الهاربة للكاتبة منة فوزي
احد و لا واحد بيحبها يطلبها منك وانت اعد عذب نفسك كده شايفها رايحة جاية قدامك و مش عارف تعبرلها عن مشاعرك
جو بقي انا جايلك عشان تقويليلي كده!
حنان عشان انت مش صريح مع نفسك!
انتهي الحوار الذي اعتبره جو فاشلا بينما اعتبرته حنان ثغرة صغيرة انفتحت في رأس جو عله يفكر في الامر و يدرك الحقيقة
في المساء فوجئت شهد بزوزو تطرق الباب
زوزو جو هنا
شهد وقد استفزها عدم اكتراث زوزو لسؤالها يعني انتي مش عارفة انه في شغله متدوري عليه عند عطا
زوزو يا بت انا جيالك انتي بس مش عايزاه يعرف اديكي شفتي كان بيزغرلي ازاي لما جيت اكلم في الموضوع
شهد موضوع ايه
زوزو و هي تبعد شهد عن طريقها لتدخل و تستقر علي الكرسي موضوع الجدع ده اللي اسمه عدوي المالك القديم!
زوزو مش اخبار طراطيش كلام كده بيقولوا انه لسة تعبان بس مستحلفلك حالف ليموتك اول ما يقوم
شهد وقد شعرت بالتوتر الشديد خلاص يموتني بأة هعمل ايه يعني الاعمار بيد الله خلي الواحد يخلص من العيشة المهببة دي
زوزو لا يا قلبي بعد الشړ عنك ان شالله هو انا مش مرتاحة لقعادك هنا لازم تروحي حتة امان ده لو طب دلوقتي ليكون قاتلني انا و انتي من غير ما حد يدري البيت هنا مش امان و جو بيسيبك كتير
شهدلا يا زوزو انا تعبت من عيشة الهربانين دي اديني قاعدة هنا والي ليه شوق في حاجة يعملها
زوزو طب لو انتي مستبيعة ذنبه ايه الجدع تورطيه معاكي لو انتي مش هامك لا حياتك و لا حياة جو في اللي يهمهم حياته وعايزنه وربتت علي صدرها مشيرة الي نفسها
اياه الذي قتل فيه عدوي جو هزت رأسها كانها تنفض الفكرة منها و تمتمت بتوتر سيبيها علي الله يا زوزو سيبيها علي الله
وقف جو يتحدث مع احد الاشخاص عند محل عطا بدا عليه السخط
الرجل يا جو المبلغ ده بيدفع في فلل و عربيات مش في بنات دي حاجة عمرها محصلت انا مش فاهم ازاي مبتقبلش !! الراجل كريم معاك جدا
الرجل القلب و ما يريد ايش فهمك انت! هو بأة رايدها هي بذات من ساعة ما شافها و بعدين دي مصلحة للبنت هتتنطق جامد انت فاكره هياخدها يبهدلها و لا يشغلها دي هتعيش برنسيسية ها وافق بأة
خلاص
الرجل و قد تحولت نبرته الي الجدية انت كده هتخليه يتصرف معاك بطريقة مش هتعجبك
نظر اليه جو پغضب وتمالك نفسه عن سبه و سب من ارسله و قالبراحته!
وترك الرجل وعاد الي موقعه قرب الخواجة كان يشعر بالسخط الشديد
في اليوم التالي اصطحب جو شهد الي محل عملها الجديد لدي حنان اطمأن ان الامور علي ما يرام ثم ذهب لشؤنه الخاصة
جلست حنان مع شهد في البداية لتشرح لها المطلوب منها و عرفتها علي زميلاتها و خاصة زميلتها هدي خلف كاونتر الاستقبال
كانت المهام عديدة من حجز المواعيد و استقبال الزب ونات و توجيههم للقسم الصحيح و الحساب الخ كانت شهد مرتبكة ولكن مع تكرار تلك المهام علي مدار اليوم بداء ارتباكها و توترها يزولان بدأت تتأقلم مع طبيعة العمل بالمكان كانت تفكر بجو كثيرا لدرجة انها ابتسمت كالبلهاء حين تذكرت غزله لها بالامس كما لم يذهب ايضا عن بالها حديث زوزو عن عدوي كلما تذكرته شعرت بالضيق الي ان تتناساه بالعمل
تابعت حنان و اسلوبها مع المرؤسات كانت تحظي باحترام و حب الجميع لديها طاقة ايجابية معدية تجعل الجميع مبتسم و راض
لمحت الخزانة الصغيرة بجانب هدي حيث تضع نقود الحساب تحسرت بشدة لانها لن تستيطع المساس بها اجل هي قد اشتاقت لممارسة مهاراتها و لكن زيارة تلك الخزانة خصيصا دونا عن غيرها يعتبر تصرف حقېر في حق حنان التي كانت كريمة معها
في نهاية اليوم و قبل المساء مر جو لاصطحابها
جو اثناء سيرهما معا ها ايه النظام
شهد لا تمام و حنان دي طيبة و جدعة اوي
جو انتي هتحكيلي عن حنان! محدش استفاد من جدعنتها قدي
شهد فجأة هو مفيش فعلا اخبار عن عدوي
جو باستياء وملل ارحميني يا شهد مش كل تفة زوزو تتفها تعملي منها قصة
شهد اصل بيقولوا انه مستحلفلنا و
شهد محاولة ان تخرج صوتها الذي هرب فزعا طب افرض كلامها طلع صح
جو يبقي احسن! انا مستنية عشان اموته بقي المرة دي ارتحتي كده! اتهدي بأة و سيرة اي زفت مش عايزة اسمعها!
قالها و مد في خطوته يسبقها في عصبية فذهبت ورائه سارحة تفكر
كان جو يستعد للخروج و شهد تتابعه في قلق
كان يشعر بنظراتها تتابعه و كانها ترغب في قول شيئا ما
الټفت اليها وقال مالك يا بت مش علي بعضك
شهد و هي في توتر لا مفيش انت هتغيب
جو زي كل ليلة من امتي بتسألي
شهد لا عادي
جو لا مفيش لا عادي! مالك عاملة زي الستات المأموصين من اجوازاتهم كده! الا تكوني مأومصة من حاجة
شهد ببرود هتقمص من ايه يعني ولا انت اصلا جوزي
فاقترب منها وقال بنبرة حانية امال مالك
شهد اقولك و ما تزعقش!
ابتسم و هز رأسه بنعم
شهد بصراحة خاېفة خاېفة اعد لوحدي
جو وقد تراجع للخلف وبدي عليه الغيظ وطبعا عايزة حدي يعد معاكي يونسك و يا حبذا لو حمادة
شهد بعد ان فكرت لوهلة هو انا مجاش
في بالي انا كنت هقولك خدني معاك بس كده فكرة احسن
جو انتي اصلا هتنامي دلوقتي بذمتك مش تعبانة دانتي شغالة من الصبح و صاحية بدري
شهد بعيون راجية النوم طار من الخۏف
اخذ جو نفس عميقا ونفثه لكي يتمكن من السيطرة علي نفسه كان احتوائها بين اح ضانه الان هو امر حتمي و قد جاهد نفسه بقوة لكي لا يفعل
اتصل به و اخبره ان يأتي و اصابه الغل حين وجد رد فعل حمادة السعيد جدا
قبل ان يصل حمادة قال جو اشمعني الليلة يعني خاېفة
شهد ووهي متوجسة بعيون حزينة هتعتبرني جبانه لو قلتك من عدوي انا اه جامدة و بدافع عن نفسي وعدوي بذات اكتر واحد اذيته في حياتي بس برضه خاېفة خاېفة من يوم ما يرجع
وضع جو يده خلف رأسها و ربت عليها و قالاولا انتي مش جبانة انت اشجع بت شفتها في حياتي بس انا مش عايزك تخافي ابدا طول مانا معاكي متخفيش دانا حتي اهه جيت علي نفسي و بعت جبتلك الزفت حماده عشان محتسيش انك لوحدك
تسائلت شهد جيت علي نفسك!
ادرك جو انه استطرد في كلام لا يقال
قام من مكانه وتظاهر بعمل شيء لا معني له بادراج الملابس
اخيرا وصل حماده وقبل ان تطأ قدمه للداخل دفعه جو للخارج بقوة للتحدث بعيدا عن شهد
حمادة ايه المقابلة العڼيفة دي
جو اسمع يا له انت تعد محترم دورك تخلي بالك منها بس! مش جايبك تسليها
حمادة بغباء يعني ايه
جو يعني ياروح خالتك مش عايز هزار و مرقعة و ورحمة ابويا و امي لو مبطلتش مزة و قمر و ضحكتك معرفش ايه والكلام الهابط بتاعك ده لكون مكدرك و موريك معاملة زي وشك
ابتسم حمادة ابتسامة عريضة تحولت الي ضحكة و هو يحدق بعيون جو اثناء حديثه وقالخلاص يا حج المعلومة و صلت في ناس بتغير فهمنا
جومعترضا بغير ايه يا بغل انت انتوا ركبكوا عفريت كلكوا اسمه بغير! انا مبحبش قلة الادب بس
حمادة انا
جيبت سيرتك! انا قلت فيه ناس خدتها علي نفسك ليه عموما متقلقش
علي المزة معايا
قالها و ابتعد عن مرمي يد جو و هو يضحك
فقال جو بغل ممزج بسخرية انا عارف هاجي الاقيها مغمي عليها من الضحك و مسخسخة حكم اصلك طعم اوي ولذيذ خالص كان يتصنع الرقة مقلدا الفتيات في اخر كلمتين
دخلا معا فاقتربت شهد مبتسمة لتحيي حمادة
شهد ازيك يا واد
فقال حمادة بطريقة جادة مقتضبة ومخفضا بصره للارض في محاولة للسخرية من جو اهلا يا انسة شهد
عقدت شهد حاجبيها و الټفت الي جو و قالت مشيرة الي حمادة مين ده
فقال جو ده حمادة المؤدب متعدل لسة لو قال حاجة غير الكلمتين دول الليلة بلغيني
ضحكت شهد ضحكة جملية مما جعل كليهما يبتسمان في سعادة لانهما السبب في تلك الضحكة
وبعد توصيات عديدة ذهب جو متأخرا الي عمله وهو يسب و يلعن في اللي كان السبب
امضي جو وقته اثناء العمل في عدم تركيز تام اكثر ما كان يسيطر علي فكره هو ماذا تفعل شهد مع حمادة الان كانت الكلمات تتردد في رأسه بصوت اصحابها
شهد اصل انا ميدخلش قلبي قد الناس اللي تعرف تضحكني
حنان لما تيجي فيوم تقولك بحب و احد و لا واحد بيحبها يطلبها منك
حمادة طب متبيعهالي !
كيف فعل هذا بمحض ارادته و اتي بحمادة ليمضي الليلة !! ماذا اصابه ليسمح بامر كهذا!!!
كاد ان يجن من التفكير وبدا عليه انه مشتت الذهن
جو حبيب قلبي!
كان هذا صوت احد الاصدقاء افاق عليه جو من شروده
جواهلا
الصديق ازيك كده واحشني يا واد
جو انا مرزوع هنا كل ليلة انت اللي فين
الصديقانت عارفني بذهق بسرعة و احب اغير الاماكن اخبار المزة ايه اهي دي الحاجة الوحيدة اللي كانت بتجيبني هنا كل ليلة بصراحة كانت حركة تغيير من عطا في الجون انت مبتجيبهاش معاك ليه
اخذ جو نفسا عميقا استعدادا لحوار حارق للدم مع هذا الصديق قال ببرود يخفي إنصهار واجيبها ليه ماهي عندي في البيت هتبقي في البيت و في الشغل
الصديق وقد احس بنبرة عدائية من جو فقال متراجعا كي لا يغضب
صديقهلا حقك حقك يا راجل دانت خدتها
پالدم كفاية الواد عدوي اللي اڼضرب پالنار
فاكمل الصديق بس حرص بقي عليها و علي نفسك بيقولوا انه اټجنن و مبيفكرش في حاجة غير يقوم و يموتكوا
ابتسم جو ساخرا ياريت يقوم و يوريني نفسه و ابقي وصل الكلام ده للي ماشيين بيقولوا دول اللي انا مش عارف همة مين بس والنبي قلهم يمكن يقولوله
ربت الصديق في حماس علي كتف جو قائلا