الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

سراج الثريا

انت في الصفحة 47 من 86 صفحات

موقع أيام نيوز

ثريا بلهفهنظرت له لوهله كآنها تستغيث به وهي تنظر الى غيث الذي كاد يسقط أرضا من قوة دفع سراج لهلكن فجأة إختفي وظل مكانه ضباب كثيف يشبه هالة الدخان... ذهل عقل ثريا وهي تنظر نحو سراج الذي يقترب منه ذاك الضباب الذي فجأة خرج منه عينين غيث الدخانيه ويدين تكاد تقترب تقبض على عنقه وهي تحاول تحذيره لكن صوتها يخرج بلا صدى... لكن تلك العينان تحدجان بها وتقتربان منها عينين مخيفه تشعان دخانا وبداخلهما ينصهر فيضان هادر بل غادر..
فتحت عينيها فجأة حين وصل الى أذنيها رنين هاتفها هلعت وإعتدلت جالسه لحظات غائبة عن الوجود تنظر حولها كآن عقلها يستكشف المكان 
حولها لم يفسر عقلها المكان للحظات شعرت كآنها بالشقة التى تزوجت غيث بها رائحة عطره تسيطر على حاسة الشم لديهاتشعر بغثيان منها جسدها كآنه إلتصق فى الآريكه التى تجلس عليها...
لحظات طويله تسحب من داخلها الډماء تجف أوردتها وحلقها مثل الأرض التي جفت وأصبحت قاحلهلحظات كفيله بنزع روحها بقسۏة...فاقت من ذاك التوهان العقلي على عودة رنين الهاتف...إنفزعت مره أخري وعادت تستوعب بعض أن نفضت بصعوبه ذاك الشعور إزدردت ريقها الجافجذبت الهاتف من فوق تلك المنضدةنهضت تشعر بإنسحاب خلايا جسدها كآنها هلام لا تعلم كيف تسير الى أن وصلت الى المطبخ قامت بملأ كوب مياة وتجرعت منه كميه كبيرة حتى شعرت ببعض الإرتواء جلست على أحد المقاعد بالمطبخ تلتقط أنفاسها بهدوء رويدا رويدا... إنتبهت على رنين الهاتف حاولت بث الشجاعة بنفسها وقامت بالرد لتسمع حديث سعديه بإستهجان 
إيه كل الرن ده ومش سامعه صوت الموبايل...
توقفت للحظه ثم عاودت الحديث بخباثه وإيحاء مرحه 
هو سراج رچع يتغدا فى الدار وقال يتغدا فى الشجه ولا لاه إنت لساك فى فترة نقاهه.
فهمت ثريا حديث سعديه وتفوهت بحنق 
لاه سراج مش إهنه فى قنا كلياتها سمعت انه راح مع خطيبته السابقه الأقصر أكيد عشان يفسحها.
زفرت سعديه نفسها بلوم قائله 
ما عشان إنت خايبه يا بنت أختى الهبله مش عارفه تحوطي على جوزك وعاوزه بس تبهدلي نفسك في الغيط والمحكمه... أنا لو مكانك كنت إستغليت إنى عيانه وإتسهوكت على الراجل
قعدته جنبي مش أضربها طناش.
تهكمت ثريا بنزق 
إتسهوك عليه ضحكتيني يا خالتي سيبك من سراج قوليلى متصله

عليا دلوك ليه.
زفرت سعديه بإستهزاء 
خليك خايبه زي أمك كنت متصله أقولك فى ست جارتي بنتها أهل چوزها طردوها هى وچوزها من الدار ومش عارفه تعمل إيه مش هيقدر يأجر لها شقه يادوب رزقه مكفيه معيشه هو وهى وولادهمجوزها سأل إن ممكن لو إشتكي فى المحكمه ياخد منيهم الشقه تاني بس مش حمل مصاريف محكمة.
فكرت ثريا قائله 
وموسطش ناس يحاولوا مع أبوه ليه يمكن يرضي يرجعه بالتراضي.
تهكمت سعديه قائله 
تراضي إيه ده هيجوزوا أخوه فى الشقه.
تهكمت ثريا 
عشان يجوزوا واحد يطرودوا التاني بمراته وعيالهعالعموم الشقه من حق الزوجة الحاضنه هي وأولادها وسهل تاخد من حماها الشقه لو إشتكت بمسكن حضانه لولادهابس للآسف فى ثغرة فى القانون دهوهي إن ممكن والد جوزها يقدم انه كان ساكن معاهم فى الشقهالقانون هيحكم له بأوضةبس عالاقل هتلاقى مسكن لها ولولادها وجوزها اللى واضح مغلوب على أمره من الناحيتينناحية مراته وأبوه اللى معندوش مروهخليها تفوت عليا بعد المغرب فى المكتب.
تنهدت سعديه قائله
بلاش تاخدي منها أتعاب يا ثريا جوزها على قد حاله كفايه مصاريف القضيه اللى هيرفعها على أبوه الجاحد.
إبتسمت ثريا قائله
هو أنا فاتحه المكتب ده سبيل لجيرانك وأصحابكمفيش مره يجيلي من وراك قضيه كده متريشه.
ضحكت سعديه قائله
الحق عليا بشغلك.
تبسمت ثريا قائله
صح كتر خيرك...بس خفي عليا شويه نفسي فى زبون ولا إتنين يدفعوا فلوس مش كله لاقف كدهسيبك من جيرانك وأصحابك الفقرا دولصاحبي ناس غنيه زي خالى ومراته كده.
تنهدت سعديه بآسف
خالك ده مش هيدخل الجنه بسبب إنه واكل حق الولايابس ربك يمهل ولا يهملعرفت إن الموكوس إبنه دخل فى مشروع تربية فراخ والفره صابته كم مره ورا بعض كسرته فى مبلغ محترم وماضي على نفسه شيكات وهيبيع من الأرض عشان يسد له ديونهيلا يا بت ربنا يغنينا بالحلال ويعفنا عن الحړام.
أغلقت الهاتف مع سعديه وضعته على طاولة المطبخ أمامها وجلست ترتشف بعض قطرات المياهعاد لها جزء من ذاك الحلموتمركز عقلها على نظرة عين غيث لهاتلك العينان الثعلبية
فجأة تذكرت شئ قد تنساه عقلهايوم أن أصيبت بالړصاص بذاك العرسرأت تلك العينان تحدق من ثم شعرت بإختراق الړصاص لجسدها...في لحظة وصول سراج لمكانها تلاقت عينيها مع عينيه مهما غابت ملامحه عن عقلها لكن عيناه مخفوره بعقلها أكثر عينان کرهت نظاراتهم لها 
هلع قلبها لوهله إنكمش جسدها وشعرت ببروده بتلقائيه ربعت يديها حول صدرها تستمد دفئ لكن فاقت على صوت تكسيرإنتبهت له كان كوب المياة الذي سقط بعد أن إصتطدم بيدها ووقع من فوق الطاولهنفضت ذاك الإحساس بالضعف ونهرت عقلها
واضح إن المسكنات اللى كنت بتاخديها يا ثريا أثرت على عقلك هو فى مېت بيصحي تاني. 
على الطريق 
نظر سراج نحو تالين التى أخفض جسدها بأسفل السيارة وهي تئن بسبب إختراق بعض الړصاص لجسدها قائلا بعصبيه 
قولتلك ممنوع تطلعي من الدواسهإمتثلت تالين تئن بآلم بينما فكر سراج
سريعا لابد من اللجوء اللى خطة بديله 
بالفعل سريعا أوقف تشغيل السيارة للتوقف فجأة تنتفض للحظات يتلاعب بالوقت لابد أن وقوف سيارته بهذا الوقت سيربك السيارة الأخري بسبب سرعة سيرها إكتسب دقائق من برجلة هؤلاء المچرمون بسبب توقف سير سيارة سراج فإبتعد عن مرمي رصاصهم بمسافه إضطروا لوقف الإطلاق للحظات وهم يعودن بالسيارة للخلف للإقتراب من سيارة سراج مره أخري كان سراج فى تلك اللحظات ترجل من السيارة وإتخذ من باب السيارة درعا له ولحظة وأخري كان قبل أن تقترب السيارة منه مره أخري قام بالتصويب على أضعف شئ بالسيارة والوحيد القادر على ردع تقدم السيارة 
ركز بالتصويب نحو إطارات السيارة الخلفيه وأطلق عليه الړصاص حتى سمع دوي صوت إڼفجار الإطارات توقف عن الإطلاق وهو يرا تلك السيارة وهي تتأرجح على الطريقبعد أن فقد السائق السيطرة عليها وهي تسير بتموجات غير محسوبه مما سبب للمجرمين بلحظات إرتباك وهم يتأرجحون ويتخبطون
توقف إطلاق الړصاص مع وصول فرقة دعم من الشرطة تقترب من سيارة المجرمين اللذين بدأوا يقفزون من السيارة فى محاولة هرب من الشرطهكآنهم لا يدركون انهم على طريق سريع وبوقت إنشغال الطريق منهم من إندهس تحت أطارات سيارات أخري ومنهم من إستطاع تفادي الدهس لكن لسرعة السيارة وتآرجحها كانت إصاباته بالغةكذالك سائق السيارة الذي كان أول من قفز ليصتطدم جسده بدوشمة حجريه على جانب الطريق...
لتنتهي محاولة إغتيال فاشلة. 
بعد قليل بأحد المشافى 
فتح ذاك الوسيط باب إحد الغرفه يتنهد براحه قائلا 
حمد لله عالسلامه يا أفندم.
إبتسم سراج له قائلا 
أخيرا وصلت يا سيادة المقدم وصلت متأخر.
تبسم له قائلا 
طمني على إصابة سيادتك.
نظر سراج الى عضد يده اليسرى قائلا 
إصابه خفيفه ړصاصه فى عضد إيدي الشمال والړصاصه مخترقتش العضم يعتبر چرح سطحي.
إبتسم الوسيط قائلا 
طبعا النسر الأشول يقدر يصتطاد التعابين مهما كان سمهم قوي... بس نفسي أعرف سبب لمحاولة إغتيال سيادتكرغم إن معروف إن سيادتك سيبت الخدمة فى الجيشإيه الهدف من العمليه الإرهابيه دي فى الوقت ده بالذات.
إبتسم سراج وهو ينهض من فوق تلك الآريكه قائلا 
إنت قولتها الوقت ده بالذات... معروف غرضهم إيه.
لم يفهم الوسيط وتسأل 
مش فاهم يا أفندم.
وضع سراج يده اليمني على كتف الوسيط قائلا 
التمويه.
فهم الوسيط قائلا 
قصدك...
قاطعه سراج بتأكيد 
أيوه تمويه بس أوعي تكون غفلت عن تتبع عملية نقل الأثار.
نفي الوسيط ذلك قائلا 
لاء يا أفندم إطمن الوضع تحت السيطرة وعرفت فين إتشونت الآثار وزي ما حضرتك أمرت أسهل لهم الطريق... طبعا مقبضناش عليهم عشان نعرف نوصل للراس الكبيرة اللى بتدير عمليات سړقة الآثاروتجارة المخډرات هنا...حتى الراجل بتاعنا نفسه لغاية دلوقتي ميعرفش مين الكبيربياخد الأوامر من واحد من رجالتهرغم إني متأكد إن الشخص ده مش هو زعيمهمده الراجل التانيالإيد اللى بتنفذ وتدي الأوامر لبقية الرجاله.
أومأ له سراج قائلا
عشان كده لازم نراوغ ونظهر إن عملية التهريب تمت بنجاح كمان عشان حماية الراجل بتاعنا اللى عندهم.
اومأ له متفهما 
تنهد سراج قائلا 
دلوقتي مش لازم الإعلام يعرف حاجه عن الحاډثه اللى حصلت.
تنهد الوسيط بآسف قائلا. 
للآسف يا أفندم إنت عارف الإعلام بس يشم خبر ويبقي صراع السبق بين القنوات الفضائية والمواقع الاليكترونيه بس طبعا طلع تصريح من الداخلية بأن الحاډث كان بسيط وتقريبا مفيش خساير فى ارواح الأبرياء وإن تم التعامل مع العمليه بشكل سريعوطبعا يا أفندم ده بسبب ذكاء سيادتكفعلاتقريبا مفيش أرواح بشريه أتأذت غير المجرمينتقريبا تلفيات فى بعض العربيات وإصابات خفيفة واضح أنهم كانوا مركزين مع حضرتكميعرفوش إنهم بيتعاملوا مع
النسر الأشول .
إبتسم سراج قائلا
تمام...متأكد إن هيبقى فى تبعيات للى حصل دهسواء فى القيادة العامه للجيش وكمان
للمجرمين اللي فكروا إن خلاص كده وصلوا لهدفهم بنقل بضاعتهم بسهولهأنا لازم أرجع اسيوط الليلة طالما الاعلام ذاع الخبر أكيد هيبقى فى قلق...
قبل أن يكمل حديثه كان هاتفه يصدح أخرجه من جيبه ونظر له ثم للوسيط وتنهد قائلا 
زي ما توقعت الخبر وصل لسيادة اللواء والد تالينهرد عليه أطمنه.
حدثه سراج بهدوء وأخبره بإصابة تالين بطلقه بأحد كتفيها وبأن الآصابه ليست خطېرة.
أغلق سراج الهاتف ونظر ل الوسيط قائلا 
هروح أطمن على تالينعرفت إن إصابتها هي كمان مش خطېرة وباباها سيادة اللواء بيقوب هيجي على طيارة خاصه مش هياخد وقت لحد ما يوصل لهنالازم قبل المسا أكون فى أسيوط. 
ب دار العوامري 
كآن ما حدث لها وفقدانها لأهم ما تمتلكه المرأة وهو رحمها 
كآنه جعلها تفقد الرحمة بقلبها هى أول من رأت على الهاتف خبر تعرض سيارة سراج لحاډث إرهابى... شعور بداخلها كآنه شخص لا تعرفه تبسمت ولمعت عينيها تقول بهمس مسموع 
واضح إنها فعلا قدم النحس عالراجل اللى بتتجوزه ېموت.
سمعت ذلك كل من ولاء ووالدتها الجالستين معهاتسألت ولاء بفضول
تجصدي مين بحديتك ده.
رفعت عينيها ونظرت لفضولهن وأجابتهن بنبرة شماته 
هو في غيرها ثريا 
شوفوا فى خبر عالموبايل وبيقول إن فى عملية إرهابيه وكان مقصود بها ظابط سابق فى الجيش وقالوا إسم سراج العوامري.
إنتفضت ولاء ونهضت واقفه تقول بإستفسار 
وسراج جراله إيه.
احابتها إيناس ببرود 
معرفش إنت خابرة الحكومة مش بتقول الحقيقه والأخبار أوقات بتهول الموضوع.
نظرت ولاء لبرودها وقالت 
هطلع أغير هدومي وأروح دار عمران بالتوكيد زمان عنديه خبر عن سراج.
تهكمت إيناس وظلت جالسه هى ووالدتها التي لا تقل عنها شمت قائله 
ذنب غيث هيخلص من سراج...مش إتجوز أرملة ولدي أنا دعيت عليه ميشوفش الهنا معاها... زي ولدي.
لمعت عين إيناس بنظرة شامته وبسمة تشفي.
بالمدينه
أسفل تلك البنايه الذي يقطن بها والد قسمت 
ترجل إسماعيل وذهب للناحيه الأخري يساعد رحيمه
46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 86 صفحات