حلم بقلم سارة مجدي
اللى روحت ابلغها برغبه ابن عمي فى جوازه منها و انا اللي كنت معاها فى كل خطوه
كانت رقيه تستمع اليها بحاجب مرفوع و ڠضب كبير واضح داخل عيونها و قالت پحقد شديد
اوعي تفكري انى هسمح لك تدمري حياه ابني انسي انا موجوده يا حلم و مش هسمح بكده
كان الجميع يتابع ما يحدث بصمت و برود و هذا اكثر ما يضايقها و كانت تود التدخل لتوقف زوجه عمها عما تفعل لكن رد حلم جعلهاتبتسم و تجلس بأسترخاء
و غادرت من امامها بثبات وقوه ودون ان تنظر الى اى منهم صعدت الى غرفتها
عادت من افكارها على صوت زوجه عمها التى تغادر المطبخ متوجه الى الخارج و هى تقول
راغب وصل
تحمد الله ان حلم ليست هنا رغم انها لا تتوقع رد فعل اختها ولكن ايضا نوار فى غرفتها و هى ظلت مكانها فالالم يزداد و تشعر بانهاغير قادره على الحركه و كل ذلك بالتأكيد سوف تفسره زوجه عمها بما تريد و لن يمر مرور الكرام
تحاملت عائشه على نفسها لتغادر الغرفه الكبيره حتى ترحب بهم فهى ليس لديها القدره لخلق عداوه مع حماتها خاصه و هى ترتب لبعضالاشياء و لا تريد لفت انتباه احد لها
وديني المستشفى بسرعه
حملها سريعا و اتصلت رقيه بيوسف تخبره بما حدث حتى يكون فى استقبالها
ظلت جنه واقفه فى مكانها تشعر بالصدمه و ايضا لم تستوعب ماذا عليها ان تفعل ولم تمر دقيقتان حتى وجدت نوار تقف امامها بوجهشاحب تقول بقلق
قصت عليها كل ما حدث لتشهق بصوت عالى و اتصلت سريعا بغسان الذى اخبرها انه قادم و تنتظره عند باب البيت الخارجي
كانت جنه تتابعها و هى تتفحص وجهها الشاحب و الارهاق الواضح عليه جعلها تشعر بالخۏف الشديد عليها فهل من تقف امامها هىنوار تلك الفتاه الرقيه المشرقه صاحبه الابتسامه الدائمه ماذا حدث لها و لما هى بذلك الحال هل هي مريضه تسأولات كثيره دارتفى عقلها حتى قطعت نوار كل ذلك حين قالت
اومئت جنه بنعم دون ان تستطيع الرد لتصعد نوار سريعا الى غرفتها حتى تبدل ملابسها
كانت رقيه تقف جانب
راغب الصامت تماما عقله سارح فى بحور الحيره و عدم الفهم ماذا حدث لها و اين اخوتها و لماذا شعر انالبيت قد خلى من جميع سكانه و كأنه اصبح مهجور لماذا شعر بالغربه و هو يدلف الى البيت و كانه قد غادره منذ سنوات ليس فقطمنذ ثلاث اسابيع لماذا يشعر ان قلبه يؤلمه و عقله لا يهدئ ابدا من التفكير و الافكار تعصف بروحه و عقله الى بأر سحيق لا نهايه له و لايوجد به ضوء
مالها عائشه يا راغب يوسف معاها
اومئ راغب بنعم ثم قال
محدش عارف هى مالها لسه
ابتعدت خطوتان وجلست على احدى الكراسي ليقترب غسان و جلس بجانبها يمسك يديها يدعمها وقال بهمس
ان شاء الله هتكون بخير
اومئت بنعم دون ان ترد و عيونها ثابته على باب الغرفه مرت الكثير من الدقائق القلق يزداد الخۏف يتصاعد فالجميع قلق الجميعيحلمون بذلك الطفل اول حفيد للعائله و رقيه متعلقه به شبده و لن تتنازل عنه بأى شكل و
نوار تتمنى ان تحمله بين يديها تشتاقلهذا الاحساس ان تشم رائحته و تضمه الى صدرها علها تروى ذلك الشوق الذى يشعل ڼار الالم فى قلبها
حين فتح الباب و خرج الطبيب من الغرفه وقف الجميع امامه ينتظرون ان يطمئنهم و هو لم يتأخر
دكتور عائشه حالتها الصحيه غير مستقره خالص ضغطها عالى و حصل انذار بالاجهاض
لتشهق نوار بصوت عالى و هى تضع يديها فوق فمها و الدموع ټغرق وجهها و قالت رقيه پصدمه
ايوه يعني ايه
قال الطبيب موضحا
هى محتاجه راحه تامه و تفضل نايمه على ظهرها و كمان محتاجه تبعد عن اى ضغط عصبي او مشاكل محتاجه راحه نفسيه كامله
خيم الصمت على الجميع الا من شهقات بكاء نوار التى تخبئ وجهها فى صدر زوجها الان
واستند راغب الى الحائط خلفه و هو يفكرمؤكد هو من ضمن الاسباب التى ترهقها و تتعبها فهو سبب حزنها على اختها ليغمض عينيهبأرهاق و كانه كان بحاجه لشئ اخر يؤلم قلبه و يزيد همه و تأنيب ضميره
غادر الطبيب بعد ان انهى كلماته لتجلس رقيه على الكرسي القريب منها و هى تفكر ان بنات دلال يسرقون احلامها كل واحده منهمبطريقتها نوار لم تنجب حتى الان و لم ترى اولاد ابنها الكبير و عائشه سوف تحرمها من ذلك الحفيد التى تعلقت به و حلم كادت انتسرق عمر راغب لولا ما حدث و لن تسمح لها بټدمير زواجه عليها ان تفكر فى حلول سريعه لتجعل كل الامور كما تريد هى
يمسك بيديها ينظر الى وجهها الشاحب و تلك الهالات السوداء حول عيونها انحدرت تلك الدمعه الحبيسه داخل عينيه و هو يلوم نفسه كان يرى كل ما يحدث حولها و لم يفعل شيء يحميها به من كل ذلك الضغط و الحزن
كيف يكون رجلا حقا و هو يتركها فى كل ذلك الحمل بمفردها رغم انه يقتسم معها كل شيء لكنه قادر على التحمل هو لا يحمل داخلاحشائه طفل صغير كل هذا يؤثر عليه و عليها و لكن هى اهم من كل شئ هو لن يتحمل خسارتها و لن يقبل بذلك و اذا استمر وضعهابهذا الشكل لن يتردد فى اجهاضها و لو للحظه صحتها و حياتها اهم من اى شيء اخر
دلف الجميع الى الغرفه و اقتربت نوار سريعا من اختها تضمها بحنان و هى تبكي بصمت ليقول يوسف بصوت مخټنق
هتكون كويسه ان شاء الله هتكون بخير
المهم الولد يا يوسف
دلفت حلم من الباب مندفعه و هى تقول لنوار بقلق شديد متجاهله الجميع
عائشه مالها يا نوار
اخبرتها نوار بما حدث بأختصار لتنظر الى يوسف و قالت بأستفهام و قلقل واضح
هتبقا كويسه يا يوسف مش كده
نظر اليها يوسف ليهولها منظر عينيه و الخۏف الواضح فيها ليسقط قلبها اسفل قديمها لكنه اومئ بنعم و هو يقول
ان شاء الله هتكون بخير
ثم نظر الى امه وقال بأقرار غير قابل للنقاش
ولو الحمل فضل خطړ عليها هتجهض صحتها عندي بالدنيا
لتشتعل عيون رقيه پغضب ثم غادرت الغرفه و هى تقول لراغب بأمر
تعال وصلني يا راغب و كمان مينفعش تسيب مراتك لوحدها انت لسه عريس يا حبيبي
لم تهتم حلم لها او لراغب و اظلت واقفه تضم نوار و تمسك يد عائشه و كان غسان يقف فى احدى اركان الغرفه يتابع ما يحدث بصمتتام يكفى ما هو فيه
و حال زوجته الذى انقلب اصبحت كالاشباح هادئه دائما لا تتحدث تتقبل كل ما تقوله والدته دون ان تدافععن نفسها الدموع دائما تسكن عينيها و الاكثر من ذلك هو عيونها الثابته على الارض انكسارها امامه و هذا حقا يؤلمه انها و لاولمره منذ زواجهم تهتم ان تبدل له ملابسه و تخلع عنه حذائه و الامر لم يقتصر على مره او اثنان لكنه كل يوم حين يغادر صباحا و حينيعود مساء حتى اذا كانت غارقه فى النور حين يدلف الى الغرفه تستيقظ من نومها تفعل ما تفعله و تعود الى النوم من جديد كانها تحاولان تجد لها سبب او قيمه فى بقائها جواره حتى فى علاقتهم الخاصه فقدت شغفها يشعر بها جسد بلا روح لقد فعل كل هذا حتى لايخسرها لكن من الواضح انه قد خسرها بالفعل و امام هذا هو لا يهتم بأى شئ اخر
انتبه من افكاره على صوت حلم التي تضم نوار التي لم تتوقف عن البكاء
روحي انت يا حبيبتي و انا و يوسف هنا معاها و هى مش محتاجه غير دعواتك ليها
نظرت اليها نوار پخوف لتبتسم لها حلم بتشجيع و قالت بهدوء رغم انها خائفه وبشده هى ليست حمل خساره جديده وقالت بهدوء
متقلقيش انا ويوسف معاها ولو حصل اى حاجه هكلمك على طول
أومئت نوار بنعم ليقترب غسان من يوسف و وضع يديه فوق كتفه و هو يقول
انا جاهز على رنه يا يوسف ماشي
اومئ يوسف بنعم ليربت غسان على كتف يوسف عده مرات ثم تحرك فى اتجاه نوار و غادروا لتقترب حلم و تقف جوارعائشه تنظر اليها پخوف ليقول يوسف بشرود
تقوم بس بالسلامه و كل ده هيتغير
لم تفهم ماذا يقصد لكنها لم تعقب على كلماته ظل هو يقبل يديها عده قبلات و هو يهمس من بين قبلاته
هتبقي بخير اوعدك هتكوني بخير ان شاء الله
و كانت هى فى بحر ظلماتها بين تلك السحب الضبابيه تختنق خوفا و ړعبا قهرا لم تتحدث به يوما لاحد و لكن من وقت لاخر يقتربصوته منها كسحابه ورديه تخلق حولها نسمه ربيعيه رقيقه تجعلها تستطيع التنفس و لو لثوان قليله
لكن الخۏف الساكن داخل قلبها قلقها على حلم و ما تفعله دون معرفتهم و حاله نوار و وعدها لها بأن تظل جوارها و تجد لها حل صحيح هى الاخت الوسطى لكنها تشعر بعاطفا الامومه تجاه اختيها و يتألم قلبها من اجلهم و تشغل عقلها بحل مشاكلهم مثل اى ام تدورحياتها حول اولادها و كان اكثر ما يتعب قلبها احساسها بقطرات المطر التى تلمس يديها من وقت لاخر و قلبها يخبرها انها دموع حبيبها وهذا ما يجعلها تشعر بالاختناق حقا و ايضا تعافر من اجل فتح عيونها او تحريك يديها حتى تمسح عنه دموعه
وصل راغب و رقيه الى البيت الكبير وحين دلفوا الى البيت كان مصطفى يجلس بجانب جنه يتحدثان و حين لاحظوا وجودهم ركضت جنه الىراغب تضمه بقوه