السبت 23 نوفمبر 2024

رواية فيصل العاق للكاتبة هدى زايد

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

حياة حين استمعت لوصيتها حركت رأسها علامة النفي و قالت
دي أمانة كبيرة مش قدها يا شادية قومس بالسلامة وربي ابنك بنفسك
لاحت شبح إبتسامة ساخرة بلعت ريقها ثم قالت 
أنا خلاص ماشية يا حياة و ابني أمانة في رقبتك
في المساء
ذهب فيصل إلى المشفى بعد توسلات من حياة بأن ينفذ رغبة شادية الأخيرة ظن أنها تبالغ لكن عندما ذهب تأكد من حديثها جلس مقابلتها على المقعد الخشبي استمع لها حين قالت
سامحني يا فيصل
طال النظر في وجهه ينظر لها بتيه سألها بنبرة مخټنقة و قال
اسامحك !! مش عارف صعب عليا ليه مع إني بسامح الكل حتى اخواتي بس يمكن مش قادر اسامحك عان أنت وجعتيني أكتر منهم وجعك ليا فوق طاقة تحملي
فرت دمعة من محبسها مسحها بسرعة فائقة و هو يتابع بجدية 
ربنا هو اللي بيسامح يا شادية 
نظر لها و قال 
هدعي لك ربنا يخفف عنك عذابك انما اسامحك صعبة صعبة اوي عليا .
بلعت لعابها بصعوبة بالغة ثم قالت 
خلي ابني هو اللي يقف على غسلي و ينزل معايا قبري و ياخد عزايا
سقطت دمعتها و هي تقول
أنا مليش بعد ربنا غير ابني و دي خدمته الأخيرة ليا.
غادر فيصل المشفى بعد أن استمع للوصايا العشر منها جلس داخل غرفته شاردا في ذكرياته معها منذ أن تعرف عليها حتى هذه اللحظة سقطت دمعة من عيناه مسحها بسرعة قبل أن يرأه أحد ولجت حياة و قالت بهدوء
العشاء جاهز يا فيصل
حرك رأسه علامة النفي و قال 
مليش نفس يا خياة اتعشي أنت و أيوب وخ...
بتر حديثه رنين هاتفه نظر له بتوجس ما أن علم أنه رقم المشفى التقط الهاتف بتردد في بادئ الأمر لكنه استجمع قوته و ضغط على زر الإجابة قائلا بجمود مصطنع 
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ايوة أنا فيصل خير !
اطبق على جفنيه ثم قال 
إنا لله و إنا إليه راجعون حصل إمتى ! حاضر جاي حالا .
شادية ماټت يا فيصل مش كدا !
اردفت حياة عبارتها بمرارة و هي تحاول بشتى الطرق كتم دموعها بينما كان هو يحاول التماسك قدر المستطاع لم يكن هذا الوقت المناسب للإنهيار بدل ثيابه على عجل 
ثم خرج من غرفته اتجه حيث غرفة ولده 
كان جالسا على حافة فراش يلون في دفتره 
جلس جواره فيصل و قال بجمود 
أنت راجل مش كدا !
اه راجل حضرتك دايما تقولي خليك راجل و أنا اهو راجل 
النهاردا هيبان أنت راجل و لالا
سأله أيوب بعدم فهم و قال
يعني إيه !
أجابه بجدية دون أدنى مقدمات 
أمك ماټت خلاص راحت و مش راجعة تاني
اتسعت أعين أيوب و هو يستقبل خبر ۏفاة والدته ترقرقت الدموع في مقلهو فرت دون تحكم لكن منعه فيصل و هو يجفف له دموعه قائلا بجمود 
مش وقت دموعك
قبض على ذراعيه برفق وتابع بجدية قائلا
اعمل حسابك إن الدنيا حطتك في أول اختبار و خد من دا كتير في حياتك قبل ما تقعد ټعيط زي الستات اجمد و خلص المطلوب منك و بعدها اقفل على نفسك و عيط براحتك انما دلوقت أنت لازم تقف على غسل أمك و تنزل معاها قپرها دي وصيتها ليك خدمة أخيرة هتقدم لها .
بعد مرور عدة ساعات
وقف أيوب على سلالم درج القپر و قبل أن يهبط مع والده استوقفه جده قائلا
يا ابني الواد صغير و اللي أنت بتعمله دا غلط عليه !
نظر فيصل لولده الذي تبادل معه النظر ثم هبطا الأثنان كانت أقدام الصغير تتخبط في بعضهم البعض لأول مرة يتعرض لموقفا كهذا 
أما فيصل ف كان في عالما آخر ظل ينظر للكفن الأبيض و الدموع تتجمع في مقله 
نظر لابنه و قال بصوت مبحوح 
سامح أمك يا أيوب 
على إيه ! 
على اللي وصلتنا له دلوقت
رد أيوب دون فهم و قال
مسامحك يا ماما .
وصل صوت والده لمسامعه آمرا إياه بالخروج 
صعد أيوب بينما بقى فيصل نظر لها و قال بنبرة مخټنقة 
حاولت أأقسي قلبي و اقول مش مسامحك معرفتش ضعفت هنا لسه بتعرفي تأثري عليا 
حتى و

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات