استهتارك ده ملوش اخر اي حد تركبي معاه عربيته وياترى دي اول مرة ولا الهانم متعودة 
باشمهندس حسام 
هتفت في صرامة لم يعتدها منها مطلقا 
صرامة اصابته بالدهشة فألجمته عن مواصلة ما بدأه 
كل ما اعتاده منها طيلة السنوات الماضية هو محاولاتها لترضيته ويبدو انها ملت فأرادت ان تبحث عن مستقبلها مع اخر 
قطبت حاجبيها مواصلة في ڠضب 
انا مش مستهترة لو بصفتك مديري في الشغل فحضرتك عارف اني ابعد ما يكون عن الاستهتار انا مغلطتش غلطة واحدة بالعكس انت بنفسك عينتني مديرة للحسابات لما شفت كفائتي اما بقا حياتي الشخصية فمعتقدتش انها تخص ادارة الشركة في حاجة 
قاطعها وهو يشير بسبابته 
متخصش الشركة بس تخص سمعة صاحب الشركة اللي هو ابن عمك يا استاذة ده غير اني مش ناقص غلطة جديدة ليكي وقتها هواجه ابوكي واخواتك ازاي وهما فاكرين انك هنا تحت عيني 
عضت على شفتها في الم 
يصر على التلويح بخطأها في كل وقت 
يصر دوما ان يكرر على مسامعها ذنبها الذي ارتكبته في لحظة طيش 
كأنه يعيرها كل تلك السنوات التي غيرت فيها الكثير ليحصرها في تلك الصورة التي تحاول أن تتناساها 
ألم يجتازها واختار حياته 
ماذا يريد منها اذن 
لقد احبت العمل في المكان 
أحبت نجاحها وتميزها يوما عن يوم 
أحبت تدرجها في الوظيفة بناءا على كفاءتها لا على أنها ابنة صاحب المال 
لم يخطر ببالها ان تترك العمل مع حسام لتنتقل الى مجموعة ابيها ولكن يبدو أنه سيجبرها على ذلك 
سكتي ليه 
انتشلها صوته من أفكارها فأشاحت بنظراتها بعيدا عنه وهي تجيبه 
لو فاكر اني هقعد ابرر زي كل مرة تبقى غلطان لو مصدق حاجة عني صدقها انا خلاص تعبت انا مفيش حاجة بيني وبينه ده الله يخصك يا ابن عمي ولولا ان عربيتي عطلت في الطريق وهوا عدى عليا صدفة مكنش هييجي بالي من اصله اني استعين بيه ولو انت شايف اني مستهترة وخاېف تشيل مسئوليتي فعنك انا مرضهالكش تقدر تعتبرني مستقيلة من دلوقتي 
تنهد في عمق وأمسك بذراعها حين همت أن تذهب 
نظرت الى كفه في استياء فرفعه وهو يخبرها 
انا اسف اتعصبت عليكي من غير داعي انا عارف 
وأضاف بصعوبة 
انا مقدرش انكر انك 
اوقفته بكفها 
حسااام انا تعبت سامعني تعبت 
وأضافت في جدية متخلصة من حشرجة الألم في نبرتها 
انا في حاجات كتير لازم اظبطها مع قسم الحسابات قبل ما امشي وياريت تدور على مين ياخد مكاني علشان افهمه الشغل ماشي ازاي قبل ما اسيبه 
وتراجعت خطوة للخلف 
بعد اذنك 
راقبها وهي تختفي من امامه 
ضړب السيارة بكفه في عڼف 
من أي شىء هو غاضب الان 
هل يخشى من الاجابة 
هل يخشى أن يجد التفسير 
لا والف لا 
العقل سيعطيه مفتاح
 

 

51  52  53 

انت في الصفحة 52 من 71 صفحات