الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الالحادي عشر لـ الفصل العشرون

انت في الصفحة 3 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز

عابد كان يخفف من حزنها معللا أنها مادامت بخير لا داعي للقلق تركت جميلة السکين وقالت بخفوت 
احنا ملناش دعوة بكلام ابو رامي وحتى لو أنت لسه مراته فعلا قضية خلع من اتنين جنيه ونرميهم بطول دراعنا ولو فاكر إن هو راجل ف احنا ارجل منه ولو على المحاكم احنا ننام على السلالم ونرمطهم فيها احنا اه عايشين في فلل وبيتقالنا يابيه وباشا بس احنا اصلا غجر ولينا في المشاكل
لم تستطع ربى كبح ضحكاتها أكثر من ذلك 
على حديث جدتها تعشق كلامها وطريقتها في التعامل مع الآخرين تابعت ما تفعله لتنهي الوجبات قبل الآذان دام الصمت لثوان ثم قالت ربى بتردد 
تيتا أنا عاوزة اروح عند تيتا ولاء 
روحي يا حبيبتي 
لألأ لأ خلاص مش عاوزة 
مالك يا روبي مترددة ليه 
طأطأت رأسها أرضا وضعت جدتها أناملها أسفل ذقنها ثم رفعت وجهها لها وقالت 
أنا مكسوفة اوي ياتيتا مكسوفة اشوف نوح ويفتكر اللي حصل ومش عارفة كمان مين يعرف غيره ولا عارفة هما هيتقابلوا معايا ازاي 
دي عيلتك يا روبي وبيحبوك متتصوريش كانوا هايتجننوا عليك ازاي لما رحتي فرنسا وخصوصا ولاد عماتك وولاد عمك روحي ياقلبي ولو حسيتي إنك مش محبوبة هناك تعالي لبيتك هنا تاني مع إني اشك إنهم يقابلوك وحش اصلا
وقفت ربى عن المقعد وخي تنضف كفيها في بعضهما البعض رفعت جدتها بصرها إليها وقالت 
على فين 
ردت ربى بحماس 
هاروح افطر معاهم واعملهم مفاجأة
ابتسمت الجدة بسعادة لسعادة حفيدتها وقالت 
روحي يا حبيبتي وابسطتي بس اوعي تنسي مكانك الأصلي ولا تنسي حضننا
طبعت قبلة عميقة طويلة على خدها وقالت
مستحيل يحصل يا احلى تيتا جميلة في الدنيا سلام عشان يادوب الحق اوصل
بعد مرور ساعتين 
كانت تقف على اعتاب باب شقة جدتها ولاء تقدم ساق وتؤخر الأخرى كان الأحفاد يركضون هنا وهناك ليعدون وجبة الإفطار بينما كانت عمتها فيروز جالسة تسرد لهم عن مغامراتها مع السلطان أما صبا تشاكسها بحديثها وتطلب منها أن تزوجه بأخرى حالة من الصمت الشديد كانت تسود المكان ما إن تحدثت ربى قائلة بخفوت 
عاملين إيه 
حالة من الهرج واامرج حدثت بين أفراد العائلة وهم يتدافعون ليصافحوها بحبور كانت مترددة في بادئ الأمر ولكن بعد حفاوة استقبالهم عادت كفرد من أفراد العائلة من جديد خرج والدها من شقته على إثر الضجة التي حدثت فجأة وجدها تقف بين عماتها توزع قبلاتها الحانية خرجت من حضن عمتها متجهة لأبيها محتضنة إياه بقوة شديدة وقالت بنبرة تملؤها الاشتياق 
وحشتني يا بابا
ربت على ظهرها بحنو وحب مرددا بخفوت كلماته وتعبيره عن اشتياقه هو ايضا لها وبعد استقبالهم الحار لها طلب منهم أن يتابعون مايفعلونه أما هي جلست في حضن ابيها في شقتهم تتحدث معه عن خجلها الشديد لمواجهة الجميع بعد أن علموها أنها تعاني من مرض نفسي رد باسما وهو يضع ڼصب عيناها بعضا من الادوية المضادة للأكتئاب وقال 
مين قالك إننا مرتاحين نفسيا كلنا مرضى نفسيين وانا اولهم اهو بتعالج من اكتئاب ودايما بروح للدكتور ياحبيبتي المړض النفسي مش عيب هو مرض زي أي مرض بل بالعكس اهم واخطر من اي مرض عضوي كلنا متأذين نفسيا من أقرب الناس لينا بس بنحاول نعدي ونتجاوز الحاجات الصعبة دي عشان نقدر نعيش ماتبصيش وراك واتعلمي من اللي حصل لك وخدي درس درس قوي كمان
طالعته في صمت تام بينما هو تابع حديثه وتحفيزه لها على تجاوز هذه المرحلة من حياتها عاجلا وليس أجلا
بعد آذان المغرب بساعتين تقريبا
وضع نوح رأسه على فخذ جدته يتحدث معها يمازحها ويشاكسها أما هي تتدلله ليرضى عن احفادها مسدت بيدها المجعدة علي ظهر يده وقالت بنغج 
نوح يا نوح ياقلب ستك 
ادخلي في الموضوع على يا ستي
ضړبته على ظهر يده وقالت بجدية 
نوح قوم اشتري الحاجة عشان نلحق نعمل الكحك فاضل أسبوع على العيد ولسه معملناش حاجة في البيت 
أنا مش هشيل الليلة لوحدي ياستي خلي ولادك يشيلوا معايا
وهو أنت اللي بتشيل دا معاشي ياواد يلا قوم بقى 
معاشك إيه ياستي معاشك بتاخدي يوم واحد بيخلص يوم اتنين اسكتي خليني ساكت وولادك البنات عاملين زي ما يكون أول مرة يلاقوا أكل 
دا لولا إننا في رمضان كانو افترسوا الأكل ليل نهار دول خايفين يسيبوا حاجة لبكرا لحد يقولوا عليهم مأكلوش ساعة يا حرام
بس يا واد ملكش دعوة بعماتك فين ابوك وعمك  
قعدين جوا بيحلوا مشكلة الشرق الاوسط 
ايه ! 
قصدي بيتكلموا يا ستي 
طب ناديهم
بعد مرور عدة دقائق 
خلاص يا أمي بدل ما تعملي وتبهدلي البيت أنا هبعت اشتري جاهز
لا يا عابد بتاع البيت له فرحة تانية 
خلاص يا ماما شوفي عاوزة مننا إيه بالظبط وأنا هابعت نوح يشتري 
مش طالبة كتير كنت ناوية حاجات كدا على القد نوح ابنك عمل حسبته وهو يعرفك 
بابا كل الحكاية لحد ما تيتا تقول خلاص مش عاوزة حاجة تانية 10 الف جنيه و بتاعت فطرة العيد اللي لب وفول وبونبوني
كم يا خويا !!!
10الف و يابابا
مش معايا انا فكة دلوقت يا نوح ادفع ياعابد وابقى احسبك بعدين
خلاص يا نوح هات الحاجات وقولي حسابك كله كام وابقى ادفع لك
اتبري منهم ياستي واحنا في العشرة الأواخر كدا عشان الدعوة تستجاب
ربتت على ظهره وقالت بحزن لحزنه 
متزعلش نفسك يا اخويا وحياتك لاخد لك حقك
بعد مرور يومين
كانت ولاء تختم صلاة العشاء بينما خرج نوح من حجرته وقال بمرح 
يلا يا ولاء أنا جاهز
وقفت عن مقعدها وتحاملت على نفسها ثم قامت بسحب حقيبة بلاستيكية بها دوائها وضعت يدها في حفيدها وغادرت البيت استوقفها عابد متسائلا بفضول 
على فين كدا يا أمي  
نوح هياخدني الحسين نسهر ونتسحر ونصلي الفجر وهنيجي على مش هنتاخر 
طب يا حبيبتي مش محتاجة حاجة 
ردت بتذكر وهي تبسط كفه له وقالت 
اه فاتورة الكهربا جت الشهر دا ب 1500 هات 750
هبط مالك وقال بجدية مصطنعة 
أنت لوحدك سحبت كهربا ب 750 ليه بتأكلها ولا إيه 
طبع قبلة حانية على ظهر يد والدته وسألها بفضول وهو ينظر لحقيبتها البلاستيكة 
على فين يا أمي بشنطتك دي !
ردت بجدية وهي تسبه أمام ابنه سبابها اللاذع دون أن تعي أنه اصبح أب ويجب عليه أن توبخه بينها وبينه وليس علنا أمام ابنائه ولكن ما الفائدة وهي تنفذ ما في رأسها لم تكترث لطلباته وقالت 
يلا عاوزة امشي هات 750 حق الفاتورة 
طب عابد وبيقعد عندك على طول انما أنا بقى ادفع ليه ! 
عشان ولادك بيقعدوا عندي وأنت إيه وولادك إيه 
خلاص خلي نوح يدفع 
ملك دعوة بنوح دا غلبان ومش لاقي يأكل
ربت نوح على كتفها بحنان ثم قال بامتنان 
ربنا يخليك لينا يابركة
رد والده وقال بنبرة مغتاظة 
حنن يا اخويا ما هو أنا كدا موعود دايما
تابع بجدية قائلا 
ماما أنا لسه هاقبض خليني الشهر الجاي ولا اللي بعده وبعدين هنروح من بعض فين يعني
أومأت

انت في الصفحة 3 من 38 صفحات