الأربعاء 18 ديسمبر 2024

الثلاثة يشتغلونها

انت في الصفحة 9 من 62 صفحات

موقع أيام نيوز


تبعدى من جواه كل مشاعر الغل والكره اللى بحسهم ماليينه قبل ما تخسرى كل حاجة يابشرى..لإنى بجد زهقت ومليت من تصرفاتك.
ليتركها ويغادر الحجرة صافقا الباب خلفه لتقول بشرى بغل
مش ممكن قلبى يصفى من ناحيتهم ولايمكن انسى إنى بكرههم ..الاتنين أخدوا منى حلم حياتى وحب عمرى..واحدة حبها والتانية إتجوزها..وأنا ورغم انى من دمه زيهم..عمره ما شافنى ولا حس بية..ومش ههدى ولا يرتاحلى بال غير لما أخلص منهم الإتنين.

وموافقتى يا راوية ملهاش أي إعتبار عندك ..ولا رأيي تحصيل حاصل بالنسبة لك
إلتمعت عينا راوية بالدموع وهي تقول
تفتكر إن مكانتك عندى قليلة أوى كدة عشان أستخف برأيك..كل الموضوع إن أنا حاسة بيك وعارفة اللى فى قلبك يايحيي.
أطرق يحيي برأسه قائلا بحزن
إنتى متعرفيش حاجة.
مدت يدها ترفع ذقنه لتواجهها عيناه وتقول هي بتقرير
أنا عارفة إنك بتحبها.
إتسعت عينا يحيي فى صدمة لتستطرد قائلة
بتحبها من زمان..وأنا كنت عارفة..ولغاية النهاردة مقدرتش تحب غيرها.. بسمعك بتنادى إسمها فى أحلامك..لإنك مش قادر تكون معاها فى الحقيقة..إتجوزت هي أخوك وإتجوزت إنت أختها..بس القدر أهو بيديلكم فرصة تانية وكأن قصتكم مش مكتوب لها تنتهى بالفراق..وكأن مصيركم إنكم تكونوا لبعض مهما حاولوا يفرقوكم.
إنتفض يحيي واقفا وهو يقول
إنتى بتقولى إيه بس..قصة إيه ومصير مينإنتى جرى لمخك حاجة
إبتسمت راوية بحزن
المۏت لما بيكون قريب منك بيخليك تشوف كل حاجة صح وبتحاول تصحح حاجات كتير غلط فى حياتك وحياة اللى حواليك واللى يهموك..وانا عمرى ماكنت صح أد النهاردة..متحاولش تنكر حبك..اللى بيبان جوة عيونك ..فى قاعهم اللى حاولت تخبى حبك فيه..وبيظهر فيهم بس لما بتسمع إسمها ..وعشان كدة محيته من حياتنا كلنا..عشان بيفكرك بيها ..بيفكرك بحبك الأول والأخير.
نظر إليها يترك مشاعره لأول مرة تظهر على وجهه دون أن يواريها كعادته مع الجميع..ليجلس مجددا وهو يقول پألم
هي السبب..هي اللى إتخلت عنى ياراوية وخانتنى..و مع مين..مع أخويا..محت إسمها من قلبى قبل ماأمحيها من حياتنا كلها..ياريت تقفلى على الموضوع ده لأنه بيوجع أوى..الموضوع ده منتهى بالنسبة لى..وبعدين مش انتى مراتى برده.. إزاي بس تطلبى منى أعمل حاجة زي دى
قالت راوية بحزن
لإنى ھموت قريب

اوى بطلبها منك ..لإنى مش هكون موجودة فى حياتك وحياة إبننا بطلبها منك ..بطلبها وقلبى پينزف بس لازم أكون واقعية وأطلبها منك.. لإنى لو مطلبتهاش.. وإنت لو موعدتنيش ..مش هتعملها يايحيي.
نهض يحيي يقول بعصبية
ايوة مش هعملها..لإنى مستحيل هقدر أسامحها..وبعيد عن إنك مراتى وتبقى اختها فالجواز منها أصلا شئ مستحيل افكر فيه لإنها إنتهت بالنسبة لى.. ..فجوازى منها مستحيل هيحصل وده قرارى النهائى ياراوية.
نظرت إليه راوية متفحصة ملامحه وهي تقول
وإن قلتلك إنها هتكون لغيرك من تانى يا يحيي.
لم يستطع يحيي إخفاء صډمته التى ظهرت على وجهه رغما عنه وهو يقول
تقصدى إيه بكلامك ده يارواية
تأكدت راوية فى قرارة نفسها أنه مازال يعشق رحمة ولكنه كبرياؤه الأحمق ما يجعله ينكر مشاعره لتقول بهدوء
توفيق إبن خالتى فى زيارته الأخيرة لية قاللى إنه قابلها فى دبي وإنه لسة بيحبها وعايز يتجوزها وفعلا طلبها للجواز..وأنها طلبت منه يديلها فرصة تفكر ..وبتهيألى لو رفضت إنك تتجوزها هتوافق عليه يايحيي.
قال يحيي بتوتر غاضب
هي قالتلك إنها هتتجوزه
قالت راوية بهدوء
قلتلك قالتله هتفكر..بس طبعا لما أقنعتها تتجوزك ..بقى الموضوع ده بالنسبة لها منتهى..لكن لو رفضت فتوفيق مستعجل ومش بعيد يقنعها ويتجوزها فى أسرع وقت..توفيق عريس كويس وميترفضش..القرار بقى فى إيدك
يايحيي..والوقت بيفوت بسرعة.
تمالك يحيي نفسه الممزقة فى تلك اللحظة ڠضبا وألما وغيرة..ليقول ببرود صقيعي
وقرارى لسة زي ما هو ياراوية ..جوازى من رحمة مستحيل..تتجوز اللى تتجوزه ..صدقينى مبقتش تفرق كتير.
ليغادر الحجرة مسرعا وكأن شياطين الأرض تطارده..تدحض خطواته الغاضبة برودة لهجته وكلماته..لتقول راوية پألم
مهما حاولنا ننكر مشاعرنا مش هنقدر..فى الآخر هنستسلم ليها وساعتها هنعمل أي حاجة..أي حاجة عشان نحميها من الأڈى .
لتغمض عينيها تشعر بالإرهاق الذى أنهك جسدها وروحها......بشدة.
دلف يحيي إلى حجرة ولده يبغى أن يريح قلبه المتعب برؤياه..ربما وجد صغيره مستيقظا لينسى أفكاره التى تحرقه وهو يداعبه..ذلك الملاك الصغير الذى يعشقه والذى يجعله ايضا يحتمل تلك الحياة وآلامها..ليتوقف فى مكانه متجمدا وهو يراها أمامه نائمة على هذا الكرسي الهزاز بجوار السرير ..تضم طفله بين ذراعيها . بأمان..لا يدرى لماذا شعر بقلبه الآن يذوب .هل لأن هذا المشهد لطالما راود أحلامه منذ أن شب على حبها ودق قلبه من أجلها..أم لإنها الآن تبدو كصورة مجسدة لجمال ملائكي برئ يخلب الألباب..أو ربما لأنها هي فقط رحمة وهذا الذى بين يديها هو طفله الصغير هاشم..وكليهما قطعة من روحه مهما رفض مشاعره وأنكرها..أغمض عينيه عن تلك الصورة الخلابة ليفتحهما مجددا تصارعه أفكاره من جديد..ترى هل سيأسر رحمة رجل آخر بالرباط المقدس..هل ستكون أما فى يوم من الأيام لطفل رجل آخر يتأملها وهي نائمة يضم صغيره كما يتأملها هو الآن..أشعلته الغيرة..وأحرقه ڠضب شديد سري بعروقه وهو يتخيلها ملكا لغيره..مجددا..
يشعر بأنه لن يتحمل ذلك تلك المرة..ورغم أنها تستحق
 

10 

انت في الصفحة 9 من 62 صفحات