السبت 30 نوفمبر 2024

رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الالحادي عشر لـ الفصل العشرون

انت في الصفحة 37 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز

لباطنها وقال 
بقالك قد إيه عارفة الخبر  
شهرين 
يا قاسېة شهرين كاملين وأنا معاك في نفس البيت ومش عارف !! 
مكنش في نبض وكنت خاېفة يكون إجهاض منذر بسبب الدم اللي بس الحمد لله عدت على خير وطلع دا كله طبيعي عشان الحمل لسه في أوله
ختمت حديثها قائلة بسعادة غامرة 
النهاردا سمعت صوت البيبي مش هاتصدقني يا امجد لو قلت لك إن دموعي نزلت من غير ما احس وحاجة في منتهى الجمال سألت نفسي أنا ازاي كنت عاوزة احرم نفسي من النعمة دي كدا بسهولة 
أنا آسف أنا السبب يا روحي بس اقسم ما في حاجة في نيتي غير خۏفي عليك مش اكتر 
يمكن دا اللي خلاني افضل حاطة خبر حملي شهرين ومش قادرة افرح ولا افرح اللي بحبهم بالخبر غير لما اتأكد إن كل شئ تمام عشان ما اكسرش فرحتهم بيا
حاوط ذراعيها حول رقبته وقالت بغنج بالغ 
من هنا ورايح تحضر أكلك بنفسك وتهتم بالبيت وكل حاجة
حملها بين ذراعيه كأنها دمية فقدت الكثير من وزنها كان يظن أنها تتبع حمية معينة جعلتها تخسر هذا الوزن ولكن الآن اكتشف السبب سار بها تجاه المائدة وهو يقول بجدية 
وعلى ثغره إبتسامة واسعة 
من هنا ورايحة مافيش أي حاجة هاتهم بيها غيرك وبس 
طب وشغلك  
ندي له جزء صغير من الإهتمام والجزء الأكبر لست البنات وست قلبي .


سلطان أنت شكلك حلو اوي في البدلة دي بلاش تروح احسن 
ليه خاېفة عليا من الحسد ! 
حسد إيه بس دا أنا زعلت مع عابد اخويا مخصوص عشان اعرف اموت بنته
خلاص عندي حل حلو يريحك من البنات اللي بتبص لي 
قول و اكسب فيا ثواب 
اتجوزهم عادي و هما ها يبعدوا عنك خالص
تعال اشبع حبك اشبعك دالال تعال تعال يا ابن الحلال 
بقلك إيه ياسلطان لوخايف على عمرك كمل اللي باقي من عمرك ساكت مبتتكلمش عشان كلامك بيعملي حساسية وكشرة نفس
مشاجرة جديدة بين سلطان و فيروزته ولكن اليوم مختلفة كليا اليوم ليلة زفاف ابنها الوحيد انتظرت طويلا هذه اللحظة حتى كادت تجزم أنها لن ترأها طلب صهيب من خاله اتمام زواجه قبل السفر هذه المرة انتظر حتى عاد عابد لكامل صحته وهاهو الآن ينال مكافأة انتظاره أما والده مازال يعمل على إغاظة فيروزته يعشق تحولها وغيرتها المچنونة عليه وهي لا تحرمه حقا من هذا الجنون انتهى الأمر بهما بكلمة منه وعناق ثم قبلات رقيقة توزع على مناطق متفرقة من الكف والوجه وهو يبدي الندم الشديد.
داخل قاعة حفل الزفاف 
كانت تتراقص معه على أنغام الموسيقى الهادئة إبتسامتها لا تختفي أبدا يضمها لصدره بين الفنية و الأخرى ليؤكد لنفسه أنها بالفعل بين يده أما ربى كانت جالسة جوار عمها تتداعبه و تغازله تسخر من هذا وذاك وتدوي ضحكاتها المكان بسبب كلماته الساخرة على عائلته أما الجدة كانت في عالما آخر عالم حزين يضيق صدرها كلما رأت فتاة بفستان زفافها وحفيدتها مازالت كما هي تجاوزت السادسة والعشرون منذ أيام قليلة ولم يأتي إليها شاب يتقدم لخطبتها حتى حفيدها التي تجاوز الثاني والثلاثون مازال ابله معلنا حالة الصمت التي على مايبدو لن تنتهي هذه الفترة ارتسمت على ثغرها إبتسامة خفيفة لتساير الأمور وتشعرهم أنها بخير ولكن هي من الداخل تبك حزنا وقهر 
تزوج مراد وبعده صهيب وصبا وتقدم شاهين لخطبة إحداهن حتى ملك التي كانت رافضة الزواج تزوجت و خلال أشهر قليل ستصبح أما جميلة ماذا بعد لماذا يرفض التقدم إليها لماذا يسير خلف صوت عقله آآآه يا نوح لقد سئمت من صمتك هذا أنا جدتك وأعلن أنني كدت اصړخ بوجههك لتفعل ما يريده قلبك وليس عقلك .
وقفت العروس رافعة باقة الزهور لتلقي بها للفتيات استدارت بجسدها كله فجأة ثم ركضت تجاه أختها التي كانت تتحدث بجانب أذن جدتها مدت لها الباقة واحتضنتها بقوة ثم قالت بسعادة حقيقة 
عقبالك يا روحي 
حياتي أنت

بعد زفاف صبا وصهيب بساعة تقريبا عاد عابد وجلس مع والدته بعد أن طلبت منه الإنفراد يعلم مالذي تريده لكن ليس بيده شيئا سوى المحايلة حتى لا يزعجها لكن اليوم يجب أن يضع النقاط على الحروف ليعرف الجميع من هو ومن تكون ابنته 
كل الولاد اتجوزت إلا بنتك ياعابد راسها جزمة قديمة طالعة لك
ردعابد ضاحكا وهو يتناول يد والدته وقال مؤيدا حديثها قائلا 
في دي معاك حق بس يعني اللي اتجوزا خدوا إيه ماعندك العيال كل ما بنقول عقلوا نلاقيهم اجن من الأول 
وإيه يعني ما هو دا سنهم سبهم يدلعوا ويتبسطوا ولا عاوزهم يبقوا نكدين زيك  
لا ازاي يدلعوا طبعا 
طب إيه مش هتحن على نوح وتجوزوا البت  
أنا بردو اللي احن يا أمي خليك حقانية وقولي الحق أنت بنفسك شفت أنا كنت سهل وسبتهم ياخدوا القرار من غير اي تتدخل مني عشان محدش يقول إني مش عاوزه بس هو عمل إيه راح يقولها أنا خاېف اكمل ونسيب طب أنا بنتي تعمل إيه تاني اكتر من اللي عملته معاه سابته براحته واتعاملت معاه زيه زي أي حد من ولاد عمها وعماتها هو عمل إيه بقى ساب لها البلد ومشي تروح وراه بقى هي ولا تميل على ايده تبوسها عشان يتجوزها مش فاهم أنا بجد أنا بنتي مش تعباني في حاجة يا أمي عايشة معايا ملكة بتأكل وتشرب وتشتغل وكونت نفسها في سن صغير الجواز والارتباط دا مش مهم عندي لأنه نصيب يجي وقت مايجي ولو مجاش مش مشكلة نهائي أنا لو مت ھموت مرتاح عشان مطمن على بنتي إنها مش هتحتاج لحد صحيح اخواتها اتجوزوا وكل واحد عايش في بلد بس يكفي إنها هتبقى وسط عيلتها هيحبوها ويخافوا عليها 
ياواد مش قلقان على بنتك اخوات مين اللي هيسألوا في بعض الدنيا تلاهي وبتاخد الواحد من نفسه متضحكش على نفسك ياعابد بعد عمر طويل بنتك هتفضل بطولها 
خلاص يا أمي أنا هاخد ربى من ايدها وابوس ايد نوح عشان يتجوزها ولا ليه هنزل اعلان في الجرايد واقول عروسة حسنة المظهر تبلغ من العمر 26 سنة تريد الزواج !! 
بتتريق عليا ياعابد  
العفو يا أمي بس كلامك دا مش منطقي ابدا وخلينا إن اخواتها طلعوا جاحدين ومسألوش هنعمل إيه ادي الله وادي حكمته ووقتها هي كمان الشغل هينسيها نفسها بردو
في الساعة الثانية ليلا من نفس اليوم
كانت ربى جالسة مع جدتها في منزلها تتناول وجبة العشاء هبط نوح وبين يده صحنا من الواجبة المفضلة لديها وضعها جوار الطعام الذي تتناوله وقال 
كلي دي ياستي دي اللازنيا اللي بتحبيها
ردت بنبرة حزينة وهي تعيدها قائلة 
ربى عملت العشا خلاص وعملتها لي بردو اقعد اتعشى معانا
جلس نوح رغم جفاء معاملتها لكنه تجاهلها تماما فهو يعلم جدته ذات قلب أبيض ولن تغضب منه كثيرا وقفت ربى عن مقعدها متجهة نحو المطبخ عادت سريعا وهي تضع الصحن الفارغ أمام نوح وقالت
36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 38 صفحات