السبت 23 نوفمبر 2024

رواية فيصل العاق للكاتبة هدى زايد

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

احضانها غمرته بحبها و حنانها بينما رفع هو رأسه و قال 
أنا بحبك اوي يا حياة .
و أنا بمۏت فيك يا قلب حياة من جوا .
في المساء
قرر فيصل أن يغادر المشفى برفق ولده لوح لها بيده ثم قال 
هجاي بكرا يا حياة عاوزة حاجة !
ردت بإبتسامة حانية قائلة
عاوزة سلامتك يا قلب حياة
تابعت بجدية قائلة بتذكر 
أوعى يا أيوب تشغل البوتجاز تاني لوحدك لو عاوز حاجة يا حبيبي ابقى خلي بابا يعملها ماشي !
حاضر .
سار جنبا إلى جنب دون أي حديث جانبي كأي أب وولده توقف فيصل أمام المصعد الكهربائي ضغط على الطابق الأرضي لحظات و تحرك المصعد و بعد تجاوز الطابق حسب الترتيب التنازلي احتك المصعد بالجدار 
اتسعت أعين أيوب عن آخرهما و قال بفزع و هو يقبض على ساق والده بقوة شديدة
يا بابا يا بابا
لن ينكر فيصل أن قلبه انقبض أكثر من أيوب لكنه تماسك و تظاهر بالجمود لأول مرة يتعرض لموقف كهذا شدد على كتف ولده و قال بحدة 
اجمد و خليك راجل
تابع كاذبا 
متقلقش تلاقي النور قطع على طول بيعمل عندي في الشغل كدا
هدأ أيوب قليلا ثم رفع رأسه و مازال الخۏف يطل من عيناها
هو هو بيحصل كدا عاد ي ! 
اه متقلقش
تحرك فيصل تجاه الباب ظل يطرق بيده و هو يهتف باسم أحدهم عله يصل له صوته و يعاونه في الخروج من هنا و لحسن الحظ أن أحد العمال كان يعلم بالعطل الذي حدث للمصعد رد عليه و طمئنه هدأ قليلا ثم نظر لابنه و قال  
شفت الموضوع سهل ازاي ! اهدأ بقى
تنهد بإرتياح و قبل أن يتحدث تحرك المصعد مرة أخرى حركة مفاجئة هرع تجاه احتضنه 
بقوة تنفس بصوت مسموع و هو يقول پذعر من والده 
أنا أنا عملت حمام
نظر له والده ثم قال
حصل خير حصل المهم إنك بخير
عاد التيار الكهربائي من جديد للمصعد ساعده فيصل في هندمة ملابسه ثم نزع عنه قميصه 
و قام بربطه حول خصر أيوب و هو يقول 
متجبش سيرة لحد أنت راجل و الرجالة ماينفعش تبقى لتاتة 
يعني إيه لتاتة ! 
رغاية يعني و بيسأل كتير 
بس أنا مش راغي أنا بسأل كتير كدا ابقى راجل !
خرج من المصعد و قال بنبرة ساخرة 
لا نص راجل و كفاية رغي بقى عشان مصدع 
حاضر
بعد مرور ثلاثة ساعات كاملة و بعد أن تناول قهوته الساخنة أمام شاشة التلفاز في انتظار خروج ولده من المرحاض خرج و هو يتأمل نفسه أمامه ثم قال بتسائل
بقى دا بتاعت دي !! 
إيه مش عجبك و حياة ابوك و لا إيه !
رد أيوب ببراءة 
هو أنا اقدر اقول لا 
بتقول حاجة ياض أنت ! 
بقول تصبح على خير يا بابا
استوقفه قائلا بتساؤل
مش هتتعشى !
استدار أيوب قائلا
في جبنة ! 
لا هعملك بيض مقلي
أشار أيوب بكفيه و قال ببراءة
لا شكرا مش عاوز اتعبك انام خفيف احسن
كاد أن يتجه نحو غرفته ليتفاجئ بيد من حديد قبضت غلى مؤخرة رأسه ليجبره والده تغير اتجاهه من الحجرة للمطبخ اجلسه على 
المقعد ثم قال
ميبقاش طالع غيني عشان اقلي لك بيض زي بتاع حياة و جنابك تتريق عليا كل الطبق كله
رد أيوب و قال بتساؤل 
طب هو فين الأكل ! 
ما قدامك اهو 
فين دا ! 
ما البيض اهو ياض مالك في إيه ! 
هو دا بيض ! 
إيه مش شبه اللي بتعمله حياة !
ضحك ايوب رغما عنه ثم قال ببراءة 
بصراحة يشبه كل حاجة إلا البيض بتاع حياة يا بابا .
رد فيصل و قال برجاء 
زق أيامك معايا يا ابني الله يرضى عليك عشان مرتكبش چريمة في البيت دا كل و متعلقش اللي احطه لك اتفقنا 
اتفقنا !
بعد مرور خمسة عشر دقيقة 
انتهى من تناول وجبته كاملة بكل أسف خرجا من المطبخ سويا بعد أن انتهى دور كلاهما داخله كان فيصل ينظر لولده و هو يقول بتحذير واضح 
اوعى تقول لحياة إننا طلعنا طبقين صيني من النيش و كسرناهم ل تحطنا مكانهم دي قوية و تعملها
أنا عارفها.
رد أيوب مؤيدا و هو يجلس على الأريكة المقابلة ل التلفاز ثم قال
عارف
تابع بتذكر و قال
بس أنت كمان متقولهاش إني كسرت اللمبة اللي في المطبخ و أنا بحط الطبق احسن دي تعلقني مكانها 
أنت هتقولي دي قوية و تعملها
تابع فيصل بجمود مصطنع قائلا
و بعدين احنا خايفين ليه احنا اتنين و هي واحدة يعني احنا أكتر منها و رجالة 
صح معاك حق 
بس هي قوية و مفترية و ميقدرش عليها إلا ربنا 
صح معاك حق 
دا بس لو قلت لها هاخد طبق من النيش هتخلي أيامي اسود من السواد ما بالك بقى لما تعرف إني فعلا اخدتهم و كسرتهم كمان دا مش بعيد تخلي كل فصلة مني في مكان 
صح معاك حق
رد فيصل على نفسه و هو يرتشف آخر رشفات قهوته ثم قال
بس انا هخاف ليه أنا اول ما هشوفها هقولها يا حياة أيوب كسر طبقين من النيش و اقولها لها في المستشفى بحيث ضغط سكر علي عليها مرة واحدة يعملوا معاها اللازم .
يتبع

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات