لاافهمك بقلم هدير_محمد
شافه من اليوم اللي
قال فيه ان عنده مهمة...
اكيد ابني عايش... عايش والله... مش معقولة ېموت و انا حتى محضنتهوش ولا شبعت منه... انا عايزة ابني...
اهدي يا ماما...
قالها معاذ و هو يأخذ والدته في حضنه... قالت رغد
طب اتصلوا على الرئيس بتاعه... اكيد هو يعرف مكانه...
اتصلت و قالي معلش بعتذر دي حاجة سرية تبع المنظمة و مينفعش تخرج بره... حتى مش راضي يطمني عليه... ربنا يسامحك يا آسر... قولتلك مليون مرة بلاش الشغل ده بس انت عاندت زي ما بتعاند في كل حاجة...
بالحزن... في كل الأحوال هذا زوجها و مهما قسى عليا في المعاملة لن تنسى انه سبب في ان أخاها الصغير يتعالج في احسن مستشفى بفضله...
عم الحزن عليهم جميعهم لانهم شعروا انهم فقدوه... الآن هم في انتظار ان يدخل رئيسه من ذاك الباب و يلعن عليهم خبر استشهاده...
فتح الباب و دخل منه آسر...
بتعيطوا ليه
إرتسمت الإبتسامة على وجوهم جميعا... ركضت فاطمة إليه و احتضنته بقوة و كذلك محمد...
الحمد لله انك عايش... الحمد لله
رعبتنا عليك...
وضعت فاطمة وجهه بين كفوفها و قالت و هي تتفحصه
انت كويس صح اوعى تكون اتصابت...
انا كويس...
جاءت رغد هي و معاذ حضنوه...
قال محمد
مش هسمح ده يتكرر تاني... مفيش شغل في المنظمة دي تاني بقولك اهو...
رد آسر پغضب
بابا قولتلك شغلي ملكش دخل فيه...
يا ابني انت مبتحسش ليه كل مرة نخاف عليك بالشكل ده...
انا مش طفل و مطلبتش من حد منكم انه ېخاف عليا... انتوا عارفين لما بروح مهمة بقفل تليفوني...
مفيش اي معلومة بتخرج من المنظمة لأي حد... و فاكر كويس اني قولتلكم كده... و متتصلوش على رئيسي تاني عشان بيضايق...
بيضايق عشان بطمن على ابني
متتطمنش... مطلبتش منك تتطمن.... انا لما ھموت هيوصلكم الخبر... طالما انا عايش اهو يبقى تبطلوا الڈم ..ا اللي انتوا فيها دي... لان ملهاش لازمة
عشان قلقانين عليك بتقول على خوفنا انه ڈم ..ا و ملهوش لازمة !! انت ازاي قاسې كده !
احمرت عينا آسر ڠضبا... امسكت فاطمة يده لكنه ابعدها في الحال... اقترب منه و قال و هو يجز على اسنانه و ينظر له پغضب
ايوة انا قاسې... بس مهما بقيت قاسې مش هوصل لقسوتكم انتوا... لو انت نسيت اللي عملته انت و هي زمان... فأنا منستش... بطل تدخل في حياتي... شغلي من هسيبه حتى لو على رقبتي... و طالما انا عايش هنا في البيت ده... يبقى انسى اني امشي على مزاجك و مزاجها... كفاية اني اتجوزت على مزاجكم عشان ميبقاش اسمي ابن عاق... دي لوحدها كفاية و كفيلة انها تزود كرهي ليكم... متمثلوش انكم عيلة مثالية عليا... انا اكتر واحد عارفكم... لأخر مرة بقولها اهو... هتدخلوا في شغلي... يبقى مش هتشوفوا وشي هنا تاني لغاية ما اموت...
جلس محمد على الاريكة و قال بحزن
اهو قالها بلسانه انه مش ناسي...
مكنتش مديت ايدك عليه... احنا ما صدقنا انه بقا يقولنا بابا و ماما بڈم ..ا كان بينادينا بأسمائنا... رجعتنا لوراء...
عصبني... انا خاېف عليه لانه ابني و حتة مني... و هو شايف ان ده كله تمثيل... والله انا خاېف عليه بجد...
ربنا يهديه...
ڠضبت رنا و صعدت لغرفتها... دخلت وجدته جالس على السرير... مازال غاضبا و ذلك واضح في عيناه... نظر لها... بدون اي كلمة نهض ليذهب... لكن امسكت يده و قالت
انت ازاي تكلم اهلك بالطريقة دي
انتي مالك !!
ايه اللي انا مالي دي... يا بني آدم افهم... هم كنا خايفين عليك و قلبهم هيتقطع من القلق عليك... ده ذنبهم يعني ف تقوم تكلمهم كده
يا ستي ايوة انا قليل الادب... انت مالك برضو
انت فعلا قليل الادب و متربتش كمان...
حصل... حاجة تاني
انت ازاي كده الواحد بيتمنى انه يبقى وسط عيلته و يتحامى في ظلهم و يحضنهم... انت عندك عيلة و بيحبوك كمان تقوم تعمل معاهم كده
انا مبحبهمش... و مطلبتش منهم يحبوني...
ولا تستاهل حبهم اصلا... انت قلبك أسود اوي مستاهلش ان حد يحبك اساسا...
ايوة انا قلبي أسود و حجر و قاسې كمان... عندك حاجة تانية عايزة تقوليها يا ام قلب أبيض انتي
الغلط على اللي يتكلم معاك كلمة أساسا...
و مطلبتش منك تتكلمي معايا... بصي انا مصدع... بطلي رغي و اتخمدي احسن...
انا كرهتك يا آسر... انت وحش و طريقة كلامك معايا وحشة...
امسكها من ذراعها و ضغط عليه بشده و قال
المفروض بعد ما ټشتمي و تعلي صوتك عليا اخدك في حضڼي و اقولك حقك عليا هههه ضحكتيني... مش أنا اللي هقل كرامتي عشان حد مهما كان... و طول ما انتي بتتكلمي معايا كده هرد عليكي رد يزعلك... ف احسنلك تختصريني و تبعدي عني... كده كده مش طايق اشوفك ولا اسمع صوتك حتى...
دفعها على السرير بقوة و دخل للشرفة و اغلق الباب عليه... تجمعت الدموع داخل عيناها و بكت... امسكت ذراعها و تألمت من مسكته...
بكرهك يا آسر... بكرهك... يارب امتى يجي اليوم اللي تخلصني منه... راجل وحش و مريض...
تاني يوم......
استيقظت رنا من نومها... لم تجد آسر بالغرفة ولا بالحمام ف عرفت انه خرج
احسن انه خرج... حتى الواحد يعرف يقعد براحته في الأوضة دي...
غسلت رنا وجهها و غيرت ملابسها... فتحت هاتفها و رنت على الممرضة التي تعتني بأخاها الصغير... طلبت منها ان تعطي الهاتف لأخاها...
رنااا...
قالها ياسين ببراءة
البطل عامل ايه
كنت لسه هرن عليكي... انتي وحشتيني جدا جدا جدا...
انت أكتر يا روحي... اوعى يكون حد مزعلك هناك...
كلهم طيبين... بس انا زهقت من القعدة هنا... عايز اعيش معاكي...
صعب يا ياسين... انت لسه عندك جلسات لازم تخضع ليها...
يووووه هي الجلسات دي مش هتخلص انا زهقت...
قربوا يخلصوا متقلقش...
هتجيلي امتى
قريب اوي... اوعى تكون مش بتاكل كويس...
لا باكل عشان ابقا كويس و اخلص علاجي و اخرج من هنا...
هتخلص و هتخف يا روحي...
لما تجيلي ابقي هاتي عمو آسر معاكي لانه حبيته...
بس عمو آسر عنده شغل... مش هيقدر يجي...
عشان خااااطري... خليه يجي و النبي
حاضر هقوله... يلا هقفل انا... انتبه على نفسك كويس...
حااضر...
ودعته و اغلقت الهاتف... تنهدت و قالت
و ده هجبهولك معايا ازاي مش هيوافق طبعا...
مر اليوم و كانت الساعة 3 بالليل...
كانت رنا نائمة في غرفتها... عيناها مفتوحتان... رأت الساعة...
الوقت اتأخر و مجاش... و غايب من الصبح... معقول راح مهمة تانية بس مقالش لحد... اه صح هو هيقول ليه و هو مقاطع الكل... انا هرن عليه و اعمل اللي عليا...
رنت عليه و قبل ان يعطي جرسا اغلقت هاتفها
لا مش هرن... لاني مش ناسية اللي قاله امبارح ليا بكل برود... و هو مش طفل عشان اقلق عليه... خليه يتفلق
سمعت رنا خطوات قادمة نحو الغرفة... وضعت الهاتف تحت المخدة و نامت بسرعة...
دخل آسر الغرفة... اغلق الباب بالمفتاح... نظر الى رنا وجدها نائمة... تنهد بإرهاق... كان معه كيس ابيض صغير... وضعه على المننضدة... قلڠ البلوڤر ليبقى نصفه العلوي عاريا... فتح الدولاب بحذر حتى لا تستيقظ و تراه هكذا... فتحت رنا عيناها و نظرت إليه... احست بأن البرق ضړب رأسها عندما رأته... رأت ظهره مشهوة و محروق و ملىء بالچروح... و واضح ان تلك الچروح و الحروق حديثة الإصابة بسبب لونها و شكلها الملتهب...
اغمضت عيناها بسرعة قبل ان يلتفت و يراها مستيقظة... اخذ ملابس خفيفة و اخذ ذلك الكيس... دخل الحمام و سمعت صوت المفتاح في الباب و هو يغلقه به...
اعتدلت و احست بقشعريرة في چسدها عندما رأت ظهره...و تحدث نفسها... كيف هو متحمل كل هذه
الچروح و كيف اصيب بها أيعقل انه عندما غاب شهر عن المنزل كان مصاپ و أتى عندما تحسن... أنه لا يريد ان يعرف أحد بهذا... لم يتكلم... لم يقول شيء متعلق بإصاباته تلك... لكن لماذا
عادت رنا بالتظاهر بالنوم عندما سمعت صوت المفتاح يتحرك... خرج آسر من الحمام بعد ان استحم... رن هاتفه و عندما رأى اسم المتصل ذهب للشرفة و رد عليه...
هااا يا بطل ايه الأخبار
روحت للدكتور اللي نصحتني بيه... شاف الچروح و كتبلي شوية شمبوهات و كريمات تخفف الالتهاب... استحميت بيهم دلوقتي...
في تحسن
شوية... احسن من الأول...
بالشفاء يا بطل...
انتهت المكالمة و عاد آسر للغرفة... اخذ وسادة من السرير... وضعها على الاريكة و استلقى عليها و نام...
نظرت له رنا وجدته نام على بطنه ف قالت في سرها
عمري ما شوفته نايم على بطنه كده... حتى استغربت لما لقيته نايم نفس النومة دي امبارح... مش مستحمل ينام على ضهره... اكيد بيتوجع بسبب الچروح دي... بس ليه خبى عني و عن عيلته... للدرجة دي بيتعامل انه وحيد...
حتى وجعه مش عايز حد يشاركه فيه... بس ليه
تفادت تلك الأسئلة و نامت...
تاني يوم.....
كانت رنا واقفة تنتظر خروج آسر من الحمام... عندما خرج لم ينظر لها و اكمل طريقة للخروج من الغرفة... قبل ان يمسك مقبض الباب... وقفت رنا امام الباب و منعته
انتي بتعملي ايه
مش واضح انا بعمل ايه... بمنعك من الخروج...
والله ابعدي من قدام الباب خليني اخرج...
ليه عايز تخرج رايح فين انا مراتك و من حقي اعرف
هو انتي مصدقة انك مراتي بجد بلاش كلام يضحك على الصبح... ابعدي
انا عايزة اروح لياسين المستشفى
ما تروحي... منعتك انا روحي حتى خليني اشم نفسي في الأوضة شوية لوحدي...
انت هتيجي معايا...
و انا اجي معاكي ليه
ياسين لما شافك في المرتين اللي فاتوا و اتكلم معاك... الظاهر كده حبك... ف قالي لما اجي انت هتيجي معايا...
قوليله مش فاضي...
ياسين عنده 10 سنين و بيصارع السړطان لوحده... فأنا بعمل اي حاجة تفرحه و ترفع من معنوياته... أكد عليا تجي... أكيد لما يشوفك هيفرح...
ده اخوكي انتي مش اخويا انا... انا عليا مصاريف