الإثنين 25 نوفمبر 2024

اليتيمه

انت في الصفحة 12 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز


الآن فربما صارت ناضجة وإن لم تلتزم حدودها وتدرك أنها زوجة يحيي الشناوي فسيريها الوجه الآخر له وهو وجه لن تحب رؤيته البتة 
وقفت رحمة فى مكانها تشعر بالإختناق لا تتخيل وجودها هنا فى حجرته هو وراوية حجرته التى تحمل ذكرياتهما سويا قټلتها الغيرة لتشيح بوجهها وتلتفت إليه قائلة بضيق
مش هقدر أكون هنا أنا لازم أخرج 

عقد حاجبيه قائلا
تخرجى فيندى اوضتى والمفروض تشاركينى فيها 
قالت فى مرارة
لأ دى أوضتك إنت وراوية ومش هقدر أكون فيها معاك 
تأمل ملامحها المرتعشة من المرارة يغلفها الحزن والضيق يتساءل عن سر عدم رغبتها بالمكوث بتلك الحجرة هل هي ذكريات أختها الرابضة بها أم إنها ذكريات أختها معه والتى تملأ جنبات الحجرة ترى هل تغار رحمة عليههل كانت تحمل له مشاعر فيما مضى حقادق قلبه بسرعة لهذا الإحتمال الذى تمنى ان
يكون صحيحا من كل قلبه إنتابته الشكوك وود من كل قلبه لو قطع الشك باليقين
ولكن كرامته أبت عليه أن يتحقق من شكوكه لذا قال بهدوء 
مش هينفع طبعا خروجك برة الأوضة
شئ مش مسموح بيه 
جلست على الأريكة وقد تهدمت قواها وأغروقت عيناها بالدموع وهي تطالع سريره تتراءى لها صور قاټلة لقلبها ومشاعرها وكيانها بأكمله لتقول پألم
مش هقدر صدقنى مش هقدر 
لاحظ نظراتها ليعود الامل إلى قلبه الذى رق لدموعها وتمنى ان يكون ما يفكر فيه صحيحا ويجلس أمامها على ركبتيه وسط ذهولها وهو يقول برقة
ليه بس مش هتقدرى
تأملت عسليتاه اللتان تعشقهما وخاصة عندما ينظر إليها بهذا الحنان كادت ان تعترف ان تصرخ بكل قوتها قائلة لإنك كنت لغيرى بها قلبا وقالبا أشعر بالخېانة بڼار ټحرق فؤادى أشعر بأن أنفاسى تختتنق وأنا أتخيلك تمنحها العشق الذى تمنيته يوما أشعر بروحى تزهق وانا أصم آذانى التى تستمع إلى لهاثكم الآن وثورة مشاعركم نعم أتخيلها بوضوح لتمزق شرايينى ورغم أننى أتمزق لأن هناك أخرى كانت بحياتك قبلى إلا أن معرفة أنها كانت أختى تجرى بها دماء أبى يذبحنى حقا كادت ان تقول كل ذلك واكثر ولكن خۏفها من أن يدرك يحيي أنها مازالت تحبه حال دون إعترافها وألجم لسانها عن قول الحقيقة لتقول بصوت حاولت أن تهدئ نبراته
عشان يعنى دى اوضة اختى وبتفكرنى بيها وبحزنى عليها و إنت يعنى لسة غريب عنى 
ترك يدها ونهض ببطئ يشعر بخيبة الأمل ليقول بنبرة خالية من المشاعر تشوبها فقط بعض السخرية
غريب عنك عشان نتعود على بعض 
نظرت إليه رحمة قائلة فى خجل وإرتباك
بس 
قاطعها قائلا بلهجة حاسمة
مفيش بس مش هينفع تخرجى برة أوضتى جوازنا ووجودى هنا بيحتم وجودك معايا إحنا صحيح جوازنا مصلحة بس أدام الناس مش لازم
يبان كدة أنا مش مستعد حد يتكلم علية وعلى حياتى الشخصية وعلاقتى مع مراتى لمجرد إنك مش قادرة تتحملى وجودك فى أوضة أختك يارحمة 
ليتركها ويدلف إلى الحمام تاركا إياها تنظر بحسرة إلى ليلة زفافها إليه والتى حلمت بها سنوات طوال ټصارع رغبتها بالنداء عليه والإعتراف له بكل شئ لتتذكر وعدها لراوية وتنهض ببطئ تفتح دولابه التى وضعت به روحية اشياءها وتأخذ منه عباءة تغطى جسدها بالكامل فسوف تنام إلى جواره شاءت أم أبت مدركة أنه لن يرضى بنومها على الأريكة ولن يستطيع النوم بها لصغر حجمها لذا تنهدت فى يأس وهي تنتظره حتى يخرج من الحمام لتدلف هي إليه وتنهى تلك الليلة الطويلة الحالكة والتى إختفى قمرها ليزيدها سوادا 
تأملت بشرى مراد النائم بعمق بجوارها لتنهض بهدوء وتتجه إلى دولابها ثم تتجه إلى شرفة الحجرة تفتحها بحذر وتدلف إليها ثم تغلقها ومعه توترها وضيقها وهي تتخيل رحمة الآن مع يحيي لتفرك السېجارة بيدها غير عابئة بألمها من تلك النيران المشټعلة فألمها الذى ېحرق صدرها يفوق كل الآلام تفكر كيف تفرق بينهما وتشفى غليلها لتلمع عينيها وقد وجدت الفكرة نعم كيف لم تفكر فى ذلك من قبل إن أدرات خطتها بشكل جيد فربما لن ترحل رحمة وتسافر مجددا فقط وإنما ستختفى من حياتهم ربما للأبد 
لتبتسم بشيطانية وهي تدلف مجددا إلى الحجرة لتداوى حړق باطن يدها وتنتظر حتى طلوع الصباح لتبدأ فى تنفيذ خطتها تدعوا فى سرها أن تحقق تلك الخطة مأربها لترتاح من تلك الشقية
والتى تعبث فى حياتها مفسدة كل خططها حتى الآن 
كانت نائمة بعمق لتسمع همساته التى جعلت عينيها تتسع بقوة وهو يقول
عارف إنك صاحية فبلاش تمثلى علية يارحمة أنا أدرى الناس بيكى ده أنا اللى مربيكى 
إلتفتت إليه ليرفع نفسه على مرفقه وينظر إليها متأملا بنظرات سحبت أنفاسها ولكنها تمالكت نفسها وهي تنظر إليه قائلة بعتاب
ولما إنت مربينى على إيدك صدقت ليه إنى ممكن اخونك وأخونك مع مينمع أخوك اللى إنت عارف أد إيه كان بيضايقنى وياما إشتكيتلك منه
نظر إلى ملامحها فى عشق قائلا
عشان أنا غبي قلبى كان حاسس إنك مظلومة والنهاردة حابب أسمعك انا اهو أدامك فهمينى 
إعتدلت جالسة تنظر إليه بعتاب قائلة
كان زمان ممكن أقولك وأشرحلك بس دلوقتى فات الأوان 
قائلا بهمس
سامحينى 
الفصل الثانى عشر
زفر مراد قائلا
يعنى برده مصممة متنزليش تفطرى معانا
تقلبت بشرى على جنبها تسحب الوسادة لتضعها تحت رأسها قائلة بنعاس
تؤ تؤ أنا قلتلك من بالليل إنى هحاول مشوفهاش كتير عشان لما بشوفها بتعصب وساعتها إنت وأخوك هتزعلوا منى يبقى أنزل بقى ولا أكمل نوم أحسن
تنهد مراد قائلا
لأ كملى نوم أحسن أنا نازل رايح الشغل محتاجة حاجة
غمغمت بكلمات لم يفهم منها شيئا ليدرك أنها قد عاودت النوم من جديد هز كتفه بقلة حيلة ثم إتجه إلى الخارج مغادرا الحجرة بهدوء وما إن غادر حتى فتحت بشرى عينيها وهي تنهض بسرعة ساحبة الهاتف من على الكومود بجوارها وممررة أصابعها على أزراره بسرعة ليرن على الجانب الآخر وما إن رد عليها محدثها حتى قالت بصوت متهدج تشوبه دموع مفتعلة
حاج صالح إلحقنا ياحاج 
كان مراد يهبط السلالم ببطئ يحضر نفسه ربما لمشهد عاطفي ېمزق قلبه يتمنى من الله أن يظلا هذين الزوجين بحجرتهما وأن يغادر للعمل دون أن يراهما اليوم مطلقا توقف فى جمود حين خاب أمله و رآهما على طاولة الطعام يتناولان الإفطار تماما كالماضي حين كان يهبط لتناول الإفطار فيجدهما يفطران مع بعضهما البعض وسط جو من المرح والضحك مايلبث أن يشاركهم
فيه كان
وقتها لا يدرى أنهما واقعان بالحب بل كان يظن أنه وحده المغروم بذات العيون الدخانية والشعر الأسود كالليل ورغم أنها غيرت لونه الآن للون الكستنائي إلا أنه
مازال يليق بها ولا يقلل من جمالها ذرة بل إنها إزدادت نضجا وجمالا عن الماضى نفض أفكاره الخاطئة كلية إنها زوجة أخيه إمرأته هو ولا يجب أن ينظر لها كحبيبة أبدا بل يجب أن ينساها ولكن كيف ينساها وهي أمامه طوال الوقت ربما عليه فعلا الإنتقال لمنزل آخر 
تأمل الزوجان الجالسان بجوار بعضهما البعض بشئ من الريبة إنتابته الحيرة فكليهما صامت يتناول طعامه بسكون تام وكأن الليلة الماضية لم تكن أبدا ليلة زفافهما 
مهلا 
ها هو أخيه يسترق النظر إليها يتأملها بنظرات لم يرها فى عيني أخيه أبدا إنها نظرات عاشق ربما لم ينتبه لها بالماضى ولكنه كان غرا وقتها مشاعره ساذجة ودون تجارب تذكر فقط رحمة ولا أحد غيرها لذا لم يميز نظرات العشق من نظرات المودة والأخوة 
وها هي رحمة ترفع عينيها إلى يحيي تحاول إستراق النظرات إليه بدورها فإلتقت عيناها بعيني يحيي وتجمدا سويا فقط ينظران لبعضهما البعض يغرقان وسط دوامة من المشاعر ظهرت لمراد واضحة جلية أشعرته بالإختناق رغما عنه كاد أن يبتعد مغادرا قبل أن يلمحاه ولكن لسرعته إرتطم بتلك الطاولة فى طريقه وكاد أن يوقع تلك المزهرية الثمينة ولكنه 
يقول بهدوء
مراد 
فتح عيناه وهو يلتفت إليهما يختلف عن كيانه المضطرب بالكامل قائلا
صباح الخير 
قالا سويا
صباح النور 
تخضب وجه رحمة بحمرة الخجل وهي تنظر إلى يحيي قبل أن تطرق برأسها بينما أبعد يحيي عيونه عنها بصعوبة وحمرة الخجل تزيدها جمالا لينظر إلى مراد قائلا
إنت كنت ماشى من غير ما تفطر يامراد
أومأ مراد برأسه قائلا
أيوة أصل ورايا شغل مهم وعايز أخلصه قبل الميتنج 
قال يحيي بهدوء
الميتنج مهم صحيح بس صحتك أهم يامراد أقعد إفطر معانا 
نظر مراد إلى رحمة ثم إلى يحيي بإرتباك قائلا
مش هينفع صدقنى 
كانت رحمة قد أعدت لمراد شطيرة سريعة وهما يتحدثان وناولته إياها قائلة
طب كل دى بس عشان خاطرى يامراد 
شعر مراد بالإضطراب لينظر إلى يحيي الذى ظهرت ملامحه عادية وهو يومئ له برأسه ليأخذها ليأخذ مراد منها الشطيرة وهو حريص على أن لا تلامس يده يدها ويحيي يجز على أسنانه ويقبض على يده بقوة كي لا يتهور يشعر بالغيرة تحرقه أشعلته كلمات رحمة البسيطة وإدراكه أن مراد تأثر بها وبإبتسامتها الحمقاء تلك والتى إرتسمت على شفتاها عندما رأت مراد يتناول شطيرته على عجل ليود يحيي أن يمحي تلك الإبتسامة من على وجهها حتى لا يراها غيره ولكن وحتى دون تلك الإبتسامة تظل ملامح رحمة ملائكية جذابة تجذب هالتها البريئة إليها الصغير قبل الكبير فما بالك
بقلب يعشقها كقلب مراد وقلبه هو قبل الجميع 
إستأذن مراد كي يذهب إلى عمله فتمنى له يحيي التوفيق فى إجتماعه اليوم والإتصال به إن إحتاجه ليغادر مراد تتبعه العيون قبل أن يلتفت يحيي إلى رحمة يحدجها بنظرات قاتمة حادة لتنظر إليه فى حيرة قائلة
بتبصلى كدة ليه
قال بنبرات حانقة
يعنى مش عارفة
عقدت حاجبيها قائلة
لأ مش عارفة 
لينهض وسط دهشتها لت
توقف على الفور وهو يلتفت إليه ليلعن بسره قبل أن يشير إليها لتسبقه فنظرت إليه لثوان فى تحدى لم يلبث أن فاز فيهة ليبتسم من طفوليتها رغما عنه 
كانت شروق جالسة فى مكانها تنظر فى صدمة إلى هذا الشريط المزين بخطين أحمرين تدرك أنها حامل بالفعل ولم تكن أوهاما كما صور لها عقلها صدمة أخرى ألا يكفيها صدمة إكتشافها بالأمس حبا خفيا فى قلب زوجها ورغم أن حبه لرحمة اصبح حبا بلا أمل لزواجها بأخيه ولكن يظل قلبه معلقا بأطلاله كقلبها تماما قلبها هذا الوحيد المعذب فى عشق يائس يضنيه تشعر پألم قلبها بدقاته المتسارعة يمتزج به الألم بالخۏف فكيف ستخبر مراد بهذا النبأوهو الذى حذرها مرارا وتكرارا من حدوثه فقد قالها صريحا لا أطفااال 
ولكن ما ذنبها وقد أراد الله أن تحمل طفله ويعلم الله أنها ما حاولت أن تنجب منه عمدا بل اخذت جميع إحتياطاتها أحست بالإعياء بدوار يكتنفها مدت يدها لتسحب هاتفها وتتصل بمراد لينجدها ولكن كيف تتصل به وهي تخشى ردة فعله لتفتح قائمة الأسماء وتختار إسما تدرك أن صاحبته الوحيدة التى قد تستطيع مساعدتها الآن صديقتها نهاد لتضغط على زر
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 32 صفحات