الأربعاء 27 نوفمبر 2024

اليتيمه

انت في الصفحة 29 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز


بالنسبة لى دلوقتى وعلى رأي كاظم بتاعك ده ست النساء 
أدمعت عيونها قائلة
بجد يامراد
رفع يده يمررها على خد شروق السليم قائلا بحب
بجد ياقلب مراد 
تعالت ضحكاتها ليتيه فيها ثم نهض قائلا
لأ أنا همشى بقى قبل ما أتهور يابنت الناس 
توقفت عن الضحك وهي تقول بحزن
إنت هتمشى وتسيبنى 
ڠصب عنى بقالى كام يوم غايب عن البيت والشغل هروح أظبط شوية حاجات وهرجعلك ونهاد جت أهي هتقعد معاكى لحد ما أرجع وأوعدك مش هتأخر 

إبتسمت تعلن بإبتسامتها موافقتها على ذهابه 
إتسعت إبتسامتها وهي تقول
محمد رسول الله 
ليغادر تتبعه عيناها بعشق قبل أن تتنهد قائلة
بحبك يامراد بحبك أوى 
قالت بشرى بعصبية
قصدك إيه يابهيرة
تلفتت بهيرة حولها تتأكد من عدم وجود أحد يمكنه سماعها وعندما إطمأنت قالت بهدوء
زي ما قلتلك اكيد محتاجة وقت عشان أكسب ثقتها من تانى وبعدين يحيي آخد باله منى كويس حاساه مش مرتاحلى ومراقبنى فمينفعش أتسرع عشان مغلطش 
زفرت بشرى ثم قالت
تمام يابهيرة بس إنجزى على ما أشوف مراد كمان ده راح فين بس خليكى جاهزة عشان ممكن أتصل بيكى فى أي وقت مفهوم
قالت بهيرة 
مفهوم 
أغلقت بشرى الهاتف بوجهها لتقول بهيرة بضيق
بتتكلم كدة ليه وبتتأمر بس على إيهأمال لو مكنتش محتاجانى كانت عملت فية إيه حاجة تجيب الضغط 
لتبتعد بخطوات غاضبة ليظهر يحيي من أحد الأركان يتابع إبتعادها بعيينه ليتأكد تماما من حدسه وتقسو عينيه وهو يتوعد لها ولمن خلفها بعذاب شديد 
كانت بشرى تجلس على الأريكة تمسك مجلة الموضة تتصفحها بلا مبالاة فمزاجها اليوم غير رائق بالمرة حين فتح الباب ودلف مراد لتقول بشرى بسخرية
لسة بتفتكر إن ليك زوجة وبيت تسأل
عليهم يامراد 
نظر إليها مراد مطولا للحظات لتشعر هي رغما عنها بالإضطراب من نظراته الخالية من المشاعر والتى تمتلئ ببرودة كالجليد تماما تتساءل هل عرف بفعلتها لتنفض هذا الإحتمال فأنى له أن يعرفليقاطع أفكارها قائلا ببرود
بشرى أنا لسة راجع البيت وتعبان ومش فاضى أبدا لتلميحات سخيفة عن تقصيرى معاكى 
لتنهض قائلة بعصبية
أمال فاضى لإيه بالظبط هاكنت فين يامراد المدة اللى فاتت دى كلها
نظر إلى عيونها مباشرة وهو يقول ببرود
كنت مسافر فى شغل 
رفعت حاجبيها قائلة بسخرية
شغل بردهشغل إيه اللى الشركة متعرفش عنه حاجة وشغل إيه اللى مخلى شكلك كدة وكأنك منمتش من شهور 
قال بهدوء يحمل بعض السخرية
مظنش إن الوقت يسمح أشرح لسموك الشغل ده ده غير إنك قولتيها بنفسك انا فعلا منمتش ومحتاج أنام عن إذنك 
كاد ان يغادر متجها لغرفته حين إستوقفه صوتها وهي تقول پغضب
إنت هتستعبط يامراد
إنتى إزاي تتكلمى معايا بالشكل ده إنتى نسيتى نفسك ولا إيهانا مراد الشناوي واللى يطول لسانه علية أقطعهوله مفهوم
نظرت إليه پصدمة ليهدر قائلا
مفهوم
قبل أن تقول بغل
والله وطلعلك صوت يامراد بقى عايز تقطع لسانى طب نهايتك هتكون على إيدى وبكرة تشوف 
قالت رحمة بإستنكار
إنتى بتقولى إيه بس ياماما لأ طبعا يحيي مستحيل يتجوز علية أو يفكر حتى يعملها 
قالت بهيرة بهدوء
وليه لأ يارحمة ماباباه عملها قبل كدة وإتجوز مامة هشام وباباكى عملها بعده وإتجوزنى ويحيي نفسه إتجوزك بعد راوية إيه اللى يمنعه يتجوز تالت ده شئ بيجري فى دمهم ياحبيبتى مجرى الډم 
كادت كلمات بهيرة ان تفتك بقلب رحمة شكا فبالفعل حدث كل ما قالته والدتها ولكن لوالد
يحيي ويحيي ظروفا أجبرتهم على الزواج وهو ۏفاة زوجتهم الأولى وإضطرارهم للزواج مرة ثانية أما أباها فخضع لسحر أمها ولم يكن له حق أبدا فى ذلك ولكنها لن تلومه الآن وقد واراه الثرى لتتساءل بقلق ترى هل من الممكن أن تأخذه منها أخرى خاصة وهو يعلم بعدم قدرتها على الإنجاب كادت بهيرة أن تبتسم إنتصارا وهي ترى ملامح الشك على وجه إبنتها ولكنها مالبثت أن شعرت بالصدمة حين إختفت تلك الملامح ليحل مكانها يقينا وهي تقول
مستحيل
أصدق إن يحيي ممكن يتجوز علية أنا بحب يحيي ويحيي بيحبنى ياماما ومستحيل يعمل كدة عن إذنك أنا رايحة لهاشم عشان ده ميعاد أكله 
تابعتها بهيرة بعينيها يتآكلها الغيظ وهي تقول
طالعة هابلة زي أبوكى 
بينما إبتسم يحيي بعشق وهو يتابع صعود رحمة بعد ان إستمع إلى كلماتها ليدرك انها أصبحت تثق بعشقه لها لينظر إلى بهيرة ويدرك أنها أصبحت أيضا خطړا شديدا لابد من إقتلاعه فورا 
الفصل الثامن والعشرون
كانت بهيرة تقف فى الحديقة إلى جوار رحمة التى كانت تلاعب هاشم بالكرة ينتابها التوتر الشديد فقد هددتها بشرى فى الهاتف اليوم إن لم تحضر رحمة إليها بعد ساعة من الآن فلتعتبر إتفاقهما لاغى وسترسل ليحيي ورحمة كل تسجيلات محادثاتهما مع حذف صوتها بالطبع لتخشى بهيرة غدر بشرى وټهديدها وها هي تتحين الفرصة لإحكام خدعتها حتى حانت من رحمة إلتفاتة لوالدتها لتتظاهر بهيرة بأنها على وشك الإغماء لتصاب رحمة بالجزع وتسرع إليها تسندها وهي تقول بقلق
ماما مالك فيكى إيه بس
قالت بهيرة بصوت حاولت أن تبث الضعف به
قعدينى بس يابنتى وأنا أقولك 
طمنينى ياماما إنتى كويسة
قالت بهيرة بعيون غشيتها دموع التماسيح
الحقيقة يارحمة إن أنا مريضة بالقلب 
كتمت رحمة بيدها شهقة كادت ان تخرج منها وبهيرة تستطرد قائلة
أنا كنت متابعة مع دكتور بس لما الدنيا ضاقت بية مبقتش أروحله وفى الفترة
الأخيرة بقت تجيلى نوبات دوخة وضيق نفس زي ما إنتى شايفة 
قالت رحمة من خلال دموعها التى سقطت حزنا على والدتها
ياحبيبتى ياماما 
تظاهرت بهيرة بالإستكانة وهي تقول
كان المفروض أروحله من شهر أعمل باقى الأشعة والتحاليل بس للأسف مروحتش وشكل حالتى متأخرة يارحمة أو جايز قربت أمو 
قاطعتها رحمة وهي تضع يدها على فم والدتها قائلة بجزع
بعيد الشړ عنك ياماما طول ما فيه أمل لحالتك يبقى مفيش يأس وأنا معاكى وبإذن الله هتقوميلنا بالسلامة ياحبيبتى 
أمسكت بهيرة بيد إبنتها الموضوعة على فمها بين يديها قائلة 
لكن يارحمة العلاج غالى و 
قاطعتها رحمة قائلة بصوت قاطع
مفيش لكن أنا قلتلك طول ما فيه أمل يبقى هنمشى وراه ولو كلفنى علاجك كل حاجة بملكها هدفعها ياماما وأنا مبسوطة إنك موجودة فى حياتى 
ربتت بهيرة على يدها قائلة بحنان زائف
يخليكى لية يابنتى 
لتمسح رحمة دموعها وهي تنهض قائلة فى تصميم
أنا هاخد هاشم أوديه لروحية عشان تاخد بالها منه وهتصل بيحيي وأجيلك عشان نروح للدكتور بتاعك دقايق بس مش هتأخر 
مش قلتلك هابلة زي أبوكى 
لتتسع إبتسامتها الساخرة وعيونها تلمع بإنتصار 
طرقت بهيرة جرس الباب لتفتح بشرى وتلمع عيونها وهي ترى مجدى الذى يحمل رحمة الغائبة عن الوعي لتفسح له الطريق بالدخول تتبعه بهيرة لتنظر بشرى خارج المنزل تتأكد من أن أحدا لم يرهم أثناء دخولهم المنزل لتغلق الباب بهدوء وقد شعرت بالراحة لتشير لمجدى الواقف بهدوء ينتظر أن ترشده لحجرتها لتسبقه وهي تفتح باب الحجرة بحذر ليدلف مجدى
إليها ويضع رحمة الغائبة عن الوعي على السرير بجوار مراد الغائب عن الوعي بدوره ثم يخرج من الحجرة تتبعه بشرى لتقول بسرعة
كدة تمام أوى إمشوا بقى بسرعة لإنى كلمت يحيي وأكيد قرب ييجى مش عايزاه يلمحكوا مفهوم
قال مجدى 
وقلتيله إيه
قالت بشرى
زي ما إتفقنا قلتله إلحقنى يايحيي انا لقيت مراد مع واحدة فى البيت هو طبعا فضل يهدينى أكيد فاكر إنها أي واحدة
ميعرفش إنها مراته رحمة الصدمة هتبقى كبيرة عليه وأكيد هيفكر يموتهم بس أنا هكون موجودة وهمنعه 
أومأ مجدى برأسه قائلا
تمام وأنا هكون قريب عشان لو إحتجتينى 
قالت بسرعة
كويس أوى يلا بقى إمشوا بسرعة 
قالت بهيرة فى جشع
طب وفلوسى انا مش جبتها لحد عندك 
قالت بشرى بحنق
يخلص بس الموضوع ده وكل اللى طلبتيه هتاخديه يلا بقى إمشوا عشان ألحق أظبط الدنيا قبل ما ييجى 
غادر الإثنان لتدلف بشرى إلى الحجرة وتحاول ذرف بعض الدموع وهي تنتظر قدوم يحيي بفارغ الصبر 
دق جرس الباب لتسرع بشرى بفتح الباب وهي تتظاهر بالإنهيار التام ليقول يحيي بجزع
فين مراد يابشرى
أشارت بشرى بيد مرتعشة إلى حجرة النوم ليتجه يحيي إليها فأسرعت بشرى ووقفت بين يحيي والباب تقول فى جزع مصطنع
بلاش تدخل يايحيي صدقنى مش هتتحمل الصدمة ولا هتقدر تتقبل اللى أنا شفته 
عقد يحيي حاجبيه قائلا
قصدك إيه يابشرى
قالت بشرى بحزن مفتعل
الإتنين اللى جوة دول أقرب الناس لقلبك والإتنين خانوك وخانونى يايحيي 
إزداد إنعقاد حاجبي يحيي وهو يشعر بالتوجس فى قلبه ليقول بصرامة
إبعدى عن طريقى يابشرى 
قالت بشرى 
بس 
هدر بها يحيي قائلا
قلتلك إبعدى 
تظاهرت بالخضوع وهي تبتعد عن طريقه ليدلف إلى الحجرة ويشاهد هذا المنظر الذى هز كيانه وأعاده إلى الماضى بكل قسۏة ليقف متجمدا يطالع أخاه و زوجته على وشك الإستيقاظ لتفتح عيونها وترى زوجها الواقف بوجه خال من المشاعر ينظر إليها لتقول بضعف
يحيي 
صمتت بشرى على الفور ليقول يحيي بنبرة جليدية
إنزلى إستنينى فى العربية 
أطرقت رحمة برأسها لتغادر الحجرة بخطوات منكسرة تشعر بأنها
الآن لديها رغبة واحدة المۏت فلم يعد هناك سبب تعيش لأجله فالضړبة تلك المرة قاصمة فيحيي الذى منحته كل شئ دون حدود او قيود خذلها من جديد ولكن تلك المرة قاټلة نظرت إلى سيارته بحزن لا هي لن تعود معه فقد إنتهى كل مابينهما وربما آن أوان فراقهما للأبد 
كادت بشرى أن تتحدث ليقول لها يحيي بصوت حاد
إطلعى برة يابشرى 
قالت بشرى بقلق
هتعمل إيه يايحيي
هدر بها قائلا
إطلعى برة 
غادرت الغرفة بسرعة لتزرع الصالة جيئة وذهابا بقلق حتى رأته على أعتاب الحجرة عيونه بلون
الډماء لتقول متوجسة
عملت إيه فى أخوك يايحيي
قال يحيي بصوت متهدج
كنت هقتله وأقتلها بس خسارة أضيع روحى فى واحد زيه وواحدة زيها أنا همشى دلوقتى هروح أطلقها وإبقى قوللى للى جوة ده إن أخوه يحيي ماټ 
ليبتعد متجها إلى الباب ليغادر المنزل فإستوقفه صوتها وهي تقول
يحيي 
إلتفت إليها لتقول بتسرع
أنا هعمل إيه
نظر إليها بتساؤل لتقول متلعثمة
اللى يعنى عملته ده عين العقل بس أنا هيكون مصيرى إيه
عقد حاجبيه قائلا 
مش فاهم قصدك إيه
إقتربت بشرى من يحيي قائلة
أخوك وطلع خاېن وحقېر وأكيد هطلق منه وإنت أكيد هتساعدنى ورحمة وهتطلقها طيب أنا وإنت هنعمل إيه
إزداد إنعقاد حاجبيه لتقول مستطردة
بما إننا أخلصنا فى حبنا وملقيناش من اللى حبيناهم جزاء غير الخېانة فإيه رأيك نبقى أنا وإنت
مع بعض يايحيي وأهو بالمرة يكون ده إنتقامنا الحقيقى منهم 
لم يظهر على وجهه أي تعبير لتقول مستطردة وقد إنتعش الامل بقلبها لعدم رفضه القطعي تقرر ب
رأت إبتسامته الساخرة قبل أن يقول 
تعرفى يابشرى لو إنتى آخر ست على وش الأرض مستحيل هقرب منك عارفة ليه
نظرت إليه وهي تعقد حاجبيها قائلة
ليه يايحيي
إنتفضت وإتسعت عيناها على آخرهما حين إستمعت إلى صوت مراد وهو يقول پحقد
عشان إنتى أحقر إنسانة خلقها ربنا يابشرى 
إلتفتت تنظر إلى هذا الذى يقف أمامها ينظر إليها بكره شديد لتعود بنظراتها إلى يحيي الذى نظر إليها بسخرية لتدرك ماحدث لقد أرادت أن تنصب لرحمة فخا فكانت هي من أعد لها الفخ ووقعت هي فيه بكل رعونة لتقول بتوجس
إنتوا مالكو
 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 32 صفحات