الأحد 24 نوفمبر 2024

الفصل الاول من أنا ووشمي وتعويذة عشقك للكاتبة هدى زايد حصري

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

و الشهامة و الكرام تجاوز الخامسة و الثلاثون من عمره ومازال أعزب قلبه معلق بها وهي لا ترأه من الأساس و لكن لا بائس هو يناجي ربه ليلا نهارا لترضى به زو جا ف صبرا جميلا .
و ضع عبدالكريم الصناديق الخاصة ببعض أدوات التصنيع ثم جلس ليلتقط أنفاسه و هو يجفف حبات العرق المتكونة أعلى جبينه بطرف قميصه الأسود كانت عيناه تسترقان النظر إليه اليوم ليست كسابق عهدها ترى ماذا حدث هل هي غاضبة بسبب والديها أم قام بتوبيخها مدير المحل 
انتشله من بئر أفكاره صوت ذاك الرجل العحوز و هو يشير بيده آمرا إياه أن يحمل الصناديق إلى المخزن الداخلي و راح يقول بحدة 
شيل يا عبده الصناديق دي جوا يلا وهات الأسور و السلاسل عشان نبيلة تقفلهم عشان النهاردا الفرع الرئيسي جاي ياخدهم
أومأ برأسه و قال بلسانه الثقيل و حروفه المتلعثمة قليلا 
حاضر يا عدلي
بدأ في حمل الصناديق و ترك نبيلة تتحدث مع صاحب المحل عن النقوشات المطلوبة و ما الأدوات التي تنقصها لتنهي عملها كما يجب أن يكون عاد من جديد و بين يده العمل المطلوب جلس مقابلتها و بدأ يساعدها 
في ترتيب الأشياء حسب أولويتها تردد كثيرا في فتح باب الحديث دائما صامتة دائما تحدثه داخل إطار عمله يريد أن يخبرها برغبته في الز واج منها و هي لم تدع له فرصة واحدة لفعل ذلك ظل شاردا في ملامحها حتى لوحت بيدها أمام وجهه وقالت بنبرة ساخرة 
مالك يا عبده سرحان فيا كدا ليه
حرك رأسه علامة النفي وقال بكذب وهو يحاول أن يوضح مخارج الفاظه لتفهم مايريد قوله 
مافيش أنا بس سرحت شوية
تابع بتذكر وهو يخرج مبلغ من المال وقال 
معلش يا نبيلة نسيت اديك الجمعية هو أنا هقبضها الشهر دا 
تناولتها نبيلة منه ثم قامت بعدها ببطء شديد و هي تنظر إليه لتبدء في مقدمات لا حصر لها ليرد بعتذار قائلا 
أنا مش فاهم حاجة أنا عاوز اعرف هو دا دوري ولالأ  
بص الشهادة لله دا دورك بس أنا بستأذنك يعني اخدها أنا الشهر دا عشان فرح أختي وأنت الشهر الجاي 
بس 
و الله العظيم يا عبده هتاخدها الشهر الجاي و عد مني أنا عارفة إن دي تاني جمعية اعمل فيك كدا بس معلش أنت عارف ظروفنا و إن اختي دعاء هتتجوز خلاص معلش يا عبده تعال على نفسك المرة دي
توسلها ورجائها الممزوجة بالإبتسامة الواسعة جعلته يرضخ لرغبتها معلنا استسلامه كالمعتاد 
تلك الغبية لاتعرف إن هذه النقود هي نقود مصوغاتها الذهبية التي يريد أن يبتاعها لها و كيف تعلم و هو كالتمثال أمامها باشر عمله في هدوء تام بينما بداخله بركانا من الڠضب لم يختلف حالها عن حاله كثيرا فهي أيضا تشعر بالڠضب لكنعا بارعة في كتم ڠضبها في و قت عملها.

في منزل عبد الكريم 
جلست والدته تتناول وجبة الإفطار في هدوء حتى و لج شقتها من يعكر صفوها دائما زوجات ابنائها عاشقات في فعل ذلك و لكنها لم تترك لهن المجال قامت بسحب الأطعمة أسفل الأريكة الخشبية و قبل أن تتحدث سألها ابنها الأكبر قائلا بسخرية 
إيه ياما بتداري الأكل ليه تحت الكنبة مټخافيش احنا فاطرين فوق 
و ها داري ليه ياحبيبي أنا بس شبعت والحمد لله 
طب ياما انا عاوز 300 جنية سلف منك لآخر الشهر
والدته ساخر و هي تقول بكذب كعادتها في مثل

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات