قصة جديدة و كاملة
انت في الصفحة 1 من 41 صفحات
الفصل ١٢٣
فى مكان ما حيث هذه الفتاة أو عفوا لنقل طفلة بفستانها البالى الذى يصل لركبتيها وقد خطت عليه آثار زمن لا تعرف مدته
وكيف تعرف مدته وهى قد وجدته فى الطريق !!!
فلقد تخلص منه أصحابه لقدمه
لكنه حبل نجاتها الوحيد مما كانت ترتديه من بنطال وقميص أو بالأحرى قطعتى قماش
بالرغم من قدم الفستان إلا أنه جديد بالنسبة لها فارتدته ببسمة عارمة وكأن أباها
بالطبع تلوث بالتراب فقد مضى عليه أشهر وهى ترتديه إلا أنها مازالت تتمسك به ...... وهل لها خيار آخر!
تجرى هنا وهناك تنظر فى كل مكان بعيونها المتسعة بانبهار من هذه المنطقة الراقية بمنازلها وسياراتها فارهة الثمن حتى وجدت ضالتها
همس بفرحة عارمة الله أخيرا لقيتك
انطلقت بسرعة تجاه ضالتها فدخلت من بوابة هذا المنزل الضخم حيث كان القدر فى صفها لأول مرة وجعل أصحاب المنزل ينسون غلق بوابة الحديقة الشاسعة بأزهارها وورودها متعددة الألوان
أزهار وورود ملونة
وهل تحتاج أكثر من هذا! بالطبع لا
اندفعت هذه الصغيرة للحديقة الشاسعة تقتطف ما تقدر يداها الصغيرة على حملها من الأزهار والورود فجمعت حوالى ثمان أو تسع ورود كبيرة بألوان مختلفة
نعم !
هل كنت تتخيل أنها تقتطفهم لأجل الاستمتاع برائحتها !
ولكن إن اتبعت عشقها وسارت وراء رغباتها
فكيف تعيش!
تلك الورود تجلب لها المال لتشترى وجبة تعيش عليها ليوم كامل
ولكن للقدر رأى آخر فقد قطع عليها لحظتها الرائعة مع البستان رجل كبير السن غاضب بشدة من رؤية زهوره تقتطف وتسرق أمام عينيه!
أمسك العجوز عكازه ورفعه عاليا منطلقا إليها صارخا بأعلى صوته عليها
همس بفزع وهى تقبض على الورود التى قطفتها وقد تركت لساقيها الصغيرتين القصيرتين العنان أنا .... أنا ... أنا معملتث حاجة
قالت جملتها بتلعثم ثم جرت بأقصى سرعة خارج هذا المنزل وقد حمدت ربها أن الرجل كان عجوزا بطئ الحركة فإذا كانت أرنبا فهو سلحفاه
وأخيرا ابتعدت عنه
همس الحمت لله .. الحمت لله .... كنت ھموت
إيه ده أنا رحت فين
الله إيه المكان التحفة ده
دا طريق فيه عربيات كتيرة ! هقدر أبيع الورد بثرعة
يلا يا همث بطلى كلام وثوفى ثغلك بقى
بدأت همس تجرى من سيارة لأخرى لتبيع الورود وهى سعيدة
وقد انتقلت من الرقى إلى الجنة
فهذه كقطعة من الجنة على الأرض
المنطقة كانت راقية جدا بالمطاعم والشركات والسيارات وكل شيء بها
بدأت تعمل كالعادة بهمة وهى تتمنى أن تبيع تلك الوردات القليلة بثمن كاف لإشباعها
ولكن متى كان المال يكفيها!
بمكان آخر يتميز بالرقى والثراء الشديد فهذه المنطقة نالت شرف بناء قصر عائلة ضرغام عليها
فى إحدى الغرف الواسعة والتى تستطيع أن تجعلها منزل وحدها
ولما لا!!! فهذه غرفة الأسد أكبر غرفة بالقصر بما تحتويه من حمام واسع وصالة رياضة كاملة بجميع الآلات
على فراش واسع حيث ينام شاب طويل عريض المنكبين ذو عضلات متناسقة بالرغم من ضخامتها أنفه حاد أرستقراطى وعيونه لا متسعة ولا ضيقة مناسبة لوجهه بلونهما الرمادى وشعره حالك السواد وحاجبيه المعقودان
يدق الباب دون فتحه فمن الأحمق الذى يدخل عرين الأسد بقدميه! لينزعج ويعقد حاجبيه أكثر وأكثر وهو يقول للخادمة
أسد پغضب شديد أنا مش قلت محدش يصحينى وأنا هصحى لوحدى فى الوقت اللى أنا عايزه
الخادمة پخوف شديد وارتجاف حححضرتك أنا قولت كده لماجد بيه بس هو زعق وأصر إن حضرتك تنزل دلوقتى
أسد بصياح امشى بررره وأنا هنزل فى الوقت اللى عاوزه
الخادمة بس...
زمجر كالأسد وكان هذا كافى لترتعب الخادمة حتى كادت تفقد وعيها فجرت بسرعة للأسفل
بالطابق السفلى حيث تجتمع عائلة ضرغام
الخادمة وهى تدمع ماجد بيه أسد بيه بيقول هيصحى فى الوقت اللى عايزه وطردنى بره وزعق فى وشى
ماجد بقسۏة ميزعق ويطرد براحته دا أسد حفيدى ابن الغالى ويا تتحمليه يا تمشى ويلا شوفى شغلك
ذهبت الخادمة وهى حزينة
فالجد عطوف ورقيق القلب إلا أنه لا يظهره
ذلك حتى لأعز أحفاده
معروف هو بالقسۏة الشديدة على الكل .... يعتقد أن الحب خسارة كبيرة ولو كان مثل من يتعاملون بقلوبهم لما كون هذه الإمبراطورية
سعيد پغضب هو حضرتك يا بابا هتفضل مدلع أسد كده دا حتى مش أكبر حفيد ليك عشان أقول إن دى معزة خاصة
ماجد پغضب أكبر اتكلم عدل معايا يا سعيد أنا أعمل اللى عايزه وبعدين دا أسد ابن الغالى صلاح ابنى يعنى مش أى حد وبعدين أنا حر
سعيد بتراجع خوفا مما يستطيع والده فعله يا بابا مش قصدى والله أنا قصدى إنه المفروض فيه عدل يعنى أسد لا هو أكبر حفيد ليك ولا الصغير ولا حتى الوحيد ما إنت
عندل ولادى التلاتة
ما شاء الله سامر ابنى أكبر منه بخمس سنين وأول حفيد ليك وغير كده مخلص جامعة مش لسة بيدرس فى سنة أولى زى أسد
ماجد بس عمره مكان فى كفاءة أسد متنساش إن أسد بدأ يشتغل من سن ١٤ سنة يعنى بعد مۏت أبوه وأمه الله يرحمهم بسنة واحدة ومع إنه كان لسة صغير بس أصر إنه يشيل الحمل ورا أبوه ومحدش ياخد شغل أبوه غيره وكان قدها وغير كده سامر مين اللى بتتكلم عنه ابنك الفاشل الصايع اللى شغال خمړة ونسوان واللى دخلناه هندسة خاص بعد ما كان ساقط ثانوى ولولا إن أسد بيشرف على كل الممتلكات كان ضيعنا ولا سمر بنتك اللى مقضياها وهى لسة فى تالتة ثانوى بس ما شاء الله على سمعتها اللى زى الزفت ومقضياها نايت كلاب
سعيد بأمل طب ابنى شريف مهو زى أسد ومحترم والسنة دى آخر سنة ليه وغير كده يعرف كل حاجة فى الشغل
ماجد وهو عرفه لوحده يعنى ما أسد هو اللى بيوجهه وصدقنى اللى بيشفعلك عندى دايما انت وسامر وسمر هو شريف لإنه محترم ومعدنه أصيل ومبيهونش عليه أهله سامع يا سعيد
سعيد بخضوع أيوة يا بابا سامع
كل ذلك أمام سمية زوجة سعيد وسمر وسامر الذين يزدادون حقدا بينما شريف لا يهتم بهذا الحديث فهو يتكرر كل يوم وما يهمه هو أسد وجده فقط
سعيد فى سره والله لأوريك إنت وأسد بتاعك ده يعنى فى الأول تحب ابنك صلاح ومراته ناهد أكتر منى ومن سمية وقولت ماشى لكن تيجى تانى وتفضل ابنهم على ولادى لا مش هسكت أبدا على كده والأيام بينا
بعد أن نهض من فراشه استحم ومارس الرياضة وكأنه آلة اعتادت على مهامها ينفذ دون إحساس أو شعور وكيف يأتى الشعور والإحساس وهما قد أخذا معهما كل شيء
والداه كانا كل شيء له فهما الحب والحياة جده قاس دائما وعمه وزوجة عمه وأبنائه لا يحبونه
أبدا سوى شريف الذى يعتبره أخاه وصديقه وذراعه الأيمن وسامر صديقه المفضل فى طفولته والذى تحول لشخص لا يعرفه ولكنه متأكد أن والديه السبب فى كرهه له ومهما حدث لن يعوض أحد حنان الوالدين ولكنهم قد تركوه فى عمر الثالثة عشر وحيدا وبعد عام من موتهما أصر ألا يتولى أحد المسئولية بعد أبيه سواه وفى أشهر قليلة علم كل شيء عن الشركات والمصانع والمستشفيات والفنادق والمطاعم وكل ممتلكات العائلة فأصبح اسما على مسمى
أسدا يهابه الجميع حافظ على كل ما تمتلكه العائلة بل زادها ونماها
هبط حيث الغرفة المخصصة للطعام
أسد بصوت مېت وبارد صباح الخير
رد الكل التحية إما بلامبالاة أو حقد أو مرح
شريف بمرح لتخفيف الجو يا ساتر يارب قل أعوذ برب الفلق إيه يا عم مالك شايل طاجن ستك ليه اضحك يا حبيبى هو حد ضامن عمره
ولا إنت بقى عشان لسه مقطقط ومسمسم ومز كده وعندك ١٨ سنة يبقى خلاص ضامن عمرك لا يا حبيبى مش لاعب
أسد بقرف مصطنع مقطقط ومسمسم ! فى واحد محترم يقول كده وبعدين إيه ١٨ سنة دى على أساس إنك عندك ٧٠ سنة ما إنت أكبر منى بأربع سنين بس
يعنى يعتبر زيى ولا هو حسد على الفاضى
شريف بمرحه المعتاد لا اوعى تفهمنى غلط أنا مش بحسد أنا بقر وپحقد بس
أسد يا ريتك ما فهمتنى الصح ..... الغلط كان أرحم
بدأوا بتناول الطعام وسط جمود الجد وأسد وحقد سعيد وسمية وسامى وهيام سمر
بأسد وابتسامة شريف
أسد الحمد لله أنا رايح الشركة يلا يا شريف
شريف طيب جاى أهو
خرجا للشركة ليلتفت ماجد لابنه
ماجد بتهكم إيه يا سعيد مش شايف سامر راح يشوف مصالحه يعنى ولا هو كلام على الفاضى
سامر بغير نفس أوووف قايم أهو يا جدى سلام
ماجد سمر اوعى تكونى فاكرة إنى مش عارف شغل النايت كلاب كل يوم ها أنا مش هسكت كتير
سمر بزهق حاضر يا جدو..... أنا طالعة فوق
وتفرق الجميع ..... ذهب كل شخص لمكانه المعتاد ولكن بأحداث غير معتادة
الفصل ٢
تجرى من سيارة لأخرى محاولة البحث عمن يترأف بحالها فمنهم من ينظر لها باحتقار ومن ينظر باشمئزاز وسخط ومن ينظر بشفقة وغيرها من النظرات
همس بدموع بعينينها وهى تتلمس بطنها الصغيرة التى تصدر أصواتا لا تتناسب مع حجمها خلاث اهدى متزعليث لو مث لقينا فلوث هناكل من الژبالة زى كل مرة
ثم عادت لعملها مرة أخرى حتى وجدت ضالتها
سيارة فخمة بها شاب وسيم ينتظر إشارة المرور ليتحرك فركضت له بسعادة وهى تقول
همس بفرحة ورد يا بيه
نظر لها الشاب بخبث ووقاحة لم تدركها عينيها البريئة
الشاب أيوة طبعا يا حبيبتى بس إدخلى العربية عشان مش عارف أتحرك
همس بسعادة حاضر
دخلت السيارة وأغلقت الباب وهى تتخيل وجبتها التى ستتناولها بثمن هذه الورود
قد لا توفر لها وجبة كاملة ولكنها ستفى بالغرض
قال الشاب بوقاحة تعالى بقى حطيلى وردة فى جيب الجاكت
همس ببراءة طب متحط إنت
الشاب
بكذب مش هعرف لو الإشارة فتحت ومتحركتش هتحصل مشكلة ولازم أبقى مستعد
همس بابتسامة طب خلاث ماثى
وقفت على مقعد السيارة واقتربت منه لتضع وردة حمراء فى جيبه
همس هات الفلوث بقى عثان أمثى
الشاب طب استنى بس
وحاول الاقتراب منها لكنها ابتعدت أكتر وهى تحاول فتح الباب بالرغم من عدم علمها بما يريده لكنه يزعجها ويقلقها
ابتسم بخبث فقد أصبحت إشارات المرور فى صفه فتحرك بسرعة مع السيارات قبل أن تستطع الخروج
همس پبكاء شديد وصړاخ بطل ..... ضعايزة أمثى .... وقفهااااااا
كل هذا والشاب يحاول لمسها بطريقة مقززة وهى تبكى
الشاب پخوف يا نهار اسود دا فيه ظابط بيفتش أعمل إيه دلوقتى
فتح باب السيارة من جانبها وألقاها