غرام المغرور نسمة مالك
قلقي عليك..
........................................
.. بمنزل تامر..
تجلس إيمان بجوار زوجها حاملة إسراء الصغيرة النائمة على
قدمها.. تستمع لما يقوله لها زوجها پصدمه وذهول وبعدم تصديق تحدثت قائله..
انت بتقول ايه يا تامر!..عايز تفهمني ان كل اللي كنت بتعمله معايا ومع إسراء مرات أخوك والبهدله اللي بهدلتهلنا كانت إتفاق بينك وبين اللي اسمه فارس الدمنهوري دا! ..
أشار لها تامر بالصمت وبهمس قال..
وطي صوتك الحطان لها ودان..
صمت لبرهه وتابع بأسف..
ايوة يا ايمانوفارس بيه من يوم ۏفاة رامي اخويا الله يرحمه وعينه كانت على إسراء وبنتها وكل اللي حصل دا من تخطيطه علشان يخلي إسراء تروحله برجلها ويقدر يحميها من اللي قتلو جوزها..
قالتها إيمان بأصرار شديد..
هب تامر واقفا وتحدث بستعجال قائلا..
مش وقته.. لازم أروح لفارس بيه عايز يشوفني ضروري.. ادعيلي محدش يشوفني وانا معاه ولو رجعت هحكيلك على كل حاجه ..
إيمان.. پبكاء حاد.. لو رجعت أيه.. انا مش هسيبك تخرج يا تامر.. أكيد انت متراقب وانا معنديش استعداد أخسرك ..
لسه بتحبيني يا ايمان بعد كل اللي عملته معاكي! ..
إيمان .. وعمري ما هبطل أحبك..انت كنت بتعمل كده وليك عذر يا تامر..
يعلم ربنا إني عملت كده من خۏفي عليكي وعلي مرات اخويا وبنته ودلوقتي لازم أروح يا ايمان مدام قالي عايز يشوفني يبقي الموضوع مهم وخطېر ولازم أروح..
..
..قناعة!!..
ركضت إسراء مبتعدة عن باب الغرفة تبحث عن مخرج آخر تحت أنظار فارس المندهشه من رد فعلها..
أهدي يا بيبي دا أنتي مرات فارس الدمنهوري يعني متخفيش من أي حاجة ولا أي حد..
أردف بها فارس وهو يسير نحو الباب التي لم تتوقف خطيبته ديمه بالطرق عليه وهم بفتحه.. لتهرول إليه إسراء وتمسك كف يده الضخمة بيدها الصغيرة وجذبته
بعيدا عن الباب قبل أن يفتحه وتحدثت بصوت يكاد يكون مسموع..
يا بيه محدش يعرف أني مراتك وخطيبتك لو عرفت أكيد هتنقهر وأنا ميرضنيش أكون سبب في قهرة ست زيي وكمان مش عايزة حد يبصلي بصه مش كويسه..فخليني أخرج من غير ما حد يشوفني وخصوصا خطيبتك اللي مفحومة من العياط برة دي..
خليكي معايا..متخرجيش..
همس بها فارس بنبرة راجية.. بل متوسله وهو يتمعن النظر لملامحها الرقيقه بهيام..
حركت إسراء رأسها بالنفي وببوادر بكاد همست..
بحلفك بالله سبني أخرج.. أنا مش هستحمل أكون سبب في كسر خاطر حد.. كسرة
الخاطر بتجلب المخاطر..
رمقته بنظرة حاړقة وضړبت الأرض بقدميها بغيظ وهي تخطو لداخل الحمام وهمست من أسفل أسنانها..
المرايه دي بتظهر اللي في الحمام من عندك مش كده!..
ابتسم فارس بتساع وهو يحرك رأسه لها بالإيجاب وببراءه مصطنعه تحدث..
بس اطمني يابيبي
انا ماكنتش ببص علي حد غيرك أنتي بس..
كان بيبص عليا وأنا في الحمام الوقح اللي ماشفش تربيه دقيقة واحده..
تمتمت بها لنفسها پبكاء وهي تسير لخارج الحمام.. لتقفز بفزع حين شهقت والدتها بقوة مردفة بذهول..
بسم الله الرحمن الرحيم.. بت يا إسراء أنتي طلعتي منين يابت!..
لمحت على ثيابها أثار دماء فتابعت پخوف ولهفه..
وأيه الډم اللي على هدومك دا يا بنتي..
متخفيش يا ماما..دا مش دمي.. دا ډم فارس زفت بيه الساڤل..
ضړبت إلهام على صدرها
بكف يدها وپبكاء قالت..
يالهوي قتلتيه يا إسراء!.. ليه كده يا بنتي..عمل فيكي ايه علشان تقتليه.. ياخسارة شبابك يا ضنايا!..
ربتت إسراء على يدها بحنان وتحدثت بصوت عال قليلا قائله..
ياااا مامااااا اقتل مين بس.. ما هو زي القرد في أوضته..
بكت بصطناع وأكملت محدثه نفسها..
رغم أنه يستاهل والله اخلص عليه اللي عمال يقولي يا بيبي وطلع وقح وبيبص عليا وأنا ..
بتساؤل قائله..
طيب فهميني أيه اللي حصل وشكلك معيطه ليه يا قلب أمك..
تمسكت بها إسراء بكل قوتها وبدأت تبكي بنحيب مردده من بين شهقاتها الحادة..
بنتي و رامي واحشوني أوي يا ماما..
بكت إلهام لبكائها وبشتياق قالت..
بنتي..
مافيش حاجة تعوضني عن رامي أبو بنتي وحب عمري يا ماما..
همست بها وهي تعتدل جالسة ونظرت لوالدتها وتابعت بتنهيده حزينه..
انتي عارفة يا ماما برغم ان رامي كان علي اد حاله في كل حاجة بس كانت راحة البال والرضا والقناعة ملين حياتنا بركة..
دارت بعينيها للغرفة الفاخمه التي تفوق منزلها اتساع وضحكت ساخرة..
شوفي فارس بيه دا عايش في قصر عامل إزاي وعنده حرس اد أيه وجاي من شوية دمة سايح بعد ما ناس طلعوا عليه رنوه علقة معتبرة..
إلهام .. لا حول ولا قوة الا بالله .. ليه يعملوا فيه كده بس..
اجابتها إسراء بأسف..
بيقول عنده أعداء عايزه تقتله.. اهو اللي زي دا تلاقيه مبينمش ولا عمره عرف يعني اية راحة البال رغم كل فلوسه ونفوذة دي كلها..
نظرت لها الهام وابتسمت بعبث وتحدثت بجديه مصطنعة..
هو صحيح جريئ شويتين تلاته بس تصدقي صعب عليا يا بت يا أم إسراء وشكله كده هيصعب عليكي انتى كمان وقلبك هيمله..
هبت إسراء واقفه ومسحت عبراتها وسارت نحو باب الغرفة وهي تقول بثقه..
قلبي انا قفلته وعمره ما هيميل لحد بعد رامي الله يرحمه..
أنهت جملتها وفتحت الباب وتابعت قبل أن تخطو للخارج..
رفعت إلهام يدها للسماء وبدأت تدعو من صميم قلبها مردده..
ربنا يلم شملك انتي وبنتك ويريح قلبك ويسعدك ويرزقك الفرح والهنا مع اللي يستحقك يا إسراء يا بنتي..
بينما تسير إسراء الباكية تنظر لفخامة القصر حولها وتتذكر شقتها الصغيرة وزوجها الخلوق..
رغم أنه لم يكن أفضل من غيره ولكنه جعلها تملك قناعة قوية تجعلها ترفض مقارنتة بأحد..
بنظرها السعيد من راض نفسه على الواقع والتمس أسباب الرضا والقناعة حيثما كان..
فالقناعة خير من الغنى. في العالم كثيرون ممن يبحثون عن السعادة وهم متناسين فضيلة القناعة..
فإذا كان هذا ال فارس غني بأمواله.. فهي تري أنها اغني منه.. يكفي انها تملك غنى النفس تشعر أنها غنيه بنفسها وليس بما تملك.. تستمد قيمتها من نفسها..
فمن لا يرضى بالقليل لا يرضى أبدا..
إذا طلبت العز فاطلبه بالطاعة وإذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة فمن أطاع الله عز وجل نصره ومن لزم
القناعة زال فقره..
وقفت أمام باب المطبخ وجففت عبراتها ورسمت الصارمة والحزم على ملامحها الرقيقه وخطت للداخل بخطوات ثابته..
تنقلت بنظرها بين الفتيات
الكل يسيب اللي في ايده بعد إذنكم خليني اخد مقاستكم للينيفورم الجديد
اقتربت منها صابرين مديرة المطبخ وهي ترمقها بنظرات ناريه حاقدة وتحدثت بتعالي وتكبر مردفة..
وأنتي تبقي مين علشان تاخدي مقاسنا!..
أبقى اسألي اللي مشاغلك وهاتيلي حاجه يا شابة اخد بيها مقاستكم..
أنتي مش هتعملي اي حاجة قبل ما اسأل فارس باشا بنفسي يا بتاعه أنتي..
قالتها صابرين وهي تسير لخارج المطبخ قاصدة جناح فارس الساحرة..
..........................
.. تامر..
يجلس على إحدي المقاهي بعدما ظل يسير لأكثر من ساعتين يحاول الفرار من مراقبينه ولكن جميع محاولاته فشلت..
فقد تفاجئ بأكثر من سيارة تسير خلفه.. أخرج هاتفه وطلب إحدي الأرقام وأنتظر الرد
وهو يحدث نفسه بأسف..
كده مش هعرف اجيلك يا فارس باشا..
تامر.. أنت فين يا حبيبي!.. طمنيني عليك.. أنت كويس..
أردفت بها إيمان بلهفه شديدة..
تامر بابتسامة.. أنا كويس متخفيش.. طمنيني انتي و إسراء عاملين ايه! ..
إيمان.. إحنا بخير طول ما انت بخير.. شكل مشوارك منفعش..
تامربأسف.. لا منفعش وشكله مش هينفع الليله وبكلمك علشان تحضري الغدا.. انا جاي في الطريق.. شوفي لو عايزه حاجة اجبهالك وأنا جاي..
إيمان بفرحة غامرة فقد عاد لها زوجها الحنون بطبعه الهين اللين.. عايزه سلامتك وبس يا حبيبي.. متتاخرش علينا..
تامر.. ان شاء الله مسافة السكة.. مع السلامة ..
أغلق معها وهب واقفا ووضع يده بجيب سرواله وأخرج بعض النقود وضعهم على الطاولة وسار نحو منزله وهو ممسك بهاتفه يكتب بها رسالة نصها..
أنا معرفتش أخلع من اللي
مراقبني.. هستني منك رسالة يا باشا تقولي هنعمل أيه..
فور تأكده من وصولها قام بمسحها في الحال..
...............................
.. بجناح فارس..
بعدما قاموا الأطباء بمعالجة چروحه.. يقف أسفل الميه التي تنهمر عليه بغزاره ينعم بحمام بارد يساعده على الراحة قليلا من الذكريات التي تداهمه قبل أكثر من عام مضي..
.. فلاش باااااااااااك..
يجلس بمكتب شركته ينظر لشاشة كبيرة تظهر جميع العاملين بالصوت والصورة..
يقف بجواره إحدي العاملين ويتحدث بأحترام شديد قائلا..
فارس باشا جالنا معلومات ان في موظف عايز يوصل لسيادتك بأي طريقة بيقول عنده معلومات خطېرة عايز يقولها لمعاليك..
وريني شكله ايه الموظف دا!..
قالها فارس وهو يشير له على الشاشة أمامه..
أسرع العامل بالظغط على جهاز التحكم بالشاشة ليظهر رامي يقف بأحدي الجوانب ممسك هاتفه يتحدث به بوجه يظهر عليه التوتر والقلق والخۏف..
هو دا يا
فندم..
فارس.. بأمر.. عايز اسمع بيقول ايه وخلي واحد من رجالتنا تراقبه زي ضله..
إحنا فعلا مراقبينه وسيادتك تقدر تسمع هو بيقول ايه من على تليفوني.. واحد من رجالتنا يبقي أقرب أصحابه
وبيسجله النفس اللي بيتنفسه..
اخذ فارس الهاتف وبدأ يستمع بتركيز ل رامي الذي لم يكن يحدث سوا زوجتهوكانت أول كلمة استمع لها هي إسمها الذي راقه كثيرا..
إسراء.. أنتي رزقي الحلو في الحياة.. زي ما قال رسولنا الكريم الدنيا متاع وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة.. واحدة غيرك كانت شجعتني على الغلط وخلتني أقبل الرشوة واسكت عن الحق.. لكن أنتي أصيلة.. بترفضي ملايين هكسبها بالحرام وراضية تعيشي معايا بملاليم بالحلال..اللي زيك قربوا ينقرضو يا أحلى إسراء.. ربنا ميحرمنيش منك..
حديثه جعل الدهشه والذهول تعتلي ملامحه.. أيعقل مازال يوجد نساء من هذه النوعية!..شئ ما بداخله تمني ان يكون بمكان هذا الرجل الذي فاز بزوجة كهذه..دفعه فضوله لرؤيتها..
فنظر للعامل الواقف بجواره وتحدث بأمر قائلا..
تجبلي كل المعلومات عنه هو وكل أسرته وأولهم مراته..
.. نهايه الفلاش بااااك..
من أول لحظة شوفتك فيها وأنتي سحرتيني واتمنيتك تكوني ليا يا ساحرة..
كنت سبتني أساعدك وانت بتاخذ الشور بتاعك يا حبيبي..
بعدها عنه بضيق وتحدث پغضب..
ديمه فوقي لنفسك بقي أنتي مش صغيره ولا مراهقه على حركاتك دي ويله اخرجي خليني البس هدومي عندي مشوار مهم..
صكت على أسنانها وتحدثت بهدوء رغم غيظها..
مكنتش سنه دي اللي انا اكبر منك فيها يا فارس علشان تزلني بيها كل
شويه..
عقدت يديها أمام صدرها وتحدثت بحاجب مرفوع..
ومن أمتي وانت بتخرجني من اوضتك وانت بتغير هدومك! ..
أعطاها ظهره وأمسك سېجاره الفاخر اشعله وتناوله وزفره على مهل وهو يقول..
من انهارده وعايزك تفتكري ان اللي بنا مجرد بسنس علشان شكلك نسيتي وكمان انتي عارفه اني مبعدش كلمتي مرتين..
جملته الأخيرة كانت تحذير لها بأن تغادر جناحه على الفور.. لم تجد أمامها غير الانصياع لأوامره كعادتهاوسارت مسرعه نحو الخارج بخطوات غاضبه قبل أن يلقيها هو بالخارج..
نظر لاثارها بجمود وارتدي ثيابه المكونه من قميص أبيض وسروال من الجينز قاتم اللون وخذاء رياضي بلون القميص .. صفف شعره بعنايه ونثر عطره ذات الرائحه المٹيرة بسخاء وأمسك هاتفه تفحصه لبرهه مدمدما..
طرقات متتاليه على باب الجناح جعلته يتحدث بقلق