روابة للقدر حكاية بقلم سهام صادق
التي وقفت ترتجف
فين بطاقتك انتي كمان
تمتمت صفا پخوف
مش معايا
واطرقت عيناها نحو ملابس المنزل التي ترتديها
مر الوقت وقد بعث فرات المحامي الخاص به اما عزيز بعد عن الصوره
تنهد الضابط بضيق وهو ينظر لحال صفا التي تمسك ذراعها بآلم ووجهها ملئ بالكدمات
انت مش شايف منظرها يامتر... هي المتضرره ولازم تتنازل عن المحضر
لمهاتفة فرات
أجاب فرات فور اتصال محاميه الذي يعد من أكبر محامين البلد
ادفعلها فلوس وأنهى الموضوع من غير شوشره يامتر
عاد المحامي لينفذ أوامر فرات ونظر للضابط المسئول
احنا ممكن نحل الموضوع ودي... ممكن اتكلم معها دقيقه
اماء الضابط له برأسه...ترك لهم المكان ليتفاهموا ..كانت فاديه تجلس بالخارج تتوعد لعزيز
حياتها القديمه لم تكن مخفيه عن محامي فرات
اتنزلي عن المحضر وشوفي المقابل المادي اللي انتي عايزه... السيد فرات مستعد يدفعلك فلوس
سقطت دموعها آلما وقد أصبحت تشعر بقسۏة الحياه
جرحها هيئتها وجرورها لقسم الشرطه الذي أقسمت الا تمر من أمام اي مكان يذكرها بسنوات عمرها التي قضتها في مسجنها
انا مش عايزه فلوس... ممكن تساعدني اني اشتغل
طلبت بكبرياء مجروح كي تعول نفسها وتبدء صفحه جديده مع الحياه ولا تحتاج لاحد
....
هبطت من سياره الاجره في احد الشوارع الجانبيه بعد أن أخبرها السائق انه لن يستطيع السير في الشارع القادم بسبب التصليحات
مالت نحو حقيبتها حتى تخرج هاتفها من حقيبة يدها.. ألتقطت الهاتف وقبل ان تغلق حقيبتها على الملف جذب أحدهم الحقيبه
فشهقت بفزع وصړخت
شنطتي
كان السارق يجلس خلف أحدهم واخر يقود الدراجه الناريه
فأتسعت عيناها وهي تركض خلف الدراجه ودموعها تنساب على وجنتيها
ووقفت تنظر للورق وهو يسقط في الوحل
يتبع بأذن الله
الفصل السادس والعشرون
وقفت تنظر إلى الأعين التي تحاوطها بجمود.. وقد شحب وجهها واصبحت عيناها داميه من أثر البكاء الذي لم ينقطع
ارجوك يابشمهندس صدقني... هو ده اللي حصل
نظر شهاب نحو ملابسها العالقه بها بعض الاتربه يعلم أنها لا تكذب عليه
انا مصدقك يا ياقوت اكيد
ودار بوجهه نحو مدير مكتب حمزة مستفهما
هنعمل ايه ياعصام
طالعه عصام بأسف
ميعاد تسليم أوراق الصفقه بعد ساعه... وكده ضاعت علينا... حمزه بيه اتصل من ساعه يأكد عليا ان الورق يتسلم في وقته
واردف معلقا نحو ياقوت انظاره
لازم نبلغه ياشهاب بيه... يمكن عنده حل لو خبينا عليه انت عارف العواقب
شهقت ياقوت پخوف وهي تمسح دموعها عن وجنتيها
كان ڠصب عني
ابتسم لها شهاب بلطف رغم الخساره وڠضب شقيقه
خلاص ياياقوت... هنعمل ايه اللي حصل حصل... حظك المرادي ميكونش في نسخه من الورق
اطرقت عيناها ارضا تتحسر على حالها وظيفتها التي ستخسرها بالتأكيد
لله الأمر من قبل ومن بعد
سمع همهمتها بأشفاق... ثم نظر الي عصام
انا شايف اننا نكلمه دلوقتي... هو اكيد هيتصل يسأل عن المنقصه
اماء له عصام رأسه إيجابا.. فأنكمشت ياقوت لجانب الحائط ترتجف عما حدث لها... ضمت حقيبتها التي ألقاها اللص بعد أن سرق المال وجاء بها لها احد الماره تمنت لو كان ترك الورق في حقيبتها
وضع شهاب الهاتف فوق اذنه ينتظر رد حمزة عليه... انتهى الرنين ليعود شهاب في الرنين مره اخرى
أجاب حمزة أخيرا ليهتف شهاب سريعا مخلصا نفسه من الأمر حتى يتصرف شقيقه بحنكته
حمزه ورق الصفقه للأسف ضاع
اتسعت حدقتي حمزه فأكثر مايكرهه بحياته الإهمال في عمله وقبض على هاتفه
انت متصل بيا اشوفلك حل يا بشمهندس... تتصرف عارف يعني ايه تتصرف... الصفقه ديه لو مأخدنهاش هتتعاقب مع الموظف اللي ضايع الورق
هتف حمزة
يضيق فقد كان يشعر بالضيق منذ الصبح ولا يعرف سببه
تتصل بيا تقولي الصفقه رسيت علينا
لم يتفوه شهاب بكلمه كان كالمستمع يتلقى ڠضب شقيقه وهو يطالع كل من ياقوت التي وقفت تقضم شفتيها حتى لا تصدر صوت شهقاتها وعصام الذي ينتظر ان يعرف ما أمر به رب عمله
وكاد ان يغلق حمزة الخط معه إلا أنه تذكر أن ماحدث بسبب إهمال احد موظفينه
الموظف ده يترفد فورا ويتحول للتحقيق مفهوم
انتهت المكالمه فطالعته ياقوت بأمل ولكن نظرات شهاب نحوها لاشت الامل داخلها
اترفدت مش كده
اطرق
شهاب عيناه نحو سطح مكتبه ثم رفع عيناه نحوها مجيبا
للأسف يا ياقوت... المفروض تتحولي للتحقيق بس هنهي الموضوع بمعرفتي
واقترب منها مبتسما يشعر بها فهي لا تجيد اخفاء كسرتها
رغم ان شغلك كان معايا مش كتير الا انك كنتي موظفه يعتمد عليها
نظر لها.. فأشاحت عيناها بعيدا عنه بآلم... طردها دون رحمه دون أن يعلم كيف حدث ذلك.. طردها لانه صاحب العمل
كتمت قهرها وعادت تنظر نحو شهاب الذي يرمقها مشفقا
شكرا يابشمهندس.. كتر خيرك
جرت قدميها دون أن تنتظر سماع كلمه أخرى... خرجت من الشركه مقهوره فغلطه واحده لم تقصد حدوثها انما كان قدرها عقبت بالطرد
تأملت الشركه من الخارج بحسره
كان نفسي أنجح وابقى حاجه... انا ليه بخسر كل حاجه بسرعه كده...
تمتمت عبارتها بدموع تنساب على وجنتاها فأدركت فداحت من نطقت هل يوجد اعتراض على اقدار الله همست برضى
الحمدلله.. الحمدلله
جرت اقدامها بصعوبه وهي تشعر بثقل الحياه علي عاتقيها
سارت شارده الي ان وصلت مكان سكنها على قدميها سيرا بعد ساعات طويله... تذكرت سماح الدائمه في نجدتها ولكنها ليست هنا
دلفت غرفتها بالسكن ونظرت للغرفه بعدما انارت اضاءتها لتسقط على الأرض تنتحب پقهر وألم ومشاعر كثيره جمدت كل ما بداخلها
بدء اسم الله يعلو فقد كان وقت اذان المغرب ...نهضت تستجيب لدعوه الله إليها ان تقف على باب رحمته وحده
اغرقت دموعها سجادتها وهي تبكي
.....
ازالت ندي نظارتها الخاصه بالقراءه بعد أن تركت هاتفها جانبا
تعلقت عيناها بشهاب الذي دلف من الشرفه بعدما أنهى تدخين سيجارته
اقترب منها ثم تسطح على الفراش يزفر انفاسه.. تعجبت من امره فسألته
مالك ياشهاب في حاجه حصلت في الشغل
مال نحوها فأبتمست اليه تمسح على وجهه بحنان
احكيلي
ابتسم وهو ينظر إليها يلوم نفسه انه للحظه كان يظن انها مجرد زيجه ستجمع شمل العائله ولكن كل يوم يدرك انه كان أحمق
تعرفي بحب اهتمامك بيا ياندي
ضحكت برقه ولثمت وجنته بنعومه
قولي ايه اللي شغلك
تنهد وهو يتذكر حال ياقوت اليوم بعد أن تم طردها منها الشركه
واخذ يحكي لها ما حدث الي ان تبدلت ملامحها تشعر بالحزن
طب حاول تقنع حمزه لما يرجع... ضياع الورق مش ب ايدها
اماء برأسه وهو يطالع نعومتها... كل يوم يشعر أنها يفتن بها
مد كفه نحو كتفها العاړي يحرك انامله ايه مش خلصتي اللي وراكي خلاص
فضحكت على أفعاله وابعدته عنها برفق
ابعد يا شهاب... ماليش مزاج لهزارك ده
قالتها بنعومه واعين ترغب ولكنها قررت مراوغته حتى لا تشعره بتلهفها
ماله هزاري ياهانم
ابتعد عنها حانقا... فأتكأت علي مرفقها تنظر اليه بمكر
بقيت تتقمص بسرعه ياشهاب... بس تصدق شكلك طعم
ألتوت شفتيه وارتفع حاجبه لأعلى يرمقها بعلو
طعم... تصدقي انك
وقبل ان ينطق بشئ... اقتربت تمسح على خديه بكفيها
وجميل كمان
لم يتمالك نفسه فأغرقها بين ذراعيه مائلا بها
بقيتي مكاره ياندي
وقد صدق بما يقوله... فقد اجادت اللعبه غارقه معه في عالمه
....
نظرت صفا للطريق الذي تسير فيه نحو المزرعه التي يمتلكها فرات النويري الرجل الذي اقامت في منزله ليلتان ولم ترى وجهه
طابت چروح وجهها قليلا ولكن مازالت تضع رباط حول عنقها بسبب الشرخ التي أصاب ذراعها
وقفت السياره أمام بوابه ضخمه
اغمضت عيناها وارتجف جسدها وهي تشعر ان القادم ليس بالهين
وقفت السياره أمام مبنى فعلمت انه سكن العاملين هنا... كان ينتظرهم رجلا حاد الملامح
عندما رأي صفا تذكر أوامر فرات الصارمه في معاملتها دون رحمه
هي ديه يا مصطفى
نظر مصطفى السائق الخاص بفرات لصفا التي اطرقت عيناها ارضا نحو حقيبة ملابسها الصغيره
ايوه يا عنتر.... كده انا مهمتي انتهت
فحصها عنتر بنظرات ثاقبه وهتف بغلاظه
تعالي هنا قربي
اقتربت منه صفا پخوف وتعلقت عينها بالسياره وهي تغادر وتمنت لو ان لم تأتي لهنا
انت ياختي بصيلي
رفعت صفا عيناها نحوه ثم اخفضتهما سريعا تخشي مطالعته
تأفف عنتر حانقا
المزرعه هنا ليه ضوابط وقوانين... شغلك من 6 الصبح ل 4 العصر هتجمعي المحاصيل مع الفلاحين
طالعته وهي لا تفهم شئ
هو انا هشتغل في الأرض
قهقه عنتر بغلاظه ثم رمقها بأستخفاف
اومال عايزه تشتغلي فين يابت ده انتي سوابق
دمعت عيناها من الكلمه أرادت ان تقسم له انها سجنت زورا ولكن من سيصدقها
اتحركي ورايا
سارت خلفه تحمل حقيبتها على يدها الأخرى وعيناها تفيض
وادركت
حقيقه ما وقعت به
تعلقت عين سميرة مالكه السكن نحوها تسألها بأمل
لقيتي شغل يا ياقوت
حركت رأسها بقله حيله وقد ذبلت ملامحها
لاما يقولولي سيبي ورقك هنرد عليكي... او معندناش شغل
اقتربت منها سميره تربت على كتفها
اكلمك ناديه... ده اخوها وممكن تكلمه يلين ويرجعك الشغل
هتفت ياقوت بأعتراض
لا يا ابله سميره... هي عملت اللي عليها وساعدتني قبل كده
حزنت سميره على وضعها
طب و هتعملي ايه.
طالعتها وهي تشعر بحړقة في عينيها
هرجع لأهلي
واطرقت عيناها خجلا ترتب بعض الكلمات
مش هقدر ادفع اجار الاوضه... انا بعت تليفوني عشان اعرف اروح واسدد اقسطه
اشفقت عليها سميره وضمتها بقوه
ولا يهمك يا ياقوت انا مش عايزه حاجه ياحببتي... روحي لأهلك ريحي نفسك وسطيهم وانا هشوف معارفي هنا واشوفلك شغلانه
.
انتشر امر علاقه لاعب الكره وسماح وقد انتقل الخبر بين الألسنه في الفندق بأكمله ... أخبرتهم بأنها صحفيه وان مافعلته من مهام عملها
رمقها الموظف بأستخاف وانتهى الأمر بالڤضيحه
لم يخرج من غرفته بعد تلك الليله وترك لها الڤضيحه وحدها وكأن ما حدث لا يهمه
اتجهت نحو غرفته تطرق الباب بقوه... ففتح الباب وعندما وقعت عيناه عليها صفع الباب بوجهها
عادت تدق على الباب مجددا ففتح لها پغضب
ما الأمر لا اريد رؤيتك
تعلقت عين سماح به تنظر إليه بضيق
انا اتفضحت بسببك
رمقها سهيل بخبث
ماذا انا لا افهمك
كانت تعلم انه يفهم لغتها ولكنه يستخف بها
انت فاهمني كويس ياكابتن
ضغط سهيل على شفتيه ممتعضا
انصرفي من أمامي حتى لا اهاتف أمن الفندق لكي
ودفعها بقوه من أمامه لخارج الغرفه فسقطت علي الارض.. لېصفع الباب خلفه
حقېر
ودارت بعيناها حرجا ثم نهضت سريعا قبل أن يرى وضعتها المخذله احدا
اعمل ايه انا... هو عشان راجل مش فارق معاه سمعته
ثم نظرت لباب غرفته المغلقه بأستياء
كانت مهمه سوده على دماغي... منك لله