الإثنين 25 نوفمبر 2024

روابة للقدر حكاية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 26 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

ردها على عرضه الذي كان يظن انها ستقبله بأبتسامه واسعه ولكن الخيبة اصابته 
اقدر امشي يافندم 
أشار إليها بالانصراف من أمامه دون حديث لتغادر مكتبه.. فألتقط الأوراق التي أمامه ملقيا بها پعنف.. ليطالع الفراغ الذي تركته متمما 
مش هطلع خسران يا ياقوت.. انتي المناسبه للجوازة ديه.. انا محتاج ضعفك اللي بتحاولي تخفي عني
مجرد ان خرجت من الشركه.. رفعت عيناها نحو السماء مبتسمه تتنفس
بسعاده من الثبات الذي خاضته أمامه ورفضها لعرضه
.................................. 
ألقى فرات الملف الذي أمامه على سطح مكتبه بعدما أشار لاحد رجاله بالانصراف... عاد يطالع الملف ثانية حانقا
جايب واحده سوابق يا عزيز.. ريحتك فاحت وبقت قذره 
نظر لاسم صفا وصورتها بجمود 
اما نشوف آخرته ايه معاكي
................................ 
اتسعت ابتسامه سماح وهي تسمع ردها عن عرضه 
مش معقول يا ياقوت.. لا قلبي مش مصدق 
قالتها سماح بدراما لتدفعها ياقوت بالوساده 
ليه يعني.. انا بس بتكسف ده مش ضعف مني 
ضحكت سماح وهي تومئ لها برأسها
اسفين ليكي 
فأردفت ياقوت وهي تتمنى ان تجد مكان مثل هذا تمارس فيه هوايتها التي افتقدتها رغما عنها 
تفتكري هلاقي مكان زي ده انمي في هويتي
ربتت سماح على كتفها بأبتسامه حانيه 
ان شاء الله هندور واكيد هنلاقي...
واردفت بمقت 
تعالي ساعديني نجمع معلومات عن لاعب الكورة الجزائري... انا مش عارفه انا كان مالي ومال الكوره. 
ضحكت ياقوت على تذمر صديقتها.. ليبدئوا في جمع المعلومات عنه متفاجئين بأول اخباره انه اعزب في السابعه والعشرون من عمره 
........................................
سالم من مها التي جلست تنتظر قدوم شريف 
مدت يداها نحو القادم بلهفة تتمنى ان يكون هو
شريف
ابتسم سالم بمكر وهو 
انا سالم يامها.. يادي شريف اللي بقى واخد عقلك
وضعت يدها على العقد الذي أعطاه لها في آخر لقاء بينهم
فين ماجده
طالعها سالم مقتربا منها
ماجده هي اللي بعتاني اجيبك... أصلها روحت تعبانه من شغلها
بلهفة وخوف على شقيقتها
ماجده تعبانه ايه اللي حصل
لمعت عين سالم بالشهوة وهو يسندها اليه
متقلقيش هي كويسه ده مجرد صداع
تنهدت مطمئنه ان شقيقتها بخير.. يقودها نحو سيارته اجلسها برفق 
اتجاه نحو مقعد القياده ليقود بها السياره.. الي ان وصل لاحدي المناطق المعزوله ومال نحوها
معلش يامها هربطلك حزام الأمان اصلنا داخلين علي كمين
حجة اخترعها كي يترك ليداه حريه .. فتشبثبت في مقعدها
انت بتعمل ايه يا سالم ابعد عني
ابتعد وهو يمسح عرقه وتمالك نفسه حتى لا يخطئ
في ايه يامها انا كنت بربطلك حزام الأمان
واكمل قياده سيارته... خائفه متمتمه بأسمه
انت روحت فين يا شريف
.........................................
نظرت هناء للهدايا التي بعثها السائق مخبرا اياها انها من السيد مراد... لمعت السعاده في عينيها وهي تري والدتها ما جلبه لها مراد 
جميل ياحببتي... اتصلي بي واشكريه
أسرعت هناء لحجرتها فطالعتها سلوى داعيه 
ربنا يسعدك يابنتي 
اطمن قلبها كأي ام تريد سعادة ابنتها وهي تري الهدايا واهتمام مراد بأبنتها 
...................................... 
وقعت عين مراد على ياقوت الجالسه خلف مكتبها كسكرتيرة لشهاب... ابتسم لها بلطف 
ازيك يا ياقوت 
ميزة ياقوت صوته فرفعت عيناها نحوه 
أستاذ مراد... مبروك 
تلك المره كانت نظراته خاليه من اي مشاعر الا انه يراها فتاة مكافحة عكس ابنة عمه المدلله 
الله يبارك فيكي.. عقبالك 
اطرقت ياقوت عيناها خجلا ثم عادت تطالعه توصيه على صديقتها 
هناء طيبه وجميله اوي.. مش هتلاقي زيها 
لم يرد العبوس بوجهها عندما ذكرت اسمها وتسأل وكأنه لم يسمع شئ
شهاب في مكتبه 
اماءت له برأسها وقبل ان يتجه نحو غرفة شهاب.. دق هاتفه برقمها 
نظرت هناء لهاتفها بعدما انفصل الرنين
هو كنسل عليا لي.. ممكن مش فاضي 
....................................... 
هتفت سماح برجاء
عشان خاطري يا ياقوت تعالي معايا.. يرضيكي اقابل راجل لوحدي وانا عارفه نيته مني 
ضحكت ياقوت وهي تطالعها 
ديه حجه ياسماح.. انتي مش عايزه تديه فرصه يتعرف عليكي 
نفت سماح برأسها وحكت فروة رأسها وهي لا تعلم لما خبأت عليها هوية من ستقابله 
اقولك الصراحه بس متسأليش كتير
رفعت ياقوت احد حاجبيها منتظره سماع الحقيقه 
انا مستنيه الصراحه من الصبح.. قولي 
اطرقت سماح عيناها 
ده الشخص اللي كنت بحبه زمان وسابني واتجوز وانا عايزاكي معايا عشان محتاجه وجودك يا ياقوت
واردفت بنبرة مثقله 
فاكرني لسا زي ما انا... ياقوت ديه عشوه ببلاش وملوكي في افخم المطاعم نضيعها لا طبعا خليه يغرم 
لم تعلم ياقوت اتبكي على صديقتها ام تضحك
حاضر ياسماح هاجي معاكي 
أنهوا ارتداء ملابسهم وخرجوا من السكن ليستقلوا سيارة أجره 
مرت دقائق الي ان وصلوا الي وجهتهم
كان غني اوى حبيبك ده 
ضحكت سماح وهي تنظر للمطعم ساخرة 
ابوه كان وزير سابق 
تشبثت ياقوت في مكانها ثم رمقتها
ياخوفي لندفع تمن الاكله غسيل الأطباق 
اكملوا سيرهم للداخل وسماح كانت تقودها عنوة... عندما رأت رجلا يقف لهما علمت انه المدعو ماهر حبيب صديقتها السابق 
تمتمت إليها سماح بخفوت 
هنطلب افخم واغلى وجبه واوعى تسبيني معاه 
حركت ياقوت لها رأسها للمره التي لا تعرف عددها واتجهت معها نحو الطاوله 
لم تنتبه لنظرات ذلك القابع منهم مع ضيوفه 
ديه ياقوت صديقتي 
اماء ماهر رأسه إليها مرحبا رغم ان داخله كان ممتعضا.. فقد كان يريد الحديث معها وحدهما 
جلسوا على مقاعدهم... فتعلقت عين ماهر بسماح اما ياقوت جلست ترمقهم بتوتر 
عامله ايه ياسماح... تعرفي انك وحشتيني 
طالعت
سماح المطعم دون أن تنظر اليه ثم اجابه ببرود
انت شايفني ايه قدامك 
ارتبك ماهر من ردها وطالع ياقوت التي ابعدت انظارها عنهم كي لا تشعره بالحرج من وجودها بينهم 
بقيتي جميله 
رمقته سماح بملل تخفي خلفه قناع جرحها 
طول عمري جميله ياماهر.. مش محتاجه تعرفنى بنفسي ولا بشكلي 
كانت ردودها جافه الا انه تقبل كل شئ منها بصدر رحب فهو من طعنها قديما وتركها ليتزوج بأخرى اختارها له والده 
صدح رنين هاتف ياقوت.. لتطالعها سماح محركة لها عيناها ان لا تنهض.. فتعلقت عين ياقوت برقم شقيقتها ياسمين قلقا ومالت نحوها هامسه
ديه ياسمين.. لازم أقوم ارد عليها ياسماح.. ليكون بابا في حاجه 
نهضت ياقوت بعدما اطلقت سماح سراحها لتتعلق عين ماهر بها 
انا انفصلت عن مراتي يا سماح 
......................................... 
دفع حمزة مقعده ناهضا من أمام ضيوفه
ثواني وراجع 
واتبع تلك التي خرجت من المطعم تضع هاتفها على اذنها 
وقفت ياقوت خارج المطعم تحادث شقيقتها 
بابا كويس وانتوا كويسين 
اخبرتها ياسمين بوضعهما وحالهم التام وهتفت بخجل 
ياقوت انا مكسوفه اطلب منك اللي هطلبه ده 
صمتت ياسمين لتحثها ياقوت على إكمال حديثها واخبارها بما تريده 
قولي يا ياسمين 
اكملت ياسمين حديثها بخجل 
انا محتاجه فستان لكتب كتابي يا ياقوت ومعيش حاجه مناسبه ألبسها وبابا رفض اشتري.. قالي ألبسي بتاع الخطوبه 
وقف خلفها ينتظر ان تنهي مكالمتها حتى يسألها عن سبب قدومها لهنا 
عندما سمعت صوت بكاء شقيقتها هتفت بحنان 
خلاص يا ياسمين انا هجبهولك من هنا.. انا كنت محوشه مبلغ عشان اجيب فستان لفرح هناء.. بس لهنا لفرح هناء اكون جمعت مبلغ تاني 
تهللت اسارير ياسمين وهي تسمع والدتها المكالمه تؤكد لها حب وحنان شقيقتها... امتعضت سناء من الامر 
مش مهم ياقوت... مدام معكيش فلوس 
ابتسمت ياقوت وقد لمع الدمع داخل عينيها فرحة بسعادة شقيقتها
مش مهم انا.. المهم انتي ياعروسه
انتهت المكالمه بعدما اخبرتها ياسمين أنها تحبها... لتلتف عائده الي سماح.. فأتسعت عيناها ذهولا وهي تجده واقف خلفها يطالعها
يتبع بأذن الله 
رواية للقدر حكايه بقلم سهام صادق الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الثلاثون
الفصل الواحد والعشرون
تعلقت عيناها به ثم اشاحتهما بعيدا عنه نحو واجهة المطعم.. فمكان مثل هذا بالتأكيد وجوده به متوقع..
تأملها بصمت وهو يعيد حديثها مع شقيقتها داخل مخيلته
رمق ثوبها الطويل داكن اللون وهو يتذكر انه لا يراها الا به وب ثلاث غيره ونفس الحذاء والحقيبة.. تتخلى عن رفهيتها من أجل شقيقتها... يعلم ان والديها منفصلان منذ زمن وكل منهما لديه عائله
تخلي عن صمته عندما عادت تنظر اليه ثانيه متعجبه من وقوفه هكذا
بتعملي ايه هنا مع ماهر نعمان 
ثبتت عيناها نحو نقطه ما بعيده عن وجهه الرجولي
انا هنا مع سماح صديقتي في السكن
فأعاد سؤاله بتوضيح اكثر
وماهر نعمان 
تعجبت من سؤاله فتمتمت بهدوء وهي تطالع فتاتان يغادران المطعم وينظران نحوهم 
استاذ ماهر معرفه قديمه 
تجمدت ملامحه وقبل ان يسألها عن معرفتها به.. فمن اين عرفته 
اكيد مش معرفه قديمه معايا.. صديق قديم لسماح 
ارتفع حاجبه مستاء من الكلمه وأخرج يده من جيب سرواله ووقف بشموخ
روحي يا ياقوت السكن ومتنسيش انتي هنا لي. 
بهتت ملامحها وهي تستنتج مقصد حديثه.. فأردف قائلا بنبرة رجوليه خشنه 
ماهر نعمان راجل معروف ولسا منفصل عن مراته وجودكم معاه في مكان عام مش هيتفسر غير تفسير واحد.. اتمنى تكوني فهمتي 
وابتسم وهو يجدها مسلطه عيناها نحوه ترمقه پغضب كالقطط
ومال نحوها بخفه فأمتزجت أنفاسها مع رائحة عطره 
بلاش عقلك يفسر كلامي بالمعنى اللي وصله 
تركها وعاد لضيوفه لتقف
تطالع خطواته ثم زفرت أنفاسها بقوة
تحركت خلفه تتبعه نحو طاولتها ولكن طفله صغيره كانت تتجه خلف والدتها الذاهبه للمرحاض تعلقت بساقيها 
فأنحنت نحوها تداعب وجنتيها مبتسمه 
أنتي جميله اوي
وكادت ان تقبلها فألتقطت المرأة ابنتها دون كلمه... 
أعتدلت في وقفتها وألتفت تنظر نحو الفتاه الصغيره 
اندفعت سماح من فوق مقعدها في اللحظه التي اعتذرت منهم ياقوت وسحبت مقعدها كي تجلس 
يلا ياقوت 
ألتقطت ذراع ياقوت فجذبت ياقوت حقيبتها وسارت خلفها تسألها وهي لا تعي شئ
في ايه ياسماح 
كان خروجهم عاصف من المطعم فبعض الأعين ألتفت نحوهم 
سماح سيبي ايدي في ايه قوليلي 
أستنشقت سماح الهواء بأنفاس هادرة 
الاستاذ محتاجني اسانده في محنته بعد الانفصال
واردفت بأعين مشتعله من الڠضب 
بس في السر عشان كلام الناس... حقېر 
اقتربت منها سماح تربت على كتفها تهدء روعها
اهدي ياسماح احنا اصلا غلطانين اننا جينا 
وتسلطت نظرات ياقوت نحو ماهر القادم نحوهم 
سماح انا مكنتش اقصد انتي فهمتيني غلط... تعالي ياسماح نتفاهم جوه 
رمقته سماح بأحتقار 
فهمت غلط ولا صح... انت صفحه واتقفلت من حياتي ياماهر خلاص 
وتعلقت به عيناها وهتفت ساخرة 
هتفضل طول عمرك جبان.. مره رفضتني عشان سيادة الوزير مقبلش بيا ومره تانيه خاېف من الناس 
تعالت أنفاسه بقوة وهو يرى نظراتها المحتقرة له.. يعلم بصدق كل كلمه ولكن رجولته أبت بالاعتراف
سماح انا مش جبان.. انتي ليه مش عايزه تفهميني ده كان عشان مصلحتك لو مكنتش سيبتك كنتي انتي اللي هتدفعي التمن 
لم تجد سماح الا حقيبة يدها تدفعه بها وتحول اللقاء لعراك بالشارع... وياقوت تقف مصدومه مما ترى 
شهقت پخوف وهي لا تعرف كيف تتصرف.. ماهر يحاول لسماح اليه معتذرا عما مضى.. يهتف انه مازال يحبها ويعشقها ويشتاق لرائحتها وهي تدفعه كالمجنونه غائبه بعالم اخر 
سكن جسدها وهو تجد حمزة يتقدم منهم يجذب ماهر بعيدا ثم نظر إليها بقوة 
خدي صاحبتك وروحي عربيتي
ألقي لها مفتاح سيارته.. لتجذب هي سماح التي اخذت أنفاسها تتعالا بهياج وعيناها تفيض بالدمع وصدي كلمات والده وهو يأمره امامها ان يطلقها ثم يلقيها خارج الشقه 
الماضي عاد بكل ما خفي في باطنه ومهما رمي العقل والقلب من الذكريات تأتي لحظه وينفجر ما ظنناه انه تواري تحت الثري
مجرد ان ضغطت على المفتاح الالكتروني الذي أعطاه لها علا إنذار السياره.. ففتحت الباب الأمامي واجلست سماح داخلها ثم امسكت يداها تدلكهما 
سماح انتي معايا.. ايه اللي حصلك بس 
هطلت دموع سماح دون
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 40 صفحات