قصة بقلم منه
جو ان شهد تقف خلفه و انه دخل قلبها ليطمئن اولا ان المكان بالفعل امن.. دلف الي الحجرة ساحبا شهد من يدها.. و التي بدا عليها التوتر و الحزن..
عندما وقع نظر عدوي عليها.. تصاعدت انفاسه و قال منفعلا علي قدر ما سمحت قوته شهد!! شهد.. اخيرا جيتي.. قربي.. قربي .. انا محتاج اقولك حاجات كتير..
نظرت شهد لجو تطلب الدعم.. ولكنها و جدته حالته حال..
فقال بوهن هاتي ايدك.. نفسي امسكها
ابتلع يوسف ريقه بصوت عالي و كانه يحاول ابتلاع ما سمع للتو..
مدت شهد يدها و تركتها في يد عدوي.. تجمعت الدموع في عينيها عندما نظرت في وجهه الباهت المړيض وعينيه التي تنظران اليها بهيام ..
قال عدوي انا عايزك تسامحيني!.. سامحيني يا شهد علي كل اللي عملته فيكي.. برغم كل اللي عملته كنت بحبك.. و كان كل اللي بتمناه انك تبقي معايا طول عمري..
اكمل عدوي انا مبسوط اوي انك جيتي.. دلوقتي انا مستعد لأي حاجة.. كنت خاېف اموت قبل ما اشوفك.. او المس ايديك.. او احط ايدي علي شعرك .. و رفع يده في ضعف فترددت لوهلة ثم احنت رأسها له ليملس علي شعرها..
فاكمل واشم ريحته.. ريحته اللي كانت بتجنني لما بفتكرها وانا لوحدي.. و اقوم في ساعتها ادور عليكي عند المعلم مرعي عشان اجر شكلك..
اهدأ يا يوسف! اهدأ.. ليس هناك مجالا للغيرة الطاحنة الان.. ليس هناك اي مجال!!
قال عدوي في راحة ياااه يا شهد.. ياااه .. يا رتني عييت من زمان.. لو كنت اعرف ان مۏتي هيخليني في يوم اضمك لقلبي كده ..كنت مۏت نفسي الف مرة..
قاطعه عدوي قائلا كان حقك.. كنت بتحميها.. وكويس انك عملت كده.. انا مش عارف لو
وقف جو واعصابه من ڼار.. هاهو يقف يودع في مشهد مؤلم رفيق درب المعاناة و الكفاح .. في نفس ذات اللحظة يشاهد حبيبته مع رجلا.. يلامس شعرها . و يستمع لحديثا مؤثرا جدا عن عشقه لها .. لشهد.. شهد حبيبته هو!! ادرك انه سيخرج من هذه الغرفة و هو بحاجة ماسة لعلاج نفسي مكثف..
وفجأة بدا و كأنه يفقد الوعي.. فجري جو مسرعا للخارج و نادي الطبيب.. الذي اتي مسرعا و بعد ان تفقد عدوي قال لهما ان تلك هي لحظات غياب عن الوعي تتكرر بكثرة و قد تنتهي بغيبوبة او الۏفاة.. وطلب منم الدعاء له فحالته متاخرة جدا و تلك قد تكون لحظات النهاية..
كان من اصعب المواقف التي مرت في حياة كل منهما.. بل هو اصعب موقف علي الاطلاق!
قبل ان يخرجا من بوابة المستشفي الرئيسية استوقفها جو و طلب منها ان تنتظره بينما يدخل سريعا لدورة المياة..
بالفعل اسنتندت علي الحائط بجاور باب دورة المياة .. وقفت تبكي بمفردها.. اثر بها بشدة كلام عدوي.. تمنت لو انها لم تعامله بكل ذلك الجفاء برغم انه كان يستحقه..
في نفس اللحظة التي رأت فيها جو يخرج من دورة المياة.. و جدت يدا تضربها علي كتفها و صوت رجلا يقول بت يا شهد!
كان جو قد و صل اليها وقد عقد حاجبيه محاولا ان يفهم
كنه ذلك الشخص الذي وضع يده علي شهد للتو..الهم طولك يا روح..
استدارت شهد للشخص الذي تعرفته علي الفور و لكن وترتها رؤيته..
قال الشاب فين اراضيكي يا حلوة.. ده المعلم قالب عليكي الدنيا.. ومالك معيطة كدة.. حد مزعلك! ثم رمق جو بنظرة ڼارية..
قال جو مين انت اساسا
اجابه الشاب بامتعاض انا اللي مربي البت دي .. بس متمرش فيها و هربت.. خليها هي تقولك انا مين
تحدثت شهد بصوت مبحوح ده سليم يا جو.. من رجالة المعلم مرعي..
جو لسليم مربيها ده ايه دانت شكلك اعيل منها..
وضعت شهد كفها علي صدر جو كنوع من التهدئة و قالت قصده معلمني حاجات كتير.. سليم كان زي كده المدرب بتاعي..
لم ترد شد استفزاز سليم بأي صورة حتي لا يغضب و يحاول إذائها بإخبار المعلم عن مكانها او اثارة اي مشاكل حولها.. لقد تعبت من كثرة المواضيع و المشاكل..
جو باستهزاء حرامي يعني تشرفنا ..
فقال سليم ببرود مشيرا الي جو باحتقار مين ده يا شهد!
جو غاضبا انا اللي بملكها! ومش مسموح لك تكلمها .. وايدك لو اتمدت عليها تاني هقطعهالك كان يشير الي كتفها حيث ضربها سليم قبل قليل..
وضعت شهد كفيها علي وجهها في يأس.. وكأنها تلطم.. عراك جديد!
سليم بحدة لا دانت عايز تتربي بقي!!
جو وريني اخرك يا لفظ بذيء
انحني جو بسرعة ليتفقدها ..بينما جري سليم ليأتي بكوب ماء..
حملها جو و دخل بها من باب قسم الطواريء .. بينما بحث عنهما سليم فلم يجدهما ..
فحصها الطبيب و قال بدهشة مفيهاش حاجة!
جو امال مالها!
الطبيب مش فاهم.. مفيهاش جنس حاجة.. ضغطها و اطي سنة بس مش لدرجة فقدان الوعي
الطبيب هي فايقة.. عينها مقفولة بس!
جو في عدم فهم بتمثل يعني!!
رفع الطبيب كتفيه في حيرة ممكن!
اقترب منها جو وتفحص وجهها.. لطمھا لطمة خفيفة علي وجهها لم يجد رد فعل.. فلطمھا اخري لقوي.. مازالت بلا رد فعل فكر لثانية ثم همس في اذنها بأمرا ما..ليجد عينيها تفتح بسرعة و تقول والله لكون ضارباك قدام الناس!
فقال الطبيب حانقا انتو بتلعبوا!.. بتضيعوا وقتي!!
قال جو معتذرا اسفين يا بشمهندس..
واخذ شهد و خرجا.. وسط سباب الطبيب ..
قال جو مش فاهمك! نشفتي دمي
قالت شهد و هي تتلفت حولها و تسحبه من يده في سرعة ليصلا الي خارج المستشفي كنت عايزة افكس الخناقة.. مكنتش عايزاك تتخانق مع سليم.. ده
نابه ازرق.. وممكن يعملنا مشاكل
جو يا حبيبتي الخناقة حصلت خلاص من ساعة ما حط ايده علي كتفك.. وهو كده يعني مش هيعملنا مشاكل اه يا رب.. انا هلاقيها منين و لا منين..
شهد و حد قلك تتغابي عليه
جو لأ اسيبه يقولك يا حلوة و يحط ايده عليكي عادي! انتي اول مرة تتعرفي عليا
صمتت شهد و ابتسمت في دلال.. كم تعشق غيرته عليها..
سارا مبتعدين عن المستشفي.. ولم تبعد صورة عدوي المړيض عن رأسيهما طوال الطريق.. دعا له بالرحمة والغفران..
الفصل السادس عشر.
دمعت عينا حنان حين حدثها يوسف عن حالة عدوي.. كان حالها كحاله لم تحبه يوما بل كثيرا ما طالها اذاه فترة ما كانوا جميعا لدي المعلم .. و لكنها كانت تذكره طفلا .. وقد كبر امام عينيها مثله مثل جو.. آلمها ان تسمع عنه مثل تلك الاخبار الحزينه.. واشفقت عليه جدا..
اما جو فاستطرد يسرد عليها في ضيق شديد كيف انه شهد بكامل ارادته ما قام به عدوي تعبيرا عن عشقه لشهد.. حكي لها وكأنه يحدث نفسه عن كل لمسة و كل كلمة فعلها و قالها عدوي..
حنان خلاص يا جو.. انت قاعد سرحان و بتفتكر.. بټعذب نفسك!
جو انا ساعتها كنت حاسس بالذنب اني مش عاجبني.. دلوقتي مش قادر اطلع المنظر من دماغي..
حنان مبتسمة مكنتش فاكراك غيار كده...
جومش الفكرة... انا مبحبش حد يجي جنب..
حنان مقاطعة بصبر نافذ يووووه انت لسة!! الكلمتين اللي انت حافظهم بتوع محدش يجي جنب حاجتي بقوا قدام اوي.. انت بتغير علي شهد.. عشان بتحبها.. و مفيش حاجة تعيب في كده!!
ابتسم جو ابتسامة و اسعة حين ذكرت اسم شهد و سرح بعيدا..
قالت حنان يادي الخيبة .. اهو سرح تاني! ان كان انت و
لا هي جوز معاتيه.. الواحد ميعرفش يتكلم معاكوا كلمة غير لما تتوهوا منه في النص..
اتسعت اكثر ابتسامته و ضحك لقولها..
قالت بجديةهتعمل ايه في موضوعك
جو لسة.. بس يعني الدنيا ماشية..
حنان اكلمت مع شهد .. سألتها اصلا
جولسة برضه..
طرق باب مكتب حنان حيث كانا يجلسان..
ثم دخلت شهد.. كان معها بعض الاوراق تحتاج لتوقيع حنان..
حنان متصنعة السخط اهي.. المعتوهة التانية شرفت!
ابتسمت شهد حين التقت عيناها بعين جو برغم
انها سبق و رأته و هو داخلا الي المكتب و سلم عليها..
فأكلمت حنان بنفس الاسلوب الساخر ييييييه.. سبلوا لبعض!.. سبلوا!.. منا اصلي راس كرنبة قاعدة!..
فقال جو مبتسما لسة كنا في سيرتك يا شهد..
شهد اخص عالنميمة.. قلتوا ايه
حنان لجو في تحد قول لو جدع ..
شهد لحنان كان بيش تم و لا ايه والنعمة اقطعه!
و توجهت لجو حيث كان واقفا و امسكت برفق بياقة قميصه و قالت في دلال انطق.. قلت ايه عليا!
امسك جو بيدها الممسكة به في حب وقال حنان اللي قالت والله!
حنان مھددة طب تحب اقول كنا بنقول ايه
شهد قولي يا حنان.. انتي مبيتبلش في بقك فولة..
حنان لأ خليني كده ساكتة عشان افضل اذله!
نظرت شهد لجو بملء عينيها و سألت برقة وهي مازات تقف امامه ممسكة بقميصه مش هتقولي انت
لم يتمالك جو نفسه امامها فوضع يده لا ارديا علي شعرها و ملس عليه قائلا بصوت شبه هامس ونظرات تتفحص جمال و جههاممكن لو اتحايلتي عليا شوية..
صاحت حنان لأ وحياة امك انت و هي.. ده مكان اكل عيش.. الكلام ده علكورنيش ..اتهببوا شوفوا هتتغدوا ايه عشان هعزمكوا علي الغدا.. روحي قفلي الكام الحاجة اللي قلتلك عليهم يا شهد عشان نمشي
احرج شهد قول حنان فابتعدت عن جو مبتسمة في احراج.. مشت بضع خطوات بظهرها الي الباب و لوحت له وهي تقول لكليهما الحتة الي تتفقوا عليها..
وخرجت و عيناها مازالت متعلقة بعينا جو الي ان اغلقت الباب تماما..
عندي خبر يا معلم.. بس اضمن حلاوتي الاول
كان هذا سليم.. صديق شهد اذا بقاءه معها وقت طويل يدربها علي بعض المهارات و يخطط لها العم ليات الكبيرة يعتبر صداقة.. فهو كان صديقا مقربا لها..
واضح طبعا ولا يحتاج للايضاح انه كان يحدث المعلم المرعي..
مرعي انطق يا واد!
سليم شهد! و غمز بعينه..
مرعي و قد سعد بالخبر جدا عترت