الأربعاء 27 نوفمبر 2024

الهاربة للكاتبة منة فوزي

انت في الصفحة 32 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


و احيانا من الليل التي يلتقيان فيها تسعدهما كثيرا و تساعدهما علي تحمل مشاق اليوم 
كان جو في عمله يواجه الاخبار عن عدوي ببرود شديد ولكنه في اعماقه في نهاية الامر تعب من انتظار لحظة المواجهة تلك الي بات واضحا انها اتية لا محالة هل عليه ان ېقتله فعلا ان رأي منه ټهديدا علي حياة شهد كان الامر يؤرقه بشدة سرا ولكنه كان محسوما سيتخلص من عدوي الي الابد ان حاول ايذاء شهد!

ومن جهة اخري بدأ صبره ينفذ علي اولائك من يهدودنه ليترك لهم شهد و اولائك اللزجين الذين يلحون عليه وهو مابين هذا و بين ارشادات الخواجة الصارمة بعدم افتعال مشاكل سببها شهد كان الضغط عليه من كل اتجاه ولكنه بقي صامدا 
مالك قالب وشك كده!
كانت هذه شهد تحدث جو اثناء سيرهما معا للبيت بعد مر واصطحبها من العمل كان جو يبدوا عليه الكدر بالفعل 
جو مصدع بس منمتش كويس
كان هذا اليوم هو نصف يوم عمل لشهد ككل اسبوع فتخرج مبكرا لذلك يكون الامر شاقا علي جو حين يذهب لاصطحابها 
شهد طب مكنتش حقك صحيت عشان تيجي توصلني كنت كملت نوم لحد بليل معاد ما بتخرج هو انا يعني هتوه
لم يرد كنوع من الاحتقار لتلك الفكرة الغبية فهو لا يتركها ابدا لتسير بمفردها 
عادت لتقول بعد ان دققت النظر اليه لوهلة لأ مش صداع في حاجة معصباك
لم يعلق علي قولها بل قال مقترحا متيجي نعمل حاجة 
شهد
حاجة ايه!!
جو سارحا مش عارف حاجة نتبسط فيها نبعد عن القرف شوية 
شهد في عدم فهم نتفسح يعني
جو هنتفح فين يا حسرة في السوق عشان نقابل طوب الارض ويقلبوا لي مزاجي انا عايز حاجة جديدة
ضحكت شهد وقالت ساخرة ناقص تقولي تعالي نسافر الساحل في الويك إنز
نظر اليها وقلب شفته السفلي متصعنا التقزز و قالالويك انز!! اسمها الويك إنز!! الله يسامحه اللي علمك اسمها ويك إند ثم وليه لأ هو حنا اقل من اللي بيسافروا الساحل 
لمعت عيني شهد و قالت مرة المعلم مرعي وداني هناك
في جو زي ده كده مش صيف اوي يا خراشي علي الخيرات اللي طلعتلوا بيها من القصور و الفلل اللي هناك انا ممكن افتحلك الفيلا الي تعجبك تغير فيها جو زي مانت عايز فرصة هيكون كله مهجور دلوقتي 
جو هو الداء مش هيطلع من دمك خلاص قفلتيني مش عايز اتهبب في حتة!!
شهديا سلام شريف اوي وسيرة السړقة بتقفلك من كتر الشرف 
كان جو سارحا ثم قال بابتسامة الي قدامك ده عنده حتة ارض في الساحل 
شهقت شهد و قالت اييييه! كذاب 
جو و النعمة الشريفة مش بس في الساحل في الصعيد كمان 
شهد دانت من الاعيان بقي و سايبني اقولك يا جو حاف كده بعد كده هقولك يا يوسف بيه
جو نفسي اخطڤ رجلي اعد علي البحر كده و الرملة وانسي الدنيا شوية 
شهد ټخطف رجلك!!! ده الساحل ده بعيد ياما دي بلد تانية زي اسكندرية كده 
ابتسم جو من سذاجتها و قال بحنان همة تلات ساعات بالاتوبيس 
عقدت شهد حاجبيها في تفكير 
بذمة ابوك كل الارض دي ملكك!
كانت شهد تسير علي في مكان صحراوي و تتعثر في الرمال فتمسك بذراع جو و هي تنظر الي المساحة الشاسعة 
جو مش كبيرة زي مانت متخيلة ده صاحب الارض الي 
لم تكن شهد تهتم كثيرا بشرح جو للموضوع كانت 
كان جو يكمل حديثه ساعات كده بقرف من كل حاجة و اقول لو بعت الارض دي و خدت تمنها و رحت علي الارض اللي في الصعيد بنيتلي فيها بيت و بيقيت زي العمد كده وارجع و اقول اسيب حياتي وشغلي هناك !!
رفعت عينيها اليه و هو يتحدث في حماس عن احلامه في بيع تلك الارض كم يبدوا رائعا وجدت نفسها تتحسس ذراعه باصابعها دون ان تشعر مما جعله يتوقف عن الحديث و ينظر اليها تعلقت عيناهما ببعض ابتسمت فابتسم 
بل عقدت امالا كبيرة ان تلك اللحظة ستكون في خلال ثانية او اثنين علي الاكثر و لكنه خذلها بل ابعدها عنه برفق متظاهرا انه يعبث في شعرها و يدفعها كنوع من المزاح برغم الاحباط الشديد كان يجب ان تجاريه في هذا التظاهر بالمزاح فدفعته ضاحكة او متظاهرة بالضحك و بدأت معركة بينهم من الدفع و التشابك بالايدي كان جو بالطبع منتصرا و شهد تصرخ في مرح الي ان انحنت و حملت بعض الرمال الناعمة في قبضتها و القتها عليه بعد ان تخطي الصدمة ونفضها عنه فعل مثلها وهكذا بدأت حرب الرمال حتي صارا كليهما جزء لا يتجزأ من المكان برماله و اتربته 
نظر جو الي البحر و قال متيجي ننزل 
شهد مش معايا هدوم تانية 
جو هتنشفي! الشمس تنشف البحر نفسه 
شهد مبعرفش اعوم و عمري ما نزلت البحر 
جو مندهشا عمرك!!! لا دانتي فايتك كتير 
سحبها من يدها و برغم ذعرها الا انها استسلمت له تماما كانت تثق به و لم يحتاج هو ان يطلب منها الوثوق فيه 
كان شعور المياه علي ارجلها في البداية رائعا ثم بدأت تتوتر حين وصلت مستوي المياه الي اعلي من وسطها كانت ممسكة بيد جو و تقفز معه عند قدوم الموجة كما اخبرها ان تفعل كان تشعر بقدر بالغ من الاثارة حين تصعد بها الموجة لأعلي و تعود للذعر حين تهبط بها مرة اخري ثم بدأت تصاب بالذعر الشديد حين صارت المياه في مستوي كتفها و رقبتها تمسكت بذراع جو كطفلة مذعورة ضحك و قال امال هتعملي ايه لما يبقي ملكيش طول انا كل ده و المية لسة عند وسطي لازم ندخل جوة اكتر 
كان يتعمد اخفاتها فقد صدر منها رد الفعل الذي اراده بالظبط جذبت نفسها اليه و تعلقت برقبته و هي تلهث و تنظر للمياة في خوف 
فصاح متظاهرا بالضيق هتخنقيني! افف تعالي كده
جعلها تدور حوله و تمسك به من الخلف و ظهره اليها وكأنها طفلة تركب ظهر ابيها كان ظهره عريضا وقد شعرت شهد بالامان في هذا الوضع وفي نفس الوقت كان هناك مساحة لجو لكي يسبح و يستخدم ذراعيه 
بعد ان هدأ ذعرها من المياة و اطمأنت انها بأمان بدأت تدرك حقيقة الامر خفق قلبها في عڼف لكم تمنت هذا قبل قليل بل هذا افضل مما تمنت بكثير ازاحت التوتر و الخجل عنها متعمدة ففي جمع الاحوال هي بعيدة
عن عينيه التي توترها اراحت رأسها علي كتفه واسمتعت بالمياه وكانها علي ظهر بارجة من العضلات 
اما جو فقد كان يسبح بهدوء و يترك نفسه و شهد ينسابا مع الامواج الهادئة بعد ان تخطيا منطقة قلبة الموج لن احكي عن سعادته و لا عن شعوره بأنه لو ماټ الان سيموت سعيدا لا يريد 
اصدرت صوتا هائما من الخلف فوق كتفه حيث رأسها همم
جو انتي نمتي
شهد وكانها نامة لأ بس المية حلوة اوي اسكت بقي و سيبني اتمتع 
فجاة قالت شهد الشمس هتروح مش هننشف!
انتبه جو الي انها محقة فدار وسبح بها الي نحو الشاطيء و لكن قبل ان يصلا حيث صارت الامواج قاسېة قرب الشاطيء 
جلست علي الرمال تنظر للسماء في محاولة لتجد افضل وضع لتلحق الشعاع الباقي من الشمس 
ولكن هيهات ان الوقت قد اقترب من الغروب حتي النسمات تحولت لهواءا باردا 
مشكلة جو كانت بسيطة 
قال جو وكانه يحدث نفسه بجدية كده هيجيلك برد برد ايه ده التهاب رئوي اقل واجب!! و لو قلنا مش مشكلة و طلعنا الطريق عشان نركب حاجة 
قال جو في غيظ هيكون فين يعني! في الاوتيل السبع نجوم!! هنا انا هدور و شي اخلصي عشان الدنيا لو ضلمت مش هنعرف نوصل للطريق اللي برة من اساسه
توجست شهد قليلا و لكن خۏفها من بقائهما في هذا المكان القاحل في الظلام كان اقوي من اي شكوك او توجسات 
شهد بنبرة لائمة اه نشفت من البرد
وانت هتمشي من غير حاجة من فوق كده هتعيا! قلتلك كانت فكرة غبية و انت اصريت ننزل المية برضه!
جو يا لهوي علي ور النسوان مانتي كنتي قاعدة ساكتة بقالك اربع ساعات جاية تتكلمي دلوقتي اقسم بالله دول كانوا احلي اربع ساعات قديتهم في حياتي من ساعة ماعرفتك! عارفة ليه عشان مسمعتش فيهم صوتك!
شهد طب خلاص هخرس خالص و متفكرش لسانك ده يخاطب لساني تاني ابدا!
نهضت من مكانها وتحركت ماشية بعصبية و بيدها فردتي حذائها و تعثرت عدة مرات في الرمال الي ان لحق بها جو و مد ذراعه اليها تأبطتها في غيظ و علي وجهها كل علامات الاستياء منه 
وبعد رحلة شاقة وباردة ووسط نظارت الكثير من الناس للشاب العاړي الجزع وصلا الي كافتريا
جو لشهدانا اجرت اوضة 
قلبت شهد شفتيها في عدم اكتراث فهي مازالت لا تحدثه 
ماان ادخلا الحجرة حتي توجه جو للشرفة تاركا لها الحجرة باكملها حتي تكون علي حريتها قام بنشر تي شيرت شهد علي احد الكراسي وجلس علي الكرسي الاخر 
جو انتي مش مبتكلمنيش! اطلعي انتي خديه
قال و من امتي الثقة دي مش دايما عاملة فيها ابلة حريصة
شهد بغيظ من خلف الباب هحرص من ايه! منا كنت قدامك اربع ساعات في البحر مجيتش جنبي!
ابتسم و قد ادرك ان قوله علي الشاطيء اغاظها فمد يده اليها عن بعد بالتي ش يرت وقال محدثا اياها من خلف الباب لا بس دولقتي حاجة تانية احنا بنكلم في هدوم مقلوعة وملبوسة وحكاية 
قاطعته بسحب الملابس من يده پعنف وصفعت الباب في وجهه 
ضحك في خبث و عاد الي مكانه في الشرفة 
جلست شهد بدورها في الشرفة تتابع المارة في الشارع الضيق الحقېر حيث يطل الفندق كان جو بالداخل يفعل ما فعلت هي قبل قليل 
لا حظت امورا مريبة و نساء عجيبة الشكل تدخل و تخرج ادركت ما ادرك جو قبل قليل هذا الفندق مريب بشدة قطع تفكيرها شخص يجري قادما من اخر الشارع و صاح بشيء غير واضح لحراس الفندق الواقفين علي البوابة مما جعلم يهبون من اماكنهم و يتبعثرون جريا الي الداخل وكأنه حذرهم من امرا ما ثم سمعت جلبة في الداخل و اقدام كثير تجري في طرقات الفندق و
علي السلالم حسها الاجرامي اخبرها ان الامر لا يبشر خيرا دلفت مسرعة لداخل الحجرة و طرقت الباب علي جو قائلة جو لازم نمشي من هنا دلوقتي 
فقال من الداخل هو انت مش عاملة مبتكلمنيش ثم نمشي ليه دلوقتي
لم تدري بم ترد و لكنها قالت بجدية مش وقت اسئلة دلوقتي اطلع بسرعة لازم نمشي
خرج اليها و هو يكمل ارتداء ملابسه و قال ليه
سمعا صوت س ارينة
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 50 صفحات