الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية فيصل العاق للكاتبة هدى زايد

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

لا مبتعرفش تلبسها لوحدك ! 
لا بعرف 
طب كويس اخلص بقى عشان أنا جاي اخد شوية حاجات و ماشي و مش عاوز اتأخر 
حاضر
بعد مرور ساعة و نصف
جلس فيصل و ابنه داخل سيارة الأجرة ظل يتأفف بسبب ذاك السائق الذي يتمتع بالبرود التام أشار بيده ل فيصل و قال
معلش يا سيدنا اللافندي خد ابن حضرتك على حجرك عشان في استاذ ها يقعد مكانه
و بسرعة دون تفكير سحبه برفق ثم اجلسه على فخذه كانت الرعشة تدب في اوصاله هذا القرب الشديد يوتره بشكل لا يوصف نظر والده له و قال بخفوت
بتترعش ليه ! 
مش برتعش
حدثه بخفوت و هو يربت على رأسه بهدوء و قال
طب اهدأ طب مش هعملك حاجة متخافش .
كلماته تلك كانت مسكن بالنسبة له حقا ادخلت الطمأنية على قلبه طوال الطريق كلا منهما يحاول الهروب من نظراتهما لبعضهم البعض 
غلبه النعاس و بشكل لا إرادي أو ربما فطري احتضنه محاولا التشبث به و الاحتماء من حرارة الشمس التي تنعكس على وجهه همس بالقرب من أذنه و قال
الشمس مضايقاك !
حرك ايوب رأسه علامة الإيجاب و هو مازال مغمض العينين بينما رفع فيصل كفه حاجبا عنه حرارة الشمس قدر المستطاع إلى أن وصل المشفى أيقظه بهدوء و قال
اصحى يا ايوب وصلنا خلاص .
ترجلا من سيارة الأجرة متجهان حيث باب المشفى الرئيسي كان فيصل قابضا على كفه و كأنه سيفلت منه في الزحام أما أيوب ف كان يلتفت يمينا و يسارا أماكن جديدة يزورها كل ما يحدث منذ اشهر أشياء لم يراها من قبل وصلا أخيرا للمصعد الكهربائي 
ظل فيصل يضغط عليه لكنه لم يستجيب له 
سأل أحد المارة و قال بهدوء
هو الأسانسير عطلان و لا إيه ! 
اه من الصبح 
شكرا 
العفو
نظر لابنه و قال بتساؤل
هتقدر تطلع الرابع على رجلك !
انعقد لسان الصغير و امتنع عن الرد ليس عجزا بل خوفا منه كرر سؤاله فقال بصوته الرقيق 
ايوة اقدر 
طب يلا نطلع .
بعد مرور خمس دقائق
وصلا للطابق الثالث كانت ساقه ترتجفان إثر 
صعود سلالم الدرج لم يعتاد على هذا تعد هذه مرته الأولى لصعود كهذا توقف بين الطابق الثالث و الرابع ليلتقط أنفاسه اللاهثة نظر لأبيه ثم قال برجاء 
مش قادر أنا رجلي وجعتني
رد فيصل و قال بنبرة مقتضبة 
استرجل كدا متبقاش خرع و خليك راجل .
حرك أيوب رأسه بعد سماعه ل جمل والده الذي اعتاد على سماعها في الفترة الماضية وضع قدمه على الدرجة الأولى من الطابق الرابع و قبل أن يصل لنصفه جلس على الدرج و قال بإنهاك 
مش قادر رجلي بترتعش يا بابا و الله مش قادر .
تنفس فيصل بعمق و هو يحمله على ظهره ثم قال 
و أنا في سنك كدا كنت بلف الدنيا كلها على رجلي و اتشعبط على الحيطان .
رد أيوب و هو يحدثه بالقرب من أذنه بفضول 
و كنت بتطلع الرابع على رجلك ! 
كنت زي القرد من سطح لسطح و دلوقتي بقيت بطلع الدور الخمسين و اشتغل
كاد أن يسأله لكنه التزم الصمت ما أن ولج حجرة حياة كانت ممددة على الفراش ما أن رأته ابتسمت له و قالت 
حبيبي حمد الله على سلامتك أنت عامل إيه ! 
الله يسلمك يا ماما أنا الحمد لله أنا صحيت من النوم ملقتش حد في البيت !
ابتسمت بوهن ثم قالت بنبرة مخټنقة
ادعي لي يا أيوب ربنا يجيب اخواتك بالسلامة دي تالت مرة يروحوا مني
ردت جدتها قائلة 
يا بنتي إن شاء الله خير متقوليش كدا و بعدين الدكتور طمنا الحمد لله .
جلس أيوب جوارها كما طلبت منه همست بالقرب من أذنه و قالت  
مسامحني يا أيوب  
على إيه ! 
على أي حاجة و كل حاجة صدرت مني !
رد أيوب بعفويته و قال
بس أنت مش بتعملي لي حاجة وحشة أنت بتحميني و تلبسيني و تذاكر لي دورسي حتى اللبن بتخليني اشربه كله عشان ابقى قوي !
ابتسمت لبرائته و هو يتذكر حسناتها وددت لو يغفر لها تلك السيئة الوحيدة التي فعلتها دون قصد و

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات